خرج كوجا من منزل ليزابيث مباشرة بعد خروج مالكته منه....و كاد أن يفقد صوابه مما صار يحدث له مؤخرا...إنه حتما يرى مايا كفأل شر منذ أول وهلة التقى بها...تعقدت الأمور عليه تماما
" أنا حتما علي الرحيل من هذه المكان....أشعر و كأن الجميع يتآمرون علي....لا بد أنهم يخططون للايقاع بي...حتى تلك الرئيسة هي حتما تخفي سرا ما "
في تلك اللحظة بعد أن سيطر الشك على بطلنا....قام كوجا بارتداء القبعة المصحوبة ببذلته..ثم راح يسير خطوات سريعة آخذا طريق ما عدا الطريق التي أتى منها....محاولا الهروب من مدينة إزميليا
" سحقا...لقد كانت فكرة قدومي إلى هذه المدينة سيئة حقا.... "
ذاك ما قاله كوجا و هو يستدير يمينا يسارا خوفا من مصادفته لأي عضو من أفراد فيلق العنقاء
فراح يمشي بحرص شديد....

*خطوة....خطوة...خطوة*

حتى....

التقى بالذي أوقفه عن السير قائلا....

" أنت....إلى أين أنت ذاهب..."
وقد كانت نفسها رئيسة فيلق العنقاء....كانت نظرات الرئيسة صارمة جدا...و هي تنظر في كوجا بابتسامة غبية...يمكن لأي شخص أن يعرف أنها ابتسامة مصطنعة....
تراجع كوجا خطوات نحو الخلف....متظاهرا بالارتياح الشديد...فلم يكن عليه سوى أن يترك الأمور تسري كما ينبغي عليها أن تكون...فقال بهدوء محاولا كسب اطمئنان الرئيسة...
" أنت....أيتها اللعينة...الفندق الذي أرسلتني إليه...لم أرى مثيلا له من قبل "
أجابت الرئيسة :
" همم ؟ فندق ؟ أي فندق تقصد ؟ "
رد كوجا :
" لم تكوني صاحية أنذاك أليس كذلك ؟ أنت حقا مخبولة...."
قامت الرئيسة بفرك رأسها بهدوء....قائلة :
" لا أدري عن ماذا تتحدث....على كل حال أين كنت البارحة...؟ أتمنى أنك لم تقم بأي شيء تافه "
تنهد كوجا قائلا :
" آه...لا أدري كيف أقول ذلك....لقد بت في منزل فتاة "

" همم ؟ منزل فتاة فتاة ؟ كيف حدث ذلك ؟ "
شرح كوجا ما حدث معه للرئيسة...مواصلا تمثيله ذاك الذي يبدو أنه انطلى على الرئيسة
" على كل حال...أين تلك الغبية ؟ هل أحضرت الصغيرة صوفي ؟ علي الرحيل فور استجوابها...تماما كما وعدتك "
أجابت الرئيسة على سؤال كوجا قائلة :
" لا...ليس بعد....لكنني أرسلتها اليوم صباحا من أجل احضارها إلى هنا "
فجأة تحركت الرئيسة ببطء مغادرة المكان قائلة :
" لدي الآن اجتماع خاص....يتوجب علي حضوره....إياك أن ترحل حتى أعود....فهناك ما أريد أن أريك إياه "
" قلت اجتماع ؟ بذكر ذلك... يبدو أن تلك الفتاة كانت ستحضر اجتماعا ما أيضا...أي نوع من الاجتماعات ستحضرين أيتها الرئيسة ؟ "
" اا..اه انه اجتماع العمالقة الذي يقام كل سنة..."
تعريف :
اجتماع العمالقة هو اجتماع يضم كل النبلاء وأصحاب السلطة...هدفه القيام بهدنة سلمية لمدة شهرين في كل سنة....حيث يمكن لأي شخص من القارة التجوال و القيام بأي شيء يريده كأي مواطن سواء كان صائد مجرمين او عميلا من المنظمة....أو قاتلا خاصا...مدة الهدنة هي شهرين كاملين....فتم تسمية الفترة السلمية التي تقضيها القارة بربيع الأرض الغامضة.....يحضر هذا الاجتماع كلا من :

-رواد المنظمة الخاصة
-النبلاء الداعمين لقوات صائدي المجرمين
-النبلاء الداعمين للمنظمة الخاصة
-الاتشيزورس
-أكابر عشيرة زيروسا
-بعض رؤساء فيالق صائدي المجرمين
الأتشيزورس كلمة لاتينية تعني القضاة....هي فرقة مكونة من سبعة أشخاص لا يخضعون لأحد...و لا ينفذون أوامر أحد...يفعلون ما يريدون وكيفما يريدون دون ردع من أحد....وعصيانهم يعني خراب القارة...لهذا يخشاهم كل من على الأرض الغامضة حتى أكابر الجيش و أكابر المنظمة....لا يظهرون وجودهم أبدا إلا في الاجتماعات الرسمية....أما بالنسبة لقوتهم فلا ندري شيئا عنها....من يكون هؤلاء يا ترى حتى يخضع لهم الجميع يا ترى ؟
عشيرة زيروسا التابعة للأرض الغامضة: هي واحدة من فروع عشيرة المجرمين التي تسمى بزيروسا...يمكننا تصنيف هذه العشيرة على أنها الأكثر نفوذا في العالم بين جميع عشائر المافيا .... نعم ، إنها رقم واحد بلا منازع....تليها عائلة المافيا أنطوان نوسترا ، التي تسيطر على معظم ولايات الجمهورية الزرقاء...وفي المرتبة الثالثة بين عشائر المافيا ، عشائر الياكوزا اليابانية التي أصبحت بارزة منذ استيقاظ العالم الجديد.
عودة للقصة :

فجأة توسعت عينا الرئيسة و كأنها شعرت بالذعر للحظة
" مهلا....كيف هي مواصفات الفتاة ؟ "
أجاب كوجا قائلا :
" هممم...إنها فتاة طويلة و نحيلة....ذات شعر أحمر طويل يصل إلى خصرها.....ممم أعتقد أن اسمها هو ليزابيث "
تغيرت ملامح الرئيسة بعد سماعها لاسم الفتاة...فاقتربت بسرعة من كوجا ممسكة إياه بقوة قائلة :
" أيها اللعين...كيف كانت طريقة كلامك معها ؟ هل قمت بإغضابها ؟ هل كنت فظا معها ؟ "
...قام كوجا بدفع الرئيسة بقوة قائلا بغضب :
" م...ما الذي جرى لك فجأة ؟ لا لم أفعل شيئا يغضبها "
تنهدت الرئيسة بعد أن تملكها الغضب للحظة....يبدو و كأن الرئيسة تعرف جيدا من تكون هذه الفتاة....كان كوجا يبحث فقط عن الفرصة المناسبة للهروب....بعد أن سئم من التمثيل
واصلت الرئيسة حديثها بهدوء :
" يبدو أنه قد قدّر لكما الالتقاء هناك....إذا لا داعي لأعرّفكما ببعضكما البعض....و الآن علي الرحيل....كما قلت لك سابقا.....لا تذهب إلى أي مكان حتى أعود من الاجتماع "

صمت كوجا للحظات....و فجأة استدار معطيا الرئيسة ظهره.....بعد أن قرر مصارحة الرئيسة قائلا :
" لا داعي لذلك....فأنا راحل الآن....أشعر بالقشعريرة و أنا في مكان كهذا....كما أنا حدسي القتالي لا يكاد يتوقف عن وخزي...و كأن الخطر محدق بي من كل الجهات....سأعود إلى المنظمة من أجل تصحيح سوء التفاهم الذي حدث...أشكرك على إعطائي هدنة و انفتاحك معي رغم أنني ألحقت الأذى بقوات صائذي المجرمين العديد من المرات....-بضحكة- و ربما قمت بقتل العديد من رفقائكم من قبل......."
.....
.....

أوقفت الرئيسة كلام كوجا مقاطعة إياه...بعد أن قامت بالضغط على قبضتيها بقوة كبيرة....هل أشعرها كلام كوجا بالغضب بعد أن كانت هادئة تماما ؟ لا ندري بالضبط لكن وجهها بدى و كأنه يتم سحقه أو ما شابه بعد أن ظهرت تلك التجاعيد عليها....و بعد أن توسعت عيناها....بابتسامة عريضة تعلو وجهها....و كل ذلك صنع وجها غبيا للغاية
فقالت و هي تضغط على أسنانها في نفس الوقت :
" آه....هل تظن أنني راضية بوجودك في هذا المكان ؟....و كأنني سامحتك على ما فعلتموه أنت و رفقائك الحمقى....أنت أيها الغبي مصدر ازعاج.....لما لا تبقى و تغلق فمك اللعين ذاك...آه ؟ "

زاد توتر كوجا....رغم أنه لم يفهم شيء....فذاك....زاد من الأمور تعقيدا فقط...فتراجع خطوات نحو الخلف بعد أن شعر و كأنه يتم التآمر عليه....و كل ما مر به هو حتما فخ مدبّر...فصرخ بصوت عال...بعد أن شعر بالخطر

" أنت...من تكونين ؟ و من تكون صاحبة الشعر الأحمر تلك ؟ و ما الذي تريدونه مني أيها الملاعين ؟ هل تنوون النيل مني ؟ "

بينما كان كوجا يستشيط عضبا مخاطبا الرئيسة....فجأة امتلأ المكان بأكثر من خمسين مقاتل من فيلق العنقاء.... قدموا من كل الجوانب....محاصرين كوجا في المنتصف....فلم يجد أي ثغرة لكي يهرب منها

" كما توقعت....كان هذا مجرد فخ....أنتم تنوون الانتقام مني أليس كذلك ؟....حسنا...حتى أنا لن أتساهل معكم...."

في أقل من ثانية...تحرك أعضاء الفيلق بسرعة كبيرة مهاجمين كوجا من كل الجوانب....و قبل وصول الأعضاء إليه و النيل منه...قام كوجا بتحرير هالة الرايم....فزاده ذلك صلابة و مرونة....فراح يدافع عن نفسه بضرب كل من يقترب منه....استطاع النيل من أكثر من ثلاثين مقاتل...حتى أتت تلك اللحظة التي قام البقية بتثبيته فلم يستطع الحراك....فقامت جريشا (Grisha ) بضربه على بطنه بقوة كبيرة... و هي إحدى أعضاء الفيلق الأقوياء...فجعلته يفقد وعيه

تنهدت رئيسة الفيلق مغادرة المكان قائلة :
" قوموا بتقييده...و لا تسمحوا له بالمغادرة...عندما أعود سأقوم بتصفية الحسابات معه "
ثم التفتت نحو كوجا الذي أغمي عليه...و هي تنظر إليه بابتسامة شيطانية مواصلة حديثها قائلة :
" و أخيرا أتت تلك اللحظة التي انتظرتها طويلا.....ملاحظة لست الوحيد الذي يجيد التمثيل هنا "


يا ترى ما الذي كانت تخطط له رئيسة فيلق العنقاء ؟ و لما أمرت أتباعها أن يقوموا بالهجوم على كوجا ؟ هل تنوي معاقبة بطلنا على جرائمه التي ارتكبها ؟ و ما الذي كانت تقصده بكلامها الغريب ذاك ؟ هل حقا قامت الآن بنقض الهدنة السلمية التي بينهما ؟

اذا كان كل هذا يثير تساؤلاتكم....فتابعوا أحداث القصة...

2019/08/27 · 323 مشاهدة · 1201 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024