انتهى الاجتماع أخيرا...الاجتماع الذي كانت نتيجته سلبية تماما......ألغى السيد كاشيلو الإجتماع الدوري.....فرغم قدرته العالية على تسيير الاجتماعات....و حصوله على أرقى الشهادات المعترف بها و من أرقى المدارس....إلى أن ترويض مجموعة من المتخلفين عقليا....كان أمرا صعبا عليه للغاية.....لذلك اتخذ قرارا حكيما بإلغاء الاجتماع حتى يتفادى وقوع فتنة بين أعضائه.....
عاد الجميع أدراجهم والرهبة تملأ قلوبهم مما سمعوه من الأتشيزور ساتانيا....هل حقا يوجد مخلوق كذلك على أرض القارة ؟ لما قد تحيي المنظمة مشروعا ميتا كذاك ؟ هل من الحكمة ابلاغ هيئة الجمهوريات المتحدة بالأمر ؟ لا...بل فقط ما الذي تخطط له المنظمة الخاصة يا ترى...؟
وصلت الرئيسة لمقر الفيلق بعد الحديث الذي دار بينها و بين الأتشيزور ساتانيا.....و كأنهما كانتا تخططان لأمر ما...و أول من صادفته أمام المركز كان....نائبتها كاترينا...
بدأت نائبة الرئيسة الحديث قائلة :
" اوه الرئيسة ؟ لقد عدت باكرا هذه المرة....هل تسببت في المشاكل مجددا ؟ "

أجابت الرئيسة و هي تستشيط غضبا قائلة :
" ذلك الاجتماع....لن أحضره مجددا إنه حقا مصدر ازعاج "
لم تتعجب كاترينا كثيرا...فدائما ما ينتهي الاجتماع بطريقة غريبة و تلك ليست أول مرة تحدث فيها مشاكل أثناء الاجتماع الدوري...فسألت كاترين رئيستها مستفسرة عن الوضع
" اااه ؟ ما الذي حدث هناك بالضبط...؟ "
" آه...لقد تدخلت....السيدة ساتانيا هذه المرة "
ابتسمت كاترينا ابتسامة لطيفة...و هي تحدق في الرئيسة بفضول قائلة :
" ماذا ؟ ألم يكن الأمر متوقعا ؟ لقد خططتما لفعل ذلك...هل أنا مخطئة ؟ "
فجأة شعرت الرئيسة بنوع من الانزعاج....بعد أن فهمت ما جرى....
" أ...أيتها اللعينة هل كنت تتجسسين علينا ؟ "
تنهدت كاترينا واضعة يداها خلف ظهرها....ثم ابتسمت مجددا قائلة بهدوء....
" ماذا ؟ هل تعتقدين أنني لم ألحظ ذلك ؟ كما أنك قمت بإرسال كوجا إلى ذلك المقهى عن عمد....حتى تجعليها تلتقي به...هل كان ذلك جزء من خطتكما أيضا ؟ "

صمتت الرئيسة بضع لحظات...ثم استدارت معطية ظهرها لنائبتها كاترينا...و بنبرة باردة قالت :
"على كل حال بالحديث عن الحرف إبسيلون....أين هو ذلك الغبي ؟ "
أجابت كاترينا قائلة بهدوء :
" كوجا ؟ لقد قامت جريشا باحتجازه في غرفتها...تماما كما طلبت...."
تنهدت الرئيسة....ثم غادرت المكان متوجهة نحو إقامة فتيات الفيلق...فأوقفتها كاترينا قائلة بابتسامة :
" يا لك من قاسية يا رئيسة....فذلك سيحطمه تماما "


توقفت الرئيسة عن السير....بعد أن تباطأت خطواتها نتيجة ما قالته كاترينا.....فقالت بنبرة صارمة بعد أن التفتت إلى نائبتها

" قلت سيحطمه تماما ؟ أنا...أفعل ذلك لصالحه...بما أن الفرصة قد أتتني بنفسها هذه المرة بعد أن فقدت الأمل تماما في أولئك الأغبياء فلن أتردد في استغلالها....."

أجابت كاترينا بهدوء قائلة :

" فهمت....إذا...إفعلي ما بوسعك "

واصلت الرئيسة سيرها....متجهة إلى غرفة تابعتها القوية جريشا....التي قامت بضرب كوجا حتى أغمي عليه....و قامت بعد ذلك باحتجازه في غرفتها كما طلبت الرئيسة....و بمجرد وصولها إلى إقامة فتيات الفيلق سمعت صوت صراخ يأتي من غرفة تابعتها.............

" ف...فكّوا قيدي الآن....أيها الحثالة....إذا كنتم تريدون قتالي فأنا جاهز لذلك....فكوا قيدي و سأقاتل أهل هذه المدينة اللعينة واحدا تلو الآخر "

وكان ذلك صوت كوجا بالطبع....الذي كان يستشيط غضبا.....

" مزعج حقا....هذا الشخص مزعج للغاية "

و ما إن قامت الرئيسة بفتح باب الغرفة....رأت كوجا مقيدا بسلاسل حديدية...جالس على كرسي حديدي مثبت

" جريشا....تلك الحمقاء قد بالغت في الأمر كثيرا..." و ذاك ما قالته الرئيسة بعد أن رأت كوجا في تلك الحالة السيئة

صاح كوجا بصوت عال عند أول وهلة رأى فيها الرئيسة....فقال مخاطبا إياها و هو ثائر

" لقد أتيت أخيرا.....ما الذي تريدونه مني ؟...لما لا تقومون بقتلي فحسب ؟ "
إتكئت الرئيسة على جدار الغرفة....ثم قامت بإشعال سيجارة....بعد ذلك تنهدت قائلة :
" هلاّ صمت قليلا ؟ إن صراخك مزعج حقا..."

ابتسم كوجا ابتسامة عريضة توحي بغضبه الشديد الذي تملك أعصابه فصرخ مجددا...قائلا :
" فلنخض قتالا عادلا....فكّي قيدي بسرعة.... "
فجأة...و بعد أن شعرت الرئيسة بالغضب الشديد....قامت في تلك اللحظة بلكم حائط الغرفة بقوة.... فانغرست قبضتها في داخله....يبدو أنها انزعجت من كوجا كثيرا....
ضغط كوجا على أسنانه بقوة....و لم يستطع مواصلة مشاهدة الرئيسة دون فعل شيء....لكنه قرر أن يهدأ قليلا و أن يستمع إلى طلبات الرئيسة قائلا :
" كلّي آذان صاغية...ما الذي تريدينه مني ؟ "

تنهدت الرئيسة....ثم استجمعت قواها....وكأنها لم ترغب بفعل ما كانت على وشك فعله....لكنها أعادت التفكير مليا في تلك اللحظة....و تجاوزت مخاوفها....فقامت بإخراج جهاز التسجيل الذي سلمته لها الأتشيزور ساتانيا

"....."

فتوسعت عينا كوجا بمجرد رؤيته له فقال :
" هذا...."
فواصلة الرئيسة الحديث بدل منه قائلة :
"نعم....هذا جهاز تسجيل خاص تم ابتكراه مؤخرا منذ مدة ليست ببعيدة....فحتى المنظمة الخاصة نفسها لا تملك العديد من هذا الجهاز المتطور الذي لا يمكن نقل بياناته إلى أي جهاز آخر....كونه مزود بتقنية تشفير البيانات....و من المستحيل فك تلك الشفرة....لهذا لا يمكن التلاعب ببياناته الصوتية مطلقا "
قال كوجا بتوتر :
" و لما تقومين الآن بتعريفي بجهاز أملك مثله في منزلي ؟ "
أجابت الرئيسة بهدوء :
" أنا....اقوم بتذكيرك فقط....من أجل تهيئتك لما ستسمعه الآن...."
أدارت الرئيسة رأسها نحو الجهة الأخرى....بعدما تملكها التوتر....ثم قامت بتقريب الجهاز من أذن كوجا
و بعد
1
2
3
قامت بتشغيل الجهاز....ليسمع كوجا كل ما دار في الاجتماع.....سمع الكلام الذي قاله النبيل المعارض لنظام المنظمة....سمع كل ما دار بين ساتانيا و رئيس المنظمة....و استنتج من تكون الأتشيزور ساتانيا....لكنه لم يهتم بذلك....فكل ما كان يجوب عقله هو....

قال دمروا قارة أفريكانيا ؟ هل ذكر ذاك الشخص القارة التي انتمي اليها ؟


لم يستطع كوجا تصديق ذلك....
فتذكر كل ما حدث معه...كل ما قام به من أجل المنظمة....لا هذا مستحيل....لما علي سماع ذلك الآن....لما كل هذا فجأة ؟ من المستحيل أن يكون هذا صحيحا...هذا....

" هذا....هذا....حتما مفبرك....أليس...كذلك ؟ "

فجأة في تلك اللحظات دخل إلى غرفة جريشا شاب قصير القامة يرتدي نظارات كبيرة يحمل تحت إبطه حاسوب محمول....و بكلمات باردة خاطب كوجا قائلا :
" مفبرك ؟ هل تتغابى علينا أم تتغابى على نفسك ؟ فأنت تعلم جيدا ما يعنيه جهاز السمارت ثري ريكوردر smart 3 recorder....تقبل الأمر فقط أيها العميل إبسيلون "

إن هذا الشخص هو نفسه النت دوغ Net DOG أو بالأحرى الشخص نفسه الذي ساعد مايا على تحديد إحداثيات منزل كوجا....بعد أن قام بمساعدتها بخفية عن الرئيسة....عبقري حواسيب و صائد مجرمين محترف

" م...مستحيل أن أصدق مجرد كلمات في جهاز....هذا ليس دليلا حتى " ذاك ما قاله كوجا....و جسده لا يكاد يتوقف عن الارتعاش....
و عيناه متوسعتان لأقصاهما من شدة الذعر....تنهد النت دوغ قائلا :
" عرفت أنك لن تصدق ذلك بسهولة...."
فقام بفتح حاسوبه المحمول....موجه شاشته نحو كوجا مواصلا حديثه قائلا :
" أنظر إلى هذا....عندما اخترقت نظام منزلك لاحظت هذا الأمر....."
ثم أشار النت دوغ إلى أعلى الشاشة مواصلا كلامه قائلا :
" هذا مخطط للشبكات الموصولة بشبكتك المعلوماتية....و أيضا بالأسفل...هذا المخطط هو مخطط الوصلات الهاتفية....حيث نلحظ أن جميع المكالمات التي تقوم بها يتم التجسس عليها و يمكن تحويلها بكل سهولة "
فجأة...ما إن ضغط النت الدوغ على أحد أزرار الحاسوب المحمول....صدر صوت شخص ما منه و كان يقول كالآتي :
-ألو سيدي الرئيس....لقد قام العميل إبسيلون بالتواصل مع أحد معارفه مجددا فيما يخص القارة المنسية...ما العمل ؟
-الطرف الآخر : قوموا بمقاطعة كل ما يصل العميل من رسائل إلكترونية....و استمروا في مراقبة معارفه الواحد تلو الآخر...و لا تنسوا مراقبة كل تحركاته....لا تدعوه يعرف حقيقة ما حدث لتلك القارة مهما حدث..

ثم توقف صوت التسجيل فجأة....شعر كوجا بذعر أكبر فقال بصوت جد متردد....

" الصوت الأول كان ل....زاكي ؟ مستحيل....هل كان....زاكي يتجسس علي كل ذلك الوقت ؟ زاكي هو....أول شخص اتصلت به من أجل مساعدتي على معرفة ما حدث بالضبط للقارة المنسية....هل يعقل أنه أفشى أمري....لزعيم المنظمة ؟ هذا....م..."
لم يكمل كوجا عبارته حتى قام النت دوغ بمقاطعة كلامه مبتسما ابتسامة عريضة قائلا :
" مفبرك أيضا ؟...."
فجأة تسارعت خطوات النت دوغ و هو يقترب من كوجا بسرعة....فقام بتقريب شاشة الحاسوب المحمول من وجهه قائلا بصوت عال....بعد أن ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة
" أنظر جيدا...."
فقام النت دوغ بالضغط على زر آخر....ليبدأ شريط فيديو بالعمل

و ما كان يحتويه الشريط...لم يكن بالأمر الذي....يمكن تجاوزه بسهولة....لقد كان الشريط تسجيل كاميرا للمراقبة....يظهر فيه...خمس أشخاص ملثمين....يقومون بضرب مرأة مجهولة تبدو في الثلاثينات من عمرها....ثم أجبروها على كتابة شيء ما....لقد كانت المرأة تكتب في ذعر شديد....و دموعها تكاد لا تتوقف عن النزول...
" لقد قمنا بتحذيرك مرات عدة....بأن لا تتواصلي مع ذلك العميل...لكنك خالفت أمرنا و كررت الأمر و بنفس الطريقة...."
فجأة قام أحد الملثمين الخمس بحمل ما كانت تكتب المرأة الغريبة عليه....ثم قام بوضعه داخل ظرف أصفر كبير....بعد أن قام بنزع رسالة كانت موضوعة داخل الظرف و رميها في الأرض
كان في نفس الغرفة التي كانت تعذب المرأة الغريبة فيها....نسر بني اللون عملاق الحجم...فاقترب ذاك الشخص حاملا الظرف الأصفر الكبير و قام بربطه بساق النسر....ثم التفت نحو المرأة الغريبة قائلا :
" الآن أيتها الخبيثة....آمريه بالمغادرة "
فجأة....و بينما كانت المرأة تبكي بشدة قالت بتردد شديد :
" ديرو....حلق إلى بيت كوجا..."

و قبل أن ينتهي التسجيل....حدث أمر مروع للغاية....قام أحد الملثمين بإخراج مسدس من معطفه الأسود...مسددا نحو المرأة الغريبة.....ثم قام بالإطلاق عليها العديد من المرات دون رحمة....

و ما إن رأى كوجا ذلك....قال بتردد شديد :
" مستحيل....هذه...كانت....ليسْيا...هذا...مستحيل....هل قاموا...بقتلها للتو ؟ "

فقام النت دوغ بالضغط على زر آخر ليعاد شريط الفيديو من زاوية أخرى....فظهرت المرأة مجددا و هي تكتب الرسالة.....ليفاجئ كوجا بقراءة ما كان مكتوبا على الرسالة بوضوح تام....

" إن هذا....ن...نفس ما..."

ما كان مكتوبا على الرسالة....كان مطابقا تماما لآخر رسالة وصلت كوجا من النسر العملاق أنذاك....نعم إن هذه المرأة هي آخر من قام كوجا بالاتصال به من أجل مساعدته على معرفة ما حدث للقارة المنسية....
و ليسيا هي من أقرب الأشخاص إلى كوجا....فقد اعتادت مساعدته كثيرا....حتى بعد تلقيها العديد من التهديدات من المنظمة

فجأة و بعد أن قام النت دوغ بتغيير زاوية المشاهدة مجددا....ظهر ما كان مكتوبا على الرسالة التي كانت موضوعة داخل الظرف الأصفر....الرسالة التي قام الرجل الملثم بنزعها و رميها على الأرض....

و كان محتواها كالآتي : احذر من المنظمة الخاصة يا كوجا....لقد نبّأني أحد معارفي أن المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن تلك المادة السوداء المتفجرة....التي لا تتواجد سوى في قعر هذه القارة....لذلك هناك احتمال أن المنظمة هي.....من قامت بتفجير القارة المنسية....علينا أن نلتقي في أقرب وقت لكي أشرح لك أكثر....حدد المكان و الزمان

و قد كان ذلك ما....كانت ليسيا على وشك إرساله إلى كوجا....لو لم تقم جماعة الملثمين بإعاقتها عن فعل ذلك

فقالت الرئيسة بنبرة مترددة بعد أن تأثرت بما كان يحدث لكوجا....
" لقد....كان يتم....استغلالك كل تلك المدة....يا كوجا...."
فرد كوجا بذعر شديد :
" مستحيل...هذا "
ثم قال النت دوغ بنبرة تغطرس :
" أنت...مثير للشفقة...بعد كل ما رأيته....بعد كل تلك الأدلة التي شهدتها بنفسك....ما تزال تمنع نفسك عن التصديق "

كاد كوجا أن يفقد صوابه...عينان متوسعتان لأقصاهما...و فم ساقط نحو الأسفل...
شعر في تلك اللحظة....و كأنه أحد مواطني هذه القارة....مواطني القارة المضطهدين
فتذكر ما حدث لليسيا التي لطالما ساعدته و لطالما لجأ إليها في السراء و الضراء...ليس ذلك فقط....بل ليسيا هي أحد معارف كوجا القدامى من الجيش....ليسيا هي أحد الأشخاص الذين اعتنوا بكوجا في صغره....نعم يمكن القول بأنها من اعتنت بكوجا عندما كان في الجيش...وهي الآن ميتة ؟ بكل تلك السهولة ؟ و فوق هذا يبدو أن كوجا يعلم جيدا من تكون تلك الجماعة....إنها إحدى جماعات العملاء المختصين بالقتل...و التابعين للمنظمة الخاصة....

دار أيضا في رأس كوجا....تلك الكلمات التي سمعها من مواطني القارة مؤخرا....و قد فهم ما كانت تعنيه جيدا...

هل صحيح ما يحدث ؟ كيف حدث كل هذا فجأة ؟ ما هذا الذي يحدث هنا ؟ هل أنا أحمق ؟ هل تم التلاعب بي كل تلك المدة من دون أن أعرف شيئا حيال ذلك...؟ سحقا ما هذا الذي يحدث معي.....مستحيل أن يكون هذا حقيقي صح ؟

لا...بل كل ذلك كان حقيقي......

إن الذي يحدث معي معقد جدا........

إن...الأمور فقط...تتعقد علي أكثر...و...

أنا.....فقط أسقط أكثر فأكثر....و في كل مرة أسقط فيها....أغوص أعمق و أعمق....في ظلام نفسي....في الليل الذي يقبع داخلي....في ليل وَحْدتي....و ليل حيرتي....و كل هذا....نشّط أول دليل على....

أنني لست بشريا....!!!!!!

فجأة.........

صرخ كوجا بصوت غريب جدا...لم يكن صوتا لشخص في مثل عمره....و لم يكن صوت ذكر...و لا صوت أنثى.....هل كان مزيجا من ذلك ؟ هل تغير صوته أو ما شابه ؟ ما الذي حدث بالضبط ؟ إن ذاك الصوت حتما لم يكن صوتا بشريا....ذاك صوت لا يمكن أن يصدر من بشر

" توقف رجاءً.......!!!!!! "
و ما إن صرخ كوجا بذلك....
و في تلك اللحظة....حدث أمر غريب.....غريب تماما عن المنطق....

فقدت عينا كوجا بريق الحياة.....
و تحولت عينه اليمنى الى ذلك الشكل الغريب.....كما لو أن حلقة مضيئة قد برزت في منتصفها جعلتها لامعة في الظلمة.....

وانبعث ضغط عنيف من جسده رغم أنه لم يحرر هالة الرايم......ضغط جعل من النت دوغ يتراجع خطوات عدة نحو الخلف....فتحطم زجاج غرفة جريشا و تشققت أرضية الغرفة الخشبية من شدة هول الضغط العنيف

و الأمر الأكثر غرابة هو.....

" فكوا قيدي الآن.........!!!!!!!!!! "

ما إن حرك كوجا إبهام يده اليمنى....تقطعت السلاسل الحديدية المتينة التي كانت تقيده......

هذا خطير حقا...هذا سيء جدا....صعق كل من الرئيسة و النت دوغ مما كانا يريانه أمامهما....لقد كان كوجا....شبه فاقد للوعي....و كأنه دخل هلوسة القتل
" مستحيل....هذه السلاسل....لا تتحطم بتلك السهولة....نت دوغ ابتعد من...."
لم تكمل الرئيسة عبارتها....حتى تحرك جسد النت دوغ بخفة من تلقاء نفسه....فقام هذا الأخير بإخراج إبرة منومة و قام بحقن كوجا بها في آخر لحظة تحطمت السلاسل فيها كليا....

و بعد لحظات....ليست بطويلة...

سقط كوجا مغشيا عليه تماما....بعد أن هدأ الضغط العنيف الذي كان ينبعث من جسده....يبدو أن النت دوغ قد درس الوضع جيدا....و قام بأخذ احتياطاته من حدوث أي أمر مفاجئ

فقالت الرئيسة في ذعر شديد :
" م...ما كان ذلك ؟ هذا الضغط...حتما لم يكن ضغط الرايم...."
أجاب النت دوغ :
" لم أرى حالة مشابهة لهذه من قبل....من يكون بالضبط...هذا الشخص ؟ "

2019/08/27 · 336 مشاهدة · 2137 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024