إنه لمن المؤسف أن...تعيش وسط خيال شخص قام باستغلالك باسم العدالة....أن تعيش وسط خيال شخص غطى شمس الحقيقة بجسده....فكل ما كنت تراه أنذاك هو....الشمس المزورة التي أقنعك بأنها الشمس التي اعتدت النظر إليها في الماضي....لكن بما أنك ما تزال حيا....بما أنك ما تزال على قيد الحياة فدائما ما يوجد أمل لتصحيح كل الأخطاء التي بدرت منك....لكن ليكن في علمك أنك...لن تستطيع استوعاب أخطائك ما لم يحط بك من يرشدك نحو الطريق الصواب....لهذا اصنع من بإمكانه إرشادك...اصنع محيطا منارا بوهج الحقيقة....و حاول الابتعاد عن وهج الظلام مهما كان وهجه الخافت محاطا بك...

فرح أعضاء فيلق العنقاء بانضمام كوجا إليهم....ظهور ريشة كتلك على جسد العنقاء...سيزيد من قوة لهيب جانب الخير في القارة....كان أعضاء الفيلق يصرخون أسفل إقامة فتيات الفيلق بصوت عال...مما جعل ذلك من أهل المدينة يشعرون بانزعاج خاصة و أن الوقت كان متؤخرا نوعا ما

" توقفوا عن الازعاج...أيها الحمقى...كل ما تفعلونه هو الاحتفال فحسب....و المشكلة هي أنكم أضعف الفيالق في المدينة....و لم تقدموا أي شيء للقارة أيها المخبولين " ذاك ما صرخ به أهل المدينة بعد أن خرج نصفهم من منازلهم
فجأة صرخت رئيسة فيلق العنقاء بصوت عال مخاطبة أهل المدينة بنبرة مخيفة قائلة :
" ماذا قلتم يا ناكري الجميييل ؟ من الذي يريد الموت هنا ؟ آه ؟ من الذي قام بعمليات الإنقاذ و عمليات الإسعاف في حادثة الزلزال العام الماضي يا ناكري الجميل ؟ هل كان أنتم ؟؟......بالطبع كان نحن "

شعر أهل المدينة بالخوف الشديد بعد رؤيتهم لحضور رئيسة فيلق العنقاء....فلم يعلموا أنها كانت موجودة هناك....فصرخ الجميع قائلا :
" يا إلاهي....المجنونة هنا....هيا فلنهرب بسرعة قبل أن تثور و تحطم المدينة "
عاد أهل المدينة أدراجهم خوفا من جنون الرئيسة....لكن أعضاء الفيلق لم يريدوا التسبب في المشاكل أكثر من ذلك لهذا....صرخ لويس طباخ الفيلق قائلا بصوت عال مخاطبا الجميع :
" ما رأيكم يا جماعة أن نواصل احتفالنا في مقر الفيلق ؟ "
فأجابه الجميع عدا الرئيسة و كوجا قائلين :
" نعم هيا لنحتفل يا جماعة....."

صنع كوجا وجها مستغربا قائلا :
" ما هذا ؟ يا لكم من جماعة غريبة للأطوار....كل ما تبحثون عنه هو فرصة للاحتفال "
التفتت إليه مايا قائلة بابتسامة :
" الحقيقة هي....أنهم تحمسوا قليلا لانضمامك إلى العائلة "
أجاب كوجا مبتسما :
" آه...هكذا إذا "
استدارت مايا نحو كوجا....بعد أن تذكرت سبب دخولها إلى الغرفة....فقالت بنبرة صارمة :
" كوجا....لقد ذهبت إلى منزل زعيم المدينة....سألته ما إن كان بإمكاني إحضار الصغيرة الصوفي إلى مركز الفيلق....لكنه رفض ذلك خوفا عليها... صار الزعيم لا يستطيع مفارقتها بعد موت أخاها التوأم....لذلك سألتها هناك عن القلادة....فبعد أن أريتها لها....صعقت الصغيرة بمجرد رؤيتها للصورة التي كانت في داخلها و شرعت في البكاء....إن تلك القلادة التي سقطت من الجاسوس الذي كان يطاردنا...تعود إلى أخيها التوأم إنريك....لقد...قتل إنريك منذ مدة وجيزة من طرف أحد عملاء المنظمة...بعد أن أشفق عليه زميل القاتل و رفض إنهاء مهمته...فتولى العميل أمر الصغير إنريك بدل زميله....هذا ما أخبرتني به صوفي لأنها شهدت ما حدث هناك بالضبط...هل تدري ما حدث هناك بالضبط ؟ "
ما إن أنهت مايا كلامها...توسعت عينا كوجا المكتئبتين لأقصاهما.....و كأنه تذكر أمرا ما...و كأنه فهم شيئا ما...فقال بهدوء :
" قلت....بعد أن أشفق زميله على الصغير إنريك ؟...إذا تلك...القلادة هي نفسها القلادة التي...كان يرتديها الحرف بيتا...المستشار الخاص للفرقة....في تلك المرة ؟ لقد تذكرت إنها هي حتما...هذا يعني أن الجاسوس هو نفسه المستشار....؟ لما كان يلحق......"

لم يكمل كوجا كلامه حتى قامت مايا بمقاطعته مربتة على رأسه بطريقة غبية قائلة :

" آه...لا يهم لا يهم الآن....بما أنك الآن في مدينتنا المسالمة....فلن يجرؤ أحد على الاقتراب منك و إلحاق الأذى بك "
لم يجب كوجا بشيء...و كأنه شعر أن الأمور لن تؤول إلى منحى إيجابي....فذاك المستشار الخبيث....لن يرتاح حتى يقتل كوجا...خاصة بعد أن شعر بطلنا بذلك الحضور الحاد الذي كان يصدر منه في الغابة....شعر بتلك الطاقة المهولة رغم أنه لم يقم بتحرير هالة الرايم...فجعله ذلك يشعر بالاستغراب أكثر فأكثر
" حسنا حسنا....سأذهب الآن إلى الضفة الشمالية من المدينة لشراء المشروبات اللازمة من أجل الاحتفال....لأنني خبيرة في اختيار أنواع المشروبات المناسبة....لهذا أراك لاحقا "

ما إن قالت مايا ذلك...قفزت من شرفة الغرفة بحركة رياضية رشيقة....نازلة إلى أسفل مبنى الإقامة


2019/08/30 · 298 مشاهدة · 650 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024