فصل 11:صراع الهويّة

هاجم الوحش اللزج رأس غريب دون سابق إنذار، محاولًا قطع رأسه بضربة واحدة. تفاداه غريب بدافع الغريزة، لكن لسوء حظه خدش طرف النصل وجهه، وسرعان ما بدأ يشعر بخدر في أطرافه.

في تلك اللحظة، دوّى صوت السيف بنبرة سريعة في عقله:

"تماسك، أيها الغريب. لا يجب أن تموت من مسخ متحول. اسحبني واتبع تعليماتي!"

دون تردد، جمع غريب ما تبقى من قوته وسحب السيف، منطلقًا نحو الأمام. رفع سيفه واصطدم بنصل الوحش. تطايرت شرارة لهب من التصادم، وشعر غريب كأنه ضرب جدارًا صخريًا. تراجع قليلًا إلى الوراء، لكن الوحش اختفى فجأة.

عمّ الصمت.

ثم انفجر الوحش من تحت الأرض محاولًا التهام غريب. تراجع في اللحظة الأخيرة بعد أن نبهه السيف، لكن قوته بدأت بالانهيار بسبب السم القاتل الذي كان في الجرح الأول.

هاجم المسخ مرة أخرى، بلا رحمة. اصطدما مجددًا، وفي تلك اللحظة ظهر شخص غامض خلف الوحش، وغرس سيفًا أسود طويلًا في جسده حتى خرج من الجهة الأخرى. انفجر سائل أسود يشبه الدم في كل اتجاه.

في الوقت ذاته، كان غريب قد فعّل "سيف الوجوه". لكن هذه القوة لها شرط: يجب أن يكون غريب هو من يقتل الهدف. بما أن شخصًا آخر قتله، بدأت آثار جانبية خطيرة تظهر عليه — تمتمات غريبة، صور وجوه غير مفهومة، وشبه انهيار في إدراكه للذات.

كان الشخص الذي طعن الوحش هو أول من أكله غريب، واستُخدم وجهه بغير وعي.

سقط غريب على الأرض، الألم ينهش جسده، وصراع داخلي يهدد عقله. كانت هناك كائنات أو همسات تحاول الاستيلاء على وعيه، لكنه بمساعدة السيف قاوم ذلك، ونهض بصعوبة، وجلس تحت شجرة ليلتقط أنفاسه.

قال مخاطبًا سيفه:

"ما هذا المخلوق المقزز؟ كأنه كتلة من المخاط الحي!"

أجابه السيف بصوت عميق:

"إنه أحد آكلي البشر الذين تجاوزوا الحد المسموح به. من يأكل أكثر مما يحتمل جسده، يبدأ بفقد إنسانيته أولًا، ثم عقله، وأخيرًا يتحوّل إلى وحش متغير الشكل. كل واحد منهم يتحول بطريقة خاصة، حتى أنت… إن لم تضبط نفسك، قد تصل لنفس المصير."

بعد أن سمع غريب هذا، وقف على قدميه، حمَل سيفه على ظهره، وأكمل طريقه نحو المدينة… بصمت.

2025/05/04 · 2 مشاهدة · 327 كلمة
Amen
نادي الروايات - 2025