21 - ولادة الجرح الأبدي

فصل 21: ولادة الجرح الأبدي

‏قفز غريب من المنصة العالية، ونزل عليه كما لو كان صاعقة سقطت من السماء. انشطر المسخ إلى نصفين، لكن بفعل تأثير مسرح الجثث، استعاد جسده في لحظات.

‏وقف غريب، عيناه تغليان بسواد هائج، وفي يده سيف جديد، انبعث من طيف أحمر قاتم، مغطى بتعرجات سوداء تشبه الشرايين النابضة.

‏في حركة خاطفة، اختفى غريب، ثم ظهر في الهواء بجانب رقبة المسخ، وبتقنية لا يمكن للعين اللحاق بها، مزّق جسده إلى آلاف القطع. تأثير التجدد فشل في مواكبة هذا الهجوم. اختفى مجددًا، وظهر أسفل جسد المسخ، بجوار ساقه، وبتلويحة واحدة مزّقها.

‏صدر صوت أنين بعيد، ارتدّ صداه في أرجاء المكان، واهتزت الأرض تحت الأقدام. ومع ذلك، قاوم المسخ السقوط، زاحفًا نحو غريب بكل ما يملك من قوة.

‏انطلق غريب مجددًا، ظهر أمامه ووجّه إليه ضربة قطرية عميقة في صدره. لم يُظهر المسخ ألمًا فورًا، لكن بعد لحظات، بدأ صدره ينزف دخانًا أسود كأن روحه تنزف.

‏مع كل ضربة، كانت أرواح المسرح تصرخ، والسيف يزداد وهجًا وقوة.

‏وفي لحظة الخاتمة، رفع غريب سيفه، وضرب المسخ ضربة قاطعة على رقبته. سقط وهو يختنق، ينهار ببطء، حتى اندثر وظهر من جسده جوهر قرمزي يتوهج.

‏سمع صوت السيف في ذهنه:

‏ "أيها غريب، بسرعة… خذ الجوهر وأعطني إياه."

‏أمسك غريب بها، وقبل أن يقرّبها من السيف، اختفت تلقائيًا، وسمع صوتًا داخليًا:

‏> "تم تفعيل مهارة السيف الثالث..."

‏---

‏مهارة السيف الثالث – " النزف الأبدي"

‏القدرة: كل ضربة تترك أثرًا لا يلتئم، يُنزف منها الجسد والروح معًا.

‏التأثير: الألم يتراكم ويتضاعف، ويُثبّت داخل الجرح ليصبح قاتلًا ببطء.

‏الجانب المظلم: كل استخدام يُسحب من صاحب السيف جزءًا من مشاعره وتوازنه الداخلي.

‏---

‏بدأ مسرح الجثث بالاختلال، واختفى تدريجيًا حتى عاد غريب إلى حالته الطبيعية، لكن جسده لم يعد كما كان، فقد تغيّر… بشيءٍ لا يمكن وصفه.

‏ثم تحوّل المشهد فجأة إلى العالم الحقيقي.

‏شعر غريب بألمٍ حاد يجتاح جسده، سقط على ركبتيه، ونظر حوله… لم يجد سوى جثث المرتزقة والجنود.

‏ثم سقط على الأرض، وقد بلغ الألم داخله ذروته.

‏كان احتراقًا داخليًا صامتًا، كأن عروقه امتلأت بجمرٍ يغلي، وكأن نخاع عظامه يُسحب بإبرٍ من لهب.

‏ركبتاه ارتجفتا، صدره ضاق، وصوت دمه صار صراخًا في أذنيه. كل خلية فيه توسّلت للراحة، للموت، للفراغ… لكنه لم يكن يسمع سوى دويّ القوة التي استُنزفت منه.

‏حاول أن يقف، لكن جسده لم يُطِعْه… وحده وعيه بقي معلقًا بين العذاب واللا وعي.

‏---

‏في منطقة مجهولة جغرافيًا، داخل أحد معاقل الطوائف الخمس…

‏ "لقد عاد سيدنا، لكنه اختفى مجددًا… يجب أن نعرف من يحمل داخله هامس الفوضى."

‏وفي آخر القاعة، وقف رجل عجوز، تنبعث منه هالة لا توصف.

‏ "سنبدأ التحرك…"

‏"سيشهد هذا العالم… عودتنا."

2025/05/13 · 4 مشاهدة · 456 كلمة
Amen
نادي الروايات - 2025