فصل 24:بقايا النور

شعر غريب برعشة تسري في جسده، وهمس لنفسه بقلق:

"كيف يعلم أنني لست من هذا العالم؟"

نادى بصوت داخلي مرتجف:

"أيها السيف... شظايا الأزل، أين أنت؟ لما لا تجيب؟"

ابتسم نورثان بصوته الهادئ:

"إن كنت تبحث عن شظايا الأزل، فقد قمت بختمه لأسباب أمنية. لم يكن ذلك بالأمر السهل... لكن لا تقلق، سيتم فك الختم حالما تستعيد كامل صحتك."

ثم صرخ بصوت مرتفع:

"سيليرا! أين الطعام؟"

أجابت الفتاة من بعيد:

"آسفة، يا جدي! لقد كنت ألعب قليلاً... ها هو الطعام!"

اقتربت بخفة ووضعت الطعام أمام غريب، ثم انحنت معتذرة:

"آسفة على التأخير، أيها الضيف."

قال نورثان بحزم:

"تناول طعامك أولاً، ثم نكمل الحديث."

نظر غريب إلى الطعام الشهي، لكنه لم يلمسه.

لاحظ نورثان تردده، فقال مطمئنًا:

"لا تقلق، إنه ليس لحمًا بشريًا... كل بسرعة قبل أن يبرد."

بعد نصف ساعة، فرغ غريب من الطعام وسد جوعه. نهض بهدوء وخرج إلى الخارج، حيث تفاجأ بمكانٍ مضاءٍ بضوء غير طبيعي، واسع على نحوٍ غريب، كأن الأرض فيه لا تتبع قوانين عالمه.

رأى سيليرا تلعب مع كائن غريب الشكل، فتأمل المكان من حوله وهمس:

"هذا المكان... ليس طبيعيًا... كأنه مفصول عن العالم الأصلي."

عاد إلى الداخل بعدما ناداه نورثان وقال له:

"اتبعني، هناك شيء يجب أن تراه."

تمتم نورثان بكلمات غير مفهومة، فانفتح باب حجري يقود إلى الأسفل.

تبعه غريب بصمت حتى وصلا إلى غرفة تحت الأرض، مضاءة بالشموع القديمة.

في وسط الغرفة كان سيف غريب محاطًا بسلاسل سوداء مشعة.

قال نورثان:

"اجلس هنا، أيها غريب."

ثم نظر إليه مباشرة وسأله:

"هل ما زلت تعتبر نفسك بشريًا؟ هل ما زلت تملك ذرة من الإنسانية؟"

كان السؤال قاسيًا، مفاجئًا، وغريب لم يعرف ماذا يجيب.

قال نورثان ببرود:

"إن لم تعرف الجواب الآن، فلن تأخذ السيف... ولن تغادر هذا المكان."

ثم استدار وأضاف بصوت يشوبه الغموض:

"وخذ هذه النصيحة مني...

طالما يرسل المرء ما بداخله من نور، فقد يجلب ذلك بعض الأمل."

غادر نورثان وتركه وحيدًا، مستلقيًا وسط تساؤلات لا تنتهي.

وفجأة، سمع صوتًا مألوفًا يناديه.

نهض وسار باتجاه الصوت... حتى رأى السيف يحاول كسر القيود المحيطة به.

"أنت حيّ، أيها غريب... لقد أعاد العجوز حبسي مرة أخرى."

تفاجأ غريب وسأله:

"هل تعرفه؟"

"أجل، أعرفه جيدًا... لكني لن أخبرك بهويته الآن. ستعرفه حين يحين الوقت. الأهم الآن: عليك إيجاد طريقة لفك الختم."

. . .

في أعلى نقطة بقلعة الملك، اجتمع الملك مع رؤساء العائلات النبيلة الثلاثة.

قال أحدهم:

"سيدي الملك، لقد وجدنا أثرًا لهامس الفوضى... يبدو أنه اختبأ داخل جسد غريب عن هذا العالم."

وفجأة، اهتز المكان، وتشققت الجدران.

دوّى صوت الملك، غاضبًا مرعبًا، وكأن الجبل يصرخ معه:

"لقد عدتَ إذًا، أيها غريب…"

2025/05/15 · 3 مشاهدة · 412 كلمة
Amen
نادي الروايات - 2025