فصل 36 : الاستعداد للعاصفة
أخذ نورثان نفسًا عميقًا، ومسح الدم من فمه، ثم قال بصوت متقطع:
"لا شيء... مجرد آثار جانبية من مرضي. لا تهتم لأمري، المهم ألّا تخبر سيليرا بما رأيت."
ثم أضاف بنبرة أكثر جدية:
"هناك أمر عليك معرفته... الجميع يظن أن المسوخ تظهر من بشر تجاوزوا الحد، لكنهم مخطئون. الحقيقة أن هناك منظمة تحوّل البشر العاديين إلى مسوخ، فقط للمتعة... أو لبثّ الرعب في قلوب الناس."
توقف لوهلة، وعيناه تحدقان في الأرض. ثم قال:
"ثمة طريقة أخرى لاكتساب القوة... لكني لن أخبرك بها الآن."
حاول نورثان أن يستعيد رباطة جأشه قبل أن يكمل:
"الأمر أعقد مما يبدو... هناك خيوط متشابكة، والحقائق ليست كما نتصورها. علينا أن نكون حذرين، فكل خطوة غير محسوبة قد تُغرقنا أكثر. أثق بك، لكني أحتاجك أن تكون مستعدًا لأي شيء."
تابع بنبرة حاسمة:
"عُد إلى التدريب فورًا. بعد أسبوع، سأتركك في أحد مجالات سيليرا... هناك وحش قوي في تلك المنطقة، عليك أن تهزمه. بعدها نبدأ في فتح المنطقة الثالثة من وعيك."
توقف قليلًا قبل أن يضيف بصوت خافت:
"سيليرا لا يمكنها التحمل أكثر. إذا ظهرت قوتها بالكامل، فستجذب أعين الحكّام... ولا أحد يعلم ماذا سيحدث بعدها."
نظر إليه نورثان بجدية وقال:
"لن يكون الأمر سهلًا، لكنك قادر على ذلك. تذكّر: القوة الحقيقية تنبع من الداخل، والشجاعة هي المفتاح. لا تسمح للخوف بالسيطرة عليك... بل اجعله دافعًا."
ثم نهض وقال بثقة:
"سأكون بجانبك في كل خطوة. معًا... سنواجه الحقيقة. استعد، ولا أريد أي تأخير."
. . .
في قلعة الملك، ركع رجل مجهول أمام العرش وقال بصوت خافت:
"سيدي الملك... لقد رفض نورثان تسليم غريب وسيفه. إنه يتحداك صراحة."
اهتزّ المكان من غضب الملك، ودوّى صوته القوي:
"ذاك الأحمق! تركته يرحل دون مقابل... والآن يرفض حتى المساعدة!"
قال المبعوث بحذر:
"سيدي، أنت تعلم أن نورثان ليس رجلًا يسهل كسره."
رفع الملك يده، مقاطعًا حديثه:
"كفى... يبدو أنني سأتحرك بنفسي هذه المرة. أخبر العائلات النبيلة... الملك سيتحرك."
. . .
في مكان آخر، كان غريب يواصل تدريبه بجدية. كان يدرك أن الوقت يداهمه، وأن كل لحظة تقرّبه من مواجهة لا مفر منها. كان عازمًا على أن يكون مستعدًا... أن يكون أقوى.
ومع تسارع الأحداث، بدا أن الجميع يدركون أن الأيام القادمة ستكون فاصلة. وأن كل قرار سيتخذ من الآن فصاعدًا... سيغيّر مصيرهم إلى الأبد