4 - فصل 4:لقاء الغريب

فصل 4:لقاء الغريب

بعد أن سمع الأصوات القادمة من المنزل القريب، اقترب منه بخطى حذرة وعينين تملؤهما الخوف.

دفع الباب الخشبي الأسود بلطف، وإذا به يرى مشهدًا مرعبًا: مجموعة من الناس يأكلون ويشربون دمًا أحمر قاتمًا.

جميع العيون التفتت نحوه دفعة واحدة، فازداد توتره، واندفع مسرعًا نحو زاوية مظلمة فيها طاولة مستديرة مهترئة وكرسي خشبي رخيص. جلس هناك متجمدًا من الصدمة.

وفجأة، ظهر رجلٌ عجوز من العدم. كان طويلًا، منحني الظهر، وعلى كتفه غراب أسود قاتم.

تحدث بصوت عميق ونبرة غريبة:

"أنت! أنت... لست أول من يأتي إلى هذا العالم المخيف!"

نظر البطل ببطء إلى من حوله، فلاحظ أن "البشر" المتواجدين لا يتحركون، كأنهم تماثيل أو موتى على قيد الحياة.

بعد لحظات، جمع شجاعته وسأل الرجل العجوز:

"من... من أنت؟ ما هذا المكان؟"

رد العجوز بصوت يشبه آلة قديمة:

"في هذا العالم، لا شيء مجاني... حتى المعرفة تأتي بثمن."

تفاجأ البطل من الرد، ولم يكن لديه وقت للتفكير، فقد خيّم الصمت مرة أخرى.

ثم قال العجوز قبل أن يختفي:

"هذه أول وآخر نصيحة تأخذها مني دون ثمن..."

وأضاف كلمات ارتجفت لها أوصال الشاب:

"لا شيء يحدث صدفة. حتى سقوطك هنا... كان مرسومًا من قبل."

رفع البطل رأسه ليجد أمامه قزمًا ذا لحية سوداء طويلة.

نظر إليه القزم وسأله بصوت حاد:

"ما الذي تريده أيها الغريب؟"

أجاب الشاب بصوت متقطع، يتصبب عرقًا:

"لا... لا أملك مالًا... لأدفع ثمن شيء..."

ضحك القزم بصوت خشن وقال:

"إذن، هذا يومك المحظوظ. لدي عمل كثير وأحتاج يدًا إضافية. اعمل ليوم واحد، وسأعطيك طعامًا، ومبيتًا مجانيًا لليلة."

ابتسم الشاب بهدوء، ووافق.

هزّ القزم رأسه وقال:

"اتبعني، سأريك ما يجب أن تفعل... لكن أولًا، ما اسمك؟"

توقف الشاب لثوانٍ بصمت ثقيل، ثم أجاب:

"لا أعرف... لا أمتلك اسمًا..."

ثم أضاف وهو ينظر في عيني القزم:

"أنا... غريب."

2025/05/03 · 3 مشاهدة · 280 كلمة
Amen
نادي الروايات - 2025