7 - فصل 7:"لقاء تحت ظلال الأسرار

فصل 7:"لقاء تحت ظلال الأسرار

بعد أن قرأ الشاب كلمات الشخص المجهول في ذلك الكتاب المهترئ، تجمّد في مكانه، عاجزًا عن الحركة. فجأة، ظهر الرجل العملاق الذي كان يحرس باب المكتب، وتكلّم بصوت مزمجر يصمّ الآذان:

"أيها الغريب، ماذا فعلت بالكتاب؟ لقد مزقته!"

وقف الشاب بثبات رغم الخوف، وصوته متردد لكنه حاول الدفاع عن نفسه:

"لم أفعل شيئًا، لقد وجدته ممزقًا بين مجموعة كتب قديمة."

تجهّم وجه العملاق، وقال بغضب:

"أيها الكاذب!"

وفي لحظة، رفع العملاق يده الضخمة وأمسك برقبة الشاب، ثم رماه بقوة خارج المكتب ليتدحرج أمام أنظار الناس.

ارتطم جسد الشاب بالأرض، ولم يستطع الوقوف بسهولة بسبب شدة الضربة وتضرر قدمه. وبينما كان يحاول النهوض، اقتربت منه فتاة جميلة المظهر. كانت ذات عينين خضراوين لامعتين، وأذنين مدببتين كشخص من عرق غريب، وشعرها الذهبي الحريري يتمايل مع كل حركة.

مدّت الفتاة يدها لمساعدته على الوقوف. ما إن نظر الشاب في عينيها حتى شعر بشيء غريب، كأن النور ذاته يتحدث إليه.

ابتسمت الفتاة وقالت بصوت رقيق أشبه بالغناء:

"أيها الشاب، ما الذي تفعله ملقى على الأرض بهذا الشكل؟"

أجاب بصوت ضعيف، وهو ما يزال يمسك بيدها:

"لقد رماني ذلك العملاق الغبي..."

ضحكت الفتاة بلطف وقالت:

"غريب حقًا... ما اسمك أيها الشاب؟"

تجمّد الشاب للحظة، ثم قال بصوت خافت:

"لا أعرف... أنا غريب."

غريب، هممم... حسنًا، سأخاطبك بهذا الاسم كما قلت"، قالت الفتاة بابتسامة خفيفة، ثم أضافت:

"أما أنا، فاسمي إيلارا. أساعد أبي في متجر قريب."

نظرت إلى ملابسه الممزقة وعينيه المتعبة، ثم أردفت:

"أظن أنك لا تملك مالًا... تعال معي إلى المتجر. نحتاج إلى من يساعدنا في تنظيم البضائع، ويمكنك أن تأخذ أجرك مقابل العمل."

وافق الشاب دون تردد. كان الجوع والبرد كفيلَين بجعل أي عرض يبدو كفرصة للنجاة.

سارت إيلارا أمامه، وبعد مسافة قصيرة وصلا إلى متجر بسيط يقف أمامه رجل طويل القامة، بشعر أشقر لامع، وعينين خضراوين تلمعان بقوة، وجسد قوي واضح المعالم.

تفاجأ الرجل برؤية الشاب بجانب ابنته. وقبل أن يتكلم، سبقت إيلارا الحديث قائلة بصوت هادئ:

"هذا غريب... جاء ليساعدنا مقابل بعض المال."

توقف الأب قليلًا، نظر إلى الشاب كأنه يقوّمه بنظرة واحدة، ثم قال:

"بنيتك جيدة، لكن جسدك يبدو مرهقًا... على كل حال، نحن بحاجة إلى من ينقل البضائع إلى المخزن الخلفي. سيبدأ عملك من الآن."

بدأ "غريب" في نقل الصناديق بثبات وعزيمة. عرقه يسيل، لكن شيئًا بداخله يدفعه للاستمرار.

وبينما كان يضع آخر صندوق في المخزن، سمع فجأة صراخًا عاليًا وتحطُّمًا زلزل المكان.

تجمّد لحظة، ثم اندفع بكل ما يملك من قوة نحو مصدر الصوت.

وما إن دخل، حتى توقّف قلبه عن النبض لوهلة.

الدماء تغمر الأرض... أجساد ممزقة... وجثة إيلارا، ووالدها، ممددتَين وسط الفوضى.

2025/05/03 · 6 مشاهدة · 411 كلمة
Amen
نادي الروايات - 2025