الفصل 8 – سقوط البراءة
في وسط الفوضى، لمح الشاب جثة "إيلارا" ممزقة إلى أشلاء، كل جزء من جسدها ملقى في زاوية، ووالدها مقطوع إلى نصفين، بلا ملامح يمكن التعرف عليها. وسط هذا المشهد الدموي، لفت نظر البطل رجل قصير القامة، منتفخ البطن، تكاد قدماه لا تحملانه من ثقل جسده. كان أصلع الرأس، يرتدي ملابس فاخرة عليها شعار نبيل.
تذكّر البطل فجأة أن هذا أحد النبلاء الذين خالفوا قوانين المملكة، وأكلوا أكثر مما يُسمح به، متجاوزين "الحد الأقصى" المفروض من قبل الملك.
تجمّد البطل في مكانه، يراقب النبيل الذي كان يشبه الخنزير، وهو ينهش جثة "إيلارا" بعينين تلمعان بلون أحمر، وجسده يتقلب بطريقة غير طبيعية. حاول الشاب مقاومة الرعب، فتقدم خطوة نحو الجثة، لكن فجأة ظهر طيف مظلم من ظل النبيل وهاجمه بشراسة، ففقد وعيه في الحال.
...
استفاق البطل بعد فترة، متألماً في جسده كله. كان الظلام دامسًا من حوله، ويداه مقيدتان بإحكام. حاول التحرّك دون جدوى، إلى أن ظهر النبيل مجددًا، برفقة مجموعة من خدمه وهم يحملون جثثًا جديدة.
اقترب النبيل منه وسأله بصوت ثقيل:
– "ما اسمك؟"
نظر إليه الشاب بصمت، وعيناه ممتلئتان بالحقد.
في تلك اللحظة، انقض عليه ظل من خلف النبيل، وضرب وجهه حتى تورم.
– "توقف." قال النبيل، فأطاع الظل.
تقدّم أحد الخدم حاملاً قطعة من لحم بشري، رائحتها كريهة ومنظرها مقزز، وحاول إطعام البطل بها.
قال النبيل بنبرة متغطرسة:
– "كُل منها، وستكون حرًّا."
رفض البطل، لكن أحد الخدم فتح فمه بالقوة وأجبره على ابتلاع قطعة اللحم. حاول أن يتقيأها، أن يلفظها، لكن دون جدوى. بعد لحظات من المقاومة، خارت قواه، وابتلعها.
في ثوانٍ معدودة، شعر بحرارة تسري في جسده، وألم يفتت عظامه، ثم سقط مغشيًّا عليه.
تراجع النبيل مستاءً، وقال:
– "لا فائدة منه. تخلصوا منه."
وبدون كلمة، حمله الخادم وألقاه خارج المكان، إلى حيث تم العثور عليه أول مرة.
...
حل الليل، وكان كل شيء أسود، بلا حتى نجمة واحدة في السماء. استيقظ البطل داخل المتجر ذاته، محاطًا بجثث الموتى.
جلس في زاوية، رأسه مثقل بالكوابيس. تقيأ فجأة وهو يتذكر... أنه أكل أول قطعة من لحم بشري.