عند خروجي من غرفة تغيير الملابس، وقد غيّرت زيي إلى زي المعركة الخاص بالأكاديمية، بالإضافة إلى حملي لمطرقة حربية عملاقة وهي سلاحي المفضل.

وجدت أن روب لا يزال واقفًا في وسط الحلبة مع سيفه النحيف.

نظر روب إليّ بعيونه الزجاجية الخالية من المشاعر، قبل أن يندفع نحوي بسرعة لا تُصدق.

عند رؤية هذا، حرّكت مطرقتي بحيث تكون قادرة على تحريف ضربة روب.

وبالفعل، عند ضرب جانب المطرقة المسطح، حرّفت هجوم السيف إلى اليمين.

وفي نفس الوقت، جمعت كل ذرة من قوتي وأرجحت مطرقتي بقوة مرعبة، راغبًا في إنهاء القتال قبل أن يبدأ حتى.

ومع ذلك، بموجة من يده اليمنى، ظهرت عاصفة جليدية قوية بما يكفي لرمْيي إلى الطرف الآخر من الحلبة.

حاولت الحفاظ على ثباتي والاستعداد للدفاع ضد هجوم روب القادم، لكن عند النظر إلى الأمام كان الشيء الوحيد الذي رأيته هو روب، الواقف بينما ينظر نحوي بعيونه الخالية من المشاعر.

عند رؤية هذا، شعرت بقلبي يغرق. كنت أفضل لو أني وجدت روب يندفع نحوي، لكن وقوفه هناك مثل التمثال، تفوح منه رائحة مؤامرة.

لذا حاولت الوقوف واستباقه بالهجوم عليه، لكني لم أستطع الحركة. وأخيرًا، لاحظت أن الجزء السفلي من جسدي مغطى بطبقة من الجليد الرقيق، متجمدًا في مكانه وغير قادر على تحريكه.

وفي نفس الوقت الذي لاحظت فيه تجمد الجزء السفلي من جسدي، اندفع روب نحوي مرة أخرى دون أي تغيير في تعبيره الخالي من المشاعر.

حينها أدركت أن هذه معركة يجب أن أخرج فيها بكل شيء إذا أردت الحصول على فرصة للفوز. لذا أرسلت المانا نحو الأجزاء المعدلة من جسدي.

"بووم!"

ظهر انفجار من الضوء الأزرق حولي، مبددًا الجليد الذي كان يجمّد الجزء السفلي من جسدي.

مستغلًا حقيقة أن روب قد فقد القدرة على الرؤية بسبب الضوء الناتج عن الانفجار، استعملت الأداة التي في رجلي لزيادة سرعتي بشكل جنوني، والاندفاع نحو روب ملوحًا بمطرقتي بكل قوتي.

لكن فجأة، شعرت بشعور هائل بالخطر. لقد كنت أثق بغريزتي، لذا استعملت مطرقتي كفرامل وفي نفس الوقت غيّرت اتجاهي.

عند النظر إلى مكاني السابق، شعرت برعشة تمر عبر عمودي الفقري. كانت توجد عدة سيوف جليدية تخترق الأرض وتجمد ما حولها.

وفي نفس الوقت، شعرت بنظرة جادة تخترقني. كان روب ولأول مرة منذ بداية القتال، يظهر مشاعر على وجهه، حيث نظر إليّ بحيرة ثم أشار نحوي وقال

"هناك شيء غريب في جسدك."

لم أهتم بروب بل قمت بحقن المانا في قدماي. كان الجزء السفلي من قدماي يبدو كما لو أنه مصنوع من معدن فضي مع ثقب صغير يساعد على إخراج المانا على شكل قوة دافعة. اندفع شعاع من الضوء الأزرق، دافعًا إياي بسرعة مجنونة نحو روب.

وفي نفس الوقت، تذكرت حواري مع لورانس

"لذا أنت ترغب في وضع ناقلات مانا داخل جسدك تساعدك على استعمال المانا بشكل أكثر كفاءة؟"

عند قول هذا، لوّح لورانس بيده حيث ظهر نموذجان بشريان في الهواء قال

"أظنني رأيت الألف يقومون بشيء مشابه، حيث يزرعون نباتًا سحريًا في أجساد جنودهم، مما يساعدهم على تخزين كمية أكبر من المانا ونقلها بشكل أسرع وأكثر كفاءة. كما يساعد على زيادة حيويتهم بجنون، حيث إنه مادام الدماغ وقلب المانا على ما يرام، يمكن للنبات إبقاء مضيفه على قيد الحياة."

ثم أشار لورانس إلى أحد المجسمات التي كانت تمر شبكة معقدة تشبه جذور الأشجار الخضراء عبر جسده، وأشار إلى المجسم الآخر الذي كان يمتلك شبكة مشابهة للأول، باستثناء أنها فضية اللون.

قال

"أنت تريد القيام بشيء مشابه، لكن بدل استعمال نبات سحري، تريد استعمال كابلات حديدية."

صمت لورانس قليلًا مع نظرة تأمل على وجهه، ثم قال

"في الواقع، يمكن أن يعمل هذا، لكن أولًا تحتاج للتخلص من مفهوم خاطئ."

"ما هو؟"

سألته بحيرة.

ابتسم لورانس واستدعى جرعة مانا وقال

"من ماذا تتوقع يتم صنع جرع المانا؟"

"الزجاج؟"

أجبت.

ابتسم لورانس بخفة وقال

"أنت مخطئ. يتم صنع جرع المانا والجرع المشابهة من قلوب المانا بعد معالجتها. أتدري لماذا لا تُصنع الجرع من شيء آخر غير قلوب المانا؟"

أجبت غير متأكد

"لأنها الشيء الوحيد القادر على تخزين المانا؟"

عند سماع هذا، ابتسم لورانس وقال

"أحسنت!"

ثم أشار بيده حيث ظهرت عشرات النماذج في الهواء قال

"جرع المانا، محركات تعتمد على المانا، أو أسلحة المانا... أي شيء يستعمل المانا يتم صنعه من قلوب المانا."

"وبما أننا لا نستطيع صنع قلوب مانا بشكل اصطناعي، حيث إنها تظهر بشكل غامض، فلا نملك خيارًا سوى قتل أو نبش جثث المحاربين الموتى للحصول عليها."

عند سماعي أن اقتصاد نطاق البشر وربما جميع النطاقات الأخرى مبني على مادة عضوية لا يمكن الحصول عليها سوى بقتل الآخرين، لم أشعر بالذعر. بل سألت

"إذن، يجب صنع العروق الاصطناعية من نوى المانا؟"

عند سماع هذا، عبس لورانس وقال

"لا. هذا سيكون مكلفًا بجنون، كما أن قلوب المانا تفقد خواصها مع الوقت، مما يجعلنا نقوم بعملية التغيير كل خمس سنوات."

" بدل ذلك، سيكون من الأفضل تغطية الطبقة الداخلية فقط بعازل مصنوع من قلب المانا. ورغم أن هذا سيجعل الأداء أسوأ، فإنه سيكون أرخص وأكثر عملية."

في النهاية، أشار لورانس بيده نحوي وقال

"أظن كل شيء جاهز، لم يبقَ سوى الاختبار للتأكد."

عند سماع هذا، ابتسمت بمرارة.

عند العودة إلى الواقع، نظرت إلى روب الذي تفادى هجومي بسهولة.

أشرت له بيدي التي كانت تحتوي على ثقب في وسطها، واستعملت قدرتي، حيث أطلقت انفجارًا من الضوء الأزرق نحوه. عندها، اختفى تعبيره الخالي من المشاعر واستُبدل بجدية.

لكن قبل أن يصيب شعاع الليزر روب، ظهر جدار من الجليد.

ومع ذلك، لم يستطع جدار الجليد فعل شيء، حيث تم تدميره.

لكنه وفّر وقتًا كافيًا لروب للابتعاد عن الهجوم. لكن قبل أن يفعل أي شيء، كنت قد فجّرت الأرض تحت قدمي.

تم دفعي عاليًا في السماء قبل أن أنقض على روب، الذي لم يمتلك الوقت لتفادي هجومي.

وهو لم يحاول حتى، حيث رفع سيفه الرقيق وأشار به إلى قلبي.

عند رؤية هذا، لم أستطع سوى الشعور بالغباء. كانت مطرقتي ستحطم رأسه قبل أن يخترق سيفه قلبي.

لم أستطع إيقاف اندفاعي في الهواء، لذا لم أملك خيارًا سوى رؤية هجومي يصيب روب.

وبالفعل، حطمت مطرقتي رأس روب إلى قطع.

وفي نفس الوقت، اخترق سيفه قلبي. لكن من حسن حظي، لم يصب قلب المانا الخاص بي، وإلا كنت سأموت.

سحبت سيف روب النحيف الملطخ بدمائي ورميته على الأرض.

بينما أنظر إلى جثة روب بصدمة.

بدلًا من رؤية رأسه المتحول إلى لب دموي، لم أرى سوى قطع الجليد التي كانت تتجمع وتعيد بناء جسد روب.

كانت هذه بكل تأكيد أفضل فرصة للهجوم على روب، لكني لم أستطع سوى الوقوف متسمرًا في مكاني، أنظر إلى جثة روب وهي تعود إلى الحياة.

بعد عدة ثوانٍ، وقف روب دون أية خدوش في جسده، لدرجة أنه من المستحيل على أي شخص عاقل تصديق أنه تم تحطيم رأسه قبل عدة ثوانٍ.

وقف روب بهدوء ونظر نحوي ببرود، قبل أن يشير بيده إلى سيفه، الذي طار عائدًا إليه.

"تنهد."

تنهد روب بهدوء، حيث خرج ضباب متجمد من فمه، وقال

"يبدو أني استهنت بك حقًا."

عند قول هذا، مرر روب يده على سيفه، حيث تم تغطية السيف بضباب بارد، ثم اندفع نحوي بسرعة هائلة، ملوحًا بسيفه المتجمد.

عند رؤية هذا، شعرت بقلبي يغرق. بدا الفوز في هذه المعركة يصبح أبعد وأبعد مع الوقت، خاصة مع الإصابة الجديدة في قلبي. لكني لم أستسلم. أو بشكل أكثر دقة، لم أستطع الاستسلام.

لذا اندفعت نحو روب أنا الآخر، ملوحًا بمطرقتي بكل قوتي.

لكن فجأة، غيّر روب مساره بشكل مفاجئ، حيث مزق سيفه ضلعي، وفي نفس الوقت حطمت مطرقتي كتفه إلى شظايا جليدية.

لكني لم أشعر بالسعادة، حيث سرعان ما تجمع الجليد لإعادة بناء ذراع روب من جديد، بينما شعرت بألم شنيع بسبب تجميد مكان هجوم روب بالجليد.

عند رؤية هذا، قررت تغيير استراتيجيتي. بدل التركيز على الهجوم، بدأت في تجنب الاشتباك مع روب، وهو ما لم يكن بتلك الصعوبة.

ورغم أن روب أعلى مني برتبة، إلا أن التسارع الذي كنت أحصل عليه من قدرتي وعروق المانا الاصطناعية التي زرعها لورانس في قدمي جعلني أسرع منه بكثير.

وفي نفس الوقت، كنت أستعمل أشعة الليزر التي كانت تتكون عن طريق ضغط انفجار المانا الناتج عن قدرتي بواسطة عروق المانا الاصطناعية الموجودة في يدي.

ورغم أن هذا النهج أثبت فائدته، حيث أصبت روب عدة مرات، إلا أنه تم شفاؤه فورًا.

ورغم ذلك، لا بد أن هذا التجديد يستهلك كمية هائلة من المانا. لكنني أيضًا كنت أستهلك كمية هائلة من المانا، ومن هذه الناحية، روب يتفوق عليّ بكثير، فهو أعلى مني رتبة.

وبينما كنت أركض حول الساحة مثل المجنون، متفاديًا هجمات روب، ظهرت ذكرى معينة في ذهني.

كان هذا عندما انتقلت رفقة يلينيا من منطقة القمامة إلى المدينة السفلية.

لم تكن المدينة السفلية أفضل مكان في العالم، مع السقف الحجري الذي يحجب نور الشمس، مما يجعل كل شيء مضاءً بأضواء النيون الخارجة من المباني الكثيرة في المدينة.

والتي كانت تتجمع بشكل فوضوي مع بعضها البعض، مما يجعل المدينة أشبه بعش النمل، خاصة مع أزقتها الضيقة والتي لا نهاية لها.

كنت قد تركت يلينيا عند متجر العم F6، وهو عالم وجدني صدفة بينما كان يبحث عن قطع غيار في منطقة القمامة.

أعجب بموهبتي وقرر جعلي تلميذه.

بدأت في التجول في أزقة المدينة بحثًا عن أي نوع من الطعام لي ولليلينيا.

لم تختلف قائمة طعام المدينة السفلية عن منطقة القمامة كثيرًا. وطبعا، هذا كان في حالة الفقراء فقط.

ربما يأكل الأغنياء بعض طعام سكان السطح، أما بالنسبة للفقراء، فلم يوجد سوى جثث الحيوانات وأحيانًا الناس.

لكن أكثر طعام شائع كان عبارة عن حلزونات عملاقة تعيش في الكهوف التي بُنيت داخلها المدينة السفلية.

وفي الكثير من الأحيان، كان يمكن إيجادها في المدينة نفسها.

وهذا ما كنت أبحث عنه، أو ربما حيوان متحول.

لكن فجأة، سمعت ضجة في الشارع الرئيسي، وهو ما لم يكن بالأمر النادر، حيث إن حروب العصابات لم تكن بالأمر النادر في المدينة السفلية.

لكن هذه الضجة كانت مختلفة عن ضجة معارك العصابات المعتادة.

حينها تملكني الفضول، وخرجت من الزقاق إلى الشارع الرئيسي لرؤية ما الذي يحصل هناك.

حينها رأيت أعدادًا كبيرة من سكان المدينة السفلية متجمعين، ينظرون إلى موكب الفرسان الذي يعبر الشارع.

ثلاثون فارسًا مدرعين بدروع فضية، مع عباءات زرقاء سماوية مرسوم عليها شعار يتكون من ثلاثة نجوم تكون مثلثًا.

عند رؤية هذا الشعار، ظهر اسم تلقائيًا في رأسي:

"لايتستار."

لكن على عكس المجانين في منطقة القمامة، كان هؤلاء فرسانًا حقيقيين لعائلة لايتستار.

حينها انجذب نظري إلى قائد مجموعة الفرسان. وعلى عكس البقية، لم يكن يرتدي خوذة تخفي وجهه.

ظهر وجه لرجل في منتصف العمر، بشعر أسود قصير، لكن عينيه كانت غريبة.

رغم معرفتي أن المانا يمكن أن تغير الشخص بطرق غريبة، وعيشي في منطقة القمامة حيث رأيت جميع الأشكال الغريبة، إلا أنني لم أر عيونًا كعيونه من قبل.

كان الأمر كما لو أنه توجد مجرات مصنوعة من النجوم الزرقاء داخل عينيه.

وبينما كنت مفتونًا بمنظر عيون قائد الفرسان، لم ألاحظ أنني تم دفعي بسبب تزاحم العديد من الأشخاص لرؤية فرسان عائلة لايتستار.

فجأة، وجدت نفسي ملقى على الأرض أمام أقدام قائد الفرسان.

حينها تذكرت جميع القصص عن النبلاء ومدى غرورهم، حيث يمكن أن يقتلوا شخصًا بريئًا فقط لأنه نظر إليهم بنظرة لم تعجبهم.

شعرت بخوف ورعب عظيمين، وبدأت في قول الأشياء التي علّمني العم F6 قولها إذا شعرت أني أهنت أحد النبلاء، أو أثرياء المدينة السفلية، أو رجال العصابات.

"أرجوك، أيها اللورد العظيم، سامح هذه الدودة على إهانتك، وأظهر رحمة جلالتك بالعفو عن حياتي المتواضعة."

عند قول هذا، نظرت إلى الأعلى بخوف، لكنني وجدت أن قائد الفرسان خفض نفسه بما يكفي لتتقابل أعيننا.

نظر إلي بحيرة وسأل

"لماذا سأقتلك؟"

عند سماع هذا، لم أعرف ماذا أقول. قلت أول شيء خطر في بالي

"لأني أهنت جلالتك."

عند سماع هذا، ازداد عبوس قائد الفرسان، وهو يقول

"كيف أهنتني بالسقوط أمامي عن غير قصد؟"

عند قوله هذا، بدا كما لو أن قائد الفرسان قد أدرك شيئًا ما، فقال باستنارة

"أوه، هذا لأني نبيل؟"

ثم ضحك بصوت عالٍ.

عند رؤية هذا، لم أعرف ماذا أفعل، لذا التزمت الصمت.

قال

"أوه يا رجل، هل سمعتنا فاسدة إلى هذه الدرجة؟ حسنًا، لن ألومك، فبعض النبلاء أنوفهم في السماء."

ثم نظر نحوي وسأل بابتسامة خفيفة على وجهه

"ما اسمك يا فتى؟"

شعرت بالحيرة أكثر فأكثر.

"اسم؟ هل تقصد رقمي التسلسلي؟ إنه R45674458."

ازداد عبوس قائد الفرسان وهو يسأل بحيرة

"ما هذا؟ أنا أسألك عن اسمك يا فتى، وأنت تخبرني ببعض الأرقام العشوائية!"

لم أعرف ماذا أقول، فهذه كانت أول مرة ألتقي بها بشخص لا يعرف ما هي الأرقام التسلسلية.

لكن من حسن حظي، تدخل أحد فرسان النجوم وشرح الأمر لقائده

"الأرقام التسلسلية هي أرقام تُستعمل للإشارة إلى سكان المدينة السفلية، حيث إنه من الممنوع عليهم الحصول على أسماء."

عند سماع هذا، سأل قائد الفرسان بحيرة

"ومن الأحمق الذي وضع هذه القاعدة؟"

أجاب نفس الفارس باحترام

"إنه الجنرال الأعلى."

عند سماع هذا، ضحك قائد الفرسان وقال

"أوه، إنه ذلك الوغد العجوز الذي يرفض الموت!"

لكن وعلى عكس قائد الفرسان الذي كان يضحك، شعر سكان المدينة السفلية بالرعب، وبدأوا في الهروب كما لو أن وحشًا مرعبًا قد ظهر.

حتى أنا شعرت بالصدمة. من يمتلك الجرأة على نعت الجنرال الأعلى، قائد جيش الاتحاد المرعب، بالوغد؟

ومع ذلك، غير مهتم بخوفي، نظر قائد الفرسان إليّ بابتسامة وقال

"حسنًا يا فتى، انسى أمر ذلك الرقم الغبي، سأسميك جيس أيرث."

"نعم، كما تريد أيها اللورد."

عبس قائد الفرسان وقال باستياء

"توقف عن التصرف هكذا، ففي النهاية كلانا بشر، وجميع البشر سواسية."

عند سماع هذا، شعرت بغضب غريب، فقلت بانفعال

"لا، ليس جميع البشر سواسية"

لا يمكنك وضع العم F6 في نفس الخانة مع أولئك المخلوقات التي تعيش في منطقة القمامة!

"كيف؟ نحن لسنا متساوين؟"

بدت سؤاله غريبًا، لذا أجبته بأكثر الطرق مباشرة

"أنت فارس، بينما أنا مجرد جرذ يعيش في المدينة السفلية."

عند سماع هذا، لم يجادل قائد الفرسان، بل اكتفى بقول

"وجهة نظر. إذا، هل ترغب أن تكون فارسًا مثلي؟"

عند هذه المرحلة، بدأت أشعر بالصداع. منذ كلامي مع قائد الفرسان، لم أره يسأل سؤالًا منطقيًا.

"كيف أصبح فارسًا وأنا لا أمتلك القدرة على استعمال المانا؟"

نظر قائد الفرسان إلي كما لو أني أحمق وقال

"بل تمتلك."

"لا، لا أفعل."

"بل تمتلك."

"لا، لا أفعل!"

عند رؤية هذا، بدا قائد الفرسان منزعجًا، حيث توقف عن الجدال معي، وبدل ذلك أظهر كرة من الضوء الأزرق فوق يده، ثم رماها لتدخل جسدي.

لم أستطع القيام بأي نوع من ردود الفعل، حيث قام بفعل كل هذا بسرعة جنونية. بالكاد رأيت كرة الضوء، ثم اختفت داخل جسدي.

حينها شعرت كما لو أن عضوًا جديدًا ينمو داخل جسدي، لكني لم أستطع تحريكه.

اختفى هذا الشعور بنفس سرعة ظهوره.

ثم نظر قائد الفرسان إلي وقال بملل

"هل رأيت؟ أنت تمتلك الموهبة لاستعمال المانا، وحتى أنها تُعتبر مرتفعة نوعًا ما."

أجبت باستغراب، حيث لازلت غير متقبل لفكرة أني أستطيع استعمال المانا

"لذا أستطيع حقًا أن أصبح فارسًا؟"

عند سماع هذا، ضحك قائد الفرسان بخفة وقال

"ليس تمامًا. فالموهبة ليست أهم شيء لتصبح فارسًا."

عند سماع هذا، سألت بحيرة ظاهرة على وجهي

"إذا، ما هو أهم شيء لتصبح فارسًا؟"

ابتسم قائد الفرسان واستعمل يده في نفش شعري وهو يقول

"إنه الشجاعة. الشجاعة لمقاتلة خصمك حتى الموت."

حينها ظننت أن هذا الكلام أحمق، لكني لم ألاحظ أن عيناي كانتا مشرقتين في تلك اللحظة كما لم تفعلا من قبل.

لا أعرف لماذا تذكرت هذه الذكرى الآن، لكن تذكّر كلام قائد الفرسان بثّ فيّ شجاعة غريبة.

ثم، وبعزيمة لا أعرف من أين أتت، جمعت كل المانا التي أملكها في عروق المانا الاصطناعية الموجودة في ذراعي اليمنى، من أجل استعمال قدرتي بأقصى إمكاناتها.

توقفت عن تفادي هجمات روب وتوجهت نحوه بتعبير شرس.

عند رؤية تغير سلوكي، توقف روب عن ملاحقتي، وبدأ في التراجع وبناء حواجز جليدية بيننا.

عند رؤية هذا، رغبت في مطاردته أكثر، لكني شعرت بألم شنيع في يدي اليمنى.

حينها أدركت أنه إن لم أطلق الانفجار الآن، فستنفجر ذراعي.

لذا وجهتها نحو روب المختبئ خلف حاجزه الجليدي، وأطلقت شعاعًا شديدًا من الضوء الأزرق نحوه.

كان الشعاع شديدًا لدرجة أنه دمر عروق المانا الاصطناعية ومعها ذراعي اليمنى بأكملها.

ودمر جميع حواجز روب الجليدية واحدا تلو الآخر حتى وصل لي روب

---

الفصل السابع من تحدي الأربعين يوم اللعين لازلنا صامدين

إن أردتم دعمي أتركو تعليقات و توقفو عن التصرف ك الزومبي

2024/12/30 · 40 مشاهدة · 2504 كلمة
nightmar
نادي الروايات - 2025