كنت جالسًا على حافة السرير، أفكر بطريقة للهروب من الموقف اللعين الذي أنا فيه.
حسنًا، ربما تفكر: "ألست أبالغ قليلًا؟". أعني... لقد تناسخت في جسد شرير ثانوي، فما المخيف في الأمر؟
حسنًا، أولًا دعني أحدثك عن إدوارد لايتستار كي تدرك حجم المصيبة التي وقعت فيها. ربما تكون خلفية إدوارد كليشيه بعض الشيء، لكن تحملني.
أولًا، يجب أن أشرح عن العالم الذي أنا فيه. بالطبع، لن أشرح كل شيء وسأكون مختصرًا قدر الإمكان.
في سنة 2030، بدأت البوابات تفتح في كل أنحاء العالم، وخرجت منها كائنات تُسمى الشياطين. وعلى عكس أغلب القصص من هذا النوع، فالشياطين كانوا ضعفاء وقليلين.
وكادت البشرية تهزمهم، لكن الشياطين استطاعوا خداع بعض قادة البشر عن طريق إغرائهم بالخلود والقوة... ونجحوا بالفعل.
بدأت بعض الدول في التحالف مع الشياطين، حيث أقنع القادة شعوبهم أن الشياطين مجرد جنس ضعيف ومظلوم، وأنهم جاؤوا بالسلام والمعرفة للبشر، وأن بقية البشر مجرد عنصريين ومتطرفين!
وتحوّلت الحرب من حرب بين البشر والشياطين إلى حرب بين البشر أنفسهم. في البداية كانت الحرب متقاربة، لكن بفضل المعرفة التي حصل عليها البشر المتحالفون مع الشياطين حول لمانا، بدأت الكفة تميل لصالحهم.
لكن من نفس البوابات التي أتى منها الشياطين، ظهرت أجناس أخرى: الإلف، الأقزام، الأورك، مصاصو الدماء، والعمالقة.
وبعد العديد من الحروب (التي لن أتعمق فيها لأنها ليست موضوعنا)، تجمّعت اليابسة في قارة واحدة ضخمة بسبب تأثير المانا، وانقسمت القارة إلى ثمانية مناطق: البشر، الإلف، الشياطين، الأورك، مصاصو الدماء، العمالقة، الأقزام، ووحوش المانا.
لن أتعمق في المناطق الأخرى لأنها ليست موضوعنا. سأكتفي بذكر المنطقة البشرية:
يحكم النطاق البشري جيش الاتحاد، الذي تديره حكومة مكونة من أربع عائلات كبرى:
لايتستار، ستورمفليم، سوردأيس، ومونلايت.
لنتجاهل بقية العائلات ونركز على لايتستار.
عائلة لايتستار محكومة حاليًا من قِبل بطريرك العائلة ريكارد لايتستار، وهو محارب قوي من الفئة SS.
وتوقّع مَن الوريث الوحيد لهذا المحارب القوي؟ نعم... إنه الشخص الذي أخذتُ جسده: إدوارد لايتستار.
وهو مثل أي سيد شاب تقليدي: قمامة، شهواني، عديم الفائدة... ولولا حقيقة أن والده محارب قوي من الفئة SS، وأنه يمتلك موهبة من الفئة SSS، لكان قد مات منذ زمن!
وهذا يعني أنه يمكنه الوصول لنفس مستوى والده أو حتى يتفوق عليه. لذا، كان بإمكانه فعل ما يريد دون أن يُعاقب.
حتى أنه اغتصب فتاة ولم يحصل له شيء... ونعم، كما توقعت، تلك الفتاة هي إحدى البطلات الرئيسيات!
والآن سأخبرك سبب خوفي من حصولي على جسد إدوارد:
في نهاية المجلد الثاني من القصة، تقوم البطلة التي اغتصبها بالانتقام منه!
لكنها لم تكتفِ بقتله... بل قامت بإخصائه، ثم جعلته يذوق نفس الألم الذي ذاقته. حسنًا، لن أُفصّل أكثر فيما فعلته له...
"تنهد"
أنا حقًا لا أرى طريقة للهروب من هذا المصير. في الواقع، هناك طريقة:
عدم حضور الأكاديمية! وبدلًا من ذلك، الهروب لمكان معزول.
وبواسطة موهبة إدوارد وأمواله، يمكنني تأسيس منظمة سرية، ثم العمل في الظل لمساعدة الأبطال وإنقاذ العالم.
نعم! كلما فكرت بالأمر، تبدو هذه الفكرة رائعة!
"دينغ~"
لكن فجأة، اخترق صوت منبّه إلكتروني أحلام اليقظة، حيث أسيطر على العالم من الظل وتعمل تحت إمرتي مجموعة من المحاربات الجميلات.
رأيت شاشة النظام الكلاسيكية أمامي:
مبروك للمضيف على فتح نظام الحياة المثالية!
النظام الوحيد القادر على تحويل إنسان حقير و عديم الفائدة مثلك إلى إنسان مثالي.
عند رؤية شاشة النظام، لم أستطع سوى التعجب:
أليس هذا كليشيه أكثر من اللازم؟
لا، انتظر... لماذا يتكلم النظام بهذه الطريقة؟
"دينغ"
بعد رؤية خطة المضيف، قرر النظام تقديم مهمة تساعد المضيف على أن يخطو خطوته الأولى في هذا العالم.
"دينغ"
المهمة الأولى: احصل على أصدقاء حقيقيين.
وصف المهمة: اذهب إلى الأكاديمية واحصل على صديقين حقيقيين على الأقل. تجنب المنافقين والمتملقين.
المكافأة: الحصول على أصدقاء.
العقوبة: الموت.
مدة المهمة: ثلاث سنوات وأربعة أيام.
عند رؤية إشعارات النظام التي كانت تظهر بسرعة وتختفي بنفس السرعة، لم أستطع سوى الشعور بالصدمة.
بالطبع، لم يكن ما صدمني هو ظهور النظام. أعني... لقد تناسخت داخل رواياتي، لذا بالطبع لن أصدم بظهور نظام! في الواقع، لن أصدم حتى لو ظهر أمامي ملك الشياطين، لأنني في أعماقي أتعامل مع الأمر كأنه حلم.
لكن ما صدمني حقًا هو مهمة النظام: الذهاب إلى الأكاديمية!
هذا لا يختلف عن طلب مني الانتحار.
على أية حال، ليس الأمر كما لو أنني مضطر لتنفيذ مهمة النظام. نعم، لقد هددني بالموت، لكنني واثق أنه غير قادر على ذلك.
لماذا أنا واثق؟ حسنًا، لو أن النظام هو من قام بنقلي إلى هنا، فيجب أن يمتلك خططًا كبيرة من أجلي. لذا، بالتأكيد لن يقتلني لأنه يحتاجني لسبب ما.
عند التفكير في الأمر، لم أستطع سوى الضحك بخفة والتمتمة:
"نعم... سأستمر في خططي وأتجاهل هذا النظام الغبي."
لكن بينما كنت منغمسًا في التخطيط لخطوتي القادمة...
بدأ كل شيء من حولي يتحول إلى السواد، وأغمي علي. كانت آخر فكرة خطرت في ذهني هي:
"أوه... هل استيقظتُ؟"
عندما فتحت عيني، مستعدًا لرؤية سقف غرفتي المألوف، لم أرَ سوى الظلام. لا شيء سوى الظلام.
ثم، ومن العدم، ظهرت نافذة النظام أمامي:
يبدو أن المضيف قرر عدم أخذ مهام النظام بجدية. لذا، قرر هذا النظام اللطيف إعطاء عقوبة صغيرة للمضيف كي يستعيد قواه العقلية.
"القرف!"
في تلك اللحظة، شعرت بالألم...
ألم فظيع لم أشعر بمثله في حياتي! كان الأمر كما لو أن هناك أشواكًا بدأت تنمو من عظامي، مخترقة اللحم والعضلات أثناء نموها.
حاولت الصراخ، لكن لم يخرج صوت من فمي.
حاولت حك جسدي، لكني لم أستطع التحرك.
لم أستطع فعل أي شيء... سوى الشعور بالألم.
استمر الأمر لدقيقة أو نحو ذلك، ثم اختفى الألم واستعدت قدرتي على الحركة.
عند النظر حولي، كنت لا أزال جالسًا على السرير داخل الفندق، مغطى بالعرق البارد.
كانت الشاشة الزرقاء اللعينة لا تزال تغطي وجهي، لكن الكلمات الموجودة فيها تغيّرت:
يقترح النظام على المضيف تنفيذ المهام وعدم محاولة فعل أي شيء غبي، وإلا سيضطر النظام إلى معاقبة المضيف.
لكن النظام يتمنى من المضيف أن يتفهم أن كل ما يفعله النظام هو من أجل مصلحة المضيف.
عند قراءة هذا، لم أستطع سوى الشعور بالغضب.
لماذا لم يخبرني أحد أن النظام يمكن أن يعاقب المتناسخ إذا رفض تنفيذ المهام؟
لم أرَ هذا يحصل في أي عمل إيسيكاي مع نظام. هذا ببساطة غير عادل!
حسنًا، دعنا من هذه الأفكار عديمة الفائدة. على الأقل، حددتُ أول هدف لي في هذا العالم الخيالي:
التخلص من النظام بأسرع وقت ممكن!