حاليًا كنت أقف داخل شرفة شقة إدوارد باهظة الثمن.
رغم أني تقبلت حقيقة دخولي إلى رواية خيالية، إلا أني لازلت مصدوماً من المنظر الذي أمامي.
كانت ناطحات السحاب العملاقة موجودة في كل مكان مما يجعل المنظر يبدو كما لو أنه خارج من إحدى قصص الخيال العلمي.
لكن كان هناك شيء يفسد هذا المنظر المستقبلي.
فوق ناطحات السحاب العملاقة كانت تطير، أو بشكل أكثر دقة كانت تطفو، مجموعة من السفن الخشبية العملاقة.
كانت كل سفينة تبدو كما لو أنها خارجة من لوحة فنية بألوانهم الزاهية وهياكلهم النحيفة والرشيقة.
لم تمتلك السفن أي مجاديف أو أشرعة، كانوا ببساطة يطفون في الهواء كما لو أنه بحر.
بعد فترة من مراقبة منظر المدينة الجميل لم أستطع سوى التنهد.
رغم أن المنظر كان ساحراً، إلا أني لم أمتلك الوقت لتقديره حيث أني كنت أحتاج إلى أن أصبح أقوى.
لحسن الحظ لم يكن هذا صعباً، فرغم كون إدوارد مجرد حثالة عديم الفائدة، إلا أن موهبته سمحت له بأن يصبح أحد أقوى خمسة طلاب في السنة الأولى.
لذا لم أكن أحتاج سوى التعود على استعمال قوة إدوارد.
لكن قبل هذا كان هناك أمر أرغب في تجربته.
"الحالة".
وفجأة، أضاء معصم ذراعي اليمنى حيث كانت توجد مجموعة من الأحرف الرونية الزرقاء.
كانت هذه الأحرف الرونية تعمل مثل الهاتف حيث كانت مرتبطة بنظام الذكاء الاصطناعي الخاص بجيش الاتحاد.
حيث كان يمتلك ميزات كثيرة، لكني لن أتعمق في ميزاته، يكفي أن أقول إنه قادر على حساب قوة مستخدمه وتحويلها إلى إحصائيات.
وطبعاً نقلها إلى جيش الاتحاد مما يجعله يعرف قوة جميع ساكني النطاق.
الاسم: إدوارد لايتستار
الموهبة: SSS
الهبة: شبح المانا
المانا: F
القوة: F
الرشاقة: F+
السرعة: F+
القدرة على التحمل: F
فن المانا: السماء النجمية
حسناً، رغم أن إحصائياتي تبدو منخفضة إلا أنها في الواقع تعتبر من بين الأعلى في السنة الأولى.
"تنهد".
"كما هو متوقع من ابن عائلة ثرية".
عند النظر إلى إحصائيات المانا لم أستطع سوى التحمس، فوجود مانا يعني امتلاك قوة خارقة.
من لم يحلم يوماً باكتساب قوة خارقة؟ والآن كنت أمتلك قوة خارقة.
"لكن كيف أستعملها؟"
عند التفكير بهذا لم أستطع سوى الشعور بالغباء.
"ألم أكتب فصل استشعار البطل للمانا؟ كل ما علي فعله هو تقليده".
مع هذه الفكرة بدأت في التركيز على استشعار جوهرة المانا داخل قلبي.
وفي الواقع كان الأمر أسهل مما توقعت، فبعد عدة ثوانٍ شعرت فجأة باتصال وعي بشيء جديد. كان الشعور غريباً.
كان الأمر كما لو أن هناك سائلاً غريباً داخل جسدي، لكني كنت أستطيع التحكم فيه نوعاً ما.
عند الشعور بالسائل الغريب داخل جسدي شعرت فجأة كما لو أني أعرف ماذا أفعل، حيث بدأت في نشر المانا عبر جسدي بطريقة معينة.
فجأة بدأ العالم يصبح أكثر وضوحاً، وانتشر إحساس مفاجئ بالقوة عبر جسدي بأكمله. كان الأمر كأنني تعاطيت بعض المنشطات.
عند الشعور بالإحساس المفاجئ بالقوة لم أستطع منع نفسي حيث ضربت الجدار الذي بجانبي بكامل قوتي.
لكن لم يحصل شيء للجدار، بدل ذلك شعرت بيدي تتخدر.
ومع ذلك، هذا لم يقلل حماسي حيث استمريت بالقفز حول الغرفة مثل القرد لنحو خمس دقائق.
بعد خمس دقائق من القفز حول الغرفة ولكم وركل الجدار، بدأت رؤيتي تصبح ضبابية.
عند الشعور بهذا أوقفت تداول المانا داخل جسدي فوراً.
"تنهد".
"يبدو أني وصلت حدي".
كنت أعرف هذه العلامات، كانت علامات استنزاف مانا.
عند النظر إلى الجدار الذي لم يتضرر لم أستطع سوى الشعور بخيبة أمل.
بالطبع لم يكن هذا لأني ضعيف، بل على الأغلب كانت جدران الفندق معززة بالمانا.
"على أية حال بما أني أعرف كيفية التلاعب بالمانا الآن، فيجب أن أتدرب على استعمال السيف قبل دخول الأكاديمية".
عند التفكير بهذا لم أستطع سوى التحمس، لقد حان وقت استكشاف المدينة.
كانت الطرق في المدينة مبلطة بشكل كامل حيث لم توجد طرق خاصة بالسيارات.
حيث كان الجميع يركب على ما يشبه قرصاً مدوراً من المعدن، كانت توجد أقراص صغيرة تحمل شخصاً واحداً وأقراص كبيرة تحمل عشرات الأشخاص.
عند رؤية الأقراص الطائرة لم أستطع سوى الشعور بالتردد. لقد كنت أرغب في ركوب أحدهم، لكني كنت خائفاً أيضاً من أن أسقط عن أحدهم.
في النهاية قررت التخلي عن الفكرة وقررت التحرك على قدمي.
على أية حال، عند النظر إلى الخريطة الظاهرة على الشاشة أمامي كان مركز التدريب قريباً.
عند النظر إلى السيف الذي في يدي ثم إلى دمية التدريب التي بالكاد تضررت لم أستطع سوى الشعور بالتعب.
"يبدو أن الأمر سوف يستغرق وقتاً أطول من المعتاد".
بعد أربعة أيام
"هل أنتم مستعدون؟"
"نعم".
أجبت بينما كنت أنظر إلى دائرة الأحرف الرونية المتوهجة بالأزرق. كانت هذه دائرة نقل آني تنقلني إلى الأكاديمية.
كان هناك عشرات الطلاب الذين كانوا يقفون بجانبي مرتدين زي الأكاديمية المكون من قطعتين باللون الأزرق والأبيض.
بعد فترة دخلنا جميعاً الدائرة الأحرف الرونية الزرقاء.
عند الدخول تم إطلاق توهج أزرق شديد تسبب بعمى الجميع.
عند اختفاء الضوء الأزرق كنت لا أزال أقف داخل دائرة رونية، لكن الشيء المختلف بجانب صداع خفيف هو أني كنت وسط حقل عشبي ضخم مع مئات الطلاب الآخرين.
البعض أتى عبر دوائر نقل آني مثلنا، والبعض الآخر أتى عبر سفن طائرة، بينما أتى البعض الآخر عبر ما يشبه مناطيد حديدية ضخمة.
وأمامنا جميعاً كانت تقف بفخر تحت ضوء الشمس قلعة ضخمة من الرخام الأبيض.
وأخيراً وصلت إلى الأكاديمية.
---------
أعرف أن الفصل يعتبر قصير لاكن ما في اليد حيلة أنا كسول سأعوظ عن طريق جعل الفصل القادم أطول