كانت ممرات القصر واسعة وعريضة بشكل مبالغ فيه، حيث بدت كما لو أنها مصنوعة للعمالقة وليس للبشر.

وكان سقف وجدران المكان مزينة بزخارف لأوراق الشجر والأزهار المختلفة، مع مختلف الأعمال الفنية من الرسومات التي تصور معارك ملحمية والتماثيل بمختلف أشكالها الغريبة والعجيبة.

بينما أتمشى في ممرات القصر الواسعة والعريضة، لم أستطع سوى الانبهار بحجم الممر وشكله الذي يبدو كما لو أنه خارج من لوحة فنية.

فرغم أن مئات الطلاب كانوا يتمشون داخل الممر، إلا أنه لم يبدو مزدحماً على الإطلاق.

عند رؤية هذا، لم أستطع سوى التنهد، فرغم كوني من كتب هذا، إلا أنه كان هناك فرق هائل بين تخيل الشيء ورؤيته بأم عينيك.

لكن عند التفكير بما ينتظرني بعد قليل، نسيت أمر الممر وبدأت أشعر بالتوتر. فرغم تدريبي على كل المواقف التي يمكن أن تحصل (عن طريق التحدث إلى الجدار)، لا زلت أشعر بالتوتر.

لأنه بعد قليل كنت سأرى طاقم الشخصيات الرئيسية؛ الشخصيات التي كتبتها.

الشخصيات التي كتبت معاناتها وكتبت أيضاً فرحها وحزنها وألمها وغضبها.

الشخصيات التي كتبت ماضيها وكتبت مستقبلها، كتبت فوزها وخسارتها.

الشخصيات التي أحببتها وكرهتها.

الشخصيات التي أشعر كما لو أنها جزء مني.

بينما كنت منغمساً في مشاعري الفوضوية، لم ألاحظ وصولي إلى قاعة ضخمة ككل مكان في هذه القلعة.

عند دخول القاعة، انجذبت عيناي فوراً إلى المنصة التي تقع في الجزء الخلفي من القاعة.

كانت المنصة مرتفعة عن الأرض بستة أمتار تقريباً، وفوقها كان يقف عشرات الرجال والنساء.

كانت تعابيرهم جميعاً بدون استثناء باردة وخالية من المشاعر.

وكان الشيء الثاني المشترك بينهم، باستثناء نظراتهم الباردة، هو ملابسهم السوداء النقية باستثناء شعار جيش الاتحاد الذي كان عبارة عن درع يحتوي على شعارات العوائل الأربعة:

- ثلاثة نجوم تكون مثلثاً شعار عائلة لايتستار

- إعصار من اللهب القرمزي شعار عائلة ستورمفليم

- سيف أزرق يشير إلى السماء شعار عائلة سوردأيس

- قمر فضي شعار عائلة مونلايت

لكن بين مجموعة الأساتذة الذين يرتدون زي جيش الاتحاد الموحد، كان هناك شخص واحد يبرز كالإبهام المؤلم بسبب ملابسه المختلفة.

في وسط مجموعة المعلمين، كان يقف هناك رجل عجوز بجسد عضلي. لكن الأمر الغريب فيه كان هو ملابسه، حيث كان يرتدي دراعة ناصعة البياض.

وهو أمر غريب، حيث فرض جيش الاتحاد قانوناً يفرض على جميع فئات المجتمع ارتداء أزياء موحدة مختلفة.

قام جيش الاتحاد بفرض هذا القانون في محاولة للقضاء على العنصرية وزرع شعور الوحدة بين الجميع، حيث منع أي نوع من الملابس أو الأسماء التقليدية التي ترمز لشعب معين.

لكن طبعاً كانت هذه القواعد تنطبق فقط على الضعفاء الذين يمكن لجيش الاتحاد قمعهم، وليس على أحد المحاربين القلائل من الفئة SS.

**بالمختصر، لو وصلت لمستوى معين من القوة، حتى لو ارتديت فستان أميرة، ستجد الآخرين يخبرونك عن مدى فخامتك في فستان الأميرة.

"إحم".

فجأة أخرجني صوت صاخب من تأملي. وعند النظر حولي، لم أكن الوحيد الذي حصل له هذا، حيث توقف جميع الطلاب عن ثرثرتهم وركزوا جميعاً على المنصة في نهاية القاعة، وتحديداً على الرجل العجوز ذو الملابس البيضاء.

عند رؤية أنه نال انتباه الطلاب، ابتسم الرجل العجوز وبدأ الكلام:

"أولاً دعوني أعرّف عن نفسي، رغم أن أغلبكم يجب أن يكونوا قد تعرفوا علي أو على الأقل لديهم فكرة عمن أكون".

ورغم أنه لم يكن يصرخ، إلا أن صوته كان واضحاً ومسموعاً لجميع من في القاعة.

"أنا أحمد سالم، مدير هذه الأكاديمية".

"هذه الأكاديمية التي يعني التحاقكم بها أنكم أكثر الأشخاص موهبة في المجال البشري".

عند قول هذا، تحولت نبرة أحمد إلى خطيرة.

"لكن هذا لا يعني أنكم ستعيشون في رفاهية. لا، فنحن لا نربي أطفالاً مدللين هنا، بل ندرب جنوداً يحاربون من أجل البشرية".

"ومن الآن فصاعداً، لا يهم إن كنت نبيلاً أو عامياً، هنا قوتك هي من تحدد مكانتك وأسلوب حياتك".

"وإذا لم تلبي معايير الأكاديمية، سيتم طردك".

عند سماع الجملة الأخيرة، بدأ الطلاب يشعرون بالتوتر، فقد بذلوا جهوداً هائلة كي يدخلوا الأكاديمية ويتجنبوا معسكر تدريب الاتحاد.

والآن يأتي أحدهم ويخبرهم أنه يمكن طردهم في أي لحظة!

عند رؤية الفوضى التي بدأت في الانتشار بين الطلاب، قوى أحمد صوته بالمانا قبل أن يكمل كلامه بصوت أعلى:

"اهدأوا".

"يبدو أنكم أخطأتم فهم شيء ما. هذه ليست أكاديمية عادية حيث يمكنكم الدراسة والاستمتاع مع أصدقائكم. هذا معسكر تدريب هدفه تدريب أقوى جنود البشرية".

"الجنود الذين يقاتلون حتى الموت من أجل حماية المجال البشري واستعادة عالمنا الذي سرقته تلك الوحوش من عالم آخر".

عند سماع هذا، بدأ الطلاب في استعادة هدوئهم، حيث اكتشفوا أن الأكاديمية لا تختلف عن معسكرات تدريب جيش الاتحاد وربما تكون أسوأ.

وبعد نصف ساعة من الكلام الممل حول مجد البشرية وطرد الغزاة واستعادة عالمنا، توقف أحمد سالم أخيراً عن الكلام.

حيث أومأ برأسه للطلاب أدناه:

"والآن سوف أستدعي أصحاب المراكز العشرة الأولى".

"المركز الأول: لودويغ مونلايت".

عند سماع اسمه، بدأ أحد الطلاب في صعود المنصة.

كان الطالب فتى بشعر فضي وعيون فضية آسرة.

عند صعوده المنصة، أشار له أحمد ليقف خلفه وأكمل الاستدعاء:

"المركز الثاني: فيكتور ستورمفليم".

وبالمثل، صعد طالب آخر ووقف بجانب لودويغ.

كان فيكتور ذا شعر رمادي يصل إلى كتفيه وعيون قرمزية.

"المركز الثالث: ألكسندر أيرث".

عند سماع الاسم، حدثت ضجة صغيرة بين الطلاب، حيث لم يكن من المعتاد أن يكون أحد المراكز الخمسة الأوائل من العوام.

كان ألكسندر ضخماً، جعل لودويغ وفيكتور، اللذين يقفان بجانبه، يبدوان كالأطفال. كان طوله يقارب المئة وتسعين سنتيمتراً، ويمتلك جسداً مليئاً بالعضلات، وشعراً أسود قصيراً، وعيوناً بنفس اللون.

"المركز الرابع: إدوارد لايتستار".

عند سماع اسمي، تنهدت وبدأت في صعود المنصة لأقف على يسار لودويغ، الذي كان يقف في الوسط، وعلى يمينه يقف فيكتور وألكسندر.

"المركز الخامس: جيس أيرث".

كان شكل جيس عادياً جداً، من النوع الذي إذا رأيته في الشارع لن تلاحظه حتى بسبب كثرة ما هو عادي.

لكن عند سماع الفوضى التي بدأت تنتشر بين الطلاب مرة أخرى، كان وجود عامي واحد ضمن الخمسة الأوائل بالكاد مقبولاً، لكن اثنين؟ كانت هذه أول مرة تحصل في الأكاديمية.

لكنني بالطبع لم أهتم بذلك، بل كنت أبحث عن أحدهم وسط جمهور الطلاب الضخم.

"يبدو أنه سيكون لدينا زملاء مثيرون للاهتمام، أليس كذلك يا ابن عمتي؟".

عند الالتفاف لمصدر الصوت، وجدت لودويغ الذي كان يمتلك ابتسامة لعوبة على وجهه.

تباً، لقد نسيت العلاقة بين لودويغ وإدوارد!

لكن قبل أن أجيب على لودويغ، شعرت بنظرة أحدهم علي.

لقد كان مدير الأكاديمية، أحمد سالم، هو من ألقى نظرة تحذيرية علي وعلى لودويغ.

عند الشعور بنظرة المدير، توقف لودويغ عن الابتسام وبدأ في التحديق للأمام مثل التمثال.

عند رؤية تصرف لودويغ، تجاهلته وعدت للبحث عن ضالتي وسط الطلاب.

"المركز السادس: روب سوردأيس".

"المركز السابع: ماريا أيرث".

"المركز الثامن: ويليام شادومون".

"المركز التاسع: نيك بلاكستار".

"المركز العاشر: آنا أيرث".

عند سماع هذا، عاد انتباهي أخيراً إلى المنصة. حالياً، كانت تصعد فتاة في قمة الجمال، ببشرتها الفاتحة وشعرها البلاتيني وعيونها الزرقاء التي تبدو كما لو أنها تمس كل ما تنظر إليه.

ورغم أنني لم أرها قط في حياتي، إلا أنه كان من المستحيل أن أخطئ بينها وبين شخص آخر. لقد كانت، بعد كل شيء، إحدى بطلات روايتي، وتحديداً الفتاة التي اغتصبها إدوارد.

عند الشعور بنظرتي، نظرت هي أيضاً في اتجاهي.

كانت عيونها الزرقاء تحتوي على كراهية لا حدود لها. كان الأمر كما لو أنها ستقفز في أية لحظة لتمزقني إرباً إرباً.

لكنها كانت تدرك أنه في نفس الثانية التي تحاول فيها مهاجمتي، ستختفي من هذا العالم. لذا لم تمتلك أي خيار سوى أن تقف مع بقية العشرة الأوائل.

عند الانتهاء من استدعاء العشرة الأوائل، أشار أحمد في اتجاهنا وبدأ في الكلام:

"قبل قليل قلت إن الجميع سيكونون متساوين في هذه الأكاديمية، وهذا صحيح، لكنه أيضاً خاطئ. حيث إنه كلما ارتفع تصنيفك، كانت الموارد التي تحصل عليها أفضل".

"وعند الوصول لرتبة العشرة الأوائل، ستحصل على أفضل معاملة وأفضل موارد في الأكاديمية".

عند قول هذا، ابتسم أحمد بخبث وأكمل:

"وطبعاً إذا شعرت أنك قوي بما يكفي للحصول على مكان بين العشرة الأوائل، فيمكنك تحدي أحدهم في معركة تصنيف وأخذ مرتبته".

عند الانتهاء من كلامه، سمع أحمد أحد الطلاب خلفه يسأل:

"سيدي، هل يمكنني تحدي أي شخص أعلى مني وأخذ رتبته؟".

عند الالتفاف للخلف، وجد أحمد أن من سأله كان ألكسندر.

"هذا ينطبق فقط على من هم ليسوا في العشرة الأوائل. إذا كنت أحد العشرة الأوائل، فيمكنك تحدي من هو أعلى منك برتبة واحدة فقط".

عند سماع هذا، عبس ألكسندر قليلاً قبل أن يبتسم.

"حسناً، أنا أتحدى صاحب المرتبة الثانية: فيكتور ستورمفليم، في معركة تصنيف".

يتبع...

---

أعرف أن الفصل تأخر لاكن ما بليد حيلة كنت مشغول في الفترة الأخيرة

سوف أحاول أن لا أتأخر مرة أخرى

2024/12/07 · 51 مشاهدة · 1317 كلمة
nightmar
نادي الروايات - 2025