كان جميع طلاب السنة الأولى، الذين يبلغ عددهم الآلاف وبعض طلاب السنوات الأعلى، متجمعين داخل إحدى حلبات القتال الأكاديمية.
كان من النادر أن يتجمع هذا العدد من الطلاب لمتابعة معركة تصنيف، حيث إنها ليست فقط تقام في أول يوم دراسي، وهو أمر غير معهود، بل حصلت بين اثنين من أقوى طلاب السنة الأولى:
- أول عامي يحصل على المركز الثالث في تاريخ الأكاديمية: ألكسندر أيرث.
- وريث عائلة ستورمفليم العبقري المزعوم: فيكتور ستورمفليم.
طبعاً، من المستحيل أن أفوت حدثاً كهذا، فرغم أني أعرف بالفعل كل ما سيحصل في القتال ومن سيفوز، إلا أن شعور رؤيته في الواقع مختلف تماماً.
بعد قليل، وصل أبطال هذا الاحتفال؛ حيث دخل كل من فيكتور وألكسندر وهم يرتدون ملابس التدريب التي تتكون من قطعة واحدة ذات لون أزرق.
كان ألكسندر يحمل سيفاً عملاقاً بطول متر تقريباً، بينما كان فيكتور يحمل عصا ساحر ذات جوهرة حمراء على رأسها.
عند التقاء أعينهما، اندفع ألكسندر إلى الأمام بكامل قوته، محاولاً الوصول إلى فيكتور قبل أن يلقي تعويذته.
لكن الأوان كان قد فات، حيث تم إحاطة فيكتور بالفعل بعدة كرات نارية بحجم قبضة رجل، وفجأة اندفعت الكرات النارية بسرعة هائلة نحو ألكسندر.
عند رؤية هذا، حاول ألكسندر التوقف وفي نفس الوقت استخدام سيفه العملاق كدرع.
فجأة، اصطدمت الكرات النارية بألكسندر، خالقة انفجاراً ضخماً من اللهب غطى دائرة نصف قطرها نصف متر حول ألكسندر بلهب شديد السخونة.
لكن قبل أن يستطيع أحد من الجمهور التساؤل عما إذا كان ألكسندر قد هُزم بالفعل أم لا، قفز فارس ذهبي عملاق من النيران.
كان طوله مترين ومغطى بدرع ذهبي براق يغطي كامل جسده. قفز الفارس لحوالي خمسة أمتار قبل أن يهبط بسرعة هائلة نحو فيكتور محاولاً قسمه بسيفه العظيم.
لكن فيكتور بالتأكيد لن يظل واقفاً دون فعل شيء، حيث استخدم إحدى تعويذاته لتفجير الأرض تحت قدميه ليبتعد عن ألكسندر.
طبعاً، لم يكن الانفجار الذي أحدثته تعويذة فيكتور كافياً لتدمير أرضية الحلبة، لكنه خدم غرضه حيث ابتعد فيكتور عن مسار هجوم ألكسندر.
قطع سيف ألكسندر مكان وقوف فيكتور السابق بقوة هائلة يمكن أن تشطر أي بشري تحت الفئة D إلى نصفين فوراً.
لكن ألكسندر لم يتوقف بعد هذا الهجوم، حيث التفت إلى مكان وقوف عدوه الجديد ليجد أن فيكتور قد جهز بالفعل عدة كرات نارية وأطلقها عليه.
عند رؤية الكرات النارية المتوجهة نحوه، قرر ألكسندر تجنبها، حيث بدأ في الركض حول الحلبة بسرعة هائلة.
فرغم حجمه الضخم الذي يجعله يبدو بطيئاً، إلا أن ألكسندر كان سريعاً بشكل جنوني.
عند رؤية خصمه يبدأ في الفرار حول الحلبة، توقف فيكتور عن مهاجمته واكتفى بإحاطة نفسه بخمس كرات نارية ومراقبة خصمه.
عند رؤية أن فيكتور لم يعد يهاجمه، توقف ألكسندر عن الركض وبدأ في المشي ببطء.
لكن فور ما توقف عن المشي، هاجمته إحدى كرات فيكتور النارية.
عند رؤية الكرة النارية تهاجمه، لم يصدم ألكسندر، بل اكتفى بزيادة سرعته لتفادي الهجوم.
استمر هذا الوضع لمدة دقيقتين تقريباً.
بينما كنت منغمساً في معركة فيكتور وألكسندر، سمعت فجأة صوتاً بجانبي.
"ما رأيك؟ من سيفوز؟".
. كان الشخص الذي سألني هو جيس، الذي كان يجلس بجانبي.
عند سماع سؤاله، أجبت بشكل غريزي تقريباً: "فيكتور".
عند سماع إجابتي، عبس جيس قليلاً قبل أن يسأل بحيرة: "لماذا تظن هذا؟ مما أراه، لقد تحولت هذه المعركة إلى اختبار قدرة التحمل، ومن ما أعرفه، السحرة ليسوا متفوقين في هذه المعركة".
عند سماع هذا، ابتسمت قليلاً وأشرت له بأن يكمل المشاهدة.
بعد فترة قصيرة من محادثتي مع جيس، أخرج فيكتور، الذي كانت تبدو عليه علامات الإرهاق، زجاجة زرقاء من العدم وبدأ في شربها.
عند رؤية هذا، حاول ألكسندر الاندفاع نحو فيكتور لمنعه، لكنه تم صده من قبل كرات فيكتور النارية.
عند رؤية هذا، سأل جيس بحيرة: "أليس استعمال جرعات المانا مخالفاً للقواعد؟".
"القاعدة الوحيدة في معارك الأكاديمية هي عدم قتل خصمك".
"تنهد".
"معك حق. إذا استمر الوضع هكذا، فسوف يفوز فيكتور. لكني أتساءل إن كان ألكسندر سيسمح لهذا بالاستمرار".
عند قول هذا، نظر جيس إلى ألكسندر بالأمل في عينيه.
بينما كان ألكسندر يتفادى كرات فيكتور النارية، فجأة غيّر اتجاهه واندفع نحو فيكتور بكامل قوته.
لكن فيكتور لن يتركه يقترب دون فعل شيء، حيث أطلق عدة كرات نارية باتجاه ألكسندر المندفع نحوه.
الغريب أن ألكسندر لم يحاول تفادي الكرات النارية، بل استمر في اندفاعه نحو فيكتور، غير مكترث بأي شيء آخر.
عند اصطدام الكرات النارية بألكسندر، أغرقته في عاصفة من اللهب.
لكنه خرج منها سريعاً، ودرعه الذهبي لا يزال براقاً.
عند رؤية هذا، بدأ فيكتور في تفجير الأرض تحت قدميه ليبتعد عن ألكسندر، الذي كان يندفع نحوه بسرعة هائلة.
في نفس الوقت، استمر فيكتور في إطلاق الكرات النارية نحو ألكسندر.
لكن هذا الوضع لم يستمر طويلاً، حيث بدأت مانا فيكتور في النفاد، بينما لا يزال ألكسندر يندفع نحوه وكأن طاقته لا نهائية.
في النهاية، حصل ألكسندر على فرصته عندما حاول فيكتور شرب جرعة مانا أخرى. اندفع ألكسندر بسرعة أكبر نحو فيكتور حتى أصبح ضمن مدى سيفه العظيم.
لكن فجأة، غطت نيران بيضاء نقية جسد ألكسندر، وفي نفس الوقت ألقى فيكتور تعويذة لتفجير الأرض، لكن هذه المرة لم تكن الأرض هدفها بل ألكسندر نفسه.
دفعت قوة التعويذة كلاً من ألكسندر وفيكتور بعيداً عن بعضهما.
أول شيء فعله فيكتور بعد الابتعاد عن ألكسندر هو إخراج جرعتين لاستعادة المانا وشربهما، بينما يحدق بألكسندر ببرود.
لم يتوقع فيكتور أن يجبره طالب آخر في السنة الأولى، باستثناء لودويغ، على استخدام هبته.
كان ألكسندر واقفاً متجمداً، يراقب درعه الذي خفت بريقه للمرة الأولى منذ بداية المعركة.
بعدها، نظر ألكسندر إلى فيكتور وقال ببرود:
"كنت أتوقع أن تكون هبتك هي تقليل إنفاق المانا، مما يسمح لك باستخدام عدد كبير من التعاويذ. لكني كنت مخطئاً".
عند تذكر الشعور عندما أحرقته تلك النيران، قال ألكسندر بخوف طفيف:
"تلك النيران... تحرق المانا".
عند سماع هذا، أصبحت تعابير فيكتور أكثر برودة. أشار بعصاه نحو ألكسندر، وأطلق عليه عدة كرات نارية.
عند رؤية الكرات النارية المتجهة نحوه، بدأ ألكسندر في تفاديها، بينما ينفق المانا الخاصة به لاستعادة درعه لحالته الأصلية.
لكن ألكسندر لاحظ أن مخزونه من المانا على وشك النفاد، ولم يستطع السماح لهذه المعركة بالاستمرار طويلاً.
حينها، اتخذ ألكسندر قراراً حاسماً واندفع نحو فيكتور مرة أخرى.
عند رؤية ألكسندر يندفع نحوه، ابتسم فيكتور ببرود ولم يهاجمه، بل اكتفى بشرب جرعة أخرى لتعزيز المانا الخاصة به.
استمر ألكسندر في الاندفاع حتى لم يتبقَ بينهما سوى خمسة أمتار. حينها، تكون جدار من اللهب الأبيض، وفي نفس الوقت هاجمته عشر كرات نارية.
خرج ألكسندر من الجدار الناري دون خدش، لكنه خسر درعه الذهبي.
لم يكن ذلك لأن النيران أحرقته، بل لأنه تخلى عنه طواعية.
لاحظ ألكسندر أن نيران فيكتور لا تحرق المانا داخل الجسد، لذا ضحى بدرعه واستخدم المانا المسترجعة لتعزيز جسده.
في نفس الوقت، رمى سيفه الضخم باتجاه الكرات النارية، مما جعلها تنفجر مبكراً.
لكن حينها، غطت عصا فيكتور السحرية رؤية ألكسندر، وفي نفس اللحظة شعر بألم شديد في بطنه.
حتى دون رؤية ما حدث، أدرك ألكسندر أنه وقع في الفخ.
عند النظر تحته، وجد فيكتور الذي تغيّر شكله تماماً.
كانت بشرته حمراء شديدة السخونة، إلى درجة خروج البخار منها، وكانت قبضاته مغطاة بشعلات بيضاء نقية.
حاول ألكسندر استدعاء درعه الذهبي، لكن في كل مرة كان يظهر فيها بريق الدرع، كانت النيران البيضاء تحرقه فوراً.
بعد عدة ضربات، سقط ألكسندر على الأرض مغشياً عليه.
عند رؤية ألكسندر المغشي عليه وفيكتور الذي لا يزال واقفاً، هلل بعض الطلاب بينما تنهد آخرون بحزن.
من بين الذين تنهدوا بحزن، كان جيس، الذي كان يجلس بجانبي.
في نفس الوقت، سألني جيس بحيرة:
"إن كان فيكتور أقوى من ألكسندر، فلماذا لم يستعمل قوته منذ البداية؟".
أجبت:
"غالباً كان يريد في البداية إخفاء قوته بحجة أنه ساحر. لكن اتضح أن ألكسندر أقوى من أن يقاتله بجدية دون استخدام كل ما لديه".
عند سماع هذا، أومأ جيس برأسه قبل أن يكمل
"نعم، وعندما أدرك هذا كان الأوان قد فات بالفعل، حيث لم يكن يمتلك سلاحاً مناسباً للقتال عن قرب. خاصة أن دفاع درع ألكسندر مرعب، وحتى لو أن نيرانه تستطيع حرقه، فسيهزمه ألكسندر قبل أن يحترق الدرع. لذا قرر إيقاعه في فخ يجعله يتخلى عن درعه طواعية".
"تنهد".
"كما هو متوقع من وريث عائلة ستورمفليم".
عند سماع هذا، أومأت برأسي بينما أقف وأقول:
"حسناً، حان وقت أخذ فصلنا الأول في الأكاديمية".
نهاية الفصل.
----
يارجل كان هاذا الفصل مرهق