حاليًا كنت أنظر إلى الخريطة الظاهرة أمامي، حيث كنت أحاول الوصول إلى فصلي.

"يبدو أننا في نفس الفصل".

عند الالتفاف إلى مصدر الصوت، وجدت جيس الذي كان يمشي خلفي على مهل.

"نعم، كلانا يدرس في الفصل A-7".

أومأ جيس برأسه بينما ينظر إلي بنظرة غريبة.

عند رؤية نظرة جيس، تنهدت في رأسي، لقد حان الوقت.

التفت إلى جيس وقلت بصوت هادئ:

"ما الذي تريده مني يا جيس أيرث؟".

في الواقع، كنت أعرف ما يريد، بل فكرت بعمق في كيفية التعامل مع طلبه، حيث أن طريقة تعاملي معه ستوضح كيف يجب أن أتعامل مع بقية الشخصيات الرئيسية.

عند دخولي هذا العالم، كان أحد أوائل الأمور التي فكرت فيها هو كيفية جعل فريق الشخصيات الرئيسية أقوى بكثير مما كان عليه في الرواية الأصلية.

لأني كنت أعرف أنه مهما بلغت قوتي، كان من المستحيل علي هزيمة ملك الشياطين وحدي.

لذا قررت ببساطة اتباع نفس الطريقة التي اتبعتها في الرواية الأصلية:

من رحم المعاناة تولد القوة.

إن لم تكن التحديات الأصلية كافية لجعل الأبطال أقوياء بما يكفي لإنقاذ العالم، فسوف أزيد الصعوبة فقط.

بينما كنت غارقًا في التفكير، أخرجني صوت جيس الذي يبدو أنه كان يفكر في كيفية صياغة طلبه من أفكاري:

"أريد منك أن تخرج أحدهم من المدينة السفلية".

عند سماع هذا، ابتسمت قليلاً قبل أن أجيبه:

"أستطيع إخراج أحدهم من المدينة السفلية وإرساله إلى منطقة الرعاية، لكن لدي شرط".

عند سماع هذا توتر جيس.

"ما الذي تريده؟".

"هذا بسيط، أريد منك المحافظة على مركزك في المرتبة الخامسة، وإذا خسرته فسوف أعيد ذلك الشخص إلى المدينة السفلية".

عند سماع طلبي بدا جيس مصدومًا من هذا الطلب، حيث توقع مني أن أطلب منه أن يكون خادمي أو شيئًا مشابهًا.

وهو ليس مخطئًا، حيث طلب منه إدوارد الأصلي أن يصبح مرؤوسه.

"هل أنت جاد؟".

عند سماع سؤال جيس، ابتسمت بخفة وحقنت بعض المانا في الرونيات التي في معصمي، حيث اتصلت على أحد معارف إدوارد الأصلي.

بعد فترة، ظهر أمامي هولوغرام لوجه رجل في منتصف العمر.

قال الرجل باحترام وبعض الخوف:

"ما الذي تريده، سيدي الشاب؟".

"أريد منك أن تخرج أحدهم من المدينة السفلية وتأخذه إلى منطقة الرعاية".

عند سماع هذا، اختفى الخوف من وجه الرجل، وبدا الأمر كما لو أنه تفادى الموت بأعجوبة.

"بالتأكيد، سيدي الشاب، ما هو الرقم التسلسلي للشخص الذي تريد إخراجه؟".

عند سماع هذا، التفت إلى جيس وسألته:

"ما هو الرقم التسلسلي للشخص الذي تريد مني إخراجه؟".

لم يجبني جيس على الفور، حيث بدا كما لو أنه لا يصدق ما يحصل.

"إحم، ما هو الرقم يا جيس؟".

وأخيرًا بدا جيس كما لو أنه خرج من حلم، حيث قال بسرعة:

"الرقم التسلسلي هو B3578916".

"هل سمعت هذا؟".

"نعم، يا سيدي الشاب، سأبحث عن B3578916 وأنقله إلى أفضل مكان في منطقة الرعاية".

عند الانتهاء من هذا، قمت بقطع الاتصال مع الرجل في منتصف العمر، والتفت إلى جيس وقلت له:

"حسنًا، لقد انتهى كل شيء".

عند سماعي، أومأ جيس برأسه وقال لي بجدية:

"شكرًا لك، أنا مدين لك بواحدة".

عند سماع هذا، ابتسمت بخفة وقلت له:

"لا داعي لشُكري، كل ما عليك فعله هو المحافظة على مركزك بين الخمسة الأوائل".

حقًا لم يكن عليه شُكري، فخدمة إدوارد أسهل بكثير من المحافظة على المركز الخامس.

"تنهد".

"لا يهم ما تقول، فأنا مدين لك رغم كل شيء، لكن هناك شيء لا أفهمه... لماذا تساعدني؟".

أجبت:

"مجرد فضول، أتساءل إلى أين تستطيع الوصول بموهبتك من الفئة A".

"وأسرع، سوف نتأخر عن الدرس".

بعد فترة، وصلنا أخيرًا إلى الفصل A-7.

عند دخول الفصل، رحب بي منظر الفصل الواسع.

ورغم ضخامة الفصل، إلا أنه كان بسيطًا إلى أبعد الحدود، يشبه أي فصل جامعي عادي.

ربما الشيء الوحيد المختلف كان الطبقية بين العوام والنبلاء.

بِاستثناء الدرج الأول، حيث كان يجلس شخص واحد بجسده الضخم وشعره الأسود القصير. كان من المستحيل الخطأ بينه وبين شخص آخر.

كان ألكسندر نائمًا على الدرج، حيث عامله كسرير، ومع ذلك لم يجرؤ أحد من الطلاب على إزعاجه.

عند دخول الفصل، سمعت أحدهم ينادي علي بصوت عالٍ:

"إدوارد!".

عند الالتفاف لمصدر الصوت، وجدت عملاقًا جالسًا على الدرج الثاني، لكن على عكس ألكسندر، كان هذا الشخص سمينًا وذو بشرة بيضاء رقيقة تشبه بشرة الأطفال، مع شعر أشقر قصير.

كان هذا نيك داركستار، صاحب المركز التاسع، وأحد أتباع إدوارد في الرواية الأصلية، حيث أن عائلته داركستار هي عائلة تابعة لعائلة لايتستار.

وبجانبه كان يجلس شاب نحيف ذو شعر أسود قصير وعيون سوداء تشبه الهاوية. كان هذا صاحب المركز الثامن، ويليام شادومون.

عند رؤية نيك وويليام، اللذين يجلسان كالملوك بين الطلاب النبلاء، ابتسمت بخفة. لقد حان وقت بدء الجزء الأول من خطتي لجعل هذا العالم أصعب بالنسبة للشخصيات الرئيسية.

لكن قبلها، كان هناك شيء يجب أن أتحقق منه. نظرت إلى نهاية الفصل، وحينها أخيرًا وجدت ضالتي.

على آخر مقعد في الفصل، كان هناك طالب يجلس لوحده في الركن.

كان الطالب ذو شعر أشقر ذهبي وعيون من نفس اللون، حيث بدا الأمر كما لو أنهما تتوهجان مثل اثنين من الشموس الذهبية.

كان هذا الطالب هو بطل هذا العالم، أو بشكل أكثر دقة بطل رواية سجلات النهاية: سولير أيرث.

لقد كانت رؤيته مختلفة تمامًا عن رؤية أي شخصية أخرى من الشخصيات الرئيسية، فبعد كل شيء، لقد كان أكثر من كتبت عنه وأكثر من قضيت معه وقتًا بينهم جميعًا.

لكنني لم أحدق فيه كثيرًا، حيث توجهت نحو مكان جلوس نيك وويليام، بينما افترق عني جيس متوجهًا للجلوس مع العوام.

عندما توجهت نحو نيك، أفسح لي جميع الطلاب النبلاء مكانًا للجلوس قرب نيك وويليام.

عند الجلوس بجانب نيك، أشرت نحو ألكسندر الذي كان ينام ببزة التدريب، حيث لم يكلف نفسه عناء ارتداء الزي المدرسي مرة أخرى.

"ما قصته؟".

عند سماع سؤالي، ابتسم نيك بمرارة وأجاب:

"هل ستصدقني لو أخبرتك أنه أتى وطرد الجميع من المقعد، بما في ذلك أنا وويليام، ثم نام؟".

عند سماع هذا، سألت بفضول:

"وأنتم... لم تحاولوا منعه؟".

عند سماع سؤالي، ابتسم نيك بتوتر، لكن قبل أن يجيبني، تدخل ويليام وقال:

"إن كنت تشتكي من عدم فعلنا لشيء، فلماذا لا تذهب لإيقاظه بنفسك؟".

عند النظر إلى ويليام، الذي كان يرمقني بنظرة متحدية، ابتسمت بسخرية وأجبت:

"شكرًا، لكني لست أحمق".

"همف".

عند النظر إلى ويليام، الذي كان يتصرف مثل متنمر من إحدى الأعمال المدرسية، ونيك، الذي كان لا يزال يضع ابتسامة متوترة، لم أستطع سوى الشعور بعدم الثقة. هل كان هذان الأحمقان هما من يجب أن أعتمد عليهما في تنفيذ خطتي؟

لكن بينما كنت أفكر في كيفية شرح خطتي لويليام ونيك، إذا بشخص جديد يدخل الفصل.

لكن هذه المرة لم يكن طالبًا آخر، بل كان أحد الأساتذة بملابسه السوداء النقية وشعره الأسود وعيونه الرمادية الباهتة، بالإضافة إلى نظارات علمية.

عند النظر إلى الفصل، كان أول شيء لاحظه هو ألكسندر، الذي كان ينام على المقعد الأمامي.

لكن بدلًا من أن يغضب، ابتسم الأستاذ وقال بصوت مستمتع:

"يبدو أن هذا الفصل سيكون مثيرًا للاهتمام".

بعد قوله ذلك، تجاهل الأستاذ ألكسندر وتوجه إلى المنصة، ثم التفت إلى الطلاب وقال:

"أولًا، دعوني أعرفكم بنفسي. أنا لورانس بيرغنورث، نائب مدير الأكاديمية، ومن اليوم فصاعدًا أستاذكم".

"سوف أعلمكم كل ما تحتاجون إلى معرفته عن المانا".

"هل هناك أي أسئلة؟".

وبالفعل، رفع أحد الطلاب يده.

"ما الذي تقصده بتعليمنا كل ما نحتاج إلى معرفته عن المانا؟".

عند سماع السؤال، الذي قد يبدو غبيًا، ابتسم لورانس وأجاب:

"سؤال جيد لنبدأ به".

"لكن أولًا... ما هي المانا؟".

عند سماع سؤال الأستاذ، بدأ الطلاب في النظر إلى بعضهم في حيرة، حيث لم يكونوا يعرفون لماذا سأل لورانس هذا السؤال، لكنهم كانوا لا يزالون يجيبون، أو بعضهم على الأقل.

"طاقة".

"طاقة الحياة".

"طاقة روحية".

عند سماع إجابات الطلاب، ابتسم لورانس باستمتاع، حيث بدا كما لو أنه يستمتع برؤية جهل الطلاب.

"خطأ".

"المانا ليست طاقة".

"مع أن الكثير من العلماء والمحاربين يشيرون إلى المانا ويعاملونها على أنها طاقة، إلا أنها أكثر من ذلك بكثير".

عند قوله هذا، استدعى لورانس كرة من الضوء الأزرق فوق يده.

"فرغم قدرة المانا على التحول إلى طاقة...".

عند قوله هذا، تحولت كرة الضوء الأزرق إلى كرة من النار.

"... إلا أنه على عكس الطاقة، المانا لا حدود لها".

واستمرت كرة النار في الاشتعال.

"حاليًا، أنا لا أقوم بضخ المزيد من المانا في الكرة النارية، ومع ذلك ما دمت محافظًا على تركيزي، يمكن لهذه النيران أن تحترق إلى الأبد".

عند سماع هذا، سأل أحد الطلاب بصدمة:

"ما الذي تقصده بأن المانا لا نهائية؟ ألا يتم استهلاكها عند استخدام التعاويذ؟".

"ساذج".

عند قوله هذا، قام لورانس بنشر مجال من الضوء الأزرق حول الفصل بأكمله.

"لشرح الأمر بشكل أبسط، يمكنك تشبيه المانا التي في العالم ببحر واسع لكنه محدود من المانا".

حرك لورانس يده وسحب كرة من مجال الضوء، مما ترك فراغًا على شكل كرة في بحر الضوء الأزرق.

"لكن هذا البحر لا يمكن استهلاكه أبدًا".

عند قوله هذا، حول لورانس كرة الضوء التي في يده إلى نار.

"فمثلًا، لو استخدمت المانا لإشعال النار، فأنت في الواقع لا تحرق المانا، أنت فقط تغير شكلها".

"وعند انتهاء التعويذة، هذا لا يعني أن المانا نفدت".

كانت النار التي على يد لورانس تخفت شيئًا فشيئًا، كما لو أنها استهلكت الوقود الذي كان يحرقها.

لكن عند التركيز بدقة، كانت هناك جزيئات من الضوء الأزرق تخرج من النار وتعود لملء الفراغ في مجال الضوء الأزرق.

"إنها فقط تترك إرادتك وتعود إلى بحر المانا الذي في الهواء".

سأل أحد الطلاب:

"إذا... ألا يمكننا المحافظة على المانا تحت تحكمنا إلى أجل غير مسمى، مما يجعل حتى المحارب من الفئة F يمتلك مانا شبه لا نهائية؟".

عند سماع هذا، ضحك لورانس بخفة وأجاب:

"هذا مستحيل، حيث إنه فور ما تترك المانا قلب المانا، تبدأ في التفكك والعودة إلى بحر المانا".

عند قوله هذا، قام لورانس بسحب كرة أخرى من الضوء وتركها تطفو بيده دون تحويلها إلى شيء آخر.

ومع ذلك، كانت كرة الضوء لا تزال تتفكك ببطء إلى جزيئات من الضوء الأزرق، قبل أن تعود وتملأ الفراغ الذي أحدثته.

"لا يهم أين تكون المانا، مادامت خارج قلب المانا، حتى وإن كانت داخل جسد الشخص، فإنها ستظل تتفكك وتعود إلى بحر المانا".

"وطبعًا، هذا ليس الفرق الوحيد بين المانا والطاقة".

"وطبعًا، هذا ليس الفرق الوحيد بين المانا والطاقة".

عند قوله هذا، التفت لورانس نحو الطلاب وسألهم:

"في رأيكم، ما هو الفرق الأكبر بين الطاقة والمانا؟".

عند سماع سؤال لورانس، بدأ الطلاب في النظر إلى بعضهم في حيرة. بدا بعض الطلاب وكأنهم سيرفعون أيديهم للإجابة، لكن في النهاية لم يجب أحد.

حتى أنا، رغم معرفتي بالإجابة، قررت التزام الصمت.

عند النظر إلى الفصل الصامت، تنهد لورانس بخيبة أمل.

"ألم يدرس أي منكم التاريخ؟".

"حسنًا، إن أكبر فرق بين الطاقة والمانا هو أن المانا تمتلك وعيًا وتتأثر بالمشاعر".

عند سماع هذا، زادت حيرة الطلاب، وسأل أحدهم:

"أستاذ، ماذا تقصد بأن المانا تمتلك وعيًا؟".

أجاب لورانس:

"في الواقع، نحن لا نعرف الكثير عن وعي المانا، حيث أن المانا لم تتصرف بشكل مستقل إلا مرتين".

عند قوله هذا، بدأت كتل أرضية تتكون في الهواء، متخذة شكل القارات القديمة.

"من درس التاريخ يجب أن يعرف أن عالمنا كان يتكون في الماضي من ست قارات منفصلة".

"لكن عند بدء حرب الغزو وانتشار المانا في العالم، بدأت المانا في تجميع القارات الست في قارة واحدة".

عند قوله هذا، بدأت المانا التي كانت منتشرة في الفصل على شكل بحر من الضوء الأزرق تضغط على نماذج القارات حتى تم صهرها في قارة واحدة عملاقة.

"طبعًا، نسب البعض هذا التصرف الغريب إلى طبيعة المانا الغريبة ورفضوا تصديق امتلاك المانا لوعي مستقل".

"لكن هذا الرفض لم يستمر طويلًا، حيث إنه خلال حرب النطاقات الأولى، قامت المانا بتحركها الثاني، حيث قامت بختم سيد النطاق الشيطاني".

عند قوله هذا، بدأ نموذج القارة العملاقة في التغير، حيث أصبح عبارة عن عرش أسود عملاق. على العرش كانت توجد شخصية سوداء مقيدة بسلاسل من الضوء الأزرق.

"عند رؤية هذا التصرف، الذي لا يمكن أن ينبع إلا من كائن يمتلك وعيًا وإرادة مستقلين، أصبح امتلاك المانا لوعي مستقل حقيقة متفقًا عليها".

"وأما عن تأثر المانا بالمشاعر، فيجب أن نتحدث عن طبيعة المانا أولًا".

عند قوله هذا، التفت لورانس نحو الطلاب وسأل سؤالًا آخر:

"يجب أن تعرفوا جميعًا عن المدينة السفلية ومنطقة الرعاية، لكن هل تعرفون لماذا تم بناؤهما؟".

هذه المرة، رفع عدد كبير من الطلاب أيديهم للإجابة، وبدأ لورانس على ما يبدو باختيار أحدهم بعشوائية.

لكنني كنت أعرف أنه لم يختر بعشوائية، حيث اختار الطالب الوحيد من المدينة السفلية بجانب ألكسندر النائم.

وطبعًا، كان هذا الطالب هو جيس أيرث.

عند اختياره، وقف جيس وبدأ الشرح بتعبير خالٍ من المشاعر:

"لقد تم بناء المدينة السفلية ومنطقة الرعاية في مناطق تحتوي على كمية صغيرة من المانا لإيواء المعاقين غير القادرين على التكيف مع المانا واستعمالها".

عند سماع جواب جيس، أومأ لورانس برأسه وقال:

"جواب دقيق. لكن هل يعرف أحدكم لماذا المعاقون، كما نسميهم، غير قادرين على استعمال المانا؟".

قلَّ عدد من يرفعون أيديهم للإجابة، لكن كان لا يزال هناك عدة طلاب رفعوا أيديهم، وبدأ لورانس في الاختيار من بينهم.

"لأنهم ليسوا مختارين من قبل المانا".

"خطأ".

"لأنهم لم يحصلوا على تدريب مناسب لكيفية استعمال المانا".

"خطأ".

"لأنهم لا يمتلكون فنون مانا".

"خطأ".

"لأن أجسادهم لم تتكيف مع المانا وما زالت تعاملها مثل السم".

"خطأ... لا مهلاً، هذا صحيح".

عند النظر حول الفصل، وجد لورانس من قدم الإجابة الصحيحة كانت فتاة جميلة بشعر أشقر بلاتيني وعيون زرقاء تشبه الجواهر.

"كما قالت زميلتكم، فإن سبب بناء المدينة السفلية ومناطق الرعاية هو عدم تكيف جميع البشر مع المانا".

سأل أحد الطلاب:

"أستاذ، ما الذي تقصده بعدم تكيفهم مع المانا؟".

رغم مقاطعته، لم ينزعج لورانس، بل قام ببناء مجسم جديد في الهواء. كان المجسم يظهر مدينة من العصر القديم مع مجسم لطائرات تطير فوق المدينة.

ثم أشار إلى الطلاب وسألهم:

"برأيكم، ما هي أكبر كارثة واجهتها البشرية في العصر القديم؟".

"غزو الأجناس الأخرى".

"ظهور وحوش المانا".

"الشياطين".

"كل هذا خطأ".

"تنهد".

"يبدو أنني سأضطر لإعطائكم درسًا في التاريخ".

أشار لورانس إلى المجسم الموجود في أعلى الفصل، كان المجسم شفافًا، مما يعطي رؤية واضحة لكل شيء داخل المدينة، بما في ذلك السيارات والطائرات.

"كانت أكبر كارثة واجهتها البشرية هي المانا".

"كانت أكبر كارثة واجهتها البشرية هي المانا".

عند قوله هذا، بدأ بحر الضوء الأزرق في الضغط على نموذج المدينة، مما تسبب في سقوط الطائرات وانهيار بعض المباني.

"أولًا، تسبب وجود المانا في الهواء بظهور نوع من الضغط، كما لو أن أحدهم قام بزيادة جاذبية الكوكب، مما تسبب بدمار هائل للبنية التحتية البشرية".

"بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي نتجت عن محاولة المانا دمج القارات مع بعضها البعض، مما تسبب بموت أعداد هائلة من البشر".

عند قوله هذا، لوح لورانس بيده، فاختفى نموذج المدينة المدمرة وظهر مكانه نموذج واقعي لإنسان.

"لكن هذه كانت مجرد البداية. فبالنسبة للبشر، كانت المانا أشبه بالسم، وكم هو شنيع عندما يصبح العالم بأكمله مغطى بالسم".

عند قوله هذا، بدأ نموذج الإنسان يظهر علامات حروق على جسده، مع ظواهر غريبة ومرعبة: يد طفل تنمو من جبهته، رأس إضافي على كتفه، عيون تظهر على يديه، وذيل لحمي مقزز.

فجأة، اختفى النموذج القبيح للإنسان المتحول، وتم استبداله بنموذج طبيعي.

"لكن بعض البشر استطاعوا التكيف مع المانا واستعمالها، مثل بقية الأجناس الأخرى".

"بدأ البشر المتكيفون في إعادة توحيد صفوف البشرية. أسسوا العوائل النبيلة وجيش الاتحاد، ونقلوا البشر غير المتكيفين إلى مدن تحتوي على كميات صغيرة من المانا، مما جعل حياتهم أطول".

"ومع تعرضهم المستمر لكميات صغيرة وثابتة من المانا، بدأ المزيد من البشر بالتكيف".

عند قوله هذا، ضحك لورانس بخفة وقال:

"ومعلومة قد لا يعرفها الكثير منكم، لكن نظام المواهب يشير إلى مدى تكيفك مع المانا، أو بشكل أكثر دقة: كمية المانا التي تستطيع تخزينها في جسدك دون التعرض لتسمم المانا".

بعد قوله هذا، عاد لورانس ليكمل درس التاريخ الخاص به:

"ورغم حصول البشر على القدرة على استعمال المانا، إلا أن التكنولوجيا الخاصة بهم لم تفعل".

عند قوله هذا، أشار لورانس بيده، فاختفى النموذج البشري، وتم استبداله بنماذج لسفن خشبية، وأقراص معدنية طائرة، ومناطيد حديدية ضخمة، وسيوف، وعصي سحرية، ودوائر نقل آنية، ومختلف أنواع التكنولوجيا التي تعتمد على المانا.

"عندما وجدت البشرية نفسها داخل حرب ضخمة مع أعراق معتادة على استعمال المانا، تخلت البشرية عن فكرة تطوير التكنولوجيا الخاصة بهم لتعمل بالمانا. بدؤوا باستخدام تكنولوجيا الأعراق الأخرى بدلًا من ذلك".

وفجأة، بينما يشرح لورانس عن تاريخ الكارثة الكبرى، رن صوت جرس غريب. كان الصوت يبدو كما لو أنه ظهر من العدم.

عند سماع صوت الجرس، توقف لورانس عن الشرح وقال بخيبة أمل:

"يبدو أنني مضطر لإنهاء الدرس هنا".

بينما يغادر الفصل، التفت لورانس نحو الطلاب وقال:

"سيكون درسنا القادم حول تأثير المشاعر على المانا، لذا سيكون من الأفضل أن تراجعوا كتاب

[المانا والمشاعر والإرادة وتأثيرهم على بعضهم البعض]

للكاتب رولاند بيرغنورث، إن أردتم أخذ نظرة مبدئية عن الموضوع".

---

كان هذا وبدون منازع أكثر فصل أتعبني

2024/12/15 · 48 مشاهدة · 2590 كلمة
nightmar
نادي الروايات - 2025