بعد خروجي من الفصل، بدأت في التحرك ببطء، متوجهًا نحو مجموعة النبلاء التي كانت تتكون من ثلاثة طلاب.

"من كان ليتخيل أن جلالة الأمير الموقر، إدوارد لايتستار، سيرغب بمرافقة مجموعة من العوام مثلنا."

عند سماع كلام ويليام، الذي يقطر ازدراءً لي، لم أستطع سوى أن أضحك قليلاً.

"من الجيد أن نكتتي الصغيرة أضحكت جلالة الأمير."

"نكتك الحمقاء لا تستطيع أن تضحك أحدًا يا ويليام، لكني تذكرت أمرًا مضحكًا."

"حقًا؟ إذا هل يتفضل الأمير الموقر ويخبر هذا العامي الحقير عن سبب ضحكه؟"

"أوه بالتأكيد. لقد تذكرت فقط أن هناك بعض النبلاء العظماء تم التفوق عليهم من قبل مجموعة من العوام."

عند سماعي تصريحي الساخر، اختفت الابتسامة الغبية من وجه ويليام، وحل محلها تعبير بارد مليء بالازدراء.

"أوه، لكني سمعت أن أولئك العوام تفوقوا حتى على أمرائنا العظماء."

"معك حق، لكن دعني أسألكم هذا السؤال: ما رأيكم في التصنيف الذي وضعته الأكاديمية؟"

"إنه عادل."

هذه المرة لم يكن ويليام هو الذي أجابني، بل فتى بشعر أشقر وعيون خضراء زمردية.

عند سماع رده، بدأت في المشي ببطء، حيث لم أحب التكلم وأنا واقف في مكاني مثل التمثال.

"لم أسألك إن كان التصنيف عادلًا. الجميع يعرف أن تصنيف الأكاديمية عادل، لقد سألت عن رأيك."

عند رؤيتي أبدأ في التحرك، تبعني نيك والفتى الأشقر وحتى ويليام ذو التعبير المنزعج، بينما أجابوا بنفس الإجابة:

"إنه مزعج."

عند سماع هذا، ابتسمت في نفسي منتصرًا.

"أوه، لماذا هو مزعج؟"

"حتى لو كان النظام عادلًا، فإن فكرة أن مجموعة من العوام الذين لم يحصلوا على تدريب لائق ولم يتعلموا أي نوع من أنواع فنون المانا، وقد يكونون حتى لقطاء، هي فكرة لا يمكن أن نقبلها."

عند سماع إجابة الفتى ذو الشعر الأشقر، أشرت إلى نيك بينما أسأل نفس السؤال:

"وماذا عنك يا نيك؟ لماذا تجد هذا التصنيف مزعجًا؟"

"هذا لأنه عادل. كيف يمكن معاملتنا نحن أبناء الأبطال، الذين حموا البشرية وقادوها نحو عصر الازدهار، كأولئك العوام؟"

"فبينما كان أجدادنا يضحون بحياتهم ويقاتلون تلك الوحوش، كان أجدادهم مختبئين في مدنهم الآمنة."

"المدن التي ضحت عائلاتنا بدمائها من أجل بنائها وحمايتها."

بينما يتكلم، بدا أن الحماس أخذ نيك، حيث اختفى خجله وبدأ في الكلام بصوت عالٍ، وأشار بيده إلى جدران القلعة وقال بحماس متزايد:

"حتى هذه القلعة حصلت عليها البشرية بفضل النبلاء."

"أكان يمكن تأسيس الأكاديمية داخل هذه القلعة العظيمة لولا أن دون لايتستار وكادور داركستار خاطرا بحياتهما لقتال دوق الدماء الفاسدة؟"

"من أجل توسيع النطاق البشري، حتى أن كادور داركستار، جدي الأكبر، ضحى بحياته في تلك المعركة."

"لذا كيف يمكن أن نُعامل نحن أبناء الأبطال وأولئك العوام كسواسية؟"

بعد الانتهاء من خطابه الحماسي، عاد نيك إلى طبيعته الخجولة، حيث احمرت وجنتاه بسبب الخجل.

لكني كنت سعيدًا، حيث كان الأمر أسهل من المتوقع. والآن لم يتبقَ سوى إقناع شخص واحد.

"وماذا عنك أنت يا ويليام؟"

كان تعبير ويليام المنزعج قد اختفى منذ وقت طويل، وتم استبداله بجدية باردة. يبدو أنه كان يمتلك فكرة عن إلى أين يتجه هذا الأمر.

"هذا ببساطة لأن هذا النظام غير عادل."

عند سماع رد ويليام الصريح، تغير تعبير نيك والفتى الأشقر.

"ما الذي تقصده؟ ألا يحسب النظام قوتنا بدقة ويصنفنا حسبها؟"

"كما أن بياناته من المستحيل أن تكون خاطئة، حيث إنها تأتي من جيش الاتحاد."

عند رؤية تعجب نيك والفتى الأشقر، ابتسم ويليام ببرود وأكمل:

"نعم، التصنيف عادل، لكن فقط للعوام، حيث إنه لا يقيس أكبر مميزاتنا كنبلاء."

"تقصد فنون المانا السرية؟"

"نعم. والآن أخبرني يا إيفار، هل تظن أن ألكسندر يستطيع النجاة من فن اللايتستار السري؟"

عند سماع هذا عبس إيفار، لكن نيك كان قد أجاب بالفعل:

"هذا مستحيل، فمهما بلغت قوة ألكسندر، فبدون فن مانا على نفس المستوى، لن يستطيع التصدي لفن اللايتستار السري."

عند سماع هذا، ابتسم ويليام بسخرية.

"نعم، قد يبدو نظام الأكاديمية عادلًا من الخارج، لكنه في الحقيقة يأخذ منا كل مميزاتنا كنبلاء، حيث إنه ممنوع علينا استعمال فنون عوائلنا السرية أو أسلحة المانا عالية المستوى."

"أم هل تظنون أن ألكسندر يستطيع هزيمة أميرنا المدلل في معركة حياة أو موت؟"

"كما قلت، معركة حياة أو موت. لكننا هنا للتدريب وليس لقتل بعضنا البعض."

عند سماع ردي، ابتسم ويليام بسخرية.

"إذًا، هل أنت موافق على أن يتفوق عليك عامي؟"

"بالطبع لا."

"لكن لدي خطة لا تخالف قوانين الأكاديمية وتسمح لنا بالحصول على مراكز تليق بنا كنبلاء."

عند سماع هذا، سأل ويليام بفضول:

"وما هي خطتك؟"

...

بينما أتجول في ممرات الأكاديمية، لم أستطع سوى الانبهار من المنظر الغريب الذي أراه.

فرغم أنه وقت الظهيرة، إلا أن ضوء الشمس كان غير قادر على اختراق زجاج النوافذ، تاركًا الممرات مضاءة فقط بضوء المصابيح الزرقاء، مما خلق تباينًا غريبًا بين ما يوجد داخل القلعة وخارجها.

"تنهد".

بينما أفكر في الحوار الذي دار بيني ومجموعة ويليام، لم أستطع سوى الشعور بالحيرة. فرغم أن خطتي كانت تبدو ذكية، إلا أنني كنت أكثر من يدرك عواقبها إذا فشلت.

التدخل السريع في أحداث الرواية الأصلية يمكن أن يتسبب في كارثة.

لكني أيضًا لم أستطع الجلوس وعدم فعل شيء، حيث إن اتباع الحبكة الأصلية لن يقودني سوى للنهاية المأساوية التي كتبتها بيدي.

بينما أفكر بهذا، حقنت بعض المانا في الرونية التي على ذراعي اليمنى، ثم ظهرت أمامي شاشة هولوغرام تعرض قواعد الأكاديمية.

كانت القواعد كثيرة، لكن هذه هي أهمها:

1. جميع الطلاب يخضعون لنفس القواعد بغض النظر عن خلفياتهم.

2. التصنيف يعتمد على اختبارات أسبوعية عادلة ودقيقة. يُسمح بالتحديات لتغيير الترتيب، باستثناء التحديات القاتلة.

3. ممنوع استخدام الفنون السرية أو أسلحة المانا عالية المستوى في النزالات، لأنها قد تهدد حياة الطلاب.

4. أي تفرقة طبقية تُعاقب بخصم نقاط.

5. يحصل الجميع على عدد معين من النقاط حسب رتبتهم أو من إكمال نشاطات معينة. يمكن استعمال النقاط للحصول على معدات أو تدريبات خاصة.

6. الالتزام بالجدول وحضور الفصول إجباري، والغياب يؤدي للعقوبات: خصم النقاط أول ثلاث مرات والطرد في المرة الرابعة.

7. توزيع الطلاب عشوائيًا في المساكن متشابهة لضمان التفاعل بين الجميع، باستثناء العشرة الأوائل الذين سيحصلون على مساكن مميزة.

8. أي نشاط يهدد حياة الطلاب ممنوع.

بعد قراءة قائمة القواعد الطويلة، تنهدت بارتياح. كانت القواعد لا تزال نفسها التي كانت موجودة في روايتي، مما يعني أن كل شيء، باستثناء الأحداث التي سأتدخل فيها، يجب أن يحصل كما حصل في المجلد الأول من الرواية الأصلية.

بعد فترة، وصلت أخيرًا إلى برج النخبة.

كان برج النخبة أحد الأبراج القليلة الموجودة في الأكاديمية، حيث كان يسكن العشرة الأوائل من كل سنة دراسية، مما يعني وجود ثلاثين غرفة في البرج.

ومع ذلك، كان البرج فارغًا من أي حياة باستثنائي، حيث يجب أن يكون طلاب السنة الثانية والثالثة يتدربون حاليًا، بينما كان بقية طلاب السنة الأولى مشغولين بتفقد الأكاديمية، مما جعلني الوحيد الذي عاد إلى مسكنه في هذا الوقت المبكر.

طبعًا، حتى أنا كنت أرغب في استكشاف الأكاديمية ورؤية الأماكن التي كتبت عنها ذات يوم، لكنني كنت بحاجة إلى أن أصبح أقوى بأسرع وقت ممكن من أجل الغد.

بعد القليل من البحث، وجدت غرفتي.

كان باب الغرفة مصنوعًا من نوع من الخشب الأسود الذي يبدو أنه يمتص الضوء، وكان منقوشًا عليه رقمان: على اليسار رقم واحد، وعلى اليمين رقم أربعة. كان الرقم على اليسار يشير إلى سنتي الدراسية، بينما الرقم على اليمين يشير إلى رتبتي.

كان كل ما علي فعله من أجل دخول مسكني هو تمرير يدي اليمنى على الأرقام، ليفتح الباب بشكل سحري.

عند دخول الغرفة، لم أستطع سوى الانبهار من فخامتها. كانت الغرفة أكبر وأكثر فخامة حتى من شقة إدوارد السابقة.

بعد بعض الاستكشاف، لازلت منبهرًا من حجم الغرفة الضخم، حيث احتوت على غرفة نوم، مطبخ، حمامين، قاعة لاستقبال الضيوف، وغرفة تدريب ضخمة.

كانت غرفة التدريب تحتوي على كل شيء يمكن أن يحتاجه الشخص من أجل تدريبه، سواء دمى التدريب، أو أسلحة خشبية، أو معدات لتدريب الجسد.

بعد تفقد كل شيء، جلست وسط غرفة التدريب وبدأت في التدرب على فن المانا الخاص بعائلة لايتستار.

عند التواصل مع المانا، شعرت كما لو أني محاط ببحر من الماء، حتى التنفس أصبح شبه مستحيل. لكنني لم أشعر بالرعب كما فعلت في أول مرة.

بل بدأت في محاولة امتصاص المياه داخل جسدي، وبطريقة سحرية، بدأت المياه في الدخول إلى جسدي ثم التجمع داخل نواة المانا الموجودة في قلبي.

بدت العملية كما لو أن المياه انتقلت إلى فراغ أسود، حيث كانت توجد ثلاث نجوم زرقاء تعوم داخل الفراغ.

بدأت في محاولة ضغط المانا الجديدة لتحويلها إلى نجم جديد.

كانت تلك النجوم هي جوهر أسلوب 'السماء النجمية'، حيث يسمح لي ضغط المانا كنجوم بتخزين كمية مانا أكثر من تلك التي يستطيع قلب المانا الخاص بي تخزينها.

بالإضافة إلى ذلك، كانت تلك النجوم جوهر جميع فنون لايتستار.

2024/12/19 · 65 مشاهدة · 1327 كلمة
nightmar
نادي الروايات - 2025