عند فتح عيني كان أول شيء قابلني هو المنظر غير المألوف للجزء السفلي من السرير الحديدي.

كان كل جزء من جسدي يؤلمني بشدة، لم أرغب بشيء أكثر من الاستمرار في الاستلقاء على السرير غير المريح.

لكنني عرفت أن هذا غباء، فهذا كان أول درس قتالي لنا في الأكاديمية، كما أن التغيب عن الدروس يعاقب بخصم النقاط التي لا أملكها، مما سيجعلني أفقر طالب.

"آخ ظهري."

عند سماع صوت تذمر دارون، الذي كان ينام على السرير الذي فوقي، شعرت ببعض السعادة.

"هاي سو، يبدو أن قضاء اليوم بأكمله نتجول حول الأكاديمية لم يكن فكرة جيدة."

عند سماع هذا، ضحكت بخفة بينما بدأت في القيام ببعض تمارين التمدد من أجل إرخاء عضلاتي.

"لقد أخبرتك، ألم يكن من الأفضل لو أننا قضينا وقتنا في التدريب بدل تضييعه في التجول في الأرجاء؟"

"تنهد."

"يا رجل، ما فائدة التدريب؟ نحن آخر مركزين على السنة الأولى، والأسوأ من ذلك أننا داخل فصل يضم 7 من المراكز العشرة الأولى."

"وحتى لو قضينا وقتنا كله في التدريب، فمقدار القوة الذي سنكسبه بعد شهر من التدريب المتواصل سيكسبه أحد أولئك النبلاء عن طريق جرعة مانا واحدة."

عند سماع هذا، مددت يدي لسحب دارون من فوق سريره.

"خبطة" (صوت شيء يرتطم بالأرض).

فجأة سقط جسد دارون على الأرض. كان يمتلك بشرة ناصعة البياض، شعر برتقالي وعيون بنية اللون.

لكن النظرة التي في عينيه لم تكن لطيفة، حيث نظر لي بغضب.

"ما الذي تفعله؟ هل أنت مجنون؟ كان يمكنك تركي أستريح قليلاً."

لم أتعب نفسي حتى بالرد عليه، فرغم تعرفي عليه أمس فقط، إلا أنني يمكنني القول بثقة أني أعرف الكثير عن شخصية دارون، لذا كنت واثقًا من أنه لن ينزعج من إيقاظه مبكرًا.

بدل ذلك تجاهلته وبدأت في السير بين صفوف الأسرّة متوجهًا نحو أحد الحمامات.

كان المكان الذي ننام فيه عبارة عن مهجع لنوم الجنود.

حيث كان عبارة عن غرفة ضخمة مع صفوف من الأسرّة الحديدية التي تتكون من طابقين.

لم يوجد أي نوع من الزخارف، فقط صفوف الأسرّة المرتبة بدقة.

كانت الغرفة تستوعب حوالي مئة طالب، ومع ذلك، بسبب حجمها الضخم، لم تشعر الغرفة بأنها مزدحمة.

...

عند الخروج من الحمام، رأى سولير مجموعة من عشرة طلاب يكونون صفًا أمام باب الحمام.

لكن أحد الطلاب لم يكن يقف هناك من أجل دخول الحمام.

كان دارون قد استحم وارتدى زيه المدرسي بالفعل.

عند رؤية دارون الذي ينتظره، ابتسم سولير وبدأ في التوجه للخروج من المهجع رفقة دارون.

بينما كنا نعبر ممرات الأكاديمية متجهين نحو فصل فنون القتال، بدأ دارون في التذمر مرة أخرى.

"تبا لهذه الأكاديمية الحقيرة. لقد قالوا إنها أفضل من معسكرات التدريب، لكن مما أراه، فهذا المكان مجرد معسكر تدريب أكبر."

"الأكاديمية مسؤولة عن تدريبك وليس تدليلك. إنهم ليسوا مجبرين على تضييع أموالهم على بناء غرف ضخمة ومريحة بينما يستطيعون إنفاقها على معدات تدريب."

عند سماع ردي، التفت دارون نحوي بغضب وقال:

"هل تقول هذا بعد أن وضعوك في المركز الأخير مع احتمال أن تطرد في أول اختبار أسبوعي؟"

"كوني في المركز الأخير هو بسبب ضعفي، وليس خطأ الأكاديمية. وحتى لو تم طردي من الأكاديمية، فهذا يدل فقط على أني لست موهوبًا أو لم أبذل جهدًا كافيًا للبقاء."

"تسك. يا لك ممل. لولا حقيقة أن الجميع يتجنبني كوني ثاني أضعف طالب في السنة الأولى، لما تقربت منك."

عند قول هذا، اختفى تعبير دارون العابس وحل محله تعبير لعوب.

"الآن دعنا نتناقش في الأمور الجدية. ما رأيك في نساء فصلنا؟ من الأجمل برأيك؟"

عند رؤية التغير السريع في دارون، لم أستطع سوى الابتسام بضعف.

بعد فترة، وصلنا أخيرًا إلى حيث سيقام فصل الفنون القتالية. كان عبارة عن ساحة كبيرة يمكن أن تستوعب مئات الطلاب.

وكانت هناك بالفعل مجموعة من الطلاب متجمعين وسط الساحة حول أستاذة الفنون القتالية.

كانت الأستاذة ترتدي زي جيش الاتحاد الأسود، مع شعر أسود قصير وعيون سوداء تشبه الهاوية.

كانت واقفة في منتصف الساحة بتعبير بارد يشبه التمثال، حيث لم تتحرك من مكانها.

"أظن أنه علينا انتظار البقية."

عند سماع دارون، أومأت برأسي، حيث كان من الواضح أن الأستاذة تنتظر وصول بقية الطلاب.

وبالفعل، بعد بعض الوقت، وصل جميع الطلاب، وبدأت المعلمة التي كانت واقفة كالتمثال في التحرك، حيث بدأت في تقديم نفسها.

"أولًا، دعوني أعرفكم على نفسي. أنا كاساندرا ولفبلود وسأكون معلمتكم لفنون القتال."

"بما أن هذا هو فصلكم الأول، فسوف نؤجل تعلم الفنون القتالية ونركز على التعرف على فهم أسلوب قتالكم."

"لكن أولًا، يجب أن تحصلوا على أسلحة مناسبة."

عند قول هذا، ظهرت مئات الأسلحة المختلفة خلف كاساندرا، سواء كانت من السيوف الشائعة أو الأسلحة الغريبة وغير المألوفة مثل الجلايف.

"فقط أشيروا نحو السلاح الذي تريدون استخدامه وستحصلون عليه."

عند سماع هذا، بدا أغلب الطلاب مرتبكين، ولكن مع ذلك كانوا لا يزالون يشيرون بأصابعهم نحو السلاح الذي اختاروه.

بما في ذلك أنا، حيث اخترت سيفًا طويلًا، وبالمثل اختار دارون سيفًا طويلًا.

ومع ذلك، عند النظر إلى الأسلحة التي اختارها بقية الطلاب، جذب انتباهي اختيار غريب.

كان ألكسندر قد اختار سيفًا عملاقًا بطول مترين وعرض سخيف، مما جعله يشبه قطعة من المعدن الحاد أكثر من شبهه بالسيف.

وبينما كنت منغمسًا في رؤية اختيارات بقية الطلاب، ظهر صوت تصفيق قوي أعاد انتباه الجميع نحو كاساندرا التي لا تزال تقف وسط الساحة، لكن مجموعة الأسلحة التي كانت خلفها اختفت.

"والآن، بعد أن حصل الجميع على أسلحتهم، دعونا ننتقل إلى فقرة الأسئلة."

عند قول هذا، أشارت كاساندرا نحو ألكسندر وسألته:

"برأيك، ما هو أهم شيء للفوز في المعركة؟"

عند سماع سؤال كاساندرا، بدا ألكسندر حائرًا، لكنه كان لا يزال يجيب:

"طبعًا أهم شيء هو القوة."

عند سماع جواب ألكسندر، لم يتغير تعبير كاساندرا، بل سألت إدوارد، الذي كان تعبيره يدل على ملله الشديد، نفس السؤال، وكان جوابه:

"إنها الرغبة في قتل خصمك مهما كلف الأمر."

بعد سؤال إدوارد، سألت كاساندرا جيس:

"البقاء على قيد الحيًاة."

وبعد جيس، استمرت كاساندرا في سؤال بقية الطلاب حتى وصلت لي، حيث كنت آخر طالب يُسأل. ومع ذلك، كان لهذا الأمر فوائده، حيث امتلكت كل الوقت للتفكير، ومع ذلك لم يتغير جوابي منذ البداية:

"إنه بذل قصارى جهدك."

عند سماع إجابتي، لم يتغير تعبير كاساندرا، حيث كان لا يزال تعبيرها البارد كما هو منذ بداية الفصل.

"الآن أريد منكم أن تقاتلوا بعضكم البعض في نزالات ودية."

"لكن ليس عليكم إظهار كل ما في جعبتكم، حيث إن الفوز أو الخسارة في هذه المبارزات لن يغير تصنيفكم."

"الآن، سأقول أسماء الطلاب الذين سيواجهون بعضهم البعض."

"المرتبة الثالثة، ألكسندر أيرث، ضد المرتبة الرابعة، إدوارد لايتستار."

"المرتبة الخامسة، جيس أيرث، ضد المرتبة السابعة، ماريا أيرث."

ومثل المرة الماضية، استمرت كاساندرا في مناداة أسماء الطلاب المتقاتلين حتى وصلت إلي:

"دارون أيريث ضد سولير أيرث."

عند سماع هذا، تنهدت في نفسي واتخذت وضعية القتال، بينما التفت نحو دارون الذي كان لا يزال يمتلك تلك الابتسامة اللعوبة.

"أوه، ستكون هذه معركة أسطورية، معركة بين أضع..."

لم أسمح لدارون بإكمال كلامه، حيث اندفعت نحوه بكامل قوتي ووجهت له قطعًا أفقيًا.

ومع ذلك، تم صد ضربتي بسهولة من قبل دارون، لكن ابتسامته اللعوبة اختفت وحل محلها تعبير عن الصدمة.

مستغلًا صدمة دارون، سحبت سيفي ووجهت طعنة سريعة نحو ضلوعه.

لكنه تفاداها بسهولة، بينما ينظر إلي بتعبير مصدوم.

"سو، أنت حقًا..."

محاولًا استغلال الوقت الذي يتكلم فيه دارون، اندفعت نحوه ونفذت قطعًا جانبيًا بكامل قوتي.

لكن فجأة، بدأ العالم يدور، حيث شعرت بألم شنيع في مؤخرة رأسي، بينما سمعت صوت دارون المصدوم:

"أنت حقًا ضعيف."

"يا رجل، كيف دخلت الأكاديمية حتى؟"

عند الالتفاف نحو مصدر الصوت، رأيت دارون الذي كان لا يزال يمتلك تعبيرًا مصدومًا بينما يوجه سيفه نحو رقبتي.

عند رؤية هذا، عرفت أن النزال قد انتهى بالفعل. لم يعد هناك شيء يمكنني فعله لو أن هذه معركة حقيقية.

"أنا أستسلم."

عند سماع استسلامي، رمى دارون سيفه وجلس بجانبي، بينما يقول بضحكة مكتومة:

"يا رجل، وأنا من ظننت أن معركتنا ستكون أسطورية."

عند قول هذا، ابتسم دارون بخفة، بينما يشير بإصبعه نحو مكان معين.

"أنظر، هكذا تكون المعارك الحقيقية."

عند النظر إلى المكان الذي كان يشير إليه دارون، كانت تجري هناك معركة بين أقوى طالبين في فصلنا.

كان إدوارد وألكسندر يدوران حول بعضهما البعض في دوائر، حيث حاول ألكسندر الوصول إلى إدوارد مستغلًا مدى سلاحه المرعب، بينما كان إدوارد يستغل كون ألكسندر أبطأ منه لتفادي هجماته ومهاجمته بهجمات خاطفة.

لكن ألكسندر لم يكن غبيًا بما يكفي ليسمح لإدوارد بالاقتراب منه، حتى لو كان واثقًا من أن درعه يستطيع صد معظم الهجمات من الرتبة F.

لكن بينما كان إدوارد يحاول الهجوم على ألكسندر من بعيد، أخطأ ودخل نطاق هجوم سيف ألكسندر.

لم يتردد ألكسندر، حيث قطع بكل قوته محاولًا قسم إدوارد إلى نصفين، غير آبه بحقيقة أنه يمكن أن يموت بسبب هكذا هجوم.

وبالفعل، اخترق الهجوم إدوارد ومر عبر جسده بسرعة مذهلة.

لكن جسد إدوارد لم ينقسم إلى نصفين دمويين، حيث تحول إلى ضوء أزرق شفاف مر السيف من خلاله دون أن يؤذيه.

وبنفس سرعة تحوله، عاد جسد إدوارد إلى طبيعته واندفع بسرعة مذهلة نحو ألكسندر الذي لم يستطع الهجوم مرة أخرى بسبب زخم سيفه.

عند الاقتراب من ألكسندر لمسافة نصف متر، رفع إدوارد سيفه وصوّبه نحوه كالمسدس.

على طرف السيف، كان يوجد نجم أزرق صغير، لكن فور انكشافه أطلق شعاعًا أزرق نحو رأس ألكسندر، الذي حاول حني رأسه كي لا يصيب دماغه.

وبالفعل، اخترق الشعاع خوذة ألكسندر الذهبية، مسببًا جرحًا مروعًا على خده الأيمن.

لم يتشوش ألكسندر بسبب الألم، بل تراجع بسرعة وتجهز لإكمال القتال حتى الموت. لكنه صدم، مثلما صدم جميع الطلاب الذين كانوا يراقبون القتال، بكلمات إدوارد:

"أنا أستسلم."

عند رؤية هذا المنظر، لم أستطع سوى الشعور بالحيرة وسألت دون وعي أقرب شخص لي:

"لماذا استسلم؟"

عند سماع سؤالي، نظر لي دارون كما لو أني أحمق، قبل أن يقول بانزعاج:

"وما أدراني أنا؟ هل تظنني محللًا من نوع ما؟ ربما شعر بالمغص وقرر أن الذهاب إلى الحمام أهم من الفوز على ألكسندر."

عند سماع تذمر دارون، لم أستطع سوى الشعور بخيبة أمل من صديقي الوحيد.

"أنت حقًا عديم الفائدة."

"هاه؟ هل نسيت أن عديم الفائدة هذا جعلك تلعق البلاط قبل قليل؟"

فجأة، أنهى صوت تصفيق عالٍ نقاشنا العقيم.

كانت الأستاذة كاساندرا هي سبب التصفيق، حيث كانت لا تزال تقف في وسط الساحة بتعبيرها الجليدي.

كان أول شيء قامت به هو التلويح بيدها نحو ألكسندر، حيث شُفيت إصابته بشكل سحري، ثم بدأت في الكلام:

"لقد قدمتم جميعًا معارك رائعة."

"وبهذا ننهي فصلنا الحالي. وبدءًا من الفصل القادم، سيبدأ التدريب الحقيقي، حيث سأقدم لكل شخص لا يمتلك فنًا قتاليًا فنًا مناسبًا له."

"الآن يمكنكم الانصراف."

عند قول هذا، اختفت كاساندرا في الهواء.

"تنهد."

"أولًا، دعنا نذهب إلى الكافتيريا لنأكل شيئًا ثم نذهب للتدرب."

لكن عندما حاولت أن أقف، شعرت بدارون يسحبني نحوه.

"هاي، أنظر إلى هناك."

عند النظر إلى الاتجاه الذي أشار له دارون، وجدت فتى ذو شعر أشقر قصير وعيون زمردية يقف مقابل فتاة رائعة الجمال بشعرها الأشقر البلاتيني وعيونها الزرقاء التي تشبه الكريستال.

أشار الفتى نحو الفتاة وقال بصوت عالٍ ليسمعه الجميع:

"أنا إيفار غراي ويند، صاحب المرتبة الحادية عشرة، أتحداكِ يا آنا أيرث، صاحبة المرتبة العاشرة، في معركة تصنيف."

عند رؤية هذا، ابتسم دارون بسعادة وقال:

"يبدو أننا على وشك أن نشهد بعض الدراما بين النبلاء والعوام"

---

الفصل الأول من تحدي الثلاثين يوم

2024/12/23 · 49 مشاهدة · 1736 كلمة
nightmar
نادي الروايات - 2025