حاليًا كنت داخل إحدى ساحات القتال التي تشبه الكولوسيوم، باستثناء أنها أصغر بكثير وتقع داخل الأكاديمية.
كانت الساحة مشابهة للساحة التي تقاتل داخلها فيكتور وألكسندر، ولكن هذه المرة لم يتم جذب حشد ضخم.
بالإضافة إلى حقيقة أن الجميع مشغول على عكس اليوم الأول من الأكاديمية، ومعركة الرتبة الحادية عشرة والعاشرة لن تجتذب نفس عدد مشاهدي معركة الرتبة الثالثة والأولى.
حسنًا، يكفي فلسفة ولنعد إلى الموضوع الأصلي.
كان إيفار يقف في زاوية الحلبة مرتديًا ملابس التدريب الزرقاء وحاملًا رمحًا أخضر زمردي.
بينما في الزاوية الأخرى كانت تقف آنا مرتدية ملابس التدريب الضيقة التي تظهر جسدها الجذاب وحاملة سيف كاتانا طويل.
على الأقل عرفت لماذا تسعون في المئة من مشاهدي هذه المباراة كانوا ذكورًا.
لكني على عكسهم، أتيت لرؤية إن كانت خطتي ستعمل كما هو مخطط لها أولًا.
كان أول من هاجم هو إيفار، الذي اندفع إلى الأمام بسرعة مذهلة محاولًا طعن آنا في قلبها برمحه.
لكنها بالطبع تفادت هجومه بسهولة، بل وردت عليه عن طريق محاولة قطع رأسه بالكاتانا.
لكنه تفادى هجومها عن طريق إمالة رأسه للخلف قليلًا، وبدأ في محاولة توسيع المسافة بينهما كي يحصل على ميزة مع مدى سلاحه الأطول.
ومع ذلك، ظلت آنا تلاحقه مانعة إياه من توسيع المسافة بينهما.
بينما كان إيفار مشغولًا في تفادي هجمات آنا، لم يلاحظ ظهور تمثال جليدي خلفه.
كان التمثال يمتلك جسدًا مشابهًا لجسد آنا لكنه مصنوع من جليد أزرق شفاف.
ضرب التمثال مؤخرة عنق إيفار بقوة لدرجة أنه سقط على الأرض بسبب تأثير الضربة.
"أنا أستسلم!"
عند سماع صراخ إيفار، توقفت آنا، التي كانت تنوي مهاجمته بهجوم آخر لإفقاده الوعي، وبددت نسختها الجليدية وبدأت في مغادرة الحلبة.
"توقفي، إلى أين أنت ذاهبة؟"
عند سماع صراخ إيفار، نظرت آنا نحو إيفار، الذي كان قد وقف بالفعل وبدأ في شرب جرعة مانا، وسألته بحيرة:
"أنا مغادرة، لقد فزت بالفعل."
بعد شرب جرعة المانا، قام إيفار بتخزينها في مساحة التخزين الخاصة به قبل أن يوجه رمحه نحو آنا ويقول بتعبير حازم:
"أنا إيفار غراي ويند، صاحب المرتبة الحادية عشرة، أتحداكِ يا آنا أيرث، صاحبة المرتبة العاشرة، في معركة تصنيف."
عند سماع هذا، أصبح تعبير آنا غريبًا. لم توجد قاعدة تمنع أحدهم من تحدي نفس الشخص مرتين، لكن كان ممنوعًا منعًا باتًا رفض التحدي وإلا سيعتبر الشخص خاسرًا.
عند رؤية هذا المنظر، لم أستطع سوى الضحك قليلًا. قد يبدو هذا الحدث بسيطًا، لكنه سيحدث فوضى في أحدث المجلد الأول وقد يتسبب في قتلي.
لأنه بعد انتشار هذا الخبر، سيبدأ النبلاء في تحدي العوام الذين حصلوا على مرتبة أعلى منهم، مستغلين حقيقة أن العوام لا يمتلكون جرع مانا من أجل إرهاقهم والفوز عليهم، حتى لو بعد عشر معارك متتالية.
مما سيحدث فوضى هائلة، حيث سيبدأ الجميع في تحدي بعضهم البعض.
طبعًا، سيسأل أحدكم: ماذا سأستفيد من إحداث هذه الفوضى؟
هذا بسيط. لم أستطع السماح للأحداث أن تجري كما جرت في المجلد الأول، حيث سيعيش الشخصيات الرئيسية بسعادة ويتعرفون على بعضهم البعض بهدوء وبطء.
لكن خطتي ستخلق ضغطًا على كل من النبلاء والعوام، مما يجعلهم مضطرين للتطور بشكل أسرع.
بالإضافة إلى أن التوتر الذي سيحصل بين النبلاء والعوام سيجعل بعض الفرق والصداقات تتشكل بشكل أسرع.
كما أن القتالات الكثيرة ستجعلهم يكتسبون خبرة في المعارك.
وطبعًا، كل هذا في حال أن إدارة الأكاديمية لم تتدخل. لكن لماذا ستتدخل الإدارة في شيء يجعل تلاميذها أقوى؟ لذا كنت واثقًا أنهم لن يتدخلوا.
وأيضًا، كان هناك خطر أن يتسبب هذا الضغط في كسر بعض الشخصيات الرئيسية وسقوطهم، لكني لست مهتمًا بهم.
الشيء الوحيد المهم هو بقاء سولير في الأكاديمية، وكنت واثقًا أنه لن يسقط بسبب هذا الضغط. أو تحديدًا، كنت واثقًا في هبته.
استمرت معركة إيفار وآنا لنحو إحدى عشرة جولة، فازت آنا فيهم جميعًا لكنها خرجت مرهقة بشدة.
بينما لم يتوقف إيفار عن تحديها سوى لإدراكه أن أخذ المزيد من جرعات المانا سيضر موهبته.
بينما غادرت أنا الحلبة بعد رؤية النهاية المتوقعة. بعد كل شيء، كيف سيهزم مجرد شخصية جانبية لا أتذكرها حتى مثل إيفار إحدى البطلات الرئيسيات مثل آنا؟
كنت قد ضيعت وقتي في مشاهدة المعركة بالفعل، حيث علي الاستعداد لمعركتي مع ألكسندر، الذي بالتأكيد سيحاول أن يصبح أقوى بأسرع شكل ممكن عند سماعه لما حصل هنا.
كان غروب الشمس يجعل جدران الأكاديمية البيضاء تبدو كما لو أنها مصبوغة بالدم.
منذ وصولي إلى الأكاديمية، اكتشفت أن لي حبًا لتأمل منظر غروب الشمس، وهو منظر لم أكن أستطيع رؤيته في المدينة السفلية.
"أهلاً أيها الضعيف."
عند الالتفاف لمصدر الصوت، وجدت أن ألكسندر هو من كان يناديني.
"ماذا تريد يا ألكسندر؟"
"ألم تسمع ماذا حصل في معركة إيفار وآنا؟"
عند سماع هذا شعرت بالحيرة، فلم أكن أعرف من هو إيفار، بينما لم أعرف شيئًا عن آنا سوى أنها ضحية جريمة اغتصاب، لكنه بالتأكيد لن يكون خبرًا جيدًا بما أن ألكسندر أتى للبحث عني.
"لا، ماذا حصل؟"
عند سماع إجابتي، ضحك ألكسندر بصوت عالٍ يشبه دوي الرعد.
"يا لك من منعزل! كيف لم تسمع بالأمر وهو حديث الأكاديمية بأكملها؟"
"إن كنت أتيت لمضايقتي، فمن فضلك انقلع."
"تسك، يا لك من ممل."
"حسنًا، دعني أخبرك ماذا حدث."
عند قوله هذا، تحول تعبير ألكسندر إلى الجدية.
"لقد تحدى إيفار، صاحب الرتبة الحادية عشرة، آنا في إحدى عشرة معركة متتالية."
عند سماعي هذا، شعرت كما لو أن هناك ثعابين تتلوى في معدتي. لم يكن هذا يبشر بالخير.
"كيف تحداها لإحدى عشرة مرة؟"
"مثلما جعل الحقير أحمر العينين معركتنا أطول."
"هذا سيئ."
"نعم، إنه مريع."
عند رؤية ألكسندر، الذي اتكأ على الحائط بتعبير مريع، لم أستطع سوى السؤال:
"إذاً، ما خطتك بما أنك أتيت لتقابلني؟ بالتأكيد لديك خطة."
عند سماع هذا، ابتسم ألكسندر بخفة وبدأ في الكلام:
"فكرة تحدي أحدهم أكثر من مرة هي فكرة خبيثة بالتأكيد، فهي تستغل ميزة النبلاء وضعف العوام دون الإضرار بقواعد الأكاديمية."
"خاصة أن نقاط الأكاديمية لم يتم توزيعها بعد، مما يعني أنه ليس لدينا القدرة على شراء جرع مانا، وعندما يحين وقت توزيع النقاط، سيكون النبلاء قد سيطروا على أغلب المراكز العليا."
"ثم سيستغلون نقاطهم الأكثر في أن يصبحوا أقوى ويوسعوا الفرق بيننا وبينهم."
"من فكر بهذا هو حقًا شخص خبيث."
نعم، شخص خبيث، وعلى الأغلب أنا أعرف من هو. بالتأكيد، بعد إعطائي دافعًا لأصبح أقوى، إدوارد سيحاول فعل المثل مع بقية الطلاب، مع أني لا أعرف لماذا.
ومثلما ساعدتني رغبة إدوارد، الآن هي تضطرني. لذا سألت ألكسندر مرة أخرى:
"أنا أعرف بالفعل أنها خطة خبيثة، لكني أسألك: ما هي خطتك للتصدي لها؟"
عند سماع سؤالي، أصبحت ابتسامة ألكسندر أوسع.
"خطتي تشبه خطة النبلاء. مثلما استغلوا هم ميزتهم كنبلاء، سأستغل أنا ميزتنا كعوام."
"الآن، أخبرني يا جيس، ما هي أعظم ميزة نمتلكها كعوام؟"
عند سماع ألكسندر، لم أستطع سوى أن أعبس في حيرة. ميزة نمتلكها نحن العوام على النبلاء؟ بدا هذا خياليًا.
"لا أعرف."
"هاه، أنت حقًا لا تعرف شيئًا."
"إنها الأعداد. نحن أكثر منهم بكثير. وكما لا توجد قاعدة تمنع أحدهم من تحدي نفس الشخص أكثر من مرة، لا توجد قاعدة تمنع مجموعة من الأشخاص من تحدي أحدهم بشكل متعاقب."
عند سماع هذا، لم أستطع سوى التصفيق لألكسندر.
"ذكي، وأنا ظننتك مجرد كتلة من العضلات دون رأس."
عند سماع تعليقي الساخر، اكتفى ألكسندر بالنظر إلي بغضب قبل أن يبدأ في شرح مميزات خطته:
"على أي حال، بهذه الطريقة يمكننا تضيع وقت النبلاء الذين يشكلون خطرًا على مراكزنا، مثل إدوارد بالنسبة لي وروب بالنسبة لك، مما يجعلهم لا يحصلون على وقت كافٍ لتحدينا."
"كما يمكننا استغلال الضعفاء في اكتشاف البطاقات الرابحة لأقوى الطلاب، مثل فيكتور ولودويغ."
"يا لها من خطة ذكية، لكن كيف تخطط لجعل العوام يتبعونك؟"
"لهذا السبب أتيت إليك."
عند سماع هذا، شعرت ببعض الحيرة. لا أعتقد أنني أستطيع جمع العوام حولي.
"أنا؟ لماذا؟"
عند سماع هذا، ابتسم ألكسندر وقال:
"نعم، أنت. ببساطة لأنك قوي."
----
الفصل الثاني من تحدي الثلاثين يوم
و الفصل أقل من 1500 كلمة كيف يحسب هذا الموقع اللعين عدد الكلمات؟
حسنا أنسو أمر قاعدة 1500 كلمة عند هذا الفصل و كي لايقول أحدهم أني أغش سأجعل الفصل القادم 3000 كلمة