5 - على حفافة الجنون

"مرة أخرى، لا أدري كم بقيت نائما، هل يمر كل الحمالين بهذه الفترات المتقاربة من النوم؟"

"هل يؤثر عنصر الفراغ على عقل الحمال ويجعله يغيب؟"

"تبا، إذا كان هذا صحيحا فهذا يعني بأني سأصبح أغبى مع مرور الوقت، للأسف لا أستطيع تحديد سبب غيبوبتي لأني أيضا مصاب في رأسي، على أية حال، البول والبراز، هل يُعقل بأن الحمال يتخلص منها لا إراديا؟"

"إذن، هل يقوم بتخزينها في خزانته الخاصة؟"

"إذا كان هذا صحيحا فأنا أيضا أملك خزانة خاصة، لكن.. كيف أصل إليها؟"

"مهما فكرت فأنا لا أعرف ما هي نوعية الإرادة التي تجعل الحمال يخزن محتويات بطنه في خزانته الخاصة، هل لأنه يشعر بالثقل ولا يعرف كيف سيفرغ بطنه؟"

"لكن في هذه الحالة كان سيقضي حاجته على نفسه ولن يهتم بما أن عقله غائب، هل يعقل بأن الفراغ لديه قواعد خاصة بهذا المجال؟"

"من جهة معينة فعنصر الفراغ هو الأكثر غرابة بين كل العناصر، فهو يستعبد مستخدميه ويسلبهم الحرية ليصيروا مجرد آلات تخزين، هل من الممكن أن كل هذا من ترتيب كائن ذكي قرر تقسيم المخلوقات إلى أسياد وعبيد وأدوات؟"

"حسنا، هذا يشبه أفعال البشر، لكن التاريخ القديم غير معروف ولا أحد يعلم الكثير عن العناصر، لكني أميل إلى فكرة أن كل شيء مدبر من طرف أحدهم، وهذا يعني بأن الحمال قد حُكِم عليه بالعبودية بأكثر الطرق إذلالا"

"لكن.. في هذه الحالة، هل يجب أن أفترض بأن الكيان الذي حكم علينا لا يزال موجودا؟"

"أعني، هل هناك عائلة إمبراطورية أو نبلاء مخفيّين يتحكمون بالعالم من خلف الستار؟"

"أم أن العناصر تخضع لِقواعد مُبرمجة ولم يعد أحد يتحكم فيها؟"

"في جميع الأحوال.. يجب علي التركيز على دخول خزانتي الشخصية، للأسف لا أشعر بجسدي ولا أستطيع معرفة الوقت الذي سأقضي فيه حاجتي، وحتى لو عرفت.. فكيف أستشعر خزانتي الشخصية؟"

"لم يسبق لي استخدام الحمالين من قبل، لذلك لا أملك خزانة شخصية، لكني سأفترض بأن إيقاظ عنصر الفراغ يعني بأني قد صرت أملك واحدة، المشكلة هي كيف أدخل إليها بإرادتي"

"حسنا، ليس وكأني لا أملك وقتا فارغا، لذلك سأجرب التركيز بوعيي وأندفع للأمام"

"هيهيهي، القول أصعب من الفعل، لكن.. تبا، دعني أتخيل وكأني أفعلها، أنا هالك على أية حال"

...

استمر رافي في عملية "الاندفاع إلى الأمام" لفترة غير معلومة، غفا في هذه الفترة لعشرات المرات، وحسب تقديره فقد مرّ أكثر من أسبوعين، اسبوعان بدون طعام يجب أن تجعله في حالة سيئا، لكنه الآن حمال، وجسد محفوظ في الزمكان، لذلك لا يزال يشعر ببعض النشاط، لولا أنه يغيب عن الوعي كل فترة وبدون سبب، وهذا صنع له هاجسا بأنه ربما قد يكون مصابا بجلطة في مخه، لكن إمكانية أن يكون هذا أمرا عاديا لكل الحمالين قد جعله يرتاح قليلا.

بعد أسبوعين آخرين بدأ رافي يرتاح لأن نظريته حول إصابته الجسدية تبدو خاطئة نوعا ما، لذلك استمر في الاندفاع بنية واحدة، وهي التواصل مع الفراغ الذي يحيط به، لكنه للأسف لا يشعر بأي شيء مهما فعل.

في الشهر الثالث قرر التوقف عن الاندفاع إلى الأمام وبدأ تجربة شيء آخر، في البداية ركّز على نقطة واحدة في وعيه ثم قرر بأن هذه النقطة هي جبهته، بعدها بدأ يتخيل وضع جسده الحالي حتى تتزامن رغبته في دخول خزانته مع جسده، فلا أحد يستخدم خزانته بمجرد فكرة وإنما يحتاج بالضرورة إلى إدخال يده في الفراغ، لكن المشكلة التي واجهها هي أنه لا أدري وضعية جسده ولا اتجاه قدميه، فمعرفة مكان الرأس لا يعني معرفة مكان القدمين.

لحل هذه المشكلة، قرر رافي تخيل جميع الوضعيات الممكنة، وفي كل مرة سيقوم بمحاولة التواصل مع الخزانة بجسده الوهمي المتخيّل، الوضعية الأولى كانت على أنه نائم على ظهره، وهذا وحده سيحتاج إلى تجربة 360 وضعية ليشكل دائرة، وفي كل تجربة سيحرك قدميه بدرجة واحدة باتجاه عقارب الساعة، عندما لم يفلح.. بدأ بتجربة العديد من الوضعيات الأخرى خلال ستة أشهر كاملة، لكنه لم يفلح أيضا، ومع ذلك بدأ يحس بشيء مختلف بعد عشرات الآلاف من المحاولات.

ناهيك عن أنه لم يعد يدخل في غيبوبة، فقد صار يشعر بأن قوة وعيه تزداد حدة، ربما كان بسبب الممارسة والإصرار أو ربما بسبب تهميش أية أفكار جانبية والتركيز فقط على مهمته الحالية، نعم.. نسي رافي كل ما يتعلق بماضيه لأنه شعر بأن التفكير في الماضي سيقوده إلى الجنون، ولحسن الحظ أنه كان من النوع الصبور الذي يستطيع خفض رأسه لعدة سنوات قبل إظهار نفسه.

بسبب تركيزه الشديد.. توصل إلى فكرة جديدة، وهي أنه ليس كأي مستخدم عادي يحتاج إلى الدخول بغرس يده في الضباب، فهو أصلا مغروس في الضباب، ومع ذلك لا يعتبر الحمال متصلا مع خزانته بجسده الخارجي، أو على الأقل هذا ما يعرفه رافي، فالشيء الوحيد الذي يشك فيه رافي بأنه يربط الحمال بالخزانه هي أمعاؤه، إذن.. لماذا لا يدخل بأمعائه؟

بالتحديد، سيحاول التواصل مع الضباب بأحشائه الداخلية، وهذا كان أسهل بعض الشيء، حيث كانت أقرب نقطة من رأسه هي رأسه، أي أنه لا يحتاج إلى البحث عن وضعية جسده مرة أخرى، أو على الأقل.. ليس قبل أن تفشل محاولته الحالية في الدخول برأسه.

بعد التأمل لبعض الوقت.. قرر رافي بأن يندفع إلى الأمام مرة أخرى، لكن هذه المرة سيجعل دماغه هو الذي "يندفع"، لكن ليس إلى خارج الجسد وإنما إلى الداخل، هو في الحقيقة ليس اندفاعا وإنما مجرد محاولة اتصال، والعجيب أنه في محاولة واحدة.. شعر رافي بأن وعيه لم يعد مصدودا بالظلام، لم يفهم بالضبط ما الذي شعر به لكنه بالتأكيد ليس ظلاما.

كرّر العملية مرة أخرى ثم عدة مرات أخرى حتى بدأ يرى شيئا، نعم.. كان يرى لكن ليس بعينيه، لذلك لم يجرؤ بأن يقول بأن ما يراه كان أبيض اللون، لكن.. نعم، كان أبيض اللون، مساحة ضبابية بيضاء اللون، ومع ذلك لم يستطع التقدم أكثر، لكن هذا لم يحزنه وإنما جعله أكثر إصرارا، وفعلا، وبعد بضعة آلاف من الاندفاعات الأخرى.. نجح أخيرا في اختراق الضباب وصار يستطيع التنقل بحرية في مساحة غير محدودة.

في مساحة كبيرة مثل هذه.. لم يخجل رافي من الاندفاع مثل المجنون نحو الأمام، لم يركّز إذا كان في خزانته الشخصية أم في مكان آخر ولم ينتبه إلى أنه لا يملك جسدا وإنما مجرد وعي يحرك في الفراغ، لم يهتم بأي شيء آخر غير الجري بدون هدف، ليس لشيء إلا لأنه قد كان محبوسا في الظلام لما يقارب السنة، فكيف لا يندفع بهذه الطريقة المجنونة؟

بعد وقت غير محدود، توقف رافي أخيرا ثم قال

"مجرد وعي غير مادي، لا جسد ولا ظل، ومع ذلك فأنا بالتأكيد قد نجحت في الاتصال بفضاء التخزين، لكني لا أرى خزانتي الشخصية؟"

"هل يعقل بأن هذه المساحة الشاسعة كلها عبارة عن خزانة واحدة؟"

صار الآن يتكلم بصوت مسموع رغم أنه مجرد وعي يطلق فكرة، وهذا جعل رافي يستغرب قليلا، وبعد تفكير سريع.. جعل وعيه يتخيل بأنه يملك جسدا، وبطريقة غريبة.. بدأ جسده يتشكل ببطء، ابتسم بسعادة وكأنه قد حقق إنجازا لا مثيل له، ليس لأنه قادر فقط على تشكيل جسد وهمي وإنما لأن هذا الفضاء يستطيع أن يتحول إلى بديل لمحنته، وهو أفضل من البقاء في الظلام، أليس كذلك؟

بعد تشكيل جسده قرر تشكيل الثياب، اختار سترة حمراء بغطاء رأس مدمج وسروالا أزرق داكن وحذاء أسود، كانت هذه هي أفضل تشكيلة يحبها لذلك اختارها، بعدها قرر تشكيل شيء آخر، قرر تشكيل منزل، بدأ المنزل يظهر تدريجيا قبل أن يختفي، وفي هذه الأثناء بدأ جسد رافي يختفي أيضا مع شعور بالإعياء، ما يعني بأن ما قام به قد شكل ضغطا على وعيه، وهذا أخافه قليلا لأنه لم يرغب بالاختفاء من هذه المساحة بعد طول عنائه، لكن هذا لم يحدث لحسن الحظ.

بعد بضعة أيام أخرى من البقاء عالقا في مساحة فارغة، استغلها رافي في تخيل أشياء لا حصر لها وجعلها تتشكل أمامه قبل أن تختفي بوقت قصير، لم يهتم هذه المرة بتشكيل جسده لكنه كان يشكل يدا أو يدين لمحاولة لمس الأشياء التي يقوم بتشكيلها بوعيه.

بعد شهر من وجوده في هذه المساحة، لاحظ رافي بأنه لم ينم ولم يدخل في غيبوبة كما كان يحدث في السابق، لا يدري ما هو السبب لكنه رجّح بأن الأمر راجع لـ "هروبه" من تأثير عنصر الفراغ، فهو الآن في داخل المساحة الفارغة بوعيه وليس بجسده، وهذه المساحة لا تؤثر على الجسد وإلا لكانت ستؤثر على مستخدمي الحمالين أثناء تخزين أغراضهم.

صار رافي بارعا في تجسيد مخيلته وصار بإمكانه تجسيد مباني كاملة بمحتوياتها حسب ذاكرته، مطاعم ومقاهي ومسارح وصالات ألعاب ودور سينما وبيوت دعارة، قوارب ومركبات سائرة وطائرة، شوارع منارة ومباني حكومية..، نعم.. البشر متشابهون رغم اختلاف الحقب، لا يهم الاختلاف في الأدوات المستخدمة لإمتاع أنفسهم فالنتيجة النهائية متشابهة، وحتى في عالم حديث يعاني من نكسة تناقص في أعداد البشر فإنهم لم يتركوا جانب المتعة، وربما كان هذا هو ما يجعلهم يستمرون في العيش رغم كل الصعوبات.

الغريب هو أن هذه المباني والمنشآت التي استعرضها رافي كانت مخصصة للعبيد وليس لأتباع العشائر، فالعشائر تضغط على أتباعها ولا تسمح لهم بتضيِيع الوقت في الاستمتاع، وذلك بسبب الضغط الذي تحدثه عليهم البذور المباركة والذي يحتاج إلى ذهن صافٍ لموازنة المكاسب مع الخسائر، وإلا فقد تجتاح قوة العناصر أجسادهم في لحظة فرحة أو غضب، لكن هذه التعليمات التي تجعلهم أشبه بالرهبان لا تمنعهم من استكشاف ملذات الحياة، هذا لأن حتى مُصدِري هذه التعليمات من كبار العشائر تجدهم يحظون بحقهم من المتعة، بل وأحيانا قد تكون لديهم طرق منحرفة للاستمتاع.

رافي أيضا كان يزور الأماكن الاجتماعية بشكل دوري، لكنه لم يفعل ذلك مع أصحابه لأنه ببساطة لم يكن لديه أصحاب، معاييره لم تسمح له بالحصول على أصحاب، وأقرانه كانوا يرون بأنه متكبر وبارد، لذلك لم ينظروا إليه إلا باشمئزاز، وبعد ظهور إمكانياته تحول هذا الاشمئزاز إلى غضب وحسد، وبنفس الطريقة كان رافي يزور الأماكن الاجتماعية ويبقى في الزاوية لمراقبة ما يفعلونه وما يهتمون به للحصول على الصورة الكبيرة، هذه كانت طريقته في دراسة المجتمع، وهذا ما ساعده على الخروج بخطط قوية ضد أعدائه.

استمر في هذا النوع من النشاط لفترة غير معلومة، كان يعلم بأن ما يقوم به لا فائدة منه لأنه فقط يتذكر ما رآه في وقت سابق، لكن هذا لم يمنعه من النشاط بسبب خوفه من اليأس الذي قد يؤدي إلى الجنون، ففي رأيه قد يكون أغلب الحمالين مجانين بسبب انغلاقهم لفترة طويلة، وبالطبع.. فكر أيضا بأنه قد يكون هناك بعض الحمالين الذين يسلكون نفس مسلكه ودخلوا إلى خزائنهم الخاصة.

استمر في نشاطه وجرب العديد من الأشياء المختلفة مثل تشكيل ذكرياته والأشياء التي سمع عنها ولم يرها حيث كان يشكلها حسب مخيلته ثم بدأ بتشكيل الوحوش والمخلوقات الخرافية وكل ما يخطر على باله، استمر بنشاطه بطريقة مجنونه حتى بدأ بتشكيل الحجارة والرمال والمياه وأي شيء يخطر على باله، وبالطبع فإن أي شيء يتم تشكيله سيختفي بعد فترة قصيرة، لكن.. ولسبب ما، فإن فترة اختفاء العناصر كانت تزيد ببطء شديد، وهذا شيء لاحظه رافي بعناية.

نعم، صار يستطيع الآن الحفاظ على بعض الصور المشكلة لأكثر من ساعة، ومع أنه لم يفهم السبب إلا أنه يظن بأن الأمر لا يعتمد على قوة وعيه فقط وإنما على عنصر إضافي، والعنصر الوحيد الموجود هنا هو الضباب الغريب، لذلك بدأ مرحلة أخرى وهي التواصل مع الضباب ومحاولة استغلاله، وسيفعل هذا لمحاولة فهم محيطه بدل شغل نفسه بأمور عشوائية كما كان يفعل خلال الأشهر الماضية.

يعلم رافي بأن حالته شبه ميؤوس منها، ومع ذلك قرر أن يملأ وقته بعناد، وإلا فسيعيش في جحيم ويتحول إلى روح هائمة ناقمة ومنتقمة، نعم، هذا مستوحى من الخرافات المنتشرة في عالمه، وفي رأيه فهو أيضا سيتحول إلى شيء مثل هذه الخرافة، روح ظلامية لا تفكر في شيء سوى الانتقام، ولسوء الحظ فهو يملك أهدافا كثيرة للانتقام، ناهيك عن أعدائه التقليديِين، كانت أمه قد ماتت مسمومة وأبوه لكمَه بِنيّة القتل وعمه الأكبر دفنه حيا، أليس هذا كافيا للبحث عن الانتقام؟

ومع ذلك، رافي كان مميزا منذ طفولته، لا يفكر كما يفكر الجميع، ماذا إذا تم تسميم أمي؟

هذه مشكلتها الخاصة، وربما كانت متهورة أو شريرة، من يعلم كم من المشاكل التي تورطت فيها حتى تم تسميمها؟

أبي وعمي الأكبر وكبار العشيرة كانوا فقط يتخلصون من المشكلة التي أمامهم، لا فرق عندي إذا كنت سأنسى ما فعلوه أو أنتقم منهم، نعم.. لا فرق، إذا خرجت من هنا فلا فرق عندي من المغادرة دون إخبارهم أو إحراق العشيرة على رؤوسهم، هذه الأمور ليست مهمة بالنسبة لي، المهم لي هو فهم الأمور الغامضة في هذا العالم، العبيد والبشر جنسان مختلفان، لكن لا يوجد أي فرق بينهم، وحسب ما قرأته فلابد أن الأجناس الأخرى ليس بينها وبين البشر سوى بعض الفروقات من حيث البنية واللون، فلماذا وكيف تم تصنيفنا في "أجناس" متناحرة؟

من صنع البذور المباركة ولماذا؟

من هم الحمالون وهل يتم استعبادهم عن قصد؟

هذه هي الأفكار التي كانت تشغل ذهن رافي منذ بدأ يكبر، لكن الجميع كانوا يقمعونه عندما يسألهم عنها، بالطبع.. صار الأمر مفهوما له الآن، كل شيء يدور حول المصالح، فكيف سيكون حال "البشر" إذا لم يكونوا مختلفين عن "العبيد"؟

ألا يعني هذا بأن العبيد سيطالبون بحقوقهم في الحصول على القوة أيضا وعيش حياة كريمة؟

باقي الأجناس.. ألن يغزوا أرضنا بأعدادهم الهائلة إذا تسامحنا معهم وأخبرناهم بأنهم "بشر" مثلنا؟

نعم، هذا ما يفكر فيه "البشر"، لا بأس باستغلالك أو حتى القضاء عليك لأنك ببساطة لست "بشريا" مثلي، فماذا لو كان جسدك يشبه جسدي؟

لست أنت من يقرر من هو البشري ومن ليس كذلك، سلاحي وقوتي هي التي تقرر.

رافي، الذي استطاع فهم كل هذه الأمور في سن مبكرة، لم يجد أين يُخرِج أفكاره، لذلك كان شغوفا في هذه المساحة الفارغة لتقيء كل تخيّلاته، وبطريقة ما.. انتهى به الأمر أن يقف مصدوما أمام شيء غريبٍ ماثلٍ أمامه، شيء يُفترض بأنه قد أنشأه من مخيلته، لكنه لسبب ما.. كان لا يعلم ماذا يكون، كيف يتخيل شيئا لا يعرفه؟


هل يعني هذ التداخل بأنه قد بدأ يفقد السيطرة على وعيه؟


هل هذه إشارة على أنه قد بدأ يُجنّ؟

تراجع رافي في صدمة وخوف، قبل أن يحقّق في الشيء الماثل أمامه، ماذا تكون هذه الكرة البيضاء المليئة بالنقوش القديمة؟

2021/01/11 · 375 مشاهدة · 2146 كلمة
zombiking
نادي الروايات - 2024