كان هشام ومعه فاطمة يتجولان في الأروقة الطويلة، وذلك بعد خروجهما من تلك الغرفة الملعونة والمظلمة. كان الهواء هنا ثقيلًا، مليئًا برائحة العفن والرطوبة التي اخترقت أنفاسهما. كانت خطواتهما تتردد على الأرضية الحجرية، التي بدت وكأنها قد تجمعت عليها سنوات من الفوضى والظلام. كلما تقدما، كان الشعور بالضغط يزداد، كأن المكان نفسه كان يتحرك حولهما، يراقب تحركاتهما بخوف وريبة.
فاطمة، التي كانت تحاول إخفاء ارتباكها، نظرت إلى هشام وقالت بصوت هادئ: "لا يمكننا الهروب من هذا، أليس كذلك؟"
هشام لم يرد فورًا. كان عقله مشغولًا بالذكريات التي بدأت تعود له من لحظاتٍ مضت في تلك الغرفة المظلمة. حين دخلوا إليها، كانت الأشياء في البداية طبيعية؛ لكن شيئًا ما تغير عندما أغلقوا الباب وراءهم. الجدران بدت وكأنها تتنفس، والأصوات الغريبة بدأت تتسلل إلى آذانهما. وكلما حاول أن يطرد تلك الأصوات من ذهنه، كان يكتشف أن الأجواء من حوله تتغير بشكل غريب. هل هو خائف فقط، أم أن هناك شيئًا آخر؟
"هشام، هل تشعر بذلك؟" قالت فاطمة فجأة، متوقفة عن المشي، "هناك شيء هنا، شيء غير طبيعي."
شعر هشام بشيء غريب في الهواء، وكان الجواب على سؤالها يكمن في الظلام المحيط بهما. كان الضوء الخافت الذي ينبعث من الفوانيس المعلقة على الجدران يكشف عن لمسات من الطين والخراب في كل زاوية. لكن المكان كان يبدو بلا نهاية، وكأنهما دخلا في متاهة مغلقة من العتمة. بدأ يحس بشيء خفي يتسلل إلى عقله، يتربص به، كأن هناك من يراقبهم من الظلال.
فجأة، اختفت الأرض تحت قدميهما، وبدأ الصوت يأتي من الجدران، صوت همسات متداخلة.
"من هنا يبدأ الطريق الذي لا عودة منه."
كان الصوت عميقًا، لا يشبه الصوت البشري، بل كان أشبه بخروج همسات من مخلوق قديم، قابع في الظلام. استدار هشام فجأة، ولكن لم يكن هناك أحد. فقط الظلال التي تتراقص حوله، وكأنها تُحاك حوله خيوطًا غير مرئية.
ثم ظهر شيء آخر. شيء لا يمكن تفسيره بسهولة.
خرج كائن ضبابي من الظلام، يرتدي رداءً أسودًا طويلًا. كان محاطًا بهالة من النار الزرقاء التي كانت تتراقص حوله بطريقة غريبة، وكأنها تعكس في كل لحظة ذكريات قديمة لهذا المكان الملعون. كان له وجه غير مكتمل، عيونه تتوهج بلون أحمر قاتم، وكان الصوت الذي يخرجه يشبه همسات الرياح في الصحراء.
"من أنت؟" همس هشام بصوت مضطرب، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه رغم الخوف الذي بدأ يستشعره في قلبه.
"أنا قرين برهوت," جاء الصوت البارد من الكائن، وكانه يدخل في قلبه مباشرة. "لقد دخلتم إلى مملكتي الآن. هذا هو المكان الذي لا يعود منه أحد، حيث لا فكاك من الظلام."
فاطمة التي كانت قد تراجعت خطوة إلى الوراء، نظرت إلى هشام وقالت: "ما الذي يعنيه هذا؟ من هو هذا الكائن؟"
أجاب قرين برهوت: "أنا من الجن، لكنني لست مثل أولئك الذين تعرفونهم. نحن لسنا كائنات أسطورية فحسب، بل نحن جزء من هذا العالم. نحن الذين نعيش بين الأبعاد، بين عالم البشر وعالم الجن. إذا دخلتم إلى عالمنا، لا يمكنكم الخروج منه كما دخلتم."
هشام شعر بشيء يتسرب إلى ذهنه، شيء قد قرأه من قبل في الأساطير القديمة. قرين برهوت ليس مجرد كائن عابر، بل هو كائن قديم، مرتبط بالأماكن التي تعكس الفوضى والكوارث. في الأساطير العربية، يعتبر "برهوت" مكانًا مليئًا بالأرواح والأشباح، وهو الذي يُقال إنه يقبع في المكان الذي يكون فيه الجن في أسوأ حالاتهم. تلك المنطقة من الظلال والشر، حيث يتشابك عالم الجن مع عالم البشر.
"لماذا نحن هنا؟" قال هشام بحدة، وهو يحاول أن يفرض السيطرة على خوفه. "ماذا تريد منا؟"
ضحك قرين برهوت، وكان صوته مثل همسات ريح قادمة من مكان بعيد. "أنتم لا تفهمون بعد. الحقيقة التي تبحثون عنها هي الحقيقة التي ستدمركم. لقد تم اختياركم لأنكم الأكثر ضعفًا. هذا المكان هو اختبار. أنتم مجرد ضيوف في عالمنا، وكل خطوة تخطونها هنا تزيد من قوتي."
كانت عيون فاطمة تومض بالقلق، بينما كان هشام يقاوم الانهيار. كان يشك في أن كل ما يجري الآن هو جزء من لعبة أكبر، ربما شيء يتعلق بمصيرهم. لكنه لم يكن متأكدًا بعد.
في تلك اللحظة، بدأ المكان يتحرك حولهم، وتغيرت الأضواء مرة أخرى. سمعوا أصواتًا غريبة تنبعث من الجدران، وكانت الهمسات تتسلل إلى آذانهما بشكل متسارع. بدأ المكان يبدو وكأنه يحيط بهما من كل جانب. كان الجن يتلاعب بالأشياء حولهما، وكأنهم في مرحلة من مراحل اختبار الوعي.
"ستكتشفون قريبًا أن هذا ليس مجرد اختبار," قال قرين برهوت، وهو يقترب منهما، "إنه امتحان لوجودكم. إذا فشلتم، ستظلون هنا للأبد."
لكن فجأة، حدث شيء غير متوقع. بدأت الأبواب المظلمة التي كانوا يقفون أمامها تتفتح، وكأنها تكشف عن ممرات جديدة. كانوا في عالم آخر، عالم مليء بالظلال والكائنات التي لا يعرفها البشر. كان الزمان والمكان يبدوان غير مفهومين.
"لقد دخلتم إلى الجحيم،" قال قرين برهوت، وهو يختفي في الظلال. "وأنا هنا فقط لأضمن ألا تخرجوا منه أحياء."
بدأ هشام يشعر أن الأرض تحت قدميه لم تعد صلبة. شيء ما كان يتحرك في عمق الظلام، صوت أشبه بنبضات قلب ضخمة، تُسمع من أعماق الأرض. الأروقة الحجرية من حولهم بدأت تتغير، وكأنها تنمو وتتوسع ككائن حي.
"فاطمة، علينا أن نكون أكثر حذرًا. هذا المكان ليس كما يبدو."
هزت فاطمة رأسها، وهي تحاول أن تبقي نفسها متماسكة. "أشعر أن هذا أكثر من مجرد مكان. كأننا دخلنا إلى... عقل حي، أو ربما روح مسجونة."
"برهوت،" تمتم هشام، مستذكرًا الأساطير التي قرأها في إحدى الليالي المظلمة. "برهوت في اليمن، البئر التي يقال إنها موطن الأرواح الشريرة، وملجأ للجن الهاربين من أوامرهم. يقولون إن ماءها أسود كالليل، وإن رائحتها كريهة لدرجة أنها تتسبب في انهيار الأنفاس."
"إذن هذا المكان..." بدأت فاطمة تتحدث، ولكن صوتًا قاطعها.
"ليس مجرد بئر."
ظهر قرين برهوت مجددًا. كان يبدو الآن أكثر وضوحًا، وجهه مغطى بندوب عميقة، وعيناه تشعان بغضب لا يوصف. رفع يده، وفي طرف أصابعه ظهرت رموز غريبة، محفورة بنيران زرقاء متراقصة.
"برهوت ليس مجرد مكان، بل هو عقد. هو الرابطة التي تجمع بين عالمكم وعالمي. كل أسطورة سمعتموها ليست سوى ظل الحقيقة. في هذا المكان، أُبرمت أعظم الاتفاقيات بين الملوك والبشر. هنا أُسقط الطغاة، وهنا وُلدت الحضارات التي تهاوت تحت وطأة الكذب والخيانة."
هشام شعر بضغط رهيب على صدره. كان يعرف أن هذا الكائن لا يكذب. لطالما سمع أن الجن كانوا متداخلين في التاريخ البشري، وأنهم ساعدوا البعض في الوصول إلى السلطة مقابل أثمان باهظة. "هل تقول إن هذا المكان شهد مثل تلك الاتفاقيات؟"
ضحك الكائن ضحكة قصيرة، لكن صداها كان عميقًا ومخيفًا. "ألم تسمع عن سليمان بن داود؟"
فاطمة شهقت بصوت مكتوم. كانت تعرف الأسطورة: النبي الذي سُخرت له الجن بإذن من الله. ولكنها أيضًا سمعت القصص الأخرى، تلك التي تحدثت عن الجن الذين تحدوا أوامره وسُجنوا في أعماق الأرض، مكبلين إلى الأبد.
"سليمان لم يكن الوحيد،" تابع الكائن. "في كل حضارة، كان هناك من حاول استغلالنا، من فاوضنا وقدم القرابين في محاولة لاستعبادنا. لكن البشر ضعفاء. طمعهم دائمًا يجعلهم يخسرون. وأنا هنا... أنا الحارس لهذه الحقائق التي يريد الجميع نسيانها."
بينما كان هشام يحاول فهم معنى كلامه، بدأت جدران المكان تتغير مجددًا. ظهرت رموز محفورة بلغة قديمة، ربما السريانية أو العبرية. كانت الرموز تضيء بلون أحمر، وكأنها تروي قصصًا عن عالم مظلم لم يعرفه البشر.
"هذه الرموز..." قالت فاطمة وهي تقترب من أحد الجدران. "هل هي لغة الجن؟"
"ليست لغة، بل شيفرة،" أجاب قرين برهوت. "كل رمز يحمل جزءًا من الحقيقة. إذا استطعت فكها، ستعرف لماذا أنتم هنا."
اقترب هشام من الجدار، محاولًا تفسير الرموز. لكن فجأة، شعر بألم حارق في رأسه. رؤى بدأت تظهر أمامه، مشاهد لأماكن وأزمنة مختلفة: معابد قديمة تُضاء بالشموع، رجال ونساء يكتبون رموزًا غريبة على الأرض، قرابين تقدم للجن في طقوس مليئة بالدماء.
"ما هذا؟" صرخ هشام وهو يبتعد عن الجدار، يده على رأسه.
"ذكريات،" قال قرين برهوت بهدوء، "ذكريات المكان الذي تقفون فيه. كل ما رأيته حقيقي. كل أولئك الذين حاولوا التلاعب بنا، دفعوا الثمن. واليوم، أنتم التاليان."
"لماذا نحن؟" صرخت فاطمة، التي بدأت تشعر باليأس.
"لأنكما من نسل أولئك الذين خالفوا أوامرنا. دماء أسلافكم تجلبكم هنا، إلى حيث يواجه الإنسان خطاياه. ستبقون هنا حتى تعيدوا التوازن الذي دمروه."
في هذه اللحظة، بدأ الظلام يزداد كثافة. الأصوات التي كانت تهمس في الجدران أصبحت الآن أكثر وضوحًا. كانت أصوات بكاء، وصراخ، وأحيانًا ضحكات خافتة ومخيفة.
"هشام، ماذا نفعل؟" همست فاطمة وهي تمسك بيده.
"علينا أن نخرج من هنا، بأي ثمن،" قال هشام، وهو يحاول أن يبقي صوته ثابتًا. لكنه كان يعلم أن الأمر لن يكون بهذه السهولة.
"لن يكون هناك خروج،" قال قرين برهوت، وهو يقترب منهما ببطء. "إلا إذا كنتما مستعدين لتقديم التضحية."
"أي تضحية؟"
لكن الكائن لم يجب. بدلًا من ذلك، بدأ المكان يتغير مرة أخرى. ظهرت أمامهما بوابة ضخمة، مصنوعة من الحديد الأسود ومزينة برموز تشبه تلك التي على الجدران. كان هناك نقش واحد واضح فوق البوابة: "من يدخل هنا، عليه أن يترك إنسانيته خلفه."
"هذه هي طريقكم الوحيدة،" قال قرين برهوت، قبل أن يختفي في الظلال مجددًا.
وقف هشام وفاطمة أمام البوابة الضخمة، وقد غمرهما مزيج من الخوف والرهبة. كانت النقوش التي تغطي البوابة تومض بنبض خافت، وكأنها تعكس إيقاعًا غريبًا غير مرئي. تلك العبارة المنحوتة أعلى البوابة لم تكن مجرد تحذير؛ كانت وعدًا قاسيًا.
"من يدخل هنا، عليه أن يترك إنسانيته خلفه."
كانت الكلمات ثقيلة على لسان هشام وهو يقرأها بصوت خافت. التفت إلى فاطمة التي بدت وكأنها على وشك الانهيار. لكن خلف ارتجافها، كان هناك شيء أعمق، شيء يشبه الغضب أو العزم المكتوم.
"فاطمة، علينا أن نقرر الآن. إما أن نواجه هذا المكان بما يحمله، أو ننتظر هنا حتى يلتهمنا الظلام."
رفعت عينيها إليه وقالت بصوت مهزوز: "ولكن ماذا لو لم يكن هناك عودة؟ ماذا لو كانت هذه البوابة هي النهاية؟"
"إذا لم نعبرها، فقد تكون النهاية أسوأ."
اقترب هشام من البوابة ومد يده نحوها. كان المعدن باردًا بشكل لا يصدق، وكأن البوابة ليست من هذا العالم. عندما لمسها، شعر بشيء أشبه بصدمة كهربائية صغيرة تسري في جسده، تبعها صوت همس.
"اختَر بحكمة..."
كانت الهمسات تأتي من كل مكان، لكنها كانت واضحة داخل عقله. شعر أن هذه الكلمات لم تكن تحذيرًا عاديًا؛ كانت أشبه بتجربة اختبار.
ضغط هشام على البوابة، وبدأت تتحرك ببطء، مصدرة صوتًا مرعبًا يشبه صرير الحديد القديم. خلف البوابة كان الظلام عميقًا، لكنه لم يكن فارغًا. ظهرت أشكال غامضة تتحرك في الأفق، وكأنها أشباح لجنود قديمين أو أرواح مسجونة في هذا المكان.
دخل الاثنان، وأغلقت البوابة خلفهما بصوت مدوٍّ كأنه ختم عليهما حكمًا لا رجعة فيه.
في الداخل، بدت الأرض وكأنها مصنوعة من زجاج شفاف. تحت أقدامهما، كان هناك بحر عميق من الظلال، تتراقص فيه صور غامضة. كانت الصور تظهر وجوهًا بشرية تت contort with pain، وأيدي تمتدّ وكأنها تطلب المساعدة.
"ما هذا؟" قالت فاطمة وهي تنظر للأسفل.
أجاب هشام، وهو يحاول أن يبدو مطمئنًا: "أعتقد أنها أرواح أولئك الذين فشلوا في عبور هذا المكان."
في تلك اللحظة، بدأ صدى خطواتهما يتلاشى، وحل مكانه صوت أقدام ثقيلة قادمة من الظلام أمامهما. ظهرت مجموعة من الكائنات، أشكالها تشبه البشر، لكن وجوهها مشوهة. كانت عيونهم فارغة، وملامحهم مغطاة برموز غريبة محفورة بعمق في جلدهم.
"إنهم حرّاس البوابة،" تمتم هشام.
اقتربت الكائنات ببطء، وواحد منهم تحدث بلغة لم يفهمها هشام ولا فاطمة. لكن الكلمات لم تكن بحاجة إلى تفسير؛ كان يمكن الشعور بمعناها في العظام.
"لماذا أنتما هنا؟"
رفع هشام رأسه وقال بصوت عالٍ: "نحن نبحث عن الحقيقة. نبحث عن الخروج."
أطلق الحراس ضحكة جماعية مرعبة، ثم قال أحدهم: "الحقيقة ليست ما تبحث عنه. أنتما هنا لأنكما جزء من خطيئة قديمة، خطيئة تمتد عبر قرون. لكن إذا أردتما النجاة، فعليكما اجتياز المحاكمة."
"أي محاكمة؟" سألت فاطمة بحذر.
أجاب الحارس: "المحاكمة تبدأ الآن."
في لحظة، اختفى الحراس، ووجد هشام وفاطمة نفسيهما في مكان مختلف تمامًا. كانا يقفان في قاعة ضخمة، أعمدتها مصنوعة من الذهب الأسود، وعلى جدرانها كانت هناك لوحات مرسومة بدماء حقيقية.
"هذه ليست مجرد قاعة،" قال هشام وهو ينظر حوله. "هذا مكان للحكم."
ظهرت فجأة كائنات أخرى، أكثر رعبًا من الحراس. كانت أطول بكثير، وأجنحتها الممزقة كانت تلمع في الظلام. وقف واحد منهم في المنتصف، وكان يبدو أنه القاضي.
"هشام وفاطمة، أنتما هنا لتقررا مصيركما. لكن القرار لن يكون سهلاً. أمامكما خياران: إما أن تعيدا التوازن بين عالميكما وعالمنا، أو تسقطا في بحر الظلال للأبد."
"وكيف نعيد التوازن؟" سأل هشام.
أجاب القاضي بصوت عميق: "التوازن لا يعود إلا بالتضحية. أحدكما يجب أن يبقى هنا إلى الأبد، ليصبح جزءًا من هذا العالم. الآخر يعود، لكن عليه أن يحمل ثقل ما شاهده هنا إلى آخر يوم في حياته."
كانت الكلمات كالصاعقة على هشام وفاطمة. نظرت فاطمة إليه وقالت: "لا... لن نضحي بأحدنا."
لكن القاضي ابتسم ابتسامة خبيثة وقال: "القرار ليس لكما. الظلال ستقرر."
في تلك اللحظة، بدأ الظلام من حولهما يتكاثف، وكأن المكان نفسه كان يقرر مصيرهما. الظلال أصبحت كائنات حية، تتحرك بحرية حولهما. كانت تلتف حول هشام وفاطمة، تهمس بأصوات غامضة.
"هشام..." قالت فاطمة وهي تمسك بيده. "إذا كان علينا التضحية، فلن أفعل ذلك وحدي."
لكن هشام كان ينظر إلى الظلال، وعيناه ممتلئتان بالعزم. كان يعرف أن الخيار الوحيد لإنقاذها هو التضحية بنفسه.
"فاطمة، إذا كان هذا هو الحل، فسأبقى هنا. عليك أن تعودي. عليك أن تنهي ما بدأناه."
ابتلعت الظلال السوداء هشام ، وكان الجن يقرعون الدفوف و الطبول فرحا و خبثا . لكنهم ايضا اضافوا فاطمة الى القائمة ، ليرسلوها مع هشام الى درب لا أحد يعرف ماهيته .