"استولوا على تلك الأسوار، وسأتولى أمر الوحش."

صوت عميق ومهيب دوّى في آذان جنود الأدوميين. دون تردد، كسروا تشكيلهم واندفعوا نحو الجدار، بينما تقدم قائدهم — عمود الأدوميين، الجنرال ألدريك — بخطوات واسعة، مرتديًا درعًا رماديًا مائلًا إلى البياض. هدفه كان الأفعى البيضاء.

تحولت خطواته الثقيلة إلى اندفاع سريع.

وبكلتا يديه، أمسك بسيفه الضخم ورفعه عاليًا، ثم اندفع نحو الأفعى وضربها بقوة هائلة.

في تلك اللحظة، أطلق موجة طاقة هائلة على شكل قوسٍ من الضوء المتفجر بالبرق والرعد!

اخترق السيف الضوئي جلد الأفعى، فارتدت إلى الخلف، ووجهت رأسها الضخم نحو ألدريك قبل أن تنفث سيلًا من الصقيع من فمها.

قفز القائد الضخم الذي بلغ طوله سبعة أقدام مبتعدًا بسرعة مذهلة، متفاديًا الانفجار الجليدي بصعوبة.

وفي منتصف الهواء، أطلق ضربة أخرى فتحت شقًا واسعًا في جسد الأفعى.

ارتطام!

سقط اللورد وينتر على ركبته، متأوهًا بصوت خافت.

"لتُمطر السماء!" صرخ ألدريك، وكأن كلماته أمر، فاشتعلت الغيوم المظلمة فوقهم بالبرق.

دوّى الرعد، وبدأت القوى الطبيعية تتجمع، ثم في لحظة خاطفة، أطلقت السماء صاعقة هائلة نحو الأفعى البيضاء.

اصطدمت الصاعقة بجسدها، فصرخت صرخة اخترقت السماء. كانت تتلوى من الألم، لكنها ردّت بنفَسٍ آخر من الجليد اجتاح ساحة القتال، محولًا مئات الأدوميين والدوثانيين إلى تماثيل من الثلج.

"أيها الوحش المقيت!"

رفع ألدريك سيفه، والبرق يتراقص حول جسده العملاق.

ضرب إلى الأسفل —

طنين معدني!

جدار جليدي لا نهائي ارتفع في وجهه، فأوقف سيفه.

أخيرًا، ظهر ما يمكنه صد ضرباته.

"هذا الجليد… إذًا هو هنا."

استدار ألدريك نحو الشرق، وهناك بالفعل — ظهر الرجل محاطًا بآلاف الجنود الذين يحملون المشاعل. كانت دروعهم تتلألأ تحت وهج النار.

إنها الفيلق الأمامي!

ضاقت عينا ألدريك خلف خوذته وهو يحدق في الرجل الجالس على ظهر ذئبٍ أبيض.

هيبته كانت غير بشرية.

اهتزت الأرض تحت أقدام الجيش الذي اجتاح ساحة المعركة كسيلٍ من الحديد، صهيل الخيول وضرب الأقدام يدويان كالرعد.

لم يصدق آشر حجم الدمار الذي أمامه. حتى هو لم يتوقع أن يتحالف الدوثانيون مع الأدوميين في هذه الحرب.

كانت مملكة الشتاء قد تحولت إلى أنقاض.

دمدمة!

"من أجل أخيل!"

دوّى بوقٌ ضخم من جهة الجنوب، بدا كأنه قادم من بعيد، ثم بعد لحظات اندفع رجالٌ يرتدون دروعًا جلدية من الغابة، بالآلاف.

إنهم رجال قلعة راموث!

"من أجل أخيل!"

بوقٌ آخر انطلق من الشمال، وبدأت الأشجار تهتز بينما خرج منها مئات الرجال ممتطين دببة ضخمة، خوذهم مزينة برؤوس نسور، وأعلامهم تخفق مع الرياح.

وخلفهم، آلاف الجنود المشاة انضموا إلى المعركة.

في طرفة عين، تضاعف جيش آشر — من عشرة آلاف مشاة خفيفين إلى عشرين ألف رجل يقاتلون تحت رايته!

اهتزت الأرض بقوة تحت أقدامهم.

تغيرت موازين المعركة.

الدوثانيون والأدوميون — الذين كانوا في موقع القوة — أصبحوا الآن محاصرين من جميع الجهات.

ورغم تفوقهم العددي، لم تعد الكفة في صالحهم.

لم يعودوا يهاجمون… بل أصبحوا هم المحاصَرين!

"تراجعوا عن الجدار! شكّلوا جدارًا دفاعيًا!" صرخ ألدريك.

بدأ الأدوميون يعيدون تنظيم صفوفهم، لكن قبل أن يتمكنوا من بناء خطهم الدفاعي —

اندلعت النيران!

كان موسى يمتطي جواده بجانب سيده، يقذف كرات النار نحو صفوف العدو.

التهمت النيران فرسان "رتبة الأوبسيديان"، إذ أصبحت دروعهم عديمة الفائدة أمام اللهيب، بينما واصل فرسان "الرتبة القرمزية" التقدم بأجسادهم المشتعلة، غير مبالين!

تلألأت عينا "أليعازر"، فارتفعت أسلحة الموتى من الأرض، وغرزت نفسها في أجساد الأحياء.

بدأ بعض فرسان الأوبسيديان يشعرون بأن دروعهم تضغط عليهم بقوة حتى سُحِقوا بداخلها!

دوّي!

قفز شيء ضخم من خلف الفرسان وسقط أمامهم بأمتار قليلة، فاهتزت الأرض وتناثرت الأتربة.

ثم —

زئير!

جثا مئة فارس على ركبهم دفعة واحدة، والدماء تتدفق من أنوفهم وأفواههم وآذانهم. كان الزئير وحده كافيًا لإيقاف تقدم صفوف كاملة!

"الرماح!"

صرخ ألدريك، فانطلقت أكثر من ألف رمح نحو جنود آشبورن، لكن قبل أن تصلهم، تشكل حاجزٌ زجاجي شفاف حولهم، يتحرك معهم بسرعة، مانعًا أي هجوم بعيد المدى.

من علوٍّ شاهق، حيث لا يراها أحد، خفضت سافيرا يدها، فانحلّ الحاجز فورًا، واندفع جنود آشبورن إلى صفوف الأدوميين!

اصطدام المعادن!

انعكست في عيني سافيرا صورة رجلٍ وحيدٍ — يرتدي معطفًا من الفرو، يمتطي ذئبًا أبيض، وكل ضربة من سيفه كانت تُسقط العشرات.

حتى بين فرسانٍ لامعين مثل نيرو وآدم وموسى وأليعازر، كان هو متفردًا.

بينما اعتمد الآخرون على مواهبهم، قاتل هو بالقوة الخالصة وحدها، وكانت كافية لإسقاط فرسان الرتبتين القرمزية والأوبسيدية في ضربتين لا أكثر.

كل شفرات طاقته الهلالية كانت تشق صفوف العدو، بينما كان "سيريوس" ينفث نيرانًا سوداء تحرق كل من يقع في طريقه.

"كريوس!"

اقترب ألدريك، رافعًا سيفه بضربة صاعدة. مرة أخرى أطلق طاقة هائلة — تلك القدرة التي تسمح للفارس بإطلاق هجمات بعيدة المدى، لكنها تستهلك قوة كبيرة، لذلك نادرًا ما تُستخدم… إلا أن ألدريك لم يتردد.

ردّ سيريوس بتيارٍ من اللهب واندفع نحوه، بينما أنزل آشر سيفه بكل قوته.

اصطدم السيفان، فاهتزت الأرض بصدى الانفجار. لكن، لدهشة آشر، دفعه ألدريك بقوة، مصطدمًا بكتفه ضد سيريوس.

ولما فقد آشر توازنه، حاول ألدريك أن يوجه ضربة تقطع عنقه، لكن سيفًا آخر اعترض طريقه —

طنين معدني!

إنه إسحاق!

البرق اشتعل حول جسد ألدريك، علامة على غضبه المتفجر. زأر سيريوس، وقد ظهرت بقع سوداء على فروه من أثر الصعق.

ربّت آشر على عنقه وقال بهدوء:

"اتركه لي."

كان آشر قادرًا على استشعار القوة التي تتدفق من ألدريك — طاقة تشبه تلك التي واجهها من الفارس الذهبي، لكنها أقوى بكثير.

قتاله دون حذر يعني الموت المحتم.

بينما اشتبك ألدريك مع إسحاق، ترجّل آشر من فوق سيريوس.

تجمعت حوله الضباب، يلتفّ كسحابة كثيفة غاضبة.

ومن بين الضباب، خرج مخلوق ضخم — فوليبير في حالته الحربية!

شعره الكثيف المضفور يتماوج فوق صدره المكسو بالفرو، وذراعاه العريضتان تشعّان بمخالب زرقاء جليدية، بينما إحدى عينيه تتوهج بضوء أزرق ناري.

قبض "يوديس" على سلاحه، فتلألأ ضوؤه حتى تحوّل من الأزرق إلى البنفسجي.

وخلف آشر، تجلى طيف ذئبٍ عملاق، هديره يهز الأرض وقلوب كل من سمعه.

ارتطام!

طرح ألدريك إسحاق أرضًا، وهمّ بغرس سيفه فيه — لكن عيناه التقطتا جسدًا ضخمًا يقترب منه، يلفظ بخارًا من فمه كوحشٍ جليدي خرج من كوابيس الشتاء.

2025/10/15 · 32 مشاهدة · 925 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025