[تهانينا، لقد حصلت على فرقتين من كوابيس الحرب! الفرسان الرماديون، رغم أنهم يرتدون دروعًا ثقيلة، هم أفضل العدّائين، ويمكنهم نقل الذكريات من الفارس إلى التلميذ، مما يضمن أن الجيل القادم من الفرسان الرماديين سيكون أقوى من السابق!
[إنهم أسرع من المشاة الخفيفة، ومع ذلك فهم متينون كالمشاة الثقيلة، وقاتلون مثل مبارزٍ متمرّس! إنهم المفترسون المطلقون!
[الأعضاء المكتسبة: الـ«هيبوكرينيوم» — وهو المسؤول عن نقل واسترجاع الذكريات.]
[أما فرسان المعبد القرمزي فهم أقصى درجات المشاة الثقيلة. يزن كل واحدٍ منهم قرابة الطن أو أكثر قليلًا، وهم أعداء سلاح الفرسان، شبه منيعين ضد الهجمات بعيدة المدى، ويملكون قدرة تحمّلٍ تعود لعصور العمالقة القدماء!
[يمتلك فرسان المعبد القرمزي القدرة على إطلاق صواعق البرق من أذرعهم اليسرى فقط!]
[الأعضاء المكتسبة: قلبٌ ثانٍ ورؤية بالأشعة السينية!]
تألقت عينا آشر الذهبيتان وهتف: "استعدّوا، سنتحرك نحو الحدود عند الظهيرة."
كانت هذه آخر استعداداته. لقد جهّز الإمدادات لعشرة آلاف رجلٍ بجهدٍ بالغ خلال أقل من ثلاثة أيام.
كل شيء كان جاهزًا، وكلما أسرعوا في المسير، زادت فرصتهم في اعتراض جحافل الأورك.
"نسمع ونطيع، يا سيدي!"
أومأ آشر برأسه.
وبينما غادروا، لم يستطع نيرو التزام الصمت وقال: "سيدي، لا أقصد التقليل من شأنك… لكن يجب أن تتوقف."
أدار آشر رأسه نحوه. "أتوقف عن ماذا؟"
"عن منحنا المزيد من القوة."
رفع آشر حاجبه باستغراب. "ولماذا ذلك؟"
"لأن هذا ينهكك. بهذا المعدّل، ستنهار قريبًا." قالت أكويلا بقلق، وهي تحدق في بشرته الشاحبة غير الصحية.
حتى كتلة عضلاته قد تقلصت قليلًا.
وفقدت عيناه بريقهما الذهبي. كل ذلك حدث بعد عملية تحويل الأدوميين والدثانيين، مما جعل مرؤوسيه في غاية القلق.
"سأكون بخير."
"سيدي، سحب المزيد من دمك سيؤدي إلى نتيجة عكسية. أقترح أن نتوقف الآن." قال جيمس.
"لا بأس. لقد وصلت إلى حدودي بالفعل."
قال نيرو بجدية: "أقترح أن تسترح وتدع موسى يقود القوات بدلًا منك. لست في حالةٍ مناسبة، لا جسديًا ولا ذهنيًا."
نظر إليه آشر وقال بهدوء حازم: "أنا القائد. وهذا كل ما في الأمر."
انحنى نيرو ولم يقل شيئًا بعد ذلك.
…
عند الظهيرة، امتلأت الشوارع الرئيسية بخطوات الفرسان الرماديين وفرسان المعبد القرمزي.
هالت هيبتهم المدنيين حتى تجمّدوا في أماكنهم، غير قادرين على الكلام وهم يشاهدون أولئك الجنود المرعبين، الذين لم يُرَ مثلهم من قبل، يسيرون في صفوفٍ مرصوصة.
"يا إلهي! أي فارسٍ يمكنه الوقوف أمام هؤلاء؟!" صرخ رجل وهو يشير إلى فرسان المعبد القرمزي الذين يسيرون خلف الرماديين.
"لا بد أنهم القوة السرّية التابعة للدوق."
"إذا كان الأمر كذلك، فلماذا خرجوا للعلن؟ هل نحن في حرب؟"
"إنه الشتاء. ونحن دائمًا في حربٍ في الشتاء."
"لكن سيدي يبدو مريضًا. هل من الصواب أن يذهب ليقاتل الأورك وهو في هذه الحالة؟"
خلف أسوار القلعة، سألت ميا، الكاهنة الكبرى، السفّيرة سافيرا.
"إنه يرفض الاستماع لأي أحد. حتى أنا. أشعر وكأنه قد رأى بعينيه نتيجة المعركة إن لم يكن حاضرًا فيها."
قطّبت ميا حاجبيها. "هل أرسلت له البارونة كاترينا رسالة سرّية؟"
"أشك في ذلك." أجابت سافيرا بحزم. "أرسلي خبرًا إلى الكونت أليك ليون. أخبريه أني أطلب رجلاً يُدعى أوريّا."
اتسعت عينا ميا بدهشة. "أتريدين منه أن يراقب سيدنا؟"
"افعلي ما قلتُه."
"أمرك، أيتها الكاهنة العظمى."
انحنت ميا وانسحبت من الشرفة، تاركةً سافيرا تراقب القوات المغادرة.
…
في العراء، وسط عاصفةٍ ثلجيةٍ شتوية، كان آشر يمتطي سيريوس، يرافقه نيرو وعددٌ من الفرسان المقدّسين.
كان الجميع على ظهور خيولهم.
ارتدى آشر عباءة صوفية سميكة، لكن شعره الأبيض كان يتطاير في الريح أحيانًا.
ومع أنه يستطيع استدعاء الجليد وخلق العواصف الثلجية، إلا أن ذلك لا يجعله منيعًا ضد برد الطبيعة القارس.
فحين تنفد طاقته، سيتجمّد حتى الموت.
غاصت أقدام سيريوس في الثلج الكثيف، ثم تقدّم بضع خطواتٍ وتوقف عند حافة منحدرٍ جليدي.
نظر آشر إلى الأسفل، نحو امتدادٍ شاسعٍ من البياض النقي الذي وصل حتى الأفق.
"لقد وصلنا في الوقت المناسب."
تنفس نيرو الصعداء.
وشاركه إليعازر وموسى وسمعان ولاوي نفس الإحساس بالارتياح.
"ما الذي سنفعله الآن؟" سأل موسى وهو يميل برأسه نحو آشر.
"انصبوا خيامكم وانتظروا."
عادوا أدراجهم، وكان الآخرون مشغولين بقطع الأشجار المغطاة بالثلوج من الغابة القريبة لاستخدامها كأعمدةٍ وسياجاتٍ للخيام.
"توقفوا. اجمعوا الثلج لصنع حدودٍ فاصلة. بناء السياج سيكلف وقتًا وجهدًا.
الجندي المنهك تمامًا هو آخر ما أحتاجه قبل المعركة."
رنّ صوت آشر عاليًا.
"عُمر!" نادى على الفارس الضخم، الذي يبلغ طوله عشرة أقدام ويرتدي درعًا يزن أكثر من طن.
رفع عمر خوذته وتقدّم نحوه بخطواتٍ واثقة، لا تشي بأي ثقلٍ رغم درعه الهائل.
"أمرتني يا سيدي؟"
"اجعل رجالَك يحرسون المنحدر. يجب أن يُنفخ البوق عند أول إشارةٍ للأعداء."
أومأ عمر. "سأنفّذ أوامرك، يا سيدي."
أومأ آشر بخفة، ثم تواصل ذهنيًا مع سيريوس الذي بدأ يسير نحو المخيم، وتبعته بقية الحاشية.
دخل خيمته بعد أن أُعدّت مسبقًا، خلع معطفه وجلس على كرسي خشبي، كان من ضمن الأثاث الذي أحضرته إدارة الإمدادات ليُستخدم في اجتماعات الحرب.
فكّ حزامه ووضعه على الطاولة، ثم نظر إلى سيفيه: يؤوديوس وإيثامار.
«يؤوديوس»، السيف العظيم الذي لازمه في معاركٍ كثيرة، بدأ يفقد حدّته تدريجيًا.
لم يضعف فعليًا، لكن قوّته لم تعد تكفي أمام خصومه الجدد.
أما «إيثامار»، فسيعيد له تفوقه، لكنه كان مترددًا، خصوصًا وهو في حالته الضعيفة الحالية.
الشيء الوحيد الذي راق له في ضعفه هذا، أنه أبطأ من وتيرة نمو جسده.
فبقدر ما بدا ذلك جنونيًا، إلا أن آشر أراد لأول مرة أن يُبطئ نمو قوّته، لأنه يعلم أن جسد الملك سيمنحه قوةً لا مثيل لها، لكنه قد يجعله مثل الإخوة الأوائل.
رجالٌ طوالٌ إلى درجة أن البشر عبدوهم، عظماء حتى إن العمالقة ركعوا أمامهم، وجمالهم فائق حتى لُقّبوا بالآلهة.
لكن جسد الملك قد يتجاوز حتى هؤلاء، فحسب المخطوطات القديمة، كان هو الأول من نوعه.
وبينما كان يمرر يده على غمد «إيثامار»، دوّى صوت بوقٍ مدوٍّ عبر الثلوج…
قال آشر بصوتٍ منخفض، تملؤه الجاهزية والرهبة:
"للأسف… لقد حان الوقت."
================
[المترجمة: Rose]
الرواية دخلت المرتبة [9] بلتوب 🥳🎉🎉🎇🎆
========♡