---

اتسعت عينا سافيرا في صمت مذهول، حدقتاها ترتجفان كأوراق الخريف في عاصفة خفيفة.

كانت الكلمات معلقة في الهواء، مثقلة بالدلالة، فيما بدا هدوء أكويلا وكأنه يبرز حجم الكشف الذي تم.

"الحمّى، آلام العظام، والأوردة الزرقاء على الأجنحة،" رددت أكويلا بصوت يشبه نسيمًا لطيفًا، يخفي اضطرابًا عميقًا في داخل سافيرا.

للحظة وجيزة، تمسكت سافيرا بأجنحتها، كأنها تبحث عن العلامات التي تؤكد المستحيل. ذهنها دار، وأفكارها تتقاطر كبحر مضطرب.

حامل.

بطفل آشر.

تسللت هذه الحقيقة إلى وعيها مثل موجة بطيئة، حاملة معها عاصفة من المشاعر.

على النقيض تمامًا، أضاء وجه ميا كالشمس، وعيناها تتلألأ بحماسة لا تقاوم. أمسكت بكُم أكويلا، صوتها بالكاد يسمع:

"هل أنتِ متأكدة؟ متأكدة تمامًا؟"

ظل تعبير أكويلا بلا انفعال، ونبرتها ثابتة.

"بالطبع. العلامات لا تخطئ، خصوصًا مع موهبتها الفريدة، التي تجعلها منيعة ضد الأمراض."

اشتدت قبضة ميا، وحماسها كان معديًا: "هذه أخبار رائعة! يجب إبلاغ سيدي على الفور. كنا نأمل بوريث، والآن..." اختفت كلماتها في وعد بمستقبل مليء بالإمكانات.

بينما تفاعلت المرأتان بمستويات مختلفة من الحماس، استمرت أفكار سافيرا في الدوران بهدوء.

ثقل حملها استقر عليها كالرداء، جالبًا معه شعورًا بالرهبة والعجب.

ماذا يعني هذا لمستقبلها، لعلاقاتها، وللحياة النامية في داخلها؟

"هل يجب أن نخبره؟" همست سافيرا، صوتها ضعيف وغير مؤكد، لكنه جذب انتباه المرأتين مثل خيط ينسج الحرير.

"يجب. دون تأخير." أجابت ميا بحزم، وعيناها صلبتان كالفولاذ. لم يكن هناك تردد في نبرتها، فقط إيقاع الواجب الثابت.

ارتخى نظر أكويلا، وتحولت إلى سافيرا، متحدثة بلطف من يعرف ما سيأتي: "سوف يعلم قريبًا بما فيه الكفاية. عمر نوعك قد يتجاوز أي إنسان لمئات السنين، لكن الزمن لا يرحم الحياة النامية بداخلك. خمسة أشهر، لا أكثر… وستحملين طفله."

ضغطت سافيرا شفتيها معًا، والتقطت أنفاسها بصعوبة، وأصبحت أصابعها ترتجف قليلًا وهي تلمس بطنها. "يجب أن نستدعي البارونة كاترينا، ونتواصل معها لرؤية الرؤى. يجب أن أعلم… أحتاج أن أتأكد أنه ابن. أول مولود له يجب أن يكون ذكرًا."

أومأت أكويلا بحزم: "سأرسل الرسالة فورًا. ستأتي بلا شك—ربما حتى تسرع هنا بمجرد وصول الرسالة إلى آذانها." ارتسمت ابتسامة معرفة على شفتيها.

ابتسمت سافيرا ابتسامة صغيرة بالمقابل، لكن قلبها لم يكن مطمئنًا. كان ذهنها مملوءًا بصورة آشر. ابتسامته. عبوس حاجبيه حين يفكر بعمق. دفء صوته حين يتحدث إليها فقط.

كيف سيتلقى الخبر؟

هل سيفرح—أم يتراجع؟

هل سيثقل عليه وزن الأبوة—أم سيرتقي بها؟

لكن حتى حين كانت عالمهم الخاص على حافة الكشف، كان هناك عاصفة من الدهشة وعدم التصديق تتشكل خارج جدران القصر.

فوق مدينة بارادايس، وقف الحراس متجمدين على الأسوار، عيونهم متسعة من الدهشة. أسقط أحدهم رمحه بصوت معدني، وسقط آخر على ركبتيه.

تحلق في السماء سفينة لم يرها أي إنسان في حياتهم—سفينة عائمة، تشق طريقها في السماء كعربة إلهية.

على سطحها كانت عشرات—لا، مئات—الشخصيات المسلحة، آذانها طويلة مدببة وظهورها مزدان بأجنحة متلألئة كالزجاج المكسور.

الجنّ.

لمحت أكويلا حركة من زاوية عينها، فالتفتت بسرعة نحو النافذة. هناك، من السماء، نزلت كائنات مجنحة—راقية، متوهجة، وغريبة الجمال.

اقتربت ببطء من النافذة، كأنها تحلم مستيقظة: "هل هؤلاء… بشر؟" سألت، بصوت شبه مذهول.

وقفت سافيرا بجانبها، عيناها البنفسجيتان واسعتان، ومائلتا رأسها بينما ينساب ضوء السماء المفتوحة على الكائنات المجنحة، مضيئة بذهبها. قلبها خفق.

شعبها.

حلمها.

اللهيب الذي لطالما احتوى أعماقها—الرغبة في العثور على آخرين مثلها، لتتوقف عن كونها النغمة الوحيدة في عالم أجنبي—كان يتحقق أمام عينيها.

أسفل، صمتت شوارع بارادايس مذهولة. آلاف الناس راقبوا من النوافذ والأبواب، أفواههم مفتوحة من الدهشة. كل العيون ارتفعت نحو الجني الأشقر على رأس المجموعة الطائرة، الذي حضوره وحده أثار الهيبة.

"مدينة… تطفو؟" همس ألكسندر لنفسه، حاجباه معقودان. المعجزة التي تتكشف كان يجب أن تملأه بالدهشة، لكنه شعر بالاستياء المرّ.

هذه—هذه المعجزة—لم يكن يجب أن تنتمي للبشر، فكر. لو أن الجان سيطروا على السماء، لبنوا مدنًا من زجاج القمر ونُصُبًا تمتد كشعر الشعر إلى السحاب. هذه الجزيرة الطائرة… هذه المعجزة… كانت ستكون جنة حقيقية.

نقر لسانه مستاءً. البشر، دائمًا يسعون وراء القوة التي لا يفهمونها.

ثم، جاء صوت—عميق، ثقيل، كالرعد عبر الحجر. صوت، لا، زئير.

التفت—وتجمد.

كانوا يقتربون، مئة رجل… أو ما ظنه أولًا رجال.

عمالقة.

كولوسيات عالية، كتفوهم عريضتان، كل واحد مغطى بدرع ثقيل يلمع كالفولاذ المصهور تحت الشمس. بعضهم يبلغ ثمانية أقدام، وآخرون تسعة، والقيادة كانت لشخص ضخم يفوق الجميع، يبلغ عشرة أقدام، يحمل مطارق الحرب على ظهره كعصي لعب، وقوسًا كبيرًا كمنجنيق في يده.

برد الدم جمد ألكسندر. هؤلاء لم يكونوا فرسان. كانوا حصونًا ماشية. وحوشًا مغطاة بدرع من رتبة القديسين من الرأس حتى أخمص القدمين—كل واحد يشع قوة.

كيف…؟

كيف يمكن للورد إنسان أن يمتلك هذا؟

حتى المملكة لم تستطع استدعاء مثل هذه القوة!

انضباطهم مزعج. لم يخطُ أي منهم خطوة خاطئة. لا فوضى في تشكيلهم. كأن الحديد صُنع للهدف، وهم يتقدمون.

اهتز الهواء بينما تحدث العملاق الرائد مجددًا، صوته كالجبل يتصدع: "أيها الجني، من الأفضل لك النزول."

لم يكن طلبًا. كان أمرًا، زئير رعدي يكاد يكون غير مضبوط.

ارتعد ألكسندر، وأجبر على خفض نظره. لم يترك نبرة العملاق مجالًا للكبرياء. حضوره حطمها.

ومن ذلك العملاق الشاهق جاء فكر واحد، واضح كالحديد:

يكره نظرة ألكسندر. تلك الغرور الطبقي. تلك النظرة المرتفعة.

سيحطمها.

2025/10/18 · 32 مشاهدة · 785 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025