---

أكسمان.

كان هذا الاسم يُهمس به قليلون ويخشاه الكثيرون. الرجل تحت الغطاء السفر المتهالك جلس منحنياً على مقعد السائق في عربة بالية، عجلاتها تصدر صريرًا خفيفًا بينما تتقدم عبر سهول العشب الطويلة المترامية على بعد أميال قليلة من نينيف. بدا كرجل عربة عادي، لا يختلف عن مئات الذين يسافرون هذه الطرق—لكن تلك الوهم كان أول أكاذيب كثيرة.

لقد مضى يوم منذ أن غادر شوارع نينيف المظللة. وفي غضون يومين فقط، ستبدأ مراسم الزفاف الكبرى في إنتيس—تجمع للنبلاء والطموح والسلطة. كانت مهمته واضحة: ضمان أن يتلقى الدوق آشر آشبورن بطاقة دعوة الملكة قبل ذلك الوقت.

أي أن لديه اليوم فقط.

كأنه شعر بأن القدر يقترب، رفع أكسمان رأسه. الشمس تحرّق، وظلالها القاسية تلعب على وجهه. الندبة—شق عميق متعرج مزق الجانب الأيمن من شفتيه—لمع الضوء، وأضاف لابتسامته لمسة قاسية.

على الأفق، يرتفع من بحر الأخضر كقطعة مقدسة، مبنى أبيض.

فخور. مهيب.

ابتسم أكسمان ابتسامة مليئة بالتهكم والتهديد في آن واحد. صليل لجامه شق الهواء كسوط، وأطاع حصانه، وقدماه تدق الأرض دويًا وهو يتقدم بسرعة.

"إذًا… الوردة السوداء ماتت هنا؟" تمتم، والفكرة تتلوى في عقله كالدخان. "يا للأسف."

ابتسم بعمق—حاد، مقلق. العربة التهمت المسافة، تقترب أكثر فأكثر من حصن الرخام والذهب.

---

الأكاديمية ارتفعت أمامه مع كل ثانية. جدرانها البيضاء الشاهقة تلمع من الرخام النقي، نظيفة حتى تحت الشمس الحارقة. البوابات الذهبية تتلألأ كالنار، مزخرفة بنقوش دقيقة من الزهور والكروم، وحدائقها تتفتح بألوان زاهية عند أقدام الجدران—خزامى، ورود، توليب—مرتبة بعناية.

اثنا عشر بستانيًا ينهضون بين الزهور، يحمون أنفسهم بقبعات قش عريضة الحواف، أدواتهم تلمع أثناء تقليمها والعناية بها.

لكن عيني أكسمان ارتفعت للأعلى، متجاوزة الزهور والحدائق. درس الأبراج المتصاعدة، الأقواس الكبرى، القباب المزينة بزجاج الزمرد والياقوت. كل بناء شهادة على الثروة والتعليم والأمان. ملاذ للسلام.

تلك الوهم أيضًا على وشك الانهيار.

"قف!" صاح أحد الحارسين أمام البوابة، ممسوكين برماح معدنية، وجوههم مشدودة كأقنعة سلطوية. "لم نتوقع أي توصيلات اليوم. من أرسل لك؟"

نقر أكسمان لسانه. "تسك. الملكة المستقبلية نفسها."

أخرج من عباءته مخطوطة قديمة ورماها بلا مبالاة في الهواء. مع ارتفاعها، أضاءت الرموز المنقوشة عليها—أولًا ذهبية، ثم بيضاء ساطعة. انفجرت المخطوطة بصوت كالبرق، وسحبت طاقتها في موجة قوة.

ظهرت قبة شفافة حول الأكاديمية بأكملها. تلألأت بخيوط من الرموز وانغلقت بصوت رنين—حاجز لم يغلق الأكاديمية من الداخل فقط، بل قطعها عن العالم بأسره. اختفت من كل خريطة، كل طريق، كل ذاكرة. لا أحد يدخل أو يخرج.

لم يكن هذا تعويذة عادية. كانت من رتبة Exalted—نوع من السحر الذي تزهق الممالك من أجله، ويكسر الصداقات ويشعل الحروب بين البيوت النبيلة وجحافل المرتزقة. سحر لا تُقاس قيمته بالذهب؛ بل يُقاس بالأرواح.

تغير أكسمان بعدها.

امتدت ذراعاه، عظامه تلتوي وتتشكل بصوت مقزز. برزت محاور مزدوجة حيث كان ساعداه—بيضاء كالجمجمة المبيضة، لكنها تلمع بلمعان غير طبيعي. عظام أقوى من الفولاذ المصنوع للقديسين.

لم يجد الحارسان وقتًا للتنفس.

في حركة واحدة، حرك أكسمان ذراعيه. اقتلعت المحاور اللحم والحديد كالورق، وطرحت رؤوس الحارسين في الهواء. تدفق الدم في قوس عنيف، ملطخًا الحجارة والزهور باللون الأحمر الصارخ.

رائحة الحديد ضربت الهواء كالصفعة.

مغطى بضباب دمائهم، دحرج أكسمان رقبته بصوت مُرضٍ. عينيه، عاصفة عديمة اللون من العنف والمتعة، استقرت على البستانيين الذين أسقطوا أدواتهم وهربوا صراخًا.

لم يطاردهم. ليس بعد.

"سأتعامل مع الباقين لاحقًا"، تمتم، نازلًا من العربة برشاقة بطيئة كالمفترس. "الآن… حان وقت إعادة خلق تحفة."

توجهت عيناه نحو البرج الرئيسي للأكاديمية، وتوهجت ملامحه بفرح ملتوي.

"القاتل الحادي والعشرون عالميًا لا يمكن أن يفعل أسوأ من الوردة السوداء"، قال ضاحكًا وهو يتقدم. "حتى لو كانت قرب أسفل القائمة."

---

في قاعة دائرية عظيمة، تعلوها قبة عالية، تتسلل أشعة الشمس من ثقب علوي، مضاءة الأرضية الرخامية والنوافذ المقوسة. هنا سيجتمع الطلاب الجدد لأكاديمية ماري يومًا ما، حيث تتردد الإعلانات عبر الأجيال، حيث يُبنى الإرث.

لكن اليوم، كانت القاعة ممتلئة بالأنين وصرير الحبال المشدودة.

كمية من العمال جاهدوا لسحب تمثال رخامي ضخم—طوله 25 قدمًا، منحوت بتفاصيل دقيقة لتكريم الدوق آشر آشبورن. صورته الكاملة ترتدي زيه الرسمي، عباءته تتطاير خلفه، يده على مقبض سيفه. عينيه كأنها تراقب العالم بهدوء وسلطة.

"حركه قليلاً نحو اليسار"، قالت ماري، مشيرة إلى الحافة الشرقية للقاعة. صوتها يحمل ثقة القيادة، لكن بدا التعب واضحًا—ثلاث ساعات من التعديلات أثقلت الجميع.

حولها وقف مجموعة من الرجال والنساء، يرتدون أردية أجمل من العمال—زملاء مدرسون، أصدقاء من أكاديمية اللهب المقدس، تابعوها هنا لبناء شيء جديد ومستمر.

"هل هو هناك تمامًا؟" سأل أحدهم، رجل ذو وجنتين بارزتين وعبوس متعب. "يبدو أنه يجب وضعه في الوسط."

تنفست ماري بهدوء، مدفعة خصلة شعر فضفاضة من جبينها. "هؤلاء الرجال جروا ذلك الكتلة طوال اليوم. دعونا نمنحهم استراحة—ونناقش الأمر بشكل صحيح. ربما على الشاي؟" كانت كلماتها خفيفة، لكن عينيها لمحت العمال المتصببين، أصابعهم متشبثة بالحبال.

ثم—

صرخة.

مزقت الصمت الثقيل كالسكين.

من وراء الأبواب البلوطية العظيمة، ارتفع صوت يصرخ—صراخ يائس تلاه صوت ضرب الحديد بالحجر. تجمد المدرسون، متفاجئين. اقترب البعض. انحنت ماري، وتحوّلت ملامحها إلى رهبة.

"سيدتي—اهربي! آرغ!!"

انقطع الصوت في لمح البصر.

ثم، فجأة وبشكل مرعب، اخترق فأس الباب الخشبي السميك. غاص نصفه داخل الباب، مغروسًا بصرخة مميتة. الدم بدأ يتساقط من الشفرة، يجري ببطء على الخشب في خطوط حمراء كثقوب دموع.

لحظة صمت. مذهول.

ثم—ثويب—سُحب الفأس مرة أخرى. بعد لحظة، وقع شيء ثقيل على الأرض، صوت صدمة مقزز لجسم ساقط بلا حياة.

لم يتنفس أحد.

ثم، من خلال الفتحة في الأبواب الممزقة، ظهر عين.

بارد. مسلٍ. محتوم.

"آه…" جاء الصوت، أملس ومظلم، كحرير ينزلق فوق الزجاج المكسور.

"ها أنتِ، جائزتي ذات العينين الذهبيتين."

2025/10/18 · 33 مشاهدة · 848 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025