عند أبواب الحجرات الداخلية للدوق مورمونت، وقف جنديان حراس، يضعان أيديهما برفق على مقابض سيوفهما. أجسادهما كانت ثابتة كالتوابيت، لكن عقولهما كانت تكافح مع الأصوات المغرية القادمة من وراء الأبواب الخشبية الثقيلة — ضحكات خافتة، ضحكات مثيرة، وحفيف الحرير في اللعب.

لم يجرؤ أي منهما على الاقتراب للاستماع؛ فعقوبات الدوق على عدم الانضباط كانت أسطورية.

وراء الأبواب المزخرفة، امتدت حجرة رائعة، يغمرها توهج برتقالي من الشموع العديدة المثبتة على حوامل فضية وثريا ضخمة معلقة من السقف مثل تاج من النار.

كانت رائحة الزيوت العطرية والنبيذ الفاخر تملأ المكان، وحمل الهواء الثقيل عبير البنفسج والشمع المحترق.

من خلال الستارة الشفافة المعلقة فوق السرير ذي الأعمدة الأربعة، كان يمكن لمحة اثنين من الأشخاص، مستلقين بين الأغطية المتشابكة.

كان الدوق أوهاد مستلقيًا على ظهره، صدره العريض مكشوف، شعوره الداكن يلمع تحت ضوء الشموع، بينما تمرر امرأة أصابعها برفق بين شعره، وابتسامة ناعمة ترتسم على شفتيها.

أمسك الدوق بكوب فضي في يد واحدة، يلتقط الضوء. وبينما تلاشت ضحكته العميقة إلى همهمة، رفع الكوب إلى فمه واحتسى محتوياته بشغف.

تلألأت عينا جيسيكا بشرارة خفية. بحركة رشيقة، أخذت الكوب الفارغ من يده، منزلقًة من السرير كالأفعى. ثوبها الأرجواني الحريري تدلى حول كاحليها، متتبعا الأرض الرخامية البيضاء اللامعة.

رغم أن طول ثوبها كان محتشمًا، إلا أنه كشف كتفيها وصدرها العلوي، مانحًا لمحة مغرية عن انحناءات جسدها — مشهد أشعل رغبة أوهاد بشكل مفترس.

على الرغم من أن عمرها كان تسعة وخمسين عامًا، إلا أن جسد جيسيكا لم يعره الزمن أي اهتمام. بقيت بشرتها ناعمة، وجنتاها مشدودتان، وقوامها شابًا كعذراء — إنجاز تحقق بفضل اهتمام أوهاد الباذخ بحفظ جمال محظياته.

تكلفة الحفاظ على هذا الكمال كانت باهظة — مئات الآلاف من العملات الذهبية تُصب في مراهم نادرة، وإكسير، وعلاجات محرمة — لكن أوهاد كان يرى الثمن يسدد بكل سرور مقابل المتعة التي يمنحها له.

ظل نظره مسمرًا عليها وهي تقترب من الطاولة الخشبية المنحوتة، حيث استقرت إبريقان فضيان. رفعت جيسيكا الإبريق الثاني بلا تردد، متجاهلة الأول رغم أنه كان نصف ممتلئ — تفاصيل كان يجب أن تثير الحذر في عقل أكثر يقظة.

لكن الدوق، المسكر بالخمر والشهوة، لم يلاحظ شيئًا.

ملأت جيسيكا الكوب بالسائل الأحمر الداكن، حركاتها بطيئة، شبه طقسية. عادت إلى السرير بابتسامة مرحة، تقبّل شفتي أوهاد قبل وضع الكوب المملوء في يده المتلهفة.

تنهد برضا، وانزلقت جيسيكا بجانبه، غارقة في الأغطية التي غاصت تحت وزنها. تحولت كلماتها إلى تمويه، أطراف كلماتها مغطسة بالعسل.

قالت وهي تلعب بخصلات شعر صدره: "يا سيدي، صادفت شيئًا غريبًا في المكتبة — ثمرة، خطيرة جدًا، يقولون. هل تعرف ماذا يحدث عندما يأكلها الرجل؟"

رفع الدوق حاجبًا مستهزئًا: "هل تقصدين عنب ذو البقع القرمزية؟"

مالت جيسيكا برأسها كأنها بريئة: "أوه؟"

ضحك أوهاد، صوته يهتز في صدره العميق: "جدي استخدمه للإعدامات… حتى وجد أنه قاسٍ جدًا. الضحية…" توقف، مسح حلقه بوجوم، "...تبدأ بالسعال ثم — سعال!"

تشنج جسد الدوق، وانطلق منه سعال عنيف. عبس، ومد يده للكوب، احتسى رشفة أخرى — لكن النبيذ اندفع من فمه كرشاش أحمر، متناثرًا عبر الأغطية وثوب جيسيكا.

"يا سيدي؟!" صاحت جيسيكا، صوتها عالٍ ومليء بالذعر.

تشنج الدوق، وسعل بعنف. الدم تدفق من أنفه، من أذنيه، وحتى من عينيه، ووسخ بشرته الشاحبة. الدوالب السوداء انبسطت كالديدان على عنقه ووجهه، واستحال لونه بسرعة حتى بدا وكأنه يذبل أمام عينيها.

"الحراس! النجدة! أنقذوه!" صرخت جيسيكا، ممسكة بجسده المرتجف.

انفتح الباب بضجة مدوية، اقتحم الحراس الساحة، سيوف نصف مسحوبة — لكنهم تجمدوا من الرعب أمام المشهد.

دوقهم — أوهاد العظيم، القوي — كان مستلقيًا على السرير، بلا حياة. فمه مفتوح في غصة قبيحة، عيناه بارزتان وزجاجيتان، جسده متعرج بالدوالب السوداء ومغمس بدمه.

لم يكن يبدو كإنسان، بل كجثة مضى على موتها أسابيع.

الكوب مرمي على الأرض، محتواه يتسرب على الرخام.

انفجرت جيسيكا بالبكاء، لا تزال تهز جثة الدوق وكأن بإمكانها إرغام الحياة على العودة إليه. ثوبها، الملطخ الآن ببقع الدم، يلتصق بجسدها المرتجف.

وقف الحراس مشلولين، حجم المشهد هائلًا بحيث عرقل أطرافهم.

انتشر الخبر كالنار في الهشيم. خلال دقائق، عم الفوضى القاعات — خدم يهمسون، جنود يصرخون بالأوامر، خادمات يبكين في الزوايا.

وصلت الليدي كيرا — المحظية الأولى للدوق أوهاد — خائفة، وابنتها يونا تتبعها عن كثب، وجهها شاحب ومملوء بالرعب. توقفت كيرا عند المدخل، ويدها ترفرف على فمها عند رؤية جسد سيدها الممزق.

امتلأت عيناها بالدموع، ضبابت الجثة حتى بدت وكأنها سراب قاسٍ.

"م-ماذا حدث له؟" همست بصوت متقطع، متجهة لجيسيكا التي ظلت مترهلة ممسكة بالدوق.

رفعت جيسيكا رأسها فجأة. وجهها، الذي كان لوحة حزن قبل لحظات، تحوّل إلى شيء أكثر ظلمة.

خرج منها ضحك مرير، خام وكسر.

"ألستم تعلمون؟" همست، صوتها متصدع. "لقد أعدّت خادمتك الخاصة النبيذ الليلة!"

صمت رهيب حلّ المكان.

كل النظرات، كل أصابع الاتهام، تحولت نحو كيرا.

أشارت جيسيكا بيد مرتجفة نحوها، صوتها يرتفع إلى صرخة: "جدّوا تلك الخادمة الملعونة! اقتادوها إلى هنا! ستخبرنا من تجرأ على مؤامرة ضد سيدها!"

اصفر وجه كيرا بالكامل، وشفتيها انفتحتا من الدهشة، بينما انهار كامل وطأة الشك عليها.

2025/10/19 · 24 مشاهدة · 768 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025