الفصل:400

خطوة… خطوة…

خطى وحيد القرن خطوتين deliberate، حوافره تضغط على الأرض برشاقة تكاد تكون إلهية. ثم خفض رأسه النبيل، ولمس صدر آشر بدفء وخصوصية مفاجئة.

رمش آشر، متفاجئ. اجتمعت حاجباه قليلاً، وارتسمت لمحة من الإدراك على وجهه. هل… يمكن أن يكون هذا…؟

أليس هذا هو نفس الكائن الرائع الذي لمحَه في الغابة المقفرة قبل عام تقريباً—أو ربما أكثر؟ ذاكرتُه قد خفتت مع مرور الزمن، كضباب على الزجاج، لكن انطباع ذلك اللقاء ظل محفوراً في ذهنه. ظل ملكي، مغطى بالظلال، فخور بلا حدود.

والآن، ها هو يقف أمامه.

تقنياً، قد عبر جيشهم تلك الغابة خلال حملتهم، لكنهم مرّوا على بعد أميال من ذلك المكان الضائع منذ زمن. ما السبب الذي دفع هذا الكائن الفخور للبحث عنه الآن؟

"كنت بحاجة إلى حصان"، همس بول بصوت خافت، مملوء بالإجلال. "وأفضلهم جميعاً جاء ليجدك. أنت حقاً مفضّل من الله."

حتى بول—المحنك ونادراً ما يهتز—ارتدى قناع الدهشة. لقد عرف ما يقف أمامهم. ابن البرية، وحيد القرن الوحيد المعروف الذي يمشي في أراضيهم. جواد سريع للغاية، قادر على التفوق على طيران التنين في سباق كامل. وحش لا ينحني لأي سيد.

ملك بين الخيول.

لكن هذا الملك قد جاء.

وقد انحنى رأسه أمام آشر.

تلاعبت أفكار بول. كانت هناك شائعات. همسات عن رجل مسحور بالإرادة الإلهية. رجل مختار لحمل اسم كايروس، شيء لم يُسجَّل من قبل في سجلات تناريا الطويلة. الرجل الذي تحدى الموت—اللورد الخالد.

المفضّل من الله.

آشر ببطء خلع قفازه ومدّ يده. كفه، الخام من الحرب لكنه رقيق في الحركة، لمس عنق وحيد القرن—ثم انزلق ببطء إلى وجهه. لم يفلِت وحيد القرن، بل مال إلى لمسته.

نيرو، الحارس اليقظ، تقدّم بسلة من التفاح جلبتها سينثيا. قبل أن يرفع آشر تفاحة، التقط وحيد القرن قطعة منها بأسنانه القوية. ضحك آشر، صوت نادر، دافئ ومعدٍ.

"أعتقد أننا لا نمتلك الأفضلية في التكنولوجيا فقط"، قال بول، وعيناه ما زالتا واسعتين. "لدينا السماء معنا أيضاً."

تمدد الضحك في المعسكر—أولاً ضحك بول، ثم الآخرون. كأشعة الشمس على حجر بارد، خففت التوتر الذي استولى على قلوبهم. رغم أن كل جندي يمتلك خبرات المحاربين المخضرمين، لم يتمكن أحد من تجاهل الثقل المهيب للمعركة القادمة.

سوف يواجهون قريباً عدواً مزوداً بتنانين نارية، وفروسية جوية، وفيلق الخالدين المهيب لعائلة الإمبراطور.

لكن الآن…

الآن، الأمل له قرن ويقف على أربع حوافر.

ظهور وحيد القرن لم يكن مجرد بركة—بل إعلان.

"ماذا ستسميه؟" سأل أليك بهدوء، وعيناه لم تفارقا معطف الوحش الأسود وقرنه البلوري.

"فيلمورن"، قال آشر.

وكأن الوحش فهم، صهيل عالي وفخور، وعيناه الفضية تتلألأ بالموافقة.

"أحضروا لي السرج"، نادى آشر. "نسجته سافيرا بنفسها. لم أستطع إعطاؤه لنيرو، رغم توسله."

انطلق نيرو كالصبي في مهمة، وعاد قريباً بالسّرج المخصص—أسود بحواف فضية، مزين برموز شمسية. ربطه آشر برفق على ظهر فيلمورن، همس بشيء يسمعه الوحش فقط، ثم امتطاه.

ارتفع فيلمورن على قوائمه الخلفية، حوافره تخترق الهواء قبل أن تهبط بقوة جعلت الأرض تتأوه وتشقق.

حينها فقط تنفس آشر.

"سننطلق عندما تبدأ الشمس بالغروب"، قال.

وهكذا استؤنف المسير—هذه المرة، ليس بخطوات مدوية وصليت الفولاذ فحسب، بل بالهمسات. قصص فيلمورن، ملك الخيول، تنتقل من أذن إلى أخرى، كالنار التي تشتعل في الحشائش الجافة.

بعد أسبوعين…

في قرية زراعية هادئة تحت حكم بيت نوبس، كانت امرأة تقطف الذرة من الساق. تحركت يداها، لكن أفكارها كانت رمادية ومرهقة.

تم تجنيد رجال البلدة لإرسالهم لتعزيز حصن بلاك—قلعة بالكاد تصمد. لم يعد أحد. العدو قوي جداً.

امتلك الجيش الموحد أهوالاً—تنانين تنفث النار، فرسان جوية تحجب السماء، والخالدون الإمبراطوريون، محاربون قيل إنهم تحدوا الموت نفسه.

وجه المرأة شاحب، عيونها باهتة. حولها، خدم آخرون يعملون بصمت، الصوت الوحيد هو الريح وسيقان النباتات الجافة.

"بلدتنا ليست بعيدة عن قلعة بلاك"، همس أحدهم. "إذا سقطت… هل نكون نحن التالي؟"

"سمعت أن الجيش الموحد يترك رجاله يطلقون العنان"، رد آخر. "يحرقون ويقتلون ويأخذون ما يشاءون..."

"هل هذه هي الطريقة التي ينوي بها الأمير توحيد الإمبراطورية؟"

لم تجب المرأة. تجمدت أصابعها على ورق الذرة.

"إنها الحرب"، قالت لنفسها.

ثم ارتجت الأرض تحت قدميها.

هدير منخفض، ثم أقوى، وأقوى.

ارتجف الجميع وهم ينظرون. تصاعد الغبار في الأفق—فرقة تقترب.

لم يروا من قبل دروعاً كهذه—متعرجة، مهيبة، سوداء كالزجاج البركاني وحوافها حمراء. قرنان على خوذهم كقرون الوحوش القديمة. دروعهم البرجية تتلألأ، ورماحهم الطويلة كغابة من الحرب.

خلفهم فرسان—ركبوا ليس على خيول، بل على وحوش تبدو جزءاً من النسر، وجزءاً من الدب. كائنات أسطورية.

ثم جاء هو.

رجل على وحيد القرن.

شعره الأبيض يتراقص في الريح، يصل إلى كتفيه العريضتين. الوحش تحته يبدو كخليط من الظل والنجوم، قرنه البلوري يلمع كشروق الشمس. بجانبه فرسان بمدرعات رمادية باهتة، أرديتهم الحمراء ترفرف كأعلام الدم.

وخلفهم… آلات. عمالقة خشبية. أبراج حرب. تيتان X.

سقط القرويون في صمت. مذهولين، بلا نفس.

حدقت المرأة، قلبها يخفق في صدرها.

"النجدة…" همست، ودمع في عينيها.

"النجدة قد وصلت."

"سوف نخيم هنا"، قال آشر بصوت هادئ وحازم.

أومأ نيرو بسرعة وتوجه إلى ليفي، الذي أمسك بالبوق الأسود الطويل على جانبه. رفعه عالياً ونفخ فيه. صوت حاد مزق الهواء كسكين من خلال الحرير، عالٍ فوق صرير الدروع وإيقاع خطوات الجيش.

في لحظة، توقف الجيش العظيم، كأنه نهر متجمد في منتصف الجريان.

"أطعموا الرجال ودعوهم يستريحون. سنركب مجدداً عند الغسق"، استمر آشر وهو يهبط من ظهر فيلمورن، حذاؤه يخرق التراب الجاف. "سوف نصل إلى قلعة بلاك قبل حلول الليل. نحتاج كل قوتنا هناك."

جالت عيناه عبر الأراضي الزراعية القريبة. صفوف القرويين المرهقين تحت شمس النهار، ظهورهم مثنية تحت سنوات من العمل الشاق. لحظةً، توقفت نظرته عليهم—حائرة، متجهة، لكنها سرعان ما اختفت خلف الظل، واتجهت للأمام.

سار آشر وحيداً.

تجاوز الأعلام.

تجاوز الجنود المستريحين.

تجاوز النسور-الدببة المربوطة في صف مضطرب.

حتى خفت ضوضاء المعسكر، ولم يبقَ سوى تنهد الريح وصرخات الطيور البعيدة. وقف على حافة تلة منخفضة، ثابتاً، والريح تعبث بخصل شعره الأبيض كالثلج.

أمامه، بعيداً عن الأنظار، كانت قلعة بلاك.

لم يستطع بعد رؤية أبراجها الداكنة أو أسوارها من الأوبسيديان، لكنه شعر بها في أعماقه. المكان الذي رسمت فيه الإمبراطورية خطها. حيث سيواجه قوة اللوردات الموحدين. وبجانبه في تلك الساعة… حليف لم يظن أبداً أن يمتلكه.

انزلقت يده إلى الخنجر عند حزامه.

'ترقية سيريوس رفعتني إلى رتبة قديمة... وتلك القوة الشديدة شفت جسدي. لكن...'

اقتربت عيناه من ضيق قليلاً.

'أحتاج لمعرفة إن كان ذلك معجزة لمرة واحدة أم أن تجدد جسدي قد عاد فعلاً. لا أستطيع الهجوم على فكي ثلاثة ملوك بالإيمان فقط.'

خلع معطفه ولفّ كمّ القميص. لامس الجلد البارد معدن الصلب. ظهرت خط أحمر رقيق على ساعده.

راقب بصمت.

استمر الجرح لحظة… اثنتين…

ثم شعر به. حكة دقيقة، كأنياب تتشابك تحت الجلد.

انسدّت اللحم أمام عينيه.

زفر هواء دافئ من شفتيه، وارتخت كتفاه المتوترة.

عاد كل شيء. الرجال. الوحوش. القوة. الإرادة.

وأمامهم، تحت سماء مظللة، كان الجيش الموحد—يحمل شعارات الأمير الأعلى آرون نيثانيل، الملك القاسي ريويل زاور، والاستراتيجي الكونت ويفرن.

ثلاثة أعمدة الإمبراطورية.

ثلاثة عروش مصممة لسحقه.

2025/10/19 · 42 مشاهدة · 1057 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025