"أطالب برؤية زوجي."

ترددت الكلمات في القاعة، صافية وثابتة، تتردد أصداؤها بين القوس الحجري. ومع ذلك، خلف النبرة الحازمة، كان هناك ارتجاف—خفيف جداً، مخفي بعناية، لا يلاحظه إلا من يعرفها حقاً. الشجاعة التي جمعتها لهذا اللحظة بدت وكأنها تتزعزع عند مجرد التفكير في مواجهته.

عدل كيلفن نظارته الأحادية، وقال بصوت لطيف غير معتاد: "لقد بقي في القاعة المقدسة منذ لحظة عودته. لم يتناول شيئاً، لم تطأ شفتيه سوى الماء."

ارتجفت عينا سافيرا.

"خذوني إليه"، قالت وهي تنهض من العرش الأصغر.

لم يتحرك أي نبيل ليمنعها.

ولا لفظ أي كلمة اعتراض من أفواههم.

من يجرؤ على تحديها الآن؟ ليس بعد ما رأوه—ما شعروا به. أمرها تجاوز المكانة. لم تحكم بالمرسوم فقط، بل كانت القوة متجلية في الرقي.

ومع ذلك، تساءلوا جميعاً نفس السؤال، عقولهم في دوامة من الشكوك.

هل هذه سافيرا الحقيقية؟ هل أخفت هذا الجوهر طوال الوقت؟ أم أن هذا… شيء آخر؟

فهمهم لها—للمعبد القرمزي، وللسلطة نفسها—كان يتصدع. كل ما افترضوه كان كالرمل يتساقط بين أصابعهم.

هل هذا ما واجهه زوجها؟ ذلك الخوف؟ ذلك السؤال الرهيب الذي يقضم قلبه؟

أن المرأة التي عرفها، أحبها، وثق بها… كانت دائماً ترتدي قناعاً؟

أن هذه—هذه الإلهة المتجسدة في جسد—كانت الذات الحقيقية تحت القناع؟

لا عرقٍ من الذين يعرفونهم يحمل مثل هذه الهالة. لا الجن، ولا الكائنات السحرية، ولا البشر في أي كتاب تاريخي. لا شيء يضاهي الهالة التي تغلّفت بها بسلاسة على جسدها.

حبست القاعة أنفاسها.

ثم—صرير—انفتحت الأبواب الطويلة.

دخلت شخصية صغيرة.

سينثيا.

خطواتها كانت مترددة، وعيناها واسعتان من الخوف وهي تجولان في صالة اللوردات والسيدات—كائنات تتحكم في الجيوش، تهمس بأوامر تتحول لقوانين، وقادرة على إنهائها بنظرة سخط واحدة.

ومع ذلك، تقدمت للأمام.

وقفت أمام سافيرا، وعلى الرغم من شعورها بأنها مجرد نقطة صغيرة تحت ظل الكاهنة، كان هناك شيء يثبتها—الحقيقة التي تحملها.

كان صوتها هادئاً، لكن واضحاً: "لقد غادر سيدي القاعة المقدسة… قبل ثلاثة أيام."

انطلقت صرخة جماعية.

"ماذا؟!" صاح النبلاء، أصواتهم ممزوجة بالدهشة والارتباك.

حادت عينا سافيرا إلى شقوق ضيقة. "إلى أين؟"

أصبحت كلمات سينثيا أهدأ، لكنها كانت تضرب كجرس صاخب: "إلى جبال الرماد."

صمت.

حمل القاعة ثقل الخبر.

تحركت فرقة من الفرسان في تشكيل متقن، دروعهم الفضية والقرمزية تلمع تحت أشعة الشمس التي تخترق قمة الغابة. في وسطهم، عربة فاخرة، مطلية بالأحمر الداكن ومزينة بحواف ذهبية. كان شعار المعبد القرمزي منقوشاً على أبوابها—زهرة لوتس تتفتح بين جناحين.

تداخل وقع الحوافر مع صرير الخشب والحديد. أحياناً، كانت العجلات ترتطم بحجارة مختبئة في الطريق المغطى بالنباتات، فتتمايل العربة وتصدر صريراً خافتاً. على الجانبين، امتدت الأشجار العالية نحو السماء، وأوراقها تهمس مع كل نسمة. نباتات سرخسية وزهور برية تحيط بالطريق دون أن يزعجها الزمن.

داخل العربة، جلست سافيرا ساكنة، ظهرها مستقيم، ونظرتها ثابتة خارج النافذة بينما تمر الغابة كالأشباح.

وعلى وسادة بنفسجية ملكية مقابلة لها، كانت ميا تحضن الطفلين. الطفل ذو الشعر الأخضر، الذي لم يتجاوز الشهرين، ضحك بخفة وهو يمسك بإصبع ميا بقوة مفاجئة. أخوه ذو الشعر الأبيض، أكثر نشاطاً، حاول عض الإصبع نفسه بعد الإمساك به، فمه مفتوح بعزم بلا أسنان.

كان المشهد دافئاً وهادئاً—هدوء نادر في دوامة حياتهم.

نظرت ميا إلى سافيرا، ولاحظت التعب في ملامحها. "توقفت الأمطار أخيراً"، قالت بابتسامة أمل، وصوتها خفيف.

رمشت سافيرا وكأنها استيقظت من فكر طويل. نظرت إلى ميا، ثم ردّت الابتسامة، وإن كانت خافتة ومترددة.

سقطت نظرتها على الأطفال، وظهر عليها التلطيف، ولامست بخفة وجنة الطفل ذي الشعر الأخضر. "هل سيكون سعيداً لرؤيتهما؟" همست بصوت منخفض، شبه متردد. "أم… سيرفضهما؟"

تركت عيناها الطفل ذي الشعر الزمردي—مرلين.

"خاصة هو"، همست. "لا يحمل أي ملامح والده."

صرّت العربة مرة أخرى.

مرّ ظل على وجه ميا. فُتحت شفتيها، لكنها ترددت قبل أن تقول شيئاً. النظرة في عينيها خاطبت الأفكار غير المعلنة—شك، ولاء… وربما حتى شعور بالذنب.

لقد عرفت منذ وقت طويل قبل أن تلتقي سافيرا بآشر.

أومأت برفق، محوّلة أحد الأطفال في ذراعيها، محتفظة بهما بالقرب منها.

خارج العربة، اخترقت الشمس الأشجار بالكامل، ملقية ضوءاً ذهبياً على الموكب. لكن داخل العربة، رغم الدفء، بقي الهواء مثقلاً بالأسئلة التي لم تجرؤ أي من المرأتين على الإجابة عنها بصوت عالٍ.

بعد رحلة طويلة عبر الغابات المترامية والمنحدرات المتعرجة، توقفت العربة تدريجياً. ترددت الأصوات في الخارج—أوامر حادة ونبرات احترام ممزوجة بالتوتر.

خرجت سافيرا، ثوبها يلامس العشب. تحركت عيناها بين الحاضرين حتى استقرت على نيرو.

أمل خفق في قلبها.

وقف شامخاً، موجهاً بعض الفرسان للبقاء خلفه—لكن لحظة التقاء نظره معها، تلاشى الحدة في تعابيره، وتحولت إلى شيء أكثر لطفاً، يكاد يكون حزيناً.

قال نيرو منخفض الرأس: "سيدتي."

"أرجوك… دعني أراه." ارتجف صوتها، أكثر من شدة المشاعر من الضعف.

تردد نيرو لحظة، ثم ابتعد، محافظاً على نظره منخفضاً حتى مرت. تبعها باقي الموكب بصمت، والتوتر يمر كنسيم شبح بين الجميع.

عندما توقفت العربة مرة أخرى ونزلت، تجمدت سافيرا.

هناك، جالس على صخرة مهترئة عند قاعدة جبال الرماد، رجل كان ظهره يحمل المقاطعة—الآن منهك، لكنه لم ينكسر. صدره عارٍ، جسده مشكّل بالجهد والانضباط. عضلاته مشدودة تحت بشرة شاحبة صحية، لكن سيفه، الذي كان دوماً في الحركة، مغروس في الأرض بلا حراك، كقبرٍ صامت.

إلى جانبه، وُلد الذئب الأبيض، سيريوس، يراقب بثبات مفترس. جسده الضخم يشع عظمة وخطر. خطوة واحدة منه قد تصمت جيشاً بأكمله.

احبست سافيرا أنفاسها. زاد طول الشعر الأبيض على ذقن آشر—من الشفة إلى الفك، يغطي صوانيه. أعطاه مظهراً قوياً وناضجاً—كملك محارب عاد من أقاصي الأرض. لكن ما قلب قلبها لم يكن وجهه.

كانت عيناه.

الضوء فيهما خفت. النار اختفت. ما بقي كان فراغاً صامتاً، متقداً—كالسيف المخدوش ليس بالزمن، بل بالخيانة.

بناطله ممزقة عند الأطراف، وشعره المرتبط بعقدة مهملة. ومع أن سيريوس نهض، موالياً زمجر، لم يهاجم. نظر الذئب إلى آشر متردداً.

حتى الفرسان وراءها تحركوا بقلق، وحوافر خيولهم تخبط الأرض باضطراب.

أخذت سافيرا نفساً مؤلماً.

هذا… هذا الرجل المحطم أمامها… لقد صنعت هذا.

امتلأت عيناها بالدموع التي لم تعد تستطيع أن تمسحها. ومع ذلك، تقدمت. ارتجف صوتها، لكنها أجبرت نفسها على الكلام—طلب أكثر من بيان.

"أحضرتهم"، قالت، رافعة صوتها ضد رياح الجبل. "لقد أصبح عمرهما شهرين بالفعل. أ-ألا تريد أن تراهما؟"

علقت اللحظة، هشة كالزجاج.

في حضنها، تحرك الطفل ذو الشعر الأخضر. الطفل ذو الشعر الأبيض أطلق بكاءً خافتاً، نوع يُطالب بالاستماع إليه.

اشتدت قبضتها على قلبها.

أرجوك، فكرت. أرجوك، لا تدع هذا يكون النهاية.

ثم—

تحرك آشر.

2025/10/21 · 24 مشاهدة · 970 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025