صرير.
فتح باب غرفة النزل الصغيرة ببطء. دخل رجل—مرتديًا معطفًا ذو قبعة، حذر. أضاءت مصباح الزيت المرتجف مساحة الغرفة، كاشفة عن حدودها فقط: حجرة متواضعة مغطاة بالغبار، نموذجية للنزل على الطريق.
جلس داخل الغرفة أربعة آخرون، وجوههم مشدودة بالتوتر والترقب. وكانت هناك امرأة تجلس متربعة على الأرض—صامتة، ثابتة، كقوس مشدود.
قال الرجل بوجه كئيب: "لقد حاولت مرة أخيرة. لا أستطيع تسميم نبيذهم أو مياههم. علينا الانتقال للخطة التالية."
أومأ الآخرون دون اعتراض.
لمدة يومين، كانوا يتآمرون، يتسللون، يزحفون عبر كل ثغرة، محاولين إدخال السم في خمر الاحتفال. لكن الفرسان المقدسين كانوا في كل مكان—صامدين ويقظين. أفضلهم تمكن من الهروب من أعينهم… ليجد نفسه محجوبًا مجددًا من قبل شخصيات بالأسود—أشباح.
قتلة. مدربون وفتاكون. ولاؤهم ليس للمال، بل لبيت آشبرن.
خطا الرجل إلى الداخل أكثر، ومع حركة جسده، تقلص—تحوّل إلى رجل قصير، مشوه الملامح، خشن الملامح. جلس، وعيناه وجدت المرأة على الأرض على الفور.
جلست كتمثال منحوت، ساقاها متقاطعتان، شعرها الأسود يتدلى حول وجه مليء بالحدود الحادة والخطر. يغطي عينها رقعة جلدية، وبجوارها وشم أسود متعرج يمتد إلى خدها.
أمامها، على قطعة قماش، كانت هناك خصلتان دقيقتان من الشعر—واحدة بيضاء، والأخرى خضراء.
ثم تحدثت.
"نمضي للخطة التالية. استعدوا للمغادرة."
كان صوتها سلسًا، لكنه بارد بما يكفي لتجميد الدم. لم تكن قتّالة عادية.
كانت ساحرة اللعنات.
مصنفة في المرتبة 19 في سجل القتلة—لكن بالنسبة لمعدل القتل، كانت قريبة من العشرة الأوائل. وربما أكثر رعبًا.
سمعتها لم تُبنى بالقوة الجسدية أو المعارك البارزة—بل بطريقة قتلها.
اللعنات. مشوهة، مرعبة، لا رجعة فيها.
كانت قادرة على تحويل رجل إلى مومياء في نومه، أو غزو جسده بالديدان الالتهامية، أو دفع أكثر الحراس ولاءً إلى الجنون حتى يقتلعوا أعينهم ويضحكوا أثناء موتهم.
عملها لم يترك أثرًا، بل أسطورة. الموت على يدها كان أسوأ من العذاب—كان إبادة للروح.
قلة من يعرفونها في المرتفعات العليا. مهماتها كانت غالبًا في إيفرارد، حيث القتل طقس والفساد قانون. هناك، لم يكن مجرد خوف—كانت أسطورة تتجسد في لحم. يهمس النبلاء باسمها بلغات ميتة. في إيفرارد، كانت تجسيدًا حيًا لليأس.
والآن… انتباهها موجه نحو خصلتين من الشعر.
عينها الوحيدة المرئية تلمع وهي تركز على الرجل المشوه القصير.
هو أيضًا لم يكن قاتلًا عاديًا.
موهبة من الدرجة العليا سمحت له ليس فقط بتغيير شكله، بل باستيعاب الذكريات—تفاصيل، عادات، أسرار من يقلدهم. كان قادرًا على إخفاء وجوده حتى عن الكائنات العليا، طالما لم يكن هناك من يبحث عنه بجدية.
لكن حتى هذه الموهبة لم تنقذه.
رفع ذراعه. كان الساعد ملفوفًا بضماد سميك، ملطخ بدم جاف.
"نجحت في سرقة هذه الخصلات"، تمتم بغضب وألم، "ملاك ملعون هاجمني. لم أستطع حتى أخذ أكثر من خصلة واحدة، لكنه ضرب كأنه كان ينتظرني."
كشف جزءًا من القماش، مكشوفًا جروحًا وحشية، ليست واحدة بل ستة في أماكن مختلفة! كان الكثيرون سيموتون من مثل هذه الجروح العميقة.
"ولم يكن مجرد ملاك واحد"، همس. "كان هناك أربعة."
انتشرت الصدمة في الغرفة، لكن ساحرة اللعنات لم ترتجف.
"أريد أن يعانوا"، قال المتحول، عيونه تتوهج بالغضب. "قلبوهم من الداخل. دعهم يشعرون بكل نفس من الألم الذي شعرت به—عشرة أضعاف."
توقف.
ثم انحنى أحد القتلة الجالسين، رجل نحيل البشرة وشفتاه رقيقتان، إلى الأمام. "إذا رأى الملائكة وجودك، ألا يعني ذلك أن الدوق يعرف أن أحدهم يستهدف أطفاله؟"
"ربما"، قال المتحول. "لكن حتى هو لن يتوقع أن نأتي بها."
انتشرت ابتسامة بطيئة ومائلة على وجهه وهو يومئ نحو المرأة على الأرض.
ساحرة اللعنات.
لعنة في جسد بشري.
والآن، ومع خصلتين من الشعر بين أصابعها… كانت تحضّر موتًا شريرًا سيُحفر في عظام التاريخ.
لعنة ستلاحق نسلًا. ستزرع الرعب في قلب الدوق آشر لدرجة أن النوم لن يوفر ملاذًا.
لن يركع—ليس أمام سيف، بل أمام ظلال القدر. في قصره الكبير، في غرفته الخاصة، حتى وسط الحراس المخلصين، سيشعر بالمراقبة. بالمطاردة.
لم تكن ساحرة اللعنات بحاجة لرؤية وجهه لتعرف كيف سيتلوى. لقد كسرت الكثيرين قبله—رجالًا بعينين من الفولاذ وقلوب مشتعلة.
حولتهم إلى همسات داخل أذهانهم، يحكون الجدران، يخشون المرايا، يتوسلون الرحمة التي لن تأتي أبدًا.
الدوق آشر لم يكن مختلفًا.
كان يظن نفسه مختلفًا.
لم يكن كذلك.
فجأة، رفعت رأسها بسرعة، عينها الوحيدة تتسع بثبات شبه غير طبيعي.
"هم قادمون."
قطع صوتها الهواء كسكين باردة.
قفز القتلة من حولها على أقدامهم، غرائزهم تنشط مثل فخ مشدود ينكسر.
"من؟" همس أحدهم، متقدمًا نحو الباب، سيوفه جاهزة.
"الملائكة…" أجابت، عينها الآن ثابتة ببرود على المتحول. "لقد تبعك أحدهم."
حبس أنفاسه. "هذا مستحيل. لقد أخفيت وجودي—أقسم—"
رفعت يدها قبل أن يكمل. في الهواء أمامها، تمزق الفضاء كالقماش، وانبثق بوابة دوّارة تومض بضوء بنفسجي.
"انتظر!" صرخ المتحول، يائسًا. "إذا ذهبت بعيدًا، فلن تتمكن من لعنة الأطفال—!"
كلمتان صمتاه.
"تم."
ومع ذلك، عبرت البوابة. اختفى الآخرون واحدًا تلو الآخر، آخر القتلة ألقى نظرة خلفه—ثم اختفى.
عمّ الصمت الغرفة.
ثم—صوت انفجار!
تم تحطيم الباب. دخل ثلاثة شخصيات، سريعة كالغضب، سيوفها تلمع بخفة.
الملائكة.
حركاتهم حادة، مستعدة للدم. لكنهم وجدوا فراغًا فقط. لا رائحة، ولا أثر. مجرد تموج في الهواء حيث اختفت البوابة.
خطا أحدهم إلى الأمام، عينه تفحص المكان، موهبته تسمح له برؤية أصداء من كانوا هنا من قبل.
"كان معهم ساحر"، قال بجدية. "غريب."
خفض آخر سيفه، فكه مشدود.
"كنا بطيئين جدًا."
ركع الثالث، لمس الأرض حيث كانت البوابة.
حلّ صمت ثقيل.
نظر الأول إلى النافذة، بعينيه تبحثان عن عقار آشبرن البعيد.
"…هل هم فعلاً ذهب أم أن هناك شيء لم نلاحظه؟"