"مرحبًا، داماريس من بيت نوبيس!" ارتفع صوت المذيع، حادًا وفخورًا، محمّلًا بالرياح عبر المدرج. "الفارس المظلم الشهير! قَاتل ثلاثمئة ذئب شرس في الخامسة عشرة من عمره! صائد القرش العملاق في أعماق مير في السابعة عشرة! جزار وادي العنب، المعروف الآن بوادي القبور، بعد أن أسقط أربعة آلاف بربري في حملة واحدة!"

عمّ الصمت الحشود. ثم جاء الهتاف.

من البوابة اليسرى، تصادمت السلاسل وصرّ الحديد. ارتفعت البوابة، وخرج فارس كبرج حصار حي.

مرتديًا درعًا فضيًا لامعًا يلمع تحت الشمس العالية، وراية زرقاء تتدفق خلفه كأنه نهر الغسق، ركب داماريس على جواد أسود مُدرع مُربّى للحرب. وزن الاثنين الهائل جعل الأرض تهتز، وارتفعت الغبار مع كل خطوة حافر.

رفع داماريس رمحًا ضخمًا ووجّه طرفه نحو السماء.

انفجرت الهتافات من المدرجات. تمايلت الأعلام، وتشقق الصوت. صرخ النبلاء والعامة باسمه، مستمتعين بأسطورته الدموية.

ثم عاد صوت المذيع، هذه المرة أقل ثقة.

"ومن جهة اليمين… لدينا…"

توقّف، مشحون كالسيف فوق الساحة. ارتفعت همسات الحشد.

"…فارس الرمال، سيف الدوق آشر. عدد القتلى… مجهول…"

تبعثرت الضحكات، غالبًا من النبلاء الأجانب والمحاربين المتغطرسين. بعضهم تشمّس سخرية من الغموض في اللقب.

لكن أولئك الجالسين قرب المذيع رأوا ما لم يره الآخرون: يد الرجل المرتجفة، العرق يتساقط من صدغه وهو يحدق في سجل نيرو. الكلمات مختصرة، لكن دلالتها عميقة كالعمق العظمي.

لم يكن لنيرو سجلات طويلة. لا حكايات معارك درامية. اسمه سُجل فقط في تقارير مناوشات، قتله متناثر عبر مواجهات صغيرة. الأرقام منفردة لا تعني شيئًا.

لكن مجتمعين؟ شفرتُه أزهقت دماء أكثر من بعض الفرق.

ومع ذلك، كحارس شخصي، واجبه حماية، لا طلب المجد. ومع ذلك…

صرّ الباب الأيمن، وارتفع.

سكنت الحشود.

صمت مطبق.

"نيرو، دم-السيف!" أعلن المذيع، لكن صوته فقد حماسه. الهتاف لم يأتِ.

سيطر الصمت.

تقدم رجل—بدون بهرجة، بلا موسيقى، بلا خدع إعلانية.

ارتدى فقط قمصان الحماية الخضراء الداكنة. لا درع ذهبي. لا شعار أو رمز. سيفان معلقان على وركيه، لكن لا يلفتان الانتباه.

سار بجانب جواده.

حصان أسود، نحيل وعضلي، عيناه حمراوان كالجمر المتوهج، حوافره صامتة على الأرض. بدا نصف كابوس، نصف شبح. حتى وحوش الحرب في الإسطبلات النبيلة لم يكن لها قرابة معه.

ركب نيرو بلا جهد. لا بهرجة. لا تحية. انتظر فقط، عينيه نحو الأرض، كرجل إما ممل… أو خطير جدًا.

عين صفراء، وأخرى رمادية.

لا صوت في المدرج.

حتى ارتفع صوت صبي صغير، مرتفعًا بالخوف والدهشة.

"بابا… هل سيخسر نيرو؟"

لم يجب والده. لأنه في تلك اللحظة، حتى هو لم يكن متأكدًا.

"تدرب ليلًا ونهارًا لهذه اللحظة"، همست سافيرا، عيناها تلينان وهي تراقب نيرو جالسًا بلا حركة على جواده، مختبئًا في الصمت والتدقيق. "لكي يُستقبل هكذا ببرود…"

"هل سيتمكن من التعامل معها؟"

ارتكز آشر إلى الخلف، ذراعاه مسترختان، وعينه لم تفارق الساحة.

"من يدري؟" قال بهدوء. "داماريس أحد أسباب تراجع قوات بيت إنتيس أمام بيت نوبيس. ليس أفضل فرسانهم… لكنه ضمن القمة."

انحنى أليك إلى الأمام، قبضاته بيضاء حول حافة مقعده. في نيرو، رأى ظل أليكس—شقيقه، رفيقه الراحل. لم يكن مجرد مبارزة. بل إرث يُختبر بالنار. خشيته الوحيدة: أن يحطم الضغط، والحكم، وثقل تلك العيون العديدة الصبي قبل أن يبدأ القتال.

ثم جاء الطبل.

نبض بطيء، مدوٍ.

ركل الفارسان إلى الأمام.

دار داماريس رمحه الضخم ببراعة، والريح تغني حول طرفه. هتفت الحشود، مشتعلة بعرضه الباهر.

"لنرى ما تعلمته!" صاح الفارس الفضي، وجواده يندفع إلى الأمام. في لمح البصر، هاجم برمحه—موجهًا مباشرة نحو حلق نيرو بدقة بلا رحمة.

لكن—

مال نيرو.

تحرك خفيف لجسده العلوي. نظيف. صامت.

أخطأ الرمح بفارق شبر.

غنى الحديد حين خرجت شفرة نيرو، سريعة وصامتة كالأفعى في العشب. هاجم جانب داماريس—لكن الفارس التفت، وأمسك بسيفه في الوقت المناسب.

"سمعت أن والدك كان فارسًا"، تفوه داماريس بازدراء، متجهًا للضربة التالية. "مشهور ببراعته قبل سقوطه. شعرت بيدك ترتجف في البداية. لا تخبرني أنني أتيت هكذا فقط لهذا؟"

صوته مرتفع، متعجرف، مستعد للصدمة التالية.

لكن كل ما رآه كان يدًا.

قبل وجهه مباشرة.

ماذا—

BOOM!

اهتز العالم.

أمسك نيرو بوجه داماريس أثناء اندفاعه—وطرحه أرضًا بكل قوة. كان الصوت كالرعد. تشقق الأرض وانثنت، والغبار والركام يتطاير في صدمة مفاجئة.

عندما انقشع الغبار—

حفرة. ضخمة. في مركزها، داماريس ملقى بلا حركة، رمحه محطم، وخوذته ملتوية للداخل.

فارس مصنف إمبراطوري… مسحوط.

ساد الصمت في المدرج.

لم تكن مبارزة. بل كانت إعدامًا.

ورغم أن داماريس لم يمت… لم يكن بعيدًا عن ذلك كثيرًا.

تدلّت الأفواه. لم يتحرك أحد. لم يهلل أحد. لقد توقعوا صراع عواصف…

لكن ما حصل كان شيء آخر تمامًا.

التفت نيرو نحو البوابة اليسرى، سيفه ما زال في يده.

"من التالي؟" قال بصوت هادئ، لكنه قطع الصمت نفسه.

ساد الهدوء.

ثم—

"لا حاجة."

قفزت شخصية من مدرج النبلاء، هبوطها رشيق لكنه قوي، كصقر يسقط من السماء. هبطت في الساحة، تأثيرها يرفع الغبار حول حذائها.

التفتت المياه حول ذراعها، ملتفة إلى شفرة لامعة حادة وحيدة الحافة.

"سأكون خصمك"، أعلنت أبيجيل من بيت إل، عينيها مركزة عليه.

2025/10/21 · 22 مشاهدة · 750 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025