مرتدين الدروع من الرأس إلى أخمص القدمين، وقف تسعة وتسعون من الفرسان في تشكيل ثابت لا يهتز. كانت الدرع الذهبية الباهتة تعكس ضوء الشمس الخافت في عيني آشر وهو ينظر إليهم من على العرش العالي في قاعة المعبد المقدسة.

أمامهم وقف نيرو، الوحيد بالدرع السوداء، في تناقض صارخ مع الآخرين. لكن مثل رفاقه، تدلى من كتفيه رداء أبيض—رمز ليمينهم وطهارتهم—مزين بفرو أبيض عند الأكتاف والياقات، مما منحهم هالة ملكية، وجعل هؤلاء المحاربين يبدو أكثر من مجرد جنود، بل أبطالاً نبلاء من عصر منسي.

بالنسبة لآشر، كانوا أكثر من ذلك. كانوا دمه.

مولودين من السلالة المقدسة، كل فارسان يحملان شرارة من جوهره—رابطة أعمق من أي عهد أو راية.

في أيديهم اليسرى، حملوا دروعًا واسعة مستديرة، مصقولة ومنقوشة بشعار الذئب الأبيض. وفي أيديهم اليمنى، رمح أطول من أطوالهم الثمانية أقدام، لامع وقاتل. رؤية هؤلاء الفرسان ملأت حتى آشر بشعور نادر من الثقة. فهؤلاء ليسوا مجرد جنود نخبة—بل تجسيد للكمال العسكري، تمثيل للحرب المصقولة.

ومن بينهم أربعة—الرؤساء—سمعتهم محفورة على جدران كل ساحة معركة.

إليازار، سيد الخفي، عقله قادر على ثني العالم من حوله، قوة تحريك الأشياء عن بعد لا مثيل لها.

ليفي، الجبار، قوته الهائلة تأتي بعد قائد الفرسان أليك مباشرة. يستطيع مواجهة خصوم من المرتبة القديمة دون أن يُكسر.

سيمون، الشفرة الصامتة، هادئ ودقيق، يستخدم السيف والرمح كامتداد لجسده، ووعيه القتالي يفوق الجميع.

موسى، عنيف ومنضبط، يجيد السيطرة على النيران، ضرباته الواسعة يمكن أن تقضي على عشرات، وقد أتقن تقنية واحدة إلى حد الكمال.

كانوا عمالقة بين الجبابرة، وبالنسبة لآشر، هؤلاء الأربعة وحدهم يساوون مئة فارس.

في مقدمتهم، وقف نيرو، درعه السوداء تمتص الضوء، وخوذته التي فقدت أحد قرنيها في معركة إيفيرارد جعلته يبدو كحاكم ملعون يعاد ولادته.

رغم أن عمره لا يتجاوز أربعة عشر عامًا، إلا أن رتبته وصلت إلى حدود المرتبة القديمة—a feat مذهل.

سيفيْه المعلقين على خصره، حوله هالة حادة كأنها تقطع الصمت، ليس مجرد حضور—بل إرادة السيف المتجسدة.

نهض آشر من العرش، ونزل خطوة خطوة من المنصة، وأحذية دمه تتردد عبر الأرضية الرخامية المقدسة. عند أسفل القاعة، أغلق عينيه.

"أنا، ميغدال-إل، أطلب المرور إلى إيدن."

مع ترديد الكلمات في ذهنه، تشكلت بوابة دوّارة أمامه، مركزها يغلي بضباب أسود وأخضر، يدور مثل جرح في الفضاء. الهواء تغيّر، مثقل بالضغط والقوة القديمة.

أمسك آشر بمقبض سيف ليفياثان بجانبه.

بدلاً من الرداء، كان يرتدي معطفًا صوفيًا فوق درعه الرمادي الداكن ليفياثان، الذي يحوي آثار المعارك. شعره الأبيض كالثلج تحرك برفق تحت قوة البوابة.

ثم صُدحت أبواب القاعة المقدسة.

طلّت سافيرا من خلال الباب، عيناها تجولان على صف الفرسان الذين تقدموا، حتى دخل نيرو، يقودهم مثل شعلة مظلمة. بقي آشر عند عتبة المجهول، التقى بعينيها، ابتسم، و—

اختفى.

انهارت البوابة على نفسها بهدوء، واختفى الضباب الدوار في نفس اللحظة.

عاد الصمت إلى القاعة.

وظهروا جميعًا في وسط قرية صغيرة، محاطة بعشر منازل صغيرة بأسقف من القش وجدران طينية، مع نسيم يحرك الغبار حول أحذيتهم. صوت الخشب والصمت الطبيعي للقرية كانت الموسيقى الوحيدة للحظة.

رائحة الأرض الرطبة واختلاطها برائحة حلوة خفيفة—كقشر الأشجار والثمار الناضجة—ملأت الهواء.

نظر آشر ببطء، خلفه منزل رب القرية، إذا ما جاز تسميته كذلك. صغير قليلاً أكبر من الأكواخ، سقفه مترهل، وعوارضه الخشبية تظهر عليها آثار الزمن. حوله جدار طيني منخفض، يمكن لطفل أن يتسلقه بسهولة.

رفع حاجبه، متسائلًا:

"هل هذا ما ينتظر الباحث عن الملك؟"

ثم أدار نظره إلى ما وراء محيط القرية.

لا جدار دفاعي، لا بوابة، لا سور—فقط البرية.

ويا لها من برية!

تحيط بالقرية أشجار غريبة، جذوعها البيضاء الناعمة ترتفع كحراس شاحبين من أرض الغابة. أوراق برتقالية تتساقط برفق من الأعلى، معظمها على ارتفاع خمسة أمتار، وبعضها يصل إلى ثمانية أو عشرة أمتار.

وبينما تتعمق النظرة في الغابة، تصبح الأشجار أطول وأكثر كثافة، حتى تختفي قممها في الضباب، كأنها أعمدة تدعم سقفًا غير مرئي.

تتأرجح بهدوء في النسيم، وأصوات حفيف الأوراق تأتي من كل اتجاه، محيطة بالقرية الصامتة.

2025/10/22 · 21 مشاهدة · 603 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025