"افحصوا المكان"، أمر آشر، صوته هادئ لكن حازم.

"إليازار، الشمال مع عشرة رجال. سيمون، الجنوب. ليفي، الغرب. موسى، الشرق.

نيرو، ابق هنا مع البقية وامسكوا المركز."

"نعم، سيدي!"

رد الأربعة الكبار بصوت واحد، حاد وحاسم، ثم انطلقوا بلا تردد، دروعهم مرفوعة، ورماحهم موجهة نحو أي تهديد محتمل.

اقترب آشر من منزل رب القرية—الذي يسمى قلعة هنا. دفع الباب الخشبي بهدوء، وصرّت المفصلات الجافة وهو يمر تحت الإطار المنخفض.

الهواء كان خانقًا، ممتلئًا بالغبار والخشب القديم. قاعة ضيقة، بسيطة، لا شيء يدعو للدهشة—إيدن لم تُخلق للراحة.

هذه أرض لتشكيل اللوردات، أرض اختبار، حيث لا ينجو إلا من يمتلك الرؤية والاستراتيجية والقوة. النجاح هنا يعني القوة في تِناريا، وفي الوقت الحالي، كان آرون ورويل يتقدمون بسرعة.

مسح آشر الزوايا المظلمة للقاعة، التقط شعلة محترقة من الأرض، وبلمسة أصابعه وأمر هادئ، أضاءت.

انتشر الضوء على الجدران، يلعب على الأتربة والشظايا.

في نهاية القاعة، كان هناك منصة خشبية بسيطة، وعليها كرسي خشن، يبدو أكثر كرسيًا بدائيًا من عرش قيادة. لكن ما جذب انتباهه هو النقش خلفه—منقوش عميق على الحائط بالخط التيناري القديم، باهت لكنه مقروء لمن يعرف.

اقترب آشر، الشعلة مرفوعة، وقرأ بصوت عالٍ:

"نادي اسمك."

وقف مستقيمًا، نظر حوله، لكن لم يحدث شيء. الصمت مستمر، فقط فرقعة الشعلة.

تجهم على حاجبه، أمعن النظر بالنقش، ثم ضيق عينيه.

"آشر آشبورن."

لا شيء. الصمت مستمر.

ثم قال بصوت أثقل، يقوي كلماته:

"ميغدال-إل."

ارتجف المكان. غبار سقط من السقف، ينهمر كالرمل من ساعة رملية.

ثم—

اهتزت الجدران.

رعد منخفض تحت الأرض، خشب يئن، والشعلة تتأرجح بعنف كما لو جذبتها قوة خفية. النقوش على الجدار بدأت تتوهج بخطوط ذهبية خافتة، تنسج على الكلمات القديمة كعروق تستيقظ بعد قرون.

خفض آشر الشعلة، يده على ليفياثان.

شعار بيت آشبورن اشتعل خلف العرش—رأس ذئب أبيض يزأر متحديًا السماء، كأنه منحوت من الفضة الصافية.

رأى آشر المنزل يتحول.

الجدران الخشبية الهشة اهتزت وتشققّت، ثم ارتفعت الأحجار كما لو جذبتها أيدٍ خفية من الأرض. منصة جديدة، محفورة من حجر رمادي، حلت مكان الكرسي الخشبي، والعرش الآن مهيب.

الخارج لم يكن أقل إثارة.

القرية اهتزت. بناء جديد ظهر بسرعة مذهلة—الأخشاب تدحرجت، العوارض ارتفعت، والدُمى المصنوعة من القش تشكلت كجنود ينفذون الأوامر.

الآن كان هناك ثكنة صلبة، وجدار حجري يرفع علم بيت آشبورن، شامخًا وثابتًا. المبنى الوحيد الملبس بالحجر في قرية وايتوود، مع أبراج ونقاط للرماية، يشبه حصنًا حقيقيًا—موطئ قدم في البرية.

خرج آشر من الباب الموسع، لم يعد مضطرًا للانحناء. خلع معطفه وبدأ يخاطب الجنود الملتفين حوله:

"أعداؤنا يعرفون موقعنا. لا أعلم متى سيأتون"، قال وهو يرمى المعطف جانبًا ويخلع درعه قطعة قطعة. "لكي ننجو، يجب أن تكون هذه القرية أكثر من قش وطين. نحتاج إلى جدار."

ثم خرج بسيفه، وعيناه على الغابة ذات الجذوع البيضاء في الخارج.

تقدم نيرو، يتبعه الآخرون—كلٌ منهم يخلع درعه حتى يبقى فقط بالقميص المبطّن والسروال والأحذية، ويمسك رمحه، ويسير بصمت خلف آشر إلى حافة القرية.

BOOM! BOOM!

أصوات سقوط الأشجار تدوي في الغابة، والغبار ينفجر في الهواء، مفزعًا الحيوانات الصغيرة. عند عودة الأربعة الكبار مع فرقهم، لم يطل بهم النظر قبل الانضمام للعمل.

"اقطعوا من الأسفل"، أمر آشر. "اتركوا الجذوع."

وانفذوا الأوامر.

مر الوقت بين العرق والعضلات، الرجال يتناوبون—بعضهم يقطع، وآخرون يصطادون. اللحوم المشوية توزع في صمت، قبل العودة للعمل. ومع غروب الشمس، أكثر من ألفَي جذع أبيض عملاق، طول كل واحد نحو عشرة أمتار، سقطوا حول القرية.

آشر وقف في المركز، قميصه مبلل بالعرق، سيفه على كتفه. نظر حول سهل الغابة المقطوع، عيناه تتلألأ بحدة.

أعداؤه ظنوا أنه سيكون بلا دفاع عند وصولهم—لكن أمامهم الآن جدار، جدار قوي.

ابتسم بخبث.

"نعم."

2025/10/22 · 15 مشاهدة · 555 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025