ظل كايلور الضخم ساكنًا كالصخر، وتنفسه كان همهمة منخفضة تتردد أصداؤها عبر الحفرة. أمعن بعينيه الحادتين نحو السلاح المغروس في الأرض أمامه.

حربة من الجليد.

لكنها لم تكن مجرد خلق هش من الصقيع أو الثلج. كانت الحربة تتلألأ في ضوء الشمس الخافت، سطحها شفاف كالبلور، ومع ذلك صلب بطريقة تتحدى طبيعتها.

قضيبها أملس، بلا عيب، وطوله مستقيم تمامًا كما لو صُنع على يد حداد ماهر.

نصل الحربة شائك وقاسي، مصمم للغرز والتمزيق، يلمع بضوء شاحب وبارد يبدو وكأنه يمتص دفء الهواء من حوله.

تسرب الصقيع من مكان إصابتها، وتمددت عروق الجليد كشقوق على الأرض تحت حوافر كايلور.

كان البرد قاسيًا، ولأول مرة شعر ملك المينوتور العظيم بوخز الإصابة الحقيقية، ليس فقط جسديًا، بل في كبريائه أيضًا.

مد يده، وأحاطت أصابعه الضخمة بالحربة، والبرودة تقطع كفه. جرفها من الأرض، وانكسر الجليد والحجر مع صوت حاد.

رفع كايلور الحربة إلى وجهه، يدرسها، ونصل قرنه المقطوع ينزف بحرية على خده. ضاقت عيناه، وأعاد شرارة التحدي إشعالها في عمقهما.

"هذا..." تردد صوته العميق كعاصفة قادمة، "...سلاح للجبناء."

ظل بحر المينوتورات صامتًا، آلاف العيون تراقب ملكها، تنتظر أوامره.

"ربما، لكني أردت انتباهك."

كان الصوت جهوريًا، عميقًا كطبول الحرب، جعل الهواء نفسه يهتز، وكل مينوتور، رغم كونه وحش حرب، التفت نحو مصدره.

هناك، على قمة الصخور الوعرة التي شكلت حافة الحفرة، وقف شخص وحيد. على بعد ثلاثين مترًا فوق الحلبة أدناه، كانت صورته محددة بضوء الشمس الصاعدة، شعره الأبيض ومعطفه الطويل يتمايل في نسيم الصباح كراية تحدٍ.

مرمَس على ظهره سلاح ضخم يلمع في الضوء، وعد بمعركة على وشك الحدوث.

بدون تردد، انثنى ركباه وقفز، مرتفعًا في السماء. للحظة قصيرة ومذهلة، حجب جسده الشمس، ملقيًا ظلًا طويلًا عبر الحفرة، كما لو أن السماء نفسها شهدت ما على وشك الحدوث.

ثم انغمس نحو الأرض كالنجمة الساقطة.

أدى اصطدامه إلى تشقق الأرض تحت قدميه، منتشراً كسلاسل على أرض الحفرة، وأرسل رجفة عبر عظام كل من شاهد. ارتفعت الغبار، وكأن الأرض تأوّهت تحت وزن القادم.

وبينما استقر الغبار، وقف الرجل منتصبًا، ومعطفه يسقط من كتفيه. ببطء مدروس، أزاله وألقى به جانبًا. ما تكشف جعل حتى عيني كايلور القديمة تضيق بالاهتمام.

أمام عيون ملك المينوتور وجنوده، نما آشر. توسع جسده، أصبح هائلًا وهو يدخل حالة الملك، شخصية تبعث الهيبة بطول عشرة أقدام وبوصتين. شعره الأبيض الطويل ينساب على صدره العريض وظهره المتماوج. الأوردة كحبال من الحديد ملتفة على ذراعيه البارزتين، وعندما شدّها قليلًا، اهتز الهواء حوله.

القوة الخام المتفجرة منه كانت كعاصفة تكاد تنفجر. وجهه كان قناعًا من الوقار، منحوتًا من الصخر، خالٍ من الغرور أو المرح، فقط عزيمة لا تهتز.

مع كل خطوة بطيئة محسوبة نحو كايلور، تراكمت ماناه. وصلت إلى ذروتها، وانطلقت لهب أزرق أبيض ورمادي من عينه اليمنى، ملتوية نحو الأعلى.

اللهب لم يكن نارًا بالمفهوم البشري، بل مانا مرئي، جوهر الرجل المهيب الذي تجاوز قوة العاديين.

زأر كايلور في حنجرته، زئير هز الهواء.

"بشري..."

أمسك آلاف المينوتورات، الذين صقلتهم أجيال الحروب، بأسلحتهم بقوة أكبر. تحول خوفهم من هذا العملاق سريعًا إلى غضب، غضب يائس من جرأة هذا الرجل الوحيد الذي تحدى ملكهم. جنود كايلور، وحوش بحد ذاتها، صفعوا سوطهم على الأرض، رافعين الغبار والتوتر، منتظرين فقط أمر ملكهم.

لكن قبل أن يتحدث كايلور، انقطع صوت آشر عبر الفوضى كالسيف.

"لورد كايلور، لتكن هذه معركة بيني وبينك—لورد ضد لورد، ملك ضد ملك."

مع ذلك، سحب آشر سيفه الضخم من ظهره وغرسه في الأرض بجانبه. كان السيف، بطول يقارب ستة أقدام وشفرة عريضة، يلمع رغم أصله المتواضع. لم يكن مصنوعًا من الحديد أو المعدن المسحور، بل من خشب أبيض، خشب شجرة عاشت ثلاثة آلاف عام، وجودها يعود إلى عصر سلالة الدم الإلهي.

حدده أيادٍ ماهرة، وكان حد السيف حادًا بما يكفي لتقسيم الصخور العملاقة، تاركًا أسطحها مقسومة ناعمة كالزجاج المصقول.

رغم أنه قد يبدو للعين غير المدربة مضحكًا، سيف خشبي ضد ملك الوحوش، فإن وزنه كان رهيبًا، وهدفه واضح.

تلاقى نظر آشر مع كايلور بلا خوف.

"هل نقاتل بالأسلحة، أم لا؟"

ابتسم كايلور، كاشفًا عن أنيابه كالخرز المنحوت من العاج. دون كلمة، أمسك بحربة الجليد المهملة من آشر، حملها بيد واحدة، وأعاد رميها بقوة كسرت حاجز الصوت—دوي هائل من القوة.

الحربة وصلت إلى آشر في لحظة، أسرع من الفكر. مال برأسه قليلاً، ومرت الحربة بجانبه، قريبة جدًا لدرجة أن الهواء الذي أحدثته رسم خطًا أحمر على خده. قطرة دم واحدة انهمرت على وجهه، واضحة ومتوهجة على بشرته الشاحبة.

مسحها بإصبعه، ولم يرفع نظره عن كايلور.

مع تناثر الدم على خده، يلمع كالياقوت على بشرته الشاحبة، لم يرمش آشر حتى. عيناه، تتوهج خافتة تحت لهب أزرق أبيض ورمادي من عينه اليمنى، ثبتت على كايلور بلا تردد.

مد إصبعه لمسح الدم، درسها لبرهة، ثم أزاحه كما لو أنه لا شأن له.

سقطت الحفرة في صمت ثقيل ومميت. حتى المينوتورات، الذين كانوا يغلي غضبًا قبل لحظات، ترددوا، مبهورين بهذا البشري الذي وقف بهدوء أمام ملكهم، حضوره وحده يفرض الهيبة.

ابتسم كايلور، كاشفًا عن أنياب سميكة كأصابع الإنسان. صوته العميق هز الهواء، ممزوجًا بالتحدي والمرح.

"حسنًا، أيها اللورد البشري. نقاتل بلا أسلحة. لا حديد، لا خشب، فقط القوة الخالصة."

دون الانتظار، ضرب كايلور قاعدة فأس المنافس في الأرض، تاركًا إياها قائمة كمعلم للحرب. قبضاته الضخمة انقبضت وانفرجت، وجسده العملاق مشدود كزنبرك محكم.

2025/10/23 · 13 مشاهدة · 810 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025