رمشّت عينا آشر، ورؤيته كانت ضبابية قبل أن تتوضح على وجه زوجته، تلك العيون الزمردية المضيئة كقباب الغابات، دافئة ومليئة بالحياة.

كانت تلك أكثر الوجوه سحرًا يعرفها، وجه زوجته.

أول إحساس استقبله كان حرارة منشفة مبللة تُضغط برفق على صدره العاري، ورائحة البخار الزهري تتصاعد إلى حواسه.

نهض ببطء، مع تنهيدة مكتومة، حركته جامدة وغير مرنة، مثل آلة حرب تركت راقدة طويلًا وأعيد إيقاظها للتو.

اقتربت سافيرا، برشاقة تبدو وكأنها من حلم، وضعت رأسها على كتفه، وامتدت خصلاتها الحريرية التي تفوح منها رائحة الورد على عنقه، لتذكره بأنها حقيقية.

«لقد عدتَ»، همست، صوتها يمزج بين الفرح والارتياح.

أغلق آشر عينيه، محتضنًا إياها بقوة ذراعيه، وكأنهما جدار حصين يحميها.

تألقت ثوبها الفضي بخفّة، والطيات التي ضغطت على جسده كانت باردة وناعمة، متناقضة مع حرارة جسدها، ليندمج جسدها مع صلابته.

«أنا هنا.»

ميلت سافيرا إلى الخلف قليلاً، ربما لتتحدث، لكنها توقفت عندما أدركت أن آشر لم يخفف قبضته. رفعت حاجبيها بدهشة، وفتحت شفتيها، لكنّه تحرك فجأة، مستلقيًا على الفراش وسحبها معه في حركة واحدة سلسة.

سقطت فوقه، وأطلق صوتًا مفاجئًا وعذبًا كالجرس الفضي.

«دعينا نبقى هكذا لبعض الوقت»، تمتم آشر، عينيه لا تزال مغلقة، صوته خشن لكنه مخفف بالتعب. جسمها اندمج معه، ودفؤها تسرب عبره كالنار الهادئة، مذيبًا أعباءه الثقيلة وحاملاً إياها بعيدًا إلى العدم.

بعد فترة، رفعت سافيرا رأسها، وخصلات شعرها الحريرية تتدلى فوق صدر آشر كالحرير الليلي. بقيت ممددة فوقه، أنفاسها دافئة على بشرته، واحتضنت جانبي وجهه بيدين رقيقتين. لمسها كان بطيئًا، كأنه نوع من التقديس، وابتسامتها حملت حنانًا قادرًا على إذابة الفولاذ.

«كيف كانت زيارتك لعالم الأرواح؟» سألت بهدوء، صوتها كقرع خفيف للكريستال.

«تلقيت سهمًا في الكتف قبل أن يبدأ النقاش مع بيت نوبس»، أجاب آشر، صوته جاف لكنه مشحون بألم مستمر. «وهذا مجرد البيت النبيل الأول. لحسن الحظ، سيتولى اللورد زيناس البقية هناك. كل ما علي فعله هو جمع أمراء العالم المادي.»

«أرسل إمبراطور شعلة مقدسة مبعوثًا يطلب حضورك في عاصمة إمبراطوريته. هل ستذهب هناك أولًا قبل سيرينيا؟»

ردها جعل عيني آشر تتسع، ذهب الذهب الحاد لنظره يركز عليها كالسيفين المزدوجين. «قلت لك لقد أصبت بسهم ولم تتفاعلي؟»

ابتسمت سافيرا ابتسامة ضيقة، وعيناها الزمرديتان ضيقتا بدهاء ساخر. «ما السهم بالنسبة لك؟ الأمم تنتظر عند قدميك، يا ملكي، توقف عن الشكوى من خدش في الذراع.»

ارتفعت حاجباه بدهشة، قبل أن يرفعها برفق ويجلس. تغير الجو بينهما، أصبح حضوره أكثر ثقلًا وقيادة. من خلفه، سمع خرير الحرير وهي تزحف على ظهره، وأصابعها تمر بلطف على كتفيه. خرج منها ضحك منخفض، ماكر.

«كنت تريد الاستلقاء؟» قالت بمكر لذيذ.

«كان قبل قليل»، أجاب، نصف مستهزئ.

لفت ذراعيها حول عنقه، واقتربت حتى اقترب تنفسها من أذنه، وقبّلت خده قبل أن تتراجع، تقول بابتسامة مرحة: «سيدي، لن يجدي غضبك على رعاياك… خصوصًا أحدهم بهذه الجمال.»

صوت آشر أطلق نقرة صغيرة من الاستسلام، ثم نهض واقفًا. جلست سافيرا على السرير متظاهرة بالانزعاج، لكن عينيها تتلألأ بالانتصار. لم يكن أحد ليتصور أن الملكة المهيبة آشبورن، المعروفة بتماسكها الكامل، يمكن أن تكون بهذه المرونة والمكر.

قبض آشر على قبضته، وتوجه إلى النافذة المقوسة الطويلة، كل خطوة محسوبة لكنها مثقلة بأفكار قلبه. توقف أمام الزجاج، ليشاهد المشهد الممتد أمامه.

بدت المدينة معلقة فوق العالم، كأنها تتنفس تحت ضوء الصباح. السحب تتطاير ببطء، أطرافها ذهبية، ملتفة حول الأبراج اللامعة. أشعة الشمس غسلت المباني الرخامية، مما جعل المدينة تبدو كحلم مصنوع من الضوء.

كانت عينا سافيرا تتبعه، مشبعة بالإعجاب، تشاهد جسمه الطويل والصامد، أكتافه العريضة تتلألأ في دفء الشمس. كان وكأنه شخصية أسطورية، تتجاوز حدود البشر.

كانت مغمورة في هذا التقدير حتى كاد لا يلاحظ عندما التفت برأسه، ملفتًا ملفه الجانبي الأنيق بين الضوء والظل. «لقد مضى وقت طويل منذ أن حملت السيف»، قال بصوت ثابت، لكنه مشحون بالتوقع. «أين صانع الملوك، هل انتهى من سلاحي؟»

...

امتلأت الغرفة بأنفاس سريعة ومتقطعة بينما استيقظت كاترينا فجأة من سريرها، الأوراق الملتفة حول ساقيها المرتجفتين. العرق البارد على جبهتها انساب على صدغها. يداها الشاحبتان المرتجفتان حاولتا الإمساك بالكأس الفضية على الطاولة، لكن قبضتها فشلت، وسقطت على الأرض، تصطدم بالأرض الحجرية بصوت رنين حاد تردد في الجدران.

عند ذلك الصوت المفاجئ، انفتح الباب بعنف، ما هز مفصلاته.

2025/10/25 · 8 مشاهدة · 644 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025