اندفع آدم إلى الغرفة، وضربت حذاؤه الحجر بصدى حاد يكشف عن العجلة والخوف. بخطوات سريعة وصل إلى جانب كاترينا، وانحنى على حافة السرير. استقرّت يده الثابتة على كتفيها المرتجفتين كأنها تثبتها في الحاضر، وعيناه مركّزتان على عينيها.
«هل هو نفس الشيء؟» صوته منخفض، لكن التوتر كان واضحًا.
أومأت كاترينا برأسها ببطء وثقل، وخصلات شعرها المبللة تسقط على وجهها. «إنه نفس الحلم»، همست بصوت هش، مملوء بالرعب. عيناها انزلقت نحو الأسفل، مركزّة على ارتجاف ذراعيها. «رأيت نصب جلالته… إنه يموت.»
خطوط قاسية عبر جبين آدم، وفكّه مشدود كأنه يحاول سحق الفكرة قبل أن تستقر في ذهنه. «يجب أن أتحدث مع الملكة فورًا.» صوته يحمل صرامة الأمر، لكن ثقل الحزن كان يكمن تحته. نهض فجأة، كتفيه مشدودتان، متجهًا نحو الباب بخطوات حاسمة.
لكن صوت كاترينا أوقفه خلفه.
«لا يمكنك منعه.» نبرة صوتها منهكة، وكأن جسدها نفسه يثقل تحت الحقيقة. «العالم يريد رحيله. هذا الموت ليس كالأول، ولن يأتي من العدو الذي نواجهه الآن.»
توقف آدم، ثم التفت فجأة، ورفعت عباءته مع الحركة. عيناه شعّت بالإنذار والصدمة. «خيانة؟!» نطق بالكلمة كأنها لعنة. «إذاً من هو؟»
فتحت كاترينا شفتيها، لكن كل ما خرج كان تنهيدة مكسورة قبل أن ت Lower gaze، الظلال تخفت على ملامحها. «لم أرَ»، همست، صوتها كصدى خافت في الغرفة. «سمعت فقط… من الذين تجمعوا عند نصب جلالته. همسوا… ينوحون على ما فقد بالفعل.» يداها أمسكت بالملاءات. «ينوحون على ما فقد بالفعل.»
«الموت كان دومًا عند أبوابنا. كل حرب نخوضها، كل ما يلزم هو سيف يخترق درعك لينتهي كل شيء. لقد نجا حتى الآن، وغيّر معظم نبوءاتك، ولن يختلف الأمر هذه المرة، لكنه بحاجة إلى المعرفة. سأبلغ الملكة، وهي ستخبره عندما يستيقظ.»
قال آدم بنبرة حازمة قبل أن يغادر.
…
نزل آشر السلم الواسع من جناح القصر الأيسر، كل خطوة تتردد على جدران الرخام. الطريق منحني نحو ساحة التدريب، مساحة واسعة على شكل حلبة، بلا مقاعد أو مدرجات، أرضها بلاط حجري صلب مخدوش بعلامات معارك سابقة، والشمس تتجمع فوقها كأنها ذهب منصهر.
وهناك، عند مدخل الساحة، وقف صانع الملوك.
بدى الصانع صغيرًا أمام الامتداد الفارغ، رجل ممتلئ القامة، كتفاه كالحدادة، وبيده سلاح يبدو أكبر منه. السيف طويل، حوالي ستة أقدام، غمده يلمع بخفة وكأن المعدن يئن ليحرر نفسه.
«أخيرًا استيقظت»، قال صانع الملوك بصوت خشن، يحمل الإغاثة والثقل.
رفع السلاح نحو آشر، وفي اللحظة التي أغلق فيها أصابعه على المقبض، ضاق بصره بحدة.
كشف السيف عن تفاصيله: أولًا حرسه البسيط، ثم المقبض الطويل المغلف بجلد أسود محكم، ينتهي بمقبض مستدير، وحول هذا المقبض، تاج منحوت بدقة، وكأن يدًا إلهية نقشته. في مركز الحرس، نقش يتلألأ بخفة، غريب لكنه يردد صدى عميق في النفس.
شعر آشر بتغيير لحظة امساكه بالمقبض بالكامل، تيار خفي، همهمة في الهواء، موجة في صدره.
تجهم صانع الملوك، خطوط على وجهه تتصلب.
«لم أصنع شيئًا يتجاوز هذا السيف»، قال ببطء، بتقدير. «يمكنه قطع الفولاذ والحجر واللحم. يحمل روحًا جائعة محبوسة بداخله. لكن حتى في ذروة مهارتي، لم أستطع تحريره من لعنه.»
عينيه قتمتا وهو يكمل:
«سيطرة إيثامار لم تُكسر بعد. ظل الفاتح لا يزال في الفولاذ. يمكنه الوصول إلى ذهن من يمسك به، يشوهه، يثنيه. والأسوأ… الجرح الذي يصنعه هذا السيف يفسد بالوباء. اللحم سيصبح أسود، ويتعفن، ويذبل. كلما قتل أكثر، أصبح إيثامار أقوى. وفي النهاية، لن ينتظر السيف أن يُمسك به، بل سيمسك سيده. سيصبح ليس مجرد سيف باليد، بل اليد التي تحمل سيف العالم.»
توقف، الصمت كان ثقيلًا. «ومع ذلك، قبل وصول ذلك اليوم… قد يكون المفتاح الوحيد لإنهاء الهاوية.»
درس آشر السلاح، درس إيثامار. ابتسم ابتسامة خفيفة، مزيج من الجد والمقاومة.
«إذن»، تمتم، «فاتح النجوم سيف محظور.» قبضته تشددت، وعيونه الرمادية العاصفة تلمع. «أظن أنه يناسبني. لطالما كان لي صداقة مع الشفرات الخطرة.»
أدار رأسه نحو السلم الواسع حيث وقف ابناه وزوجته شهودًا صامتين، وجوههم مزيج من الفخر والقلق. بجانبهم، نيرو متربّع ذراعيه، وكمية من القديسين الحديديين واقفين كتماثيل، دروعهم تلمع تحت أشعة الشمس.
شييييييـنغ!
لحظة انزلاق إيثامار من غمده، اختفى صوته تحت الانفجار التالي، ضباب أحمر قاتم يتصاعد، كثيف وثقيل مثل سحابة حية تمتد عبر ساحة التدريب. اهتز الهواء وكأنه يتراجع عن وجوده. ثم جاء الزئير، خام، غريزي، رهيب، صوت مزّق الأرجاء كصرخة وحش قديم استيقظ من سباته.
تفاعل القديسون الحديديون فورًا، أسلحتهم مسلّحة، دروعهم تصدر رنينًا وهم يتخذون وضعية القتال الصارمة. ومع ذلك، كان عبثًا. الضباب ضغط عليهم بوزن الجبال، موجة من القوة تخنق رئاتهم وتهز أرواحهم. توسعت أعينهم حين أدركوا فجأة: مهما كانت تدريباتهم، وأيمانهم، وأساليبهم، فلن يكون كافيًا. أمام هذه القوة، سينهار الجميع. جميعهم سيسقطون.