صرخ الأورك بكلمات غريبة لم يفهمها آشر، حناجرهم مشدودة بالغضب وعطش الدم، لكنه لم يبالِ. لقد اندفع فيلمورن بالفعل وسطهم، حوافره تضرب الأرض كعصا على الطبل، وآشر لوّح بإيثامار في نصف دائرة واسعة، موجهًا قوته القاتلة.

انفجر وميض قرمزي، حاد لدرجة أنه صبغ الهواء نفسه باللون الأحمر، قاطعًا أكثر من عشرة أورك إلى نصفين نظيفين. اندفع الدم في arcs بينما صدم فيلمورن الكتلة، رأسه المدرع يندفع، قرنه يخترق، ورقبته تتلوى بقوة جبار كسلاح حصار حي.

من حافة إيثامار انبثقت ضباب كثيف، مخنوق بالغضب، يلتف حول آشر ككفن. حيثما لمس البخار الأورك، ارتجفوا، عروقهم تنتفخ بينما زحف طاعون الخوف على أذرعهم ووجوههم.

جلدهم لم ينكسر، لكن عيونهم كانت متسعة، حدقة العين تتسع من الرعب الخالص، وعقولهم تُمزق من الداخل. بعضهم أسقطوا أسلحتهم وصرخوا، والبعض الآخر خلعوا على رؤوسهم حتى تشققت جماجمهم على الأرض.

خلف آشر مباشرة تدفق الفرسان. رماحهم اندفعت إلى الأمام كأنياب الوحوش، تخترق جلود الأورك الصلبة كقشرة الشجر. بقوة هائلة، رفعوا من اختُرقوا ورموهم جانبًا كما لو كانوا دمى صغيرة، ثم تحولوا بسلاسة لوخز آخرين.

ارتجت الأرض مع إيقاع تقدمهم، كل ضربة وكل طعنة تسحق جحافل الأعداء.

في الوقت نفسه، استحضر آشر رمحًا جليديًا في يده الحرة، يتصاعد البخار البارد من راحة يده. أطلق اللجام دون تردد، ورمى الرمح بدقة قاتلة. مزق الهواء وقطع ذراع أورك عالٍ، جلده الأحمر يتلألأ كالدم الطازج تحت غبار المعركة، قبل أن يغرس رمح آخر في صدره، متجمدًا العضلات والقلب على حد سواء.

اندفع فيلمورن مرة أخرى، وآشر لوّح بإيثامار فوق رأس جواده بقوس لامع. السيف قضى على رقبة أورك آخر، فتقطعت أوتاره السميكة وتحلقت الرأس بعيدًا.

بعد لحظة، انفجر الهواء نفسه، الجليد يتفجر من حول آشر وفيلمورن في زهرة من الأشواك الكريستالية الحادة. انتشرت زهرة الموت المجمدة في كل الاتجاهات، مثقبة من كانوا بطيئين في الفرار، بينما وقف الإنسان والوحش في قلبها، قلب الموت الجليدي.

...

ارتفع زئير عظيم من فم رجل يرتدي دروعًا سوداء كثيفة، الصفائح مقعرة ومجروحة من ضربات لا تُحصى، عباءته البيضاء التي كانت نقية ممزقة الآن ومشبعة بالدماء الداكنة والإفرازات.

لم يكن الزئير مجرد صرخة عادية، بل اندفع كموجة قوة خفية، مشوهًا الهواء نفسه وهو يندفع. تجمد عشرات الأورك في منتصف خطواتهم قبل أن تنفجر أجسادهم، تنهار في دفعات من الدم، العظام المتكسرة، والأوتار المشوهة، كأنها سحق تحت جبل غير مرئي من الضغط يفوق كل ما عرفوه.

كان آدم.

ارتجف صدره، رئتيه تحترقان من الجهد بينما ثبت قدميه على الأرض الملطخة بالدم. كان يلهث، ممسكًا بفأسه المتعب من المعارك، يلوحه بغضب اليأس. صدم الشفرة صدر أورك ضخم، مزق العضلات، كسر الأضلاع، وانشق مباشرة إلى العمود الفقري. تبعها تمزيق مروّع، حيث سكب الدم الداكن على درعه الممزق.

«تمسكوا بالـ...!» مات كلامه في حلقه. اتسعت عيناه بالرهبة وهو يرى ما لا يصدق: آلاف من رجاله، الذين كانوا جدارًا صلبًا للفيالق الأمامية، الآن يوجهون أسلحتهم ضد إخوانهم في السلاح.

كانت عيونهم تتوهج بلون مريض، عروقهم تزحف بالفساد الأسود بينما تلتف همسات ساليكس الخبيثة حول عقولهم. بعض الجنود أغرسوا أسلحتهم في قلوبهم أو أعناقهم بدل أن يصبحوا أدوات للهاوية، وسقطوا صرخوا على الأرض المطحونة.

أولئك الذين بقوا كافحوا ضد الكابوس. الأورك تدفقوا بالآلاف، مد من العضلات الخضراء والغضب، يمزقون الخطوط المكسورة. الجنود الفاسدون قاتلوا بجانبهم، يقتلون رفقاءهم بكفاءة قاتلة، وكل هذا بينما تسللت همسات ساليكس الماكرة إلى كل عقل، تفكك الانضباط وزرعت الجنون. كانت الفيالق الحديدية للأمامية محطمّة، محوّلة إلى فوضى ومجزرة.

"آه... آدم. ألا ترى ذلك؟ سيطرتي؟" تزحف الصوت داخل جمجمت آدم، حريري وسام، يصدح في نخاع عظامه. عضّ، أسنانه تصطك حتى سال الدم من لثته. وعندها تلاشى العالم للحظة.

وجد نفسه في رؤية يأس: تنين أسود هائل متكور على تلة، قشوره السوداء تتلألأ كالزيت تحت عاصفة، عيونه تحترق كفرنين لا يرمشان، مركز عليه بحقد قديم.

حول التنين تدفق جيش لا ينتهي، جيوش أورك، عمالقة، عفاريت صاخبة، عمالقة هائلون، وفوقهم سرب من التنانين يحجب السماء بأجنحة ضخمة كغيوم العاصفة.

«هل يمكنك مقارنة هذا بملكك الضعيف؟» سخرت الصوت، يتقطر بالسخرية والكبرياء.

زأر آدم، كل عضلة ترتجف وكأن قيودًا خفية تلف حول أطرافه، تجذبه نحو الاستسلام. عض أسنانه بشدة كأنها ستتشقق. «ألا ترى ما فعله قوتي؟» همس ساليكس مرة أخرى.

التفت برأسه، وهناك هم الجنود الفاسدون، رجال أقسموا بحياتهم بجانبه، يذبحون الآن بلا رحمة غير الفاسدين. هالتهم هالة، كانت نقية يومًا، أصبحت الآن تفوح منها رائحة التعفن والفساد الروحي، شعور يدمي روح آدم.

«أنت عنيد. ولاؤك الأحمق يعميك عن القوة الحقيقية... العظمة الحقيقية!»

«خذ قوتك... واهلك معها!» زأر آدم، صوته متقطع ووحشي، كوحش يحتضر يرفض الانحناء. عادت الرؤية، فجأة اجتاحت الصفاء جسده، وتلاشت الهمسات، وعيونه صفّت، وجسده أصبح ملكه مرة أخرى.

لكن الخلاص جاء متأخرًا. انفجار مدوٍ حطم الهواء، مطرقة هائلة غامضة ظهرت في الرؤية قبل أن يتمكن من رد الفعل. الضربة وصلت بقسوة نهائية، القوة كجبل يصطدم بصدره. أرسلت الصدمة جسده يتدحرج عبر ساحة المعركة، درعه يصدر صريرًا على الصخور والأرض، وعباءته تمزقت إلى شظايا ممزقة.

استلقى آدم يلهث، أنفاسه متقطعة، الدم يلطخ شفتيه بينما حاول رفع رأسه. لكن الأرض اهتزت. من فوق، ظل الموت حل عليه. أورك ضخم، جلده رمادي وعالٍ عشرة أقدام، نزل كانهيار جليدي. في يديه مطرقة حرب هائلة تنحدر بقوس ساحق، الهواء يصرخ حولها. القوة الكامنة في الضربة لم تعد تعد الموت فحسب، بل التدمير، كافية لتحطيم جمجمة آدم كأنها زجاج، ونثرها عبر الأرض المدمرة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[المترجمة: Rose]

هاي گايز هلا خلاص وصلنا للمؤلف اخيراا 🎉🎆🎇

بعد هيك بس ينزل فصول بنزلهن كمان بدي اسالكم اجمع الفصول الي ينزلها المؤلف بنهاية كل اسبوع انزلهن او كلما ينزل فصل جديد انزلة؟؟

2025/10/25 · 14 مشاهدة · 861 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025