11 - خطيأة الجشع و الطمع أوريس

منذ صغره، كان أوريس حالِمًا، يتطلع إلى العالم كمساحة لا نهائية من الإمكانيات. لكن والده كان يرى الأمور بعين أخرى. لطالما علّمه أن حتى اللامحدود له حدود، وأن العالم مكان جشع لا يرحم. قال له ذات مرة: "الشيء الوحيد الذي يتغلب على جشع العالم هو أن تكون أكثر جشعًا منه. حتى لو كان لديك الكثير، خذ المزيد. فحين تسقط، لن يساندك أحد. لن يبقى معك إلا ما حمله جشعك."

كان أوريس يرى كلمات والده مبالغًا فيها، غير منطقية. كيف يُحارب الجشع بالجشع؟ ألم يكن من الأفضل أن يُقاوم بالمحبة؟ بالنُبل؟ كانت تساؤلات طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره.

لكن بعد عام، توفي والده، وترك العائلة وحيدة. بعد أسابيع قليلة، هاجم جيش والد آشوراز مدينة أوريس، خلال فترة التوسعات الكبرى لحكمه. كانت مدينتهم، التابعة لمملكة صغيرة تُدعى روكيا، بلا قوة تردعها. هاجمتها الممالك الكبرى ونهبت مواردها.

شهد أوريس ما لا يمكن أن يُنسى: الجوع، الاستعباد، قسوة الجنود، والخذلان من القادة المحليين الذين باعوا مدينتهم للبقاء في السلطة. رأى الناس يتقاتلون على فتات الخبز، ويقتلون لأجل شربة ماء من بئر ملوثة.

توالت الكوارث حتى فقد عائلته واحدًا تلو الآخر، وماتوا بسبب المرض والجوع، إلا هو. في لحظة حاسمة، تذكّر كلمات والده. حينها، أقسم أن يكون أكثر مخلوق جشع على وجه الأرض، ليجاري جشع هذا العالم.

في لحظة انكساره ويأسه، اشتعلت شعلة الظلام داخله، وتفعّل ختمه: ختم الجشع. قدرته هي الامتصاص: يمتص طاقة خصومه، ليحافظ على شبابه، ويتمكن من استخدام قدراتهم مؤقتًا، بينما هم يفقدونها. وإذا بالغ في الامتصاص، فقد يؤدي ذلك لموت خصمه. كما يمتلك القدرة على التحول الشكلي الكامل لأشخاص محددين، ما جعله يُعرف بلقب "الحرباء" أو "الثعبان".

لاحقًا، أصبح أوريس تاجرًا بارزًا، لا يتاجر فقط بالبشر أو الموارد، بل بالمعلومات والأسرار. بنى شبكة من العملاء، ومدن خفية تعمل لصالحه. أصبح نفوذه ممتدًا ومتشعبًا.

انضم أوريس لاحقًا إلى منظمة الليرسس، بدعوة من بيرس. رأى فيه بيرس طمعًا لا يشبع، وعقلاً ماكرًا، فجعله جزءًا من خطته الاحتياطية في حال فشل آسرن أو ضياعه. لم يرَ أوريس في آسرن مخلّصًا، بل وسيلة لجشعه.

يملك أوريس أحد السيوف المقدسة العشرة: "آمون – شفرة الابتلاع"، التي تمكنه من سرقة قوى خصومه، وحتى التلاعب بذكرياتهم وتعديلها.

قصة أوريس هي حكاية طفل آمن بالخلاص... حتى كسرت الحياة ظهره. عندها، قرر أن لا يُكسر ثانية، بل أن يكون هو السكين. أن ينهش قبل أن يُنهش، ويأخذ قبل أن يُؤخذ منه.

2025/07/22 · 3 مشاهدة · 372 كلمة
K.Z.Seven
نادي الروايات - 2025