2 - الفصل الثاني: الصخرة والقدر

استيقظ آشوراز على ضربة عصا هوت فوق كتفه.

فتح عينيه متألمًا وهو يصرخ:

"ما بالك أيها العجوز…! هل فقدت عقلك؟"

كان شين واقفًا فوقه، صامتًا، عيناه لا تعرفان شفقة.

قال أخيرًا:

"لديك تدريب اليوم. مهم."

زمّ آشوراز شفتيه وهو يتثاءب:

"تدريب؟ في الفجر؟ بحق الجحيم…"

لكن المعلم لم يُعره اهتمامًا، فقط استدار وقال:

"خمس دقائق. ستلحق بي أسفل الجبل."

ارتبك الفتى: "أسفل…؟ نحن نتدرب هنا دائماً!"

أجابه شين ببرود:

"هذا تدريب آخر."

تركه وغادر، تاركًا كلمات قليلة أثقل من أي سيف.

وصل الاثنان عند قاعدة الجبل.

هناك، حيث يبدأ الدرج الحجري الممتد حتى المعبد، طريق لا يُرى آخره.

وقف شين أمام كومة من الصخور العملاقة، بعضها أكبر من آشوراز بأربع مرّات.

أشار إليها وقال:

"ستحمل هذه… وتصعد بها حتى القمّة."

فتح الفتى فمه بدهشة، ثم صرخ:

"هل جننت؟ هذه الصخور وحدها تكسر ظهري! تريد قتلي؟"

لكن شين لم يتراجع.

اقترب، صوته منخفض لكنه يقطّع الهواء:

"لن تصل القمّة من دونها. أفشلت… ستكون العواقب وخيمه."

الهالة التي صدرت عنه جعلت قدمي آشوراز تتجمّدان. للحظة شعر أنّه يقف أمام جبل آخر، أعتى من ذاك الذي خلفه.

ثم استدار المعلم، قفز قفزة واحدة، واختفى بين الضباب وهو يهمس:

"القوة لا تُوهب… تُنتزع."

وضع الفتى الصخرة على ظهره.

وزنها سحق أنفاسه، لكنّه تقدّم.

كل درجة على السلم بدت كطعنة.

العرق نزل من جبينه إلى عينيه، يحرق رؤيته. رئتاه تضيق، كأن الهواء صار أثقل من الحجر.

خطوة… ثم أخرى…

كلما فكر أن يتوقف، تراءت في ذهنه نظرة شين، تلك النظرة الباردة، المليئة باحتقار صامت.

سئمت… من هذه العيون.

أريد أن أنزعها منك، أيها العجوز المتعالي.

لكن الطريق أطول من غضبه.

جسده بدأ يخونه. قدماه تتعثران، أنفاسه متقطّعة.

وأخيرًا… انهار.

سقط على ركبتيه، ثم وجهه ارتطم بالحجارة. الصخرة انزلقت من ظهره وتدحرجت إلى الأسفل، تصطدم بالدرج في دويّ متواصل حتى اختفت في الظلام.

فتح آشوراز عينيه بصعوبة، ممددًا تحت السقف البارد للمعبد.

كان جسده كومة ألم، لا يستطيع حتى رفع يده.

تمتم بصوت مبحوح:

"فشلت… مجددًا. رغم كل شئ… فشلت."

انفجرت دموعه من عينيه، تتساقط بلا خجل.

عند الباب، وقف شين للحظة، يستمع لبكائه، لكنه لم يدخل.

أدار ظهره ورحل، تاركًا تلميذه يتألم وحده.

بينما في الظلام، ارتجفت أصابع آشوراز، تتحرك قليلًا نحو صخرة صغيرة بجانبه…

كأنها آخر محاولة باقية من جسد لا يريد أن يستسلم.

الفصل الثاني:الصخرة والقدر

يبدأ الفصل بين وهو يوقظ آشوراز بضربه بعصى

يستيقظ آشوراز و هو مفزوع و يتألم يقول : ما بالك ايها العجوز المنتهي ، يفرك عيناه و يتثاءب من قلة النوم يرد شين و يقول : لديك تدريب اليوم تدريب مهم

آشوراز: اي تدريب يكون في الفجر بحق الجحيم هل جننت

شين : لديك 5 دقائق لتلاقيني أسفل الجبل

آشوراز باستغراب : أسفل الجبل ؟ الآن تتدرب هنا

شين : أنه نوع اخر من التدريبات

آشوراز يتهكم: حسناً

المشهد التالي

آشوراز و شين بالاسفل عند بداية الجبل الذي يمتد إلى كيلو مترات كثيرة و به طريق طويل يمتد من البداية حتى المعبد درج طويل تحس و كأن لا نهاية له أبداً

آشوراز: و ماذا الآن ؟ لقد تعبت و انا انزل من الدرج يجب أن يكون التدريب يستحق كل هذا

شين صامت و لم يتكلم

آشوراز حسناً اين يكن

يسير شين و يتبعه آشوراز بالمسيرة يصلان إلى منطقة ليست ببعيدة عنهم حيث كانت هناك كومة من الصخور العملاقة حيث كل واحدة اكبر من آشوراز بثلاث و اربع مرات

آشوراز: هل سنبني شيء ما ؟

شين : سوف تحمل هذه الصخور و توصلها إلى المعبد في اعلى الجبل

آشوراز ينصدم من كلام شين و هو يرى الصخور التي تكبره بالحجم بأربع أضعاف

آشوراز: هل جننت كيف لي ان احمل كل هذه الصخور الضخمة إلى اعلى الجبل ؟ إن كنت تدري قتلي قل لي

شين : لن تصعد إلى الجبل و تصل إلى المعبد من دونهن هل فهمت و إلى ستكون العواقب وخيمة

آشوراز يرعب من الهالة التي تصدر من شين و حضوره الطاغي لايعرف ما الذي أصابه لكنه بالكاد نظر في عينه لم يكن يمزح ابدا أن هذه المرة غير كل مرة بدأ أكثر حزماً و اكثر قساوةً

يدير ظهره شين ويقفز قفزة واحدة يصل بها إلى الأعلى تاركاً آشوراز مع تدريبه القاسي

المشهد التالي

كانت الصخور تُكدّس فوق ظهره، أثقل من وزنه، والعرق يتصبّب من جبينه كأنه مطر ملح.

كل خطوة على الطريق ( الدرج ) الحجري كانت كالسير فوق شفرات سيوف.

شين يقف عند القمة، يراقبه بلا كلمة، فقط تلك النظرة الباردة التي تزن العجز أكثر من القوة.

سقط آشوراز على ركبتيه، يلهث، كاد يصرخ أنه لم يعد قادرًا…

لكن الصوت جاء قاسيًا، قاطعًا الهواء:

"انهض."

أدرك آشوراز هنا أنه أمام نوع اخر من الإختبارات

2025/09/02 · 190 مشاهدة · 728 كلمة
K.Z.Seven
نادي الروايات - 2025