الفصل 8: لا أريد الخسارة


" يبدو أن المتقدم روماف لن يستطيع أن يشارك في آخر أجزاء مرحلة القبول لهذا سنكمل بدونه وسيكون هذه المرة محاكاة لحرب أي أنكم ستشكلون فريقين ويجب أن تتعاونوا مع بعضكم وإلا خسرتم الفرصة الأخيرة لكم "

نظر داي نظرات قوية تجاه المتقدمين وهو يحاول أن يجعلهم يشعروا أن أمر قبولهم على المحك ويجب أن يركزوا جيدا في هذا الجزء .

إن هذا الجزء يعتبر الأهم من بين كل الأجزاء حيث أنه مزيج من التعاون والتخطيط والاستراتيجية واستغلال الموارد البشرية والقوى بالإضافة إلى أنه يجعلهم يندمجوا في أجواء الحروب حيث الفوز والحياة أو الخسارة والموت .

" حسنا إذا .. كما قلت أنه سيتم تشكيل فريقين ولتسهيل الأمر فقد تم تقسيم الفريقين بالفعل وها هي القائمة .."

ظهرت قائمة بالفريقين وكان كل من أرثر وأسوكا في فريق واحد وستاين في الفريق الآخر ، كان الأمر يروق لستاين حيث أنه لن يهتم بأن يتعاون معهم ولكن على الصعيد الآخر لم يكن أرثر الكراهية لروماف لكنه كان يهدف للانتصار عليه لهذا لم يكن لديه مشكلة في التعاون مع صديقة روماف " أسوكا " بل زاد الأمر حدة حيث أنه الآن يستطيع أن يتغلب على ستاين وبهذا سيرد تهديد ستاين له بالأفعال ، اقترب أرثر من أسوكا وهي تنظر إليه بقلق ..

" أرجو أن نتعاون معا للفوز في هذه المعركة "

تفاجأت أسوكا بحديث ارثر فهي لم تكن تتوقع هذا

" ألم تكن لروماف الكراهية ولهذا سرقت مهارته ؟!"

ابتسم أرثر ابتسامة خفيفة ..

" لا أكن له الكراهية إطلاقا .. أعتذر لأني تجسست عليكم وسرقت منه هذه المهارة ولكن كان هذا لأني كنت أريد تخطيه ورؤية ما سيفعله بعد أن ىخذ منه ورقته الرابحة .. لكنه حقا يستحق أن يكون الأفضل بيننا .. أنا أكن له كل الاحترام .. "

التزمت اسوكا الصمت وهي تسمع هذا الحديث الغريب التي لم تكن تتوقع أن تسمعه منه ولهذا أكمل أرثر الحديث ..

" أعلم أن الأمر صعب عليكِ تصديقه لكني حقا لست شخصا سيئا أو أحتقر العامة .. فقد كنت منهم في يوم من الأيام .. أرجو أن تعطيني فرصة أخرى لأثبت لكم هذا .. "

انحنى أرثر وسط دهشة من أسوكا حيث أنه من المستحيل أن ينحني شخص من من العائلات الراقية لشخص من العامة ولاحظ هذا الأمر الجميع ومنهم ستاين فانصدم مما رآه ..

" لا .. لا لا يجب أن تنحني طلبا لفرصة من شخص من العامة .. حسنا حسنا لك هذا من فضلك ارفع رأسك"

كانت أسوكا تتحدث بارتباك حيث أنها لم توضع في هذا الموقف من قبل ، رفع أرثر رأسه مبتسما وشاكرا لها على منحه فرصة لتحسين صورته أمامهم ، عادت ملامح ستاين لأصلها ولف وجهه ..

( لا يهمني ما تفعله باسم عائلتك .. فلتغرق وجه عائلتك بالطين كيفما تشاء )

اقترب شخص من الخلف من داي ..

" اجعلني أشارك في هذا الجزء أيها الأستاذ داي "

لم يظهر على ملامح داي أي تغيير ..

" لا يجب أن تشترك في هذه الاختبارات فأنت من الموصين بهم للانضمام للمدرسة "

" لا يهمني هذا أريد أن أشترك .. أريد أن أرى شيئا .."

نظر داي بعينه لذلك الشخص لفترة قصيرة ثم نظر للأمام مرة أخرى ..

" حسنا لك هذا أي المجموعتين تريد أن تنضم ؟ "

ابتسم ذلك الشخص وتقدم بجانب داي ..

" أريد أن أكون مع تلك الفتاة المسماة بأسوكا وأرثر ألين .. سيكون الأمر ممتعا معهم .. "

" حسنا فلتذهب إليهم الآن "

التف ذلك الشخص وذهب وداي ينظر إلى أسوكا وأرثر

( يبدو أن هذا الجيل من السحرة سيكون مختلفا عن سابقيه .. قد يتغير نظام المملكة مع هذا الجيل )

" حسنا جميعا بعد أن انتهيتم من حديثكم سننطلق لساحة لمعركة وسنوضح لكم كل شيء عن هذا الجزء "

فتحت بوابتين بجانب كل مجموعة ودخلوا فيها ، وعند وصولهم وجدوا نفسهم في مدينة مدمرة مستغربين من المكان ، ثم تظهر شاشة سحرية يظهر فيها داي ..

" هذه المدينة كانت أيام الحروب القديمة وتركت هنا على هذه الحال كي تستخدمها المدرسة في التدريب المحاكي للحروب .. لننتقل الآن لقوانين هذا الجزء من الاختبار .. أولا لا يسمح بالقتل وكيفية الانتصار على المجموعة الأخرى إما باحتلال المنطقة الأخرى الخاصة بالعدو عن طريق الحصول على علمهم أو القبض على جميع أفراد العدو وعند القبض على أحد وربطه لا يسمح له بقطع الحبال أو المقاومة فهو الآن يعتبر قد قتل .. هل يوجد أسئلة ؟ "

التزم الجميع الصمت فأعلن داي عن بدء المعركة فبدأت المجموعتين بتجهيز أنفسهم ووضع الخطط ..

( في ناحية مجموعة أسوكا )

" حسنا جميعا تجمعوا لنفكر في استراتيجية للفوز بأقل الخسائر "

استجابت المجموعة لنداء أرثر وتجمعوا حوله ..

" هل لدى أحد منكم أي فكرة أو اقتراح لخطة ؟ "

التزم الجميع الصمت ولم يجبه أحد فلم يكونوا في حروب من قبل أو كانوا في هذا الموقف ، فقد يمتازون فقط في القتالات الحرة ولكن لم يجربوا فكرة التعاون مع مجموعة والقتال في ساحة المعركة ، كما أنهم ولأول مرة يشعرون بشيء قريب من شعور ساحة المعركة وأنك مهدد بالموت في أي وقت إن لم تكن مستيقظا ..

" ما رأيكم إذا أن تدعوا أمر التخطيط لي وسأجعلكم تفوزوا .. "

تقدم من بين الحشد شخص لم يره أحد من قبل وتعلوه ابتسامة مليئة بالثقة ..

" م.. من أنت ؟ لم أرك من قبل .. "

كان أرثر مرتبكا حيث كان يحوم حول ذلك الشخص هالة لا تريحه ويشعر أن خلف هذه الابتسامة ثقة عمياء بقوته ، وعند اقتراب ذلك الشخص لأرثر وأسوكا انحنى لهم مقدما نفسه ..

" أنا توماس ألبرت .. الابن العاشر لعائلة ألبرت "

انصدم الجميع عند سماعهم الاسم ، فقد كان توماس من الأشخاص المشهورين الذي يعرفه القاصي والداني ، فهو يعتبر من أقوى الأشخاص المستخدمين للسحر في عمره ، كما أنه قد هزم وهو في سن ال11 بمفرده مجموعة مكونة من 30 شخص قوي من عصابة كانت تحاول زعزعة الأمن في المملكة ، لقد كان منذ صغره قويا ويتحكم بسحره بشكل جيد كما أن له مخزون مانا كبير يساعده على القتال دون الفتكير كثيرا بها .

لم يكن أحد يستطيع الحديث بعد سماع اسمه ولكن أسوكا أنهت الصمت ..

" أهلا بك يا توماس ألبرت .. لا أعلم سبب وجودك هنا بالرغم من أنك لست من المتقدمين وأعتقد أنك من الأشخاص الموصين بهم للدخول دون أية اختبارات فاسمك يكفي لمعرفة جدارتك بالدخول ولكن هنا على ساحة المعركة تنزع جميع الألقاب ويكون الجميع متساوون حتى انتهاء المعركة فهل ستتقبل هذا ؟ "

تفاجأ أرثر من جرأة أسوكا على التحدث إلى توماس بهذه الطريقة ولكنه ابتسم بعدها لأنها جعلت الأمر يصبح أسهل عليه عندما تحدثت إلى توماس بهذه الطريقة ، ضحك توماس فجأة بصوت عالٍ فاستغرب الجميع من ردة فعله الغريبة هذه ..

" يا لك من فتاة مثيرة للاهتمام لم أكن مخطئا عندما قررت الانضمام لكم .. لقد جئت إلى هنا وأنا لا أنوي أن يتم وضع مكانتي في الحسبان لذا لا تقلقي حيال هذا"

ابتسمت أسوكا وارتاح أرثر وأعجبت المجموعة بأسوكا وتوماس حيث أن أسوكا كانت جريئة ولم تخف من قول ما يصح قوله وردة فعل توماس المتواضعة والعاقلة ..

" أخبراني ما رأيكم بروماف .. "

نظر كل من أسوكا وأرثر إلى توماس وملامحهم تدل على عدم فهمهم لسبب السؤال ولكنهم قرروا الإجابة فبدأ أرثر بالإجابة ..

" إنه منافس لا يتهان به ويخفي الكثير .. "

ابتسمت أسوكا وبعدها نظر توماس إليها ..

" حسنا وما رأيك أنتي يا أسوكا ؟ "

التزمت الصمت لفترة وهي تنظر للأرض ، فقد كانت تفكر في جملة تلخص ما تراه في روماف حتى وجدت الإجابة ونظرت إلى توماس بابتسامة ..

" الشخص الذي سيغير العالم "

اندهش الجميع من وصفها لروماف فابتسم بعدها توماس وسألها عن سبب قولها هذا ، جلست تفكر قليلا ..

" اممم كيف سأوضح هذا لكم إنه يملك الموهبة كما أنه يملك دوافع قوية ليكون الأفضل وطيب القلب ويساعد أي أحد يحتاج لهذا ويريد أ يغدو العالم الأفضل امممم لا أعرف حقا كيف أصفه لكم لكنه أقرب لأن يكون شعاع أمل وسط الظلام أحاول الوصول له للاستمتاع بجمال ضوئه "

ضحك توماس مرة أخرى مما جعل الجميع يستغرب عن السبب هذه المرة لضحكه فتوقف بعدها ونظر إلى أسوكا مبتسما ..

" لقد جعلتيني أتحمس لمقابلته أكثر من ذي قبل .. "

نظر للجميع وبدأ يخطب بهم ..

" حسنا جميعا استمعوا إلي الخطر المحدق بنا ليس المجموعة أكثر من ذلك الفتى المسمى بستاين .. إ استطعنا إخراجه من الحسابات فسنستطيع هزيمة العدو بمخطط سهل .. "

" ولكن كيف لنا أن نفعل هذا بالتأكيد سيكون بينهم والأمر صعب إن كان بمفرده فما بالك إن كان معهم .."

ابتسم توماس بعد سماع حديث ذلك المتقدم معهم

" كلامك صحيح لكنكم من المفترض أنكم تعرفون أنه لن يتعاون معهم وسيقاتل بمفرده فهل ستثقون بحديثي وتسمعوا لخطتي ؟ "

أماء الجميع بالموافقة وأخبرهم بالاقتراب لسماع الخطة

( في هذه الأثناء على الجانب الآخر )

" هوي ستاين فلتأتي لتسمع خطتنا بدلا من جلوسك هكذا دون فعل شيء "

نظر ستاين إليهم نظرة شريرة وقوية ..

" كيف تتحدث إلي هكذا ؟ لن أتعاون معكم سأقاتل بنفسي ومنن سيتبعني سأعذبه طالما أن القتل ممنوع "

ارتبكت المجموعة وخافت منه وقررت تركه وشأنه ، بدأ ستاين بالتحرك وقرر الذهاب لساحة المدينة فقد يجد فريسة يتسلى عليها ، كان تفكير ستاين دوما أنه الأفضل ، أن عائلته هي الأفضل ، لم يكن متعاونا مع أحد طيلة حياته خارج عائلته ويحتقر الجميع ، فأن يكون في معركة مع أشخاص غير عائلته أمر لم يفكر به ولن يقبله ولهذا لم يرد التعاون معهم أو السماح لهم بالسير معه ..

( في هذه الأثناء في مشفى المدرسة )

كانت السيدة تيشو تجلس بجانب روماف المستلقي على سريره ولم يستيقظ بعد، كانت السيدة تيشو تقرأ كتابا وهي تنتظر روماف للتحدث معه، ولكن فجأة شعرت تجمع مانا باتجاه روماف فنظرت إلى روماف فوجدت أن جسد روماف يجمع المانا من تلقاء نفسه، فالجسد لا يمتص المانا إلا وقت التأمل وصفاء الذهن مثل ما فعل روماف في الجزء الثاني من اختبار القبول بل ينتجها في وقت الراحة

" ما هذا؟ كيف لجسده أن يمتص من تلقاد نفسه؟ هل هذه مهارة ما أم ماذا؟"

بعد تفكير منها لم تجد إجابة مقنعة فقررت الانتظار وسؤال روماف بنفسه فقد يعطيها إجابة أو على الأقل سيقلل الاحتمالات الممكنة..

أثناء تجمع المجموعة التي يوجد بها ستاين ليفكروا بخطة ما كان ستاين يتمشي في طرق المدينة قاصدا الساحة..

( ألم يتحركوا بعد؟ لا اجد أي شعور بتحرك ما منهم.. أعتقد أنهم ليسوا بالأغبياء كي لا يرسلوا شخص يستطلع أحوال مجموعتنا.. سيكون الأمر ممتعا.. سيعلموا من أنا حقا في هذه المعركة )

كانت الابتسامة المليئة بالشر تعلو وجهه وهو يفكر بهذا الحديث، من يره كان ليرتعب من نظراته وابتسامته فهي توحي أنه مستعد للقتل إن تطلب الأمر ذلك، كان ستاين يهدف للساحة حيث أنه يفكر أنها مركز المدينة وستكون بداية انطلاقتهم عليهم إن كانت بالهجوم أو الاستطلاع، ولكنه كان يتمنى ان يرى أسوكا أو أرثر كي يشفي غليله، فأسوكا تعتبر صديقة روماف فهي بالنسبة له تعويضا على عدم وجود روماف، بينما أرثر فكان ذنبه هو أنه قبل التحالف مع شخص من العامة بالإضافة إلى أنه قوي لهذا كان يريد أن يريه أنه أقوى منه ولا يستطيع الوقوف أمامه، كان ستاين يملك قلبا مغلقا ولا يمكن فتحه.. قلب ملتف بسلاسل شر وحقد وكراهية على أي شخص خارج عائلته..

وصل ستاين للساحة وجلس ينظر يمينا ويسارا على أمل إيجاد شخص ما لكنه لم يجد شيء فقفز لمبنى عالٍ كي يأخذ نظرة أشمل ويتخفى عن الأنظار حتى يستطيع اصطياد فريسته دون أن تستطيع الهروب، انتظر قليلا فوق المبنى ولم يأتي أحد، شعر أن الأمر لن يسير هكذا على نحو جيد ويجب عليه الذهاب لهم مباشرة والهجوم على مقرهم وفجأة يلاحظ ستاين شخص يتخفى بين رواق من اروقة الساحة أسفل منه، ابتسم وشعر أن الحظ بدأ يحالفه، هبط خلف الشخص حيث لم يجعل أمامه سوى الساحة، عندما اقترب من الشخص وجد أنها أسوكا ، كان متقاجئا ولكنه لم يلبث وابتسم ابتسامة مليئة بالشر والسعادة ، انقض بعدها بسرعة مهاجما أسوكا ويده اليمنى قد توهجت ..

" كنت أنتظرك "

صارخا بهذه الجملة وهو في الهواء متجها لأسوكا بعدما قفز قفزة للأمام باتجاهها ، قبل وصول يد ستاين لأسوكا تراجعت بضع خطوات مما جعله يهبط للارض ويلمسها فيحدث انفجارا قويا ولكن لم تكن أسوكا بعيدة مسافة مناسبة فطارت للخلف حامية وجهها ولكنها أوقفت اندفاعها للخلف وثبتت على الأرض، نظرت أسوكا باتجاه ستاين فبث الرعب بداخلها مما رأته، خلف ستار الغبار الذي أمامه ترى عينين يتوجهان حمرة كأن أمامها وحش هائج طليق، كانت أسوك لا تستطيع الحراك من خوفها منه ولكنها تذكرت حديثها مع السيدة تيشو وأنها يجب عليها الفوز في هذا الجزء من الاختبار فاستعادت رباطة جأشها واستعدت للهجوم التالي من ستاين، انقشع الغبار وابتسامة ستينن المليئة بالتعطش للقتال والشر مازالت مسيطرة على ملامحه..

" أحييكِ على سرعة ردة فعلك.. إن لم تبتعدي فمن الممكن أنك ميتة الآن"

لم تغير أسوكا من ملامحها رغم انها شعرت ببعض الارتباك بعد أن عرفت أنه كان هدفه القتل..

" ألم يخبرونا أن القتل ممنوع؟! "

ضحك ستاين بعد حديث أسوكا وبعدها نظر إليها مبتسما ابتسامة شريرة..

" لا يهمني حديثهم كل ما يهمني هو الطريق الذي تراه عيناي.. لن تفعل المدرسة شيئا لي إن قتلت أحدا من العامة فأنا من عائلة راقية لن تحاول المدرسة بتكوين عداوة معها لأنها تعلم أننا إن أنهينا المدرسة بانفجار واحد وقضينا على جميع من فيها فلن تقوم المملكة بأي شيء يضرنا فنحن نعتبر الحراس الملكيين لهم وهم غير مستعدين لإنقاص عدد جدران الحماية لهم "

نظرت أسوكا إليه باستحقار وهو مازال يبدي ابتسامته الشريرة والمتعالية ..

" إذا فعائلتك تتميز بالانحطاط من الجيد أني علمت ما تفتخر به كي أتأكد أنك لا تساوي شيئا .. "

اشتعل ستاين غضبا بعد وصف أسوكا عائلته بهذا الوصف وجز بأسنانه من كثرة الغضب ..

" يبدو أنه لم يتم تربيتك على احترام من هم أعظم منكِ لهذا سأهذبك بنفسي "

أطلق ستاين كرة نارية باتجاه أسوكا لكنها كانت متوقعة أي هجوم في أي وقت منه فكانت مستعدة لهذا فأطلقت كرة ماء باتجاهها مبطلة سحره ومن بين بخار الماء المكون من اصطدام الكرتين يخرج ستاين مهاجما أسوكا ومطلقا دوامة رياح من يده باتجاهها ، لم يكن لأسوكا وقت كافي لردعها فقامت لا إراديا بحماية وجهها بذراعيها كطريقة دفاع ضد الرياح ، كانت الرياح قوية لدرجة أن أسوكا تحاول الثبات بقوة في مكانها لكن الرياح تزحزحها للخلف ، ظهر ستاين بجانبها آتيا م خلف الرياح التي قام بإطلاقها والابتسامة خاصته على محياه ..

" يؤسفني أن أخبرك بأن الأمر قد انتهى "

تلاحظه أسوكا لكنها لم يكن لديها الوقت لفعل شيء فأصبحت يده مضيئة وهاجم أسوكا من جانبها صادما يده بجانبها محدثا انفجارا جعلها تطير وتتخبط بالأرض من شدة الضربة حتى أصبح جسدها يزحف على الأرض حتى وقف ، نظرات الانتصار والغرور تعلو وجه ستاين حيث أنه كان متأكدا أنها لن تقف بعد هذه الضربة المباشرة حتى نهاية هذا الجزء من الاختبار على الأقل ، لكنها وقفت مرة أخرى وعليها ابتسامة تحدي ، انصدم ستاين مما يراه إصابة مباشرة من انفجار بجانبها ومازالت تستطيع الوقوف كان أشبه بمعجزة بالنسبة له فهو يراها فتاة من العامة لن تمتلك القدرة لتحمل مثل هذه الضربات ..

" هل كنت تظن أني تقدمت للالتحاق بالمدرسة وأنا لم أتجهز لها ؟ "

لم يعطي ستاين أي إجابة فقد كان مازال يفكر في كيفية تحملها لهذه الضربة ، فمعتقداته وتفكيره بالعامة أصبح يعتليه الخطأ بعد هذا الموقف وهو يحاول إيجاد تفسير لهذا لأنه يوقن أن معتقداته صحيحة وليس بها أي خطأ ..

" هل أكل القط لسانك ؟ لم أكن أعلم أن العائلات الراقية من الممكن أن تظهر هذا الوجه البائس "

كالمرة السابقة أثارت كلمات أسوكا وأسلوبها غضب ستاين ، فمد يده جاعلا الأرض تحت أسوكا بسحره كالرمال المتحركة ، فأطلقت رياحا قوية بسحرها باتجاه الرمال أسفلها لتخرج منها ، أطلق ستاين وابلا من الكرات المتفجرة نحو أسوكا ، لكن كانت أسوكا تجري في الساحة متفادية هذه الكرات وانفجاراتها بسحر تعزيز لسرعتها ورشاقتها ، كانت تلك الكرات تتميز بأنها صغيرة بحجم قبضة اليد ولها انفجار يعادل حجمها بستة أضعاف أي بحجم 6 قبضات بجانب بعضها حيث أنه انفجار متوسط الحجم بالنسبة لحجمها ..

" هههههه ألا تستطيع الإمساك بي ؟ هل أنا قوية لهذه الدرجة ؟! لا تجعلني أغتر بنفسي ههههه "

كانت تحاول إثارة غضب ستاين أكثر فقد كانت ترى أنه كلما أصبح أكثر غضبا كلما كان فرصة وجود ثغرة للهجوم عليه أكبر وتركيزه أقل ، زاد بالفعل غضب ستاين فاستعمل سحره لإخراج قطع من الأرض وفتتها لتكون بكمية كبيرة وأطلقها كالرصاص باتجاه أسوكا ، بدأت أسوكا بمحاولة الجري أسرع لتفادي الطلقات ولكن كانت تأتي من عدة اتجاهات فالجري لن يساعدها فقامت بسحرها بإنشاء درع حديدي لصد تلك الطلقات الحجرية وبعدها كونت سيف حديدي وقررت أن تهاجم مباشرة وتحتك به جسديا ، ارتبك ستاين وبسرعتها العالية وغضبه الشديد لم يستطع التفكير بشكل جيد فقام بتغيير الهجوم لهجومه السابق الكرات المتفجرة ولكن كانت أسوكا تعلم بهذ ا الهجوم وتتوقعه فقامت بتعزيز سحري لثباتها فقامت بالمناورة حتى وصلت إليه فلوحت بسيفها باتجاهه ولكنه كون قفازا حديديا ليصد سيفها فقامت بالمهاجمة بدرعها فكون قفازا آخر ..

" هل جربت شوي شيء بالكهرباء ؟ "

" م؟ .. "

بابتسامة ثقة وجهت هذا الكلام لستاين الذي ارتبك أكثر وحاول الابتعاد ولكنه لم يستطع في الوقت المناسب فقد أطلقت أسوكا بسحرها من قبضة يدها الأيمن الذي يمسك السيف كهرباءً باتجاه السيف مما جعله يصيب ستاين ، كانت شدة الكهرباء قوية لدرجة كبيرة حيث أن ستاين صرخ بأعلى صوته وكانت إضاءة الكهرباء قوية ، كانت مجموعة ستاين لم تتحرك كثيرا من مكانها إلا بضع خطوات من مقرهم حيث أنهم كانوا خائفين من التحرك مع ستاين فيظن أنهم يتبعوه فيفعل ما أخبرهم به ، وصل الصوت لمجموعته مما جعلهم يجرون باتجاه الصوت فهم يعلمون أنه صوت ستاين ولكن أوقفتهم مجموعة أسوكا ومنعوهم من التقدم ..

" م.. كيف وصلتم إلى هنا ؟ لم نشعر بكم ؟!! "

لم يتلقوا إجابة سوى هجوم مجموعة أسوكا عليهم ..

( في الساحة )

بعد هذه الشحنة الكهربائية التي أطلقتها بدأت تلهث حيث أنها استهلكت كمية من السحر على هذا الهجوم كما أن التعزيز قد أتعب جسدها حيث أنه يسحب منها السحر ولا يتوقف عن امتصاص السحر طالما أن الشخص يستخدمه ، كان ستاين واقفا في مكانه ودخان يتصاعد منه بسبب ما حدث له وملابسه قد تمزقت بعض الشيء ولا توجد أي حركة منه ، شعرت أسوكا أنها من الممكن أنها انتصرت لكنها فجأة شعرت باندفاع سحري قوي من ستاين مما جعلها تتراجع سرعة مبتعدة عنه ، انطلقت فجأة طاقة سحرية قوية من ستاين كأنها انفجار من تحته وتحيط به ..

" أيتها الحقيرة .. لم أصل لهذه الحالة منذ زمن بعيد .. منذ أن أصبحت قويا هكذا لم يستطع أحد أن يجعلني بهذه الحالة .. تأتي فتاة من العامة لا تساوي شيئا وتحدث هذا الضرر لي .. لن أتهاون معك بعد الآن .. سأنهي الأمر بسرعة أيتها الحثالة .. "

ارتبكت أسوكا من كمية السحر المنطلقة منه وكأن شخصا آخر يقاتلها ، عيونه وملامحه مليئة بالغضب والشر ومتجهة نحوها وفجأة ينطلق ستاين باتجاهها بسرعة كبيرة لم يكن لها الوقت المناسب للابتعاد ، وصل إليها وضربها بركبته في بطنها ولكن لم تكن عادية فقد أحدثت انفجارا أيضا مما جعل الضرر أكبر ، زادت سرعة انقضاض ستاين حيث أنه استعمل الانفجار في دفع نفسه بسرعة أكبر حيث جعل رجليه يحدثان الانفجار ، طارت أسوكا للخلف متألمة وقد بصقت دما ولكن لم يهدأ ستاين ويتركها تأخذ أي فرصة للراحة ، أطلق عليها وابلا من الكرات المتفجرة عليها بعد أن اصطدمت بجدار بيت خلفها محطما البيت ، اقترب ستاين ليمتع نظره بأسوكا وهي مصابة بشدة نظر إليها وهي مستلقية على الأرض لا تقوى على فعل شيء ، أمسك رأسها ورفعها منه ..

" أوه .. دعيني أتذكر لقد قلتي ألا أجعلك تغتري بنفسك صحيح ؟ حسنا ردي عليكي هو .. هاهاهاهاهاها ألا تستطيعي فعل شيء أمامي هل أنتي ضعيفة لهذه الدرجة؟! لا تجعليني أمل أيتها الحثالة .. "

أصبحت ملامح ستاين جنونية وهو مستمتع لما يفعله ، فبعد أن انتهى من حديثه لكم معدتها ، بعدها التف وجعل وجهه باتجاه الساحة وضربها لكمة متفجرة جعلتها تطير مرة أخرى ولكن باتجاه الساحة ، استمر في ضربها وتعذيبها وكأنه يستلذ بهذا الأمر ..

" حسنا ما رأيك أن تموتي الآن .. هيهيهي "

بدأ ستاين بالاقتراب شيئا فشيئا بعد أن ألقاها في الساحة ، اقتراب منها فرفعها من رأسها مرة أخرى وعند استعداده لإنهائها سمع صوت والده في عقله ..

( ستاين .. ما الذي تفعله .. أتود عدم الانصياع لقواعد المعركة وتقتل منافس لك ؟ )

ارتبك وتعرق ستاين بعد سماع صوت والده ..

" أبي الأمر فقط أنها أهانتني وأهانت عائلتنا كما أنها آذتني بدرجة كبيرة .. لم يفعلها أحد بي قط منذ فترة طويلة "

( وهل هذا سبب لقتلها .. أنت من شوهت صورتنا أمامها بحديثك عنا .. نحن لسنا أباطرة نقتل من لا يعجبنا .. أما أنها أصابتك إصابات شديدة فهذا بسبب أنك استهنت بها .. فلتتركها واتبع القوانين المتبعة .. )

غضب ستاين من حديث والده وبدأ بالضغط على رأسها ويوجه اللوم عليها وهي تتألم ، في حينها سمع صراخ والده ..

( إن رفضت أوامري فسأطردك من العائلة حتى وإن كنت ولدي )

انصدم ستاين من حديث والده ، تغيرت ملامحه للضعف وبدأ يضغط على أسنانه ثم تركها ، أكمل طريقه باتجاه مقر مجموعة أسوكا وأسوكا مستلقية على بطنها على الأرض ، كانت تراه يتحرك باتجاه المقر ..

( لا .. لا تذهب .. لا يمكن أن أخسر .. لن أسمح بهذا .. لن أستطيع أن أظهر وجهي أمام روماف والسيدة تيشو إن خسرت لقد أخبرتها أني سأفوز يجب أن يكون هناك طريقة ما لكي أقف مرة أخرى .. لن أسمح بذهاب مجهودات روماف في تدريبي سُدًا يجب أن يكون هناك طريقة علمها لي في مثل هذه الموقف ..... نعم هذا صحيح في ذلك اليوم .... )

( في الماضي في غرفة المعيشة كان أسوكا وروماف جالسان يتحدثان عن السحر )

" في الماضي كان هناك سحر لتكوين جسد سحري مشابه للجسد الذي قام بتكوينه ولكن يتميز بأنه يسحب المانا من حوله تلقائيا وهو موجود وبسرعة متوسطة ويتم التحكم بتصرفاته وقراراته بعقل مستخدم المهارة وكأن عقله تم استنساخه في ذلك الجسد السحري ولكن كان لها نقطة ضعف وهي أنه ضعيف ضد أي هجوم جسدي فعند ضربه يتفكك كأن شيئا لم يكن لهذا في يوم من الأيام قام محارب بتطوير هذه المهارة وقرر أن يدمج ذلك الجسد السحري بجسده أي أنه يستفيد من امتصاص المانا حوله ويستعمل جسده الحقيقي كدرع للجسد السحري الذي بداخله "

تعجبت أسوكا من هذا ولكنها استغربت من شيء ما ..

" قلت لي سابقا أن الجسد عبارة عن حاوية سحر وذلك الجسد السحري يمتص المانا ولا يتوقف أي أنه سيتعدى تحمل الجسد الحقيقي من استيعاب المانا ألن يكون هذا بمثابة ملء بالونة بالهواء حتى تنفجر؟ "

ابتسم روماف وانبهر من تفكيرها الجيد

" كلامك صحيح تماما لكن كما قلت سابقا أن هناك عقل يتحكم به فعندما يندمج الجسدان يجمع العقل المعلومات بأن هناك درعا يحيط بالجسد السحري وله سعة معينة من المانا فلا يتعداها وبهذا تكون قد حلت المشكلة .. "

اندهشت أسوكا من حديث روماف

" هووه هذا رائع حسنا إذا هذه القدرة للحفاظ على كمية المانا في الجسد فقط؟ إن كان في قتال سريع وقوي فلن يفيد هذا فكمية المانا لن تتغير فسعة جسده لن تتغير "

ضحك روماف من حديث أسوكا ..

" يبدو أنك لم تفهمي شرحي أمس عن كمية المانا بداخلك وسعة جسدك للمانا .. كمية المانا بداخلك ليس بالضرورة أن يساوي سعة جسدك للمانا .. فالجسد في غالب الأوقات يترك مساحة من متوسطة إلى كبيرة الحجم فارغة من المانا كطريقة لحماية الجسد والحفاظ عليه لهذا فسعة جسدك أكبر من الكمية بداخلك .. لهذا عندما يجمع الجسد السحري المانا فهو يجمع حتى يملأ السعة الموجودة بجسدك ولكن هذه المهارة تطبق لمرة واحدة فعند تطبيقها يمتلئ سعة الجسد بأكملها وهذا يجعل الجسد لا يستطيع الحراك فقد تم إحداث اضطراب في عمل الجسد الطبيعي فيكون مصير مستخدم هذه المهارة الإغماء بعدها حتى يستعيد الجسد حالته الطبيعية ويخرج المانا الزائدة .. "

ابتسمت أسوكا بعد فهمها لحديث روماف ..

" نعم نعم لقد فهمت الآن كما أنك أخبرتني أنه بالتدريب سعة الجسد تكبر تدريجيا وبالتالي ستكبر الكمية أيضا بداخل الجسد .. "

أماء روماف بالإيجاب ..

" هذا صحيح "

ابتهجت أسوكا كثيرا لأنها تذكرت حديثه بشكل جيد ..

" هذا رائع يا روماف كيف علمت هذه القصة وهذه المعلومات ؟!! "

توقف روماف عن الابتسام ..

" أه .. والدي كان من يخبرني بهذه الأشياء ويشرح لي هذه الأمور .. "

لاحظت أسوكا أن ملامح الحزن قد ظهرت على روماف

" أنا آسفة لم أكن أعلم أن الأمر متعلق بوالدك .. أعتذر بشدة أرجوك سامحني .. "

نظر روماف إلى أسوكا فوجدها قد حزنت بشدة بسبب أنها لم تكن حذرة في حديثها فابتسم وربت على رأسها ..

" هههه لا تقلقي بشأن هذا يجب أن أتأقلم على هذا الوضع كي أستطيع الوقوف مرة أخرى .. "

..............

......

...

( في الوقت الحاضر في الساحة )

كان يسير ستاين باتجاه المقر ولكن كان مازال في الساحة ولم يبتعد عن أسوكا كثيرا وفجأة شعر ستاين بكمية مانا كبيرة متجمعة خلفه ومازالت تزيد ، كانت مانا كبيرة تساوي كمية المانا عند الأشخاص من العائلات الراقية مما جعله منصدم بشدة ، كانت أسوكا قد وقفت على رجليها ونظرات التحدي متوجهة باتجاه ستاين وعندما التف ليرى من هو مصدر هذه المانا وجد لكمة مائية كبيرة تضرب وجهه بقوة جعلته يطير للخلف ولكن يستعيد توازنه ويوقف تراجعه ، نظر للأمام فيجد أسوكا وافقة تنظر له بغضب وتحدي موجهة سبابتها اتجاهه صارخةً ..

" لا تستهن بي أيها الوضيع فأنا لم أنتهي بعد .. "

يتبع ...



2018/04/13 · 378 مشاهدة · 4079 كلمة
Sakata_Gintoki
نادي الروايات - 2024