استيقظت وقد كان المكان حولي مليء بقطع من الوحوش والدم منتشر في كل مكان , شعرت بألم في ذراعي نظرت إليها فوجدتها مربوطة بجزء من ملابسي.

تذكرت أن آسيا كانت موجودة التفتت يمينا ويسارا وأنا أبحث عنها.

ظهرت في النهاية وقالت لي: هل تبحث عن أحد؟

كان على عينها نظرة عتاب, وقد رأيتها بوضوح بفضل الرؤية الليلية التي تم وضعها علي من قبلها مسبقا.

قررت أن أعتذر لها: أنا آسف

تعجبت وقالت: علاما

-لأنني كنت جبانا وتركتك تقاتلين وحدك كل تلك الوحوش.

زادت الدهشة البادية عليها وقالت: أنت لا تتذكر ما حدث قبل قليل؟

-لا

-ولا كيف كنت تقطع تلك الوحوش بهمجية

-لا....... لحظة ماذا تعنين؟

-أنت من قتل كل هؤلاء

للحظة لم أستوعب ما قالته فأشرت إلى نفسي وقلت: أنت تعنين أنني أنا الذي هو أنا قد قتلت كل هؤلاء

-ووحدك أيضا

-وأنت؟

-كنت أشاهد من بعيد

جيد, جيد أنا بدأت أخاف من نفسي قليلا.

-وكم مر من الوقت منذ ذلك الحين

-حوالي ساعة

جميل, هذا يعني أننا قد بقي لنا الكثير من الوقت, هذا يعني أنه يمكنني أن أطلب منها أن تعلمني السحر.

-آسيا هل يمكنك تعليمي السحر؟

-السحر؟, أجل بالطبع ولكن بمهارتك تلك أنت لا تحتاج السحر, أنت أسرع من رأيت في حياتي.

-أسرع منكِ

-قليلا

بدت علامات التفاخر على وجهها, لا أعرف علاما تتفاخر, لكن سرعان ما تغيرت ملامحها إلى الجدية وقالت: حسنا مازال لدينا وقت, لذلك سوف أعلمك الأساسيات التي عُلمتها من قبل.

-حسنا؟, ومتى ستبدئين؟

-الآن أيها الأحمق

تبا لما الكل يقول أنني أحمق.

صمتت لفترة من الوقت ومن ثم تكلمت: أولا أول ما يجب أن تعرفه أن هناك ما يسمى بالتقويم السحري

تقويم؟. سألتها: هل هو للتاريخ أم ماذا؟

-لا, هذا التقويم يختلف من شخص لآخر, لماذا؟, لأنه يبدأ مع أول مرة يطلق فيها تعويذه

-وما فائدته إذا؟

-لتحديد فوة الساحر في هذا الوقت, بشرح أكثر تفصيلا عندما يبدأ الشخص بإلقاء أول تعويذة له فإنه يكون في أقوى حالاته السحرية, ومع الوقت تضعف شيئا فشيئا إلى أ، تصل إلى أضعف حالاتها في منتصف التقويم أي بعد 200 يوم, وبعدها تزيد تدريجيا إلى أن تصل إلى وقت الذروة أي في اليوم الأول من السنة السحرية للشخص, وفي هذا اليوم تتضاعف قوته عن العام السابق.

توقفت لتلتقط أنفاسها ومن ثم قالت: الآن هل فهمت

-أجل

-ما الذي فهمته

-السنة السحرية للشخص فيها 400 يوم

شعرت بغضبها الشديد من نظرة أطلقتها علي كادت أن تذيبني لذلك قلت: الشخص تتضاعف قوته بانتهاء السنة السحرية, وأيضا السنة الأولى للشخص تبدأ عند إطلاق أول تعويذة سحرية.

نظرتها تحولت إلى ابتسامة في لحظة وقالت بنبرة هادئة: أحسنت , هل هناك أسئلة؟

-أجل, هل يمكن للشخص أن يزيد قوته قبل بداية العام السحري الخاص به؟

-بالطبع, لولم يكن كذلك لكان الكل متساويا في القوة, فيمكنك زيادتها بالتمرين وإطلاق التعاويذ من وقت لآخر.

-متى تنتهي سنتك السحرية؟

تكونت غمامة حول عينيها وقالت: أنا توقف زمني عند اليوم الأول.

-أليس هذا مستحيلا؟

-بلى لكن كما أخبرتك, كل هذا حلم.

أنا لم أعد أفهم شيئا , أعني تبا لماذا تتحدث بالألغاز وكأنها ضائعة, تفتقد شيئاً.

تذكرت, تفتقدين منير يا آسيا أليس كذلك؟

تبا كيف جعلت تلك المسكينة تقع في حبك هكذا, لو يعاملني أحد بربع ما أراه على عيني آسيا عندما تتحدث عنك لما حزنت يوما, وكأنني حزنت من قبل.

محاولا جعلها تنسى قلت لها: الآن أيتها الكئيبة, هلا علمتني كيف أطلق تعويذة

قالت لي وكانت قد عادت إلى الواقع: حسنا, هل لديك شيء معين في بالك؟

-أجل, لقد رأيتك في الاختبار الفردي عندما فعلتي أو قلتي شيئا وفجأه ظهر لك شيئا مثل جناحان أو شيء كهذا وبفعله ازدادت سرعتك بشكل كبير.

-إذا تريد تعلم تعويذة الدعم الكامل

قلت لها بعيون تلمع: رجاء

قالت لي: إذا عليك تخطي الاختبار

-وما هو

-أن تهزمني في معركة

-مـ......

لم أستطع إنهاء الكلمة بسبب أنها هجمت علي وبطريقة ما استطعت تفادي الهجوم وأخذ سيفي.

-ماذا تفعلين أيتها الحمقاء

-هذا هو الاختبار, من يهزم الآخر له الحق في سلب حياته.

النحس وأنا , أنا والنحس صديقان, أنا والنحس أحباء, أنا والنحس عشيقان.

تبا للنحس وتبا للواقع وتبا للفتاة التي أمامي.

بئسا لكل شيء

بئسا للظل الملعون

حسنا كانت تلك أغنية ألفتها الآن وأنا أحاول تخطي ضرباتها السحرية السريعة.

علي فعل شيء , لكن ما هو لا يمكنني الاقتراب منها.

ردد معي. قالها الظل

حسنا قلتها وأنا أتخطى كرة نارية تنطلق ناحيتي

-المضاعفة الكبرى مهارة الظلام

رددتها, شعرت أن تعويذات آسيا أصبحت بطيئة جدا, ولذلك قررت أن أنطلق ناحيتها كانت ردة فعلها بطيييييييييييييئة جدا جربت أن أدفعها بخفة فطارت بقوة ملتصقة بالجدار , فتكونت فتحة كبيرة فيه .

كان خارج الكهف مباشرة تجمع لعدد من الوحوش الضعيفة

آسيا تقدر أن تقتلهم لكن بالنظر إلى حجم الفتحة في الجدار لا أظن أنها ستفيق مجددا

لذلك علي حماية من حاولت قتلي, وبالفعل هذا ما حصل فقد قتلتهم جميعا.

من حاولت قتلي أنقذتها, أشعر بأني أحد أبطال تلك الرسوم المتحركة الذي يفوز بطلها بقوة الصداقة أو ينقذ عدوه بسبب أنه توسله قليلا, أنا لست هكذا ولكن أشعر أن تلك الفتاة مليئة بالأسرار وأنا يجب أن أكتشفها.

قال الظل في رأسي: يجب عليك العودة سيرا

-لماذا. قلتها بتعجب

-لأنهم لن ينقلوكم كما فعلوا هنا

-تبا هذه الحمولة كبيرة بعض الشيء

قلتها وأنا أنظر لآسيا والجثث الكثيرة المتواجدة حولي.

كان تأثير التعويذة التي وضعتها على نفسي قد انتهى وبدأت أشعر بالدوار, ربما لأنها كانت تعويذة قوية .

كانت الشمس تغيب فشعرت بالخوف, بعدها قال لي الظل مهدأ: هذه الوحوش نشطة في النهار فقط, لذلك السير ليلا لتجنب ملاقاتهم, حسنا.

لم يكن لي خيار سوى الموافقة , أخذت بعض الجثث من الكهف والخارج, ومن ثم ربطتهم ببعض بحبال من نباتات متسلقة ألقيت عليها تعويذة التقوية التي ألقتها علي آسيا, ومن ثم حملت آسيا التي كانت لا تزال فاقدة للوعي بعد أن تأكدت أنها حية بالطبع.

اكتشفت أن إحدى يداي محطمة فربطت الحبل المتصل بالجثث بقدمي اليمنى, وحملت آسيا بيدي السليمة على ظهري ومن ثم بدأت رحلتي للعودة, كان الظل يرشدني على الطريق, لم أعد أعرف هل هو يساعدني بنية جيدة أو لا لكني بدونه كنت ضعت منذ زمن.

كنت أمشي وأحاول شد الحمل بكل قوتي بقدمي اليمنى المسكينة, وحمدا لله كان وزن آسيا خفيفا جداً بالمقارنة بما أجره بقدمي.

عند طلوع فجر اليوم التالي كنت قد وصلت إلى المكان المقرر.

2018/09/28 · 470 مشاهدة · 985 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024