كم أود أن أعرف ما يدور في عقلها, كان ذلك ما يشغل تفكيري قبل الوصول, وعند وصولي رأيتهم ينظرون إلي بتعجب ودهشه , ربما بسبب أنني أحمل كل تلك الوحوش مما يعني أنني قتلتهم, أو ربما تعجبوا من أنني سحبتهم تلك المسافة لا أدري, لكن عندما دخلت المبنى هنأني الأشخاص الموجودين فقد كنا آخر الواصلين وعندما سألني أحدهم عما حصل بشريكتي قلت: خضنا معركة طاحنة مع تلك الوحوش ولكن أحدهم كان أقوى من البقية فاخترق دفاعنا وضربها فارتطمت بحائط الكهف الذي كنا فيه.

هنا سمعت صوت الظل يقول: سأقول لك الطلب الثاني

-هنا ؟

-والآن

-ما هو؟

سألته متعجبا فأجاب: أخبرهم بأن هناك أنواعا أخرى غير التي رأوها

-وهل هم لا يعلمون؟

-أجل, أخبرهم ولا تكثر الأسئلة

قلت للذي تحدث معي(المقصود هنا الذي سألني عما حصل): أتعلم كنا سنكون بخير لولا كان هناك أنواع أخرى من الوحوش

سألني مستغربا: ماذا تقصد؟

كانوا قد حملوا آسيا لتذهب إلى الطبيب وكنت قد فككت الحبل من قدمي, أخرجت رأس المينوتور وقلت له: أعني كهذا, وكان هناك نوع آخر لكن أضخم قليلا.

اسود وجه الفتى الذي سألني وقال: أتعني أنك كنت تحارب وحيدا ضدهم وأنت يجب عليك حماية شخص فاقد للوعي؟

حسنا كان نصف ما قاله صحيح بحسب ما قالته آسيا ذلك الوقت, لكن يجب علي مدح شريكي , أليس كذلك؟

قلت له: لا كانت تحارب معي لكن عندما فقدت تركيزها لثانية وهي تقاتل, كان ذلك عندما أصبت هنا.

وأشرت إلى ذراعي التي كانت لا تزال متضرره, تابعت بنبرة فيها أسى لأزيد الدراما: حينها جاء أحد تلك الوحوش الكبيرة وضربها ضربة جعلتها تطير بعيدا.

-هل يمكنني أن أكون معك في الفريق

-معك حق كان ذلـ.....ماذا؟, ألم يكن من المفترض أن تقول أن هذا كان صعبا أو مؤلما أو شيء من هذا القبيل؟

-ذلك الكلام لاحقا أما الآن فيجب علي الانضمام لفريقك

تبا من أين بليت بهذا الأحمق, سألته قلت له بابتسامة مصطنعة: لقد قبلتك معي, ما اسمك؟

قال لي بابتسام كبيرة على وجهه: حازم , اسمي حازم

امتلأت ملامحي دهشة, هل هذا هو حازم الذي حاز على المركز الثالث في عدد الأشخاص الذي قتلهم, أهذا هو ذاك؟

لم تبدو عليه ملامح القوة, كان جسده هزيلا ووجهه طفولي وبشرته بيضاء, كان شعره بني وعيناه سوداوان , ظننت حين رأيته أول مرة ظننت أنه فتاة, لكن صوته كان فيه خشونة.

الآن فريقي مكون من شاذ وفتاة, جيد على الأقل هما الأقوى بين الناس, لحظة...

لاحظت شيئا فسألت حازم: أين شريكك؟

-لقد مات.

قالها بنبرة حزينة, وبعدها عاد إلى تعبيراته السخيفة وقال: إذن أنت موافق أليس كذلك؟, صحيح شكرا.

لم يكن يعطيني فرصة للتكلم , لكن لا بأس.

الحديث معه قليلا جعلني أشعر بالاسترخاء بعد أن كان قلبي ينبض بسرعة والعرق يتقاطر على و جهي كشلال, في لحظة الاسترخاء تلك ظهر ألم غير متوقع, كانت يدي المضمضة , نزعت قطعة القماش التي اعتبرتها كضمادة عندما رأيتها, لقد كان مريعا ما رأيت, كانت ذراعي إلى كتفي مُغرقةً بالدماء وعندما لمست جزأً منها كانت رخوة, تفتت عظامي !

بمعرفتي لتلك الحقيقة قلت للفتى الذي أمامي: هل تعلم, ليس جيدا أن تضع نفسك في خطر محدق لتكون قويا أو شيء كهذا.

لم يفهم ما قلته فقد كان ينظر إلى ذراعي بوجه مشمئز, أو يشفق علي, لم أدري لأنني بمجرد أن انتهيت ظللت أصرخ من الألم الأسطوري لذراعي.

إلى أن خدرني أحدهم بتعويذة ما........

2018/09/29 · 432 مشاهدة · 523 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024