البعض يظن العمق مجد تكرار بعض الحكم

انظر بعينك وليس بأذنك

أنا أرى لكن لا أنظر, أنظر لكن لا أرى عندما تحاول التفكير بحجم الكون قد يصيبك الصداع, هل توجد كائنات فضائية أم كل الكلام عنها مجرد أساطير, لماذا سمي كلب البحر كلبا مع أنه لا ينبح, لماذا البطريق طائر مع أنه لا يطير, لماذا البشر يتشاجرون والشجر لا يتباشر؟.

كان ذلك هو أثر المخدر علي جعلني لا أفقه ما أقول وأتكلم بكلام غير مفهوم.

لا بأس على الأقل يوجد في هذا العالم سحر يستخدم للتجديد في ثوان, لكنه يستخدم للعظام المكسورة أما الجروح فتعالج بسحر الشفاء.

مر أسبوع منذ ذلك اليوم, لم نتبادل الكلمات, التحمت فرق بالأخرى مكونين فرقا أقوى, ونحن كنا ثلاثة, لكن أقوى ثلاثة, قيل لنا أن نتائج هذه الفرقة (المجموعة التي أختبر معها) يعرفها الجنود من المجموعات الأخرى في هذه الولاية.

إذا سأل أحد أين أنا سأقول له أنني كنت أقف أنا وفريقي(المعاتيه) في وسط ساحة أحسبها للتدريبات وأمامي ما يزيد عن ألف شخص, ورجل لا أعلم من أين جلبوه يتحدث بحماسة بكلام ممل وغير متناسق, أريده أن ينتهي لكن أملي قد تبدد بعد صبر ساعتين لينتهي, لكن تبا إنه لا يتوقف, يخرج من موضوع ليدخل في آخر.

في النهاية وبعد انتظار ساعة إضافية وتخدر قدمي أنهى الخطبة, "أخيرا" قلتها وأنا أمط جسدي فلقد ضمنت أنني سأجلس قريبا, الآن بالتأكيد سوف يختار كل واحد منهم القائد الذي يريده مثل تقسيمة لعب كرة القدم في المدرسة, أود أن يكون لدي أقل عدد من الأفراد في فريقي, فقليل مفيد خير من كثير مضر, أليس كذلك؟

ومع نظرات التي لا تخلو من تعبيرات الملل , بدأ الناس بالتفرق.

و كما لم أرد بالضبط, كان معظمهم معي.

كنت واقفا وخلفي طابور من الأشخاص, نظرت بجانبي فوجدت شابا يبدو مثلي في السن , كان واقفا وحده .

ومن ثم خرجت فتاة من إحدى الفرق متجهة نحوه.

قال لي حازم في أذني أنها ابنة الوالي, في ثانية عرفت أنني يجب علي أن أنقذه مما سيحدث له

كان بجانبي مباشرة فاقتربت منه ووصلت قبل الفتاة وقلت له: هل تنضم إلى فريقي

قال لي بغضب توقعته: وماذا سيتم السخرية مني بعدها أم ماذا؟

-لا, لن يتم معاملتك بسوء أبدا, عموما أنت إذا انضممت إلي ستكون أقوى من انضم إلي اليوم, ما رأيك؟

كانت الفتاة قد وصلت لكنها ظلت تراقب بوجه ....عادي؟ تقريبا.

وافق الفتى وكانت الفتاة لا تزال تراقب, كانت ذات شعر أخضر طويل , وكانت أطول من آسيا قليلا, كانت الابتسامة لي عندما وقفت أمامي هي التعبير الوحيد الذي يعتبر بشريا الذي صدر منها منذ أن رأيتها.

قالت لي: هل لي أن أنضم إلى فريقك؟

قلت لها بما أحسبه دهاءً: لم أمنع أحدا من الانضمام منذ دقيقة , هل أمنعك أنت الآن؟

بصوت لا يخلو من الاستفهام قالت لي: ماذا تعني

-قبلتك

ذهبت ووقفت بجانب ذلك الفتى.

لم أستطع انقاذه من سيناريو الرومنسية الخيالية, كنت قد اقتربت, لكن للأسف, أعتذر لك يا فتى أنا لم أستطع حمايتك.

بتعبيرات مليئة بالأسى نظرت إلى الفتى , كان يحادث الفتاة, فخ الرومنسية القاتل قد وقع فيه الفتى.

قال الرجل الذي خطب لثلاث ساعات متواصلة بعد أن انتهى الكل من اختيار فريقة: الآن أيه الجنود ستذهبون إلى العاصمة غدا لتنضموا إلى جيش الإبادة.

أنا حقا أود العودة إلى المنزل.

لا أريد أن أتورط أكثر في هذا , أنا لست سعيدا بكل هذا.

ذهبت إلى المساكن التي أعدوها للجنود أو بمعنى أدق الثكنات العسكرية.

كان المبنى مبنيا بشكل خيمة كبيرة فيها غرف قليلة, لكن للحق كانت الغرفة كبيرة من حيث المساحة, لكن كانت معبأة بسرائر على مدى جدار الغرفة الأيمن والأيسر , كان هناك مالا يقل عن مئة سرير, حسنا لم أعدها لكن كان هناك عدد كبير منها وكلها غير مرتبة ويظهر على رائحتها القدم الشديد والروث.

اضطررت أن أنام على ذلك النوع من السرائر تلك الليلة.

في صباح اليوم التالي تم إيقاظنا وتم تعبئتنا في عربات تجرها الخيول, كنت جالسا وحولي فوق الثلاثين شخصا, كانت آسيا تجلس بجانبي وكان الشيء الوحيد المتبادل بيننا في هذا الوقت هو الصمت, الصمت في وسط عربة ملأتها الهمسات من هنا وهناك, بادرت بالتحدث لأنني كما يعلم الكل قائد عظيم يحب التقرب من أتباعه-طبعا هو العكس-

قلت: آسيا

لم تجب

آسيا

لم تجب مجددا , أعرف ما قد يجعلها تجيب

-منير عماد سيد

نظرت إلي باستفهام, وكأنها تسأل: هل هذا وقت للكلام عن هذا الفتى؟, أو ربما ألم أقل لك ألا تتحدث عن هذا مجددا؟

المهم تابعت: أخبريني عنه

قالت لي بصوت جاف: هل هذا مهم؟

-أجل

أجبتها والفضول عن منير يكاد يأكلني.

بدأت الحديث: منير كان فتى لا يختلف عني كثيرا في السن , لكن المميز فيه أنه كان موهوبا لدرجة أنه أصبح معلما, حسنا ماضيه كان مجهولا, كل ما كان معلوما عنه أنه تم إيجاده...

وصمتت

قلت لها: أين؟

-لن تفهم

شعرت برغبتها في إنها هذا الحوار فسألتها محاولا أخذ آخر معلومة عنه: هل هو حي أم لا؟

سألت السؤال بلا شعور, تبا سألت أسخف سؤال, لكنها أجابت بلمعة في عينها: أجل هو حي.

أنا لم أفهم ما قالت لكن يبدو أن كشف هذا السر سيكون كبيرا وهذا شيء يعطيني المتعة إلى أن أنتهي من هذه المهمة.

سألتها: هل تودين أن تعرفي اسمي؟

أجابتني مستفهمة: أجل منير, لم أفهم الغرض من سؤالك.

-لا , أنا أقصد اسمي الكامل

-إذن هل ستخبرني؟

-ستعرفين كل شيء في وقته, لكن صدقيني ستتفاجئين .

بعد أن سمعت كلماتي الغامضة آسيا أدارت وجهها ولم أتحدث مع أحد بعدها إلى أن وصلنا إلى وجهتنا....

2018/09/29 · 504 مشاهدة · 858 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024