9 - محارب النحس المطلق

من أكثر التي أكرهها في حياتي هي الاستيقاظ باكرا عند الساعة التاسعة صباحا, وأكره من يوقظني باكرا.

لماذا أقول هذا؟

لأنهم في اليوم الأول لي في الجيش جعلوني أستيقظ عند الرابعة فجرا , وهذه كانت فاجعة بالنسبة إلي.

كنت أقف أنا وآسيا التي لم تنظر لوجهي حتى منذ الكلام الغريب الذي قالته أمس, لم أسمع منها حرف واحد.

أشعر بالذنب.

لا بأس فأنا لست المخطئ بل ذلك المنير.

بعد أن تم إيقاظنا بهدوء-وهذا غريب قليلا بالنسبة لجيش وما إلى ذلك- جمعونا في ساحة ومن ثم, ها نحن ذا, أنا أنتظر وأنا أشعر أن جفناي قد يخوناني, لذلك هذا جيد قليلا .

نحن نقف هنا منذ وقت طويل لهذا أتمنى يأتي من سيأتي ليقول كلمته ومن ثم يتركنا لننام أنا أريد النوم.

ليتني لم أسهر البارحة

كنت قد بدأت بالملل ولذلك قررت أن أجازف وأقوم بأخطر شيء قد يقوم به إنسان في هذه اللحظة.

هذا الشيء هو...........

أن أكلم آسيا.

هذا خطير لأن النساء غامضات في ردات الفعل , قد تكون في أشد حالات الضحك ومن ثم في لحظة تراها تبكي.

أخاف أن تنفجر لكن لا بأس كنت سأموت عدة مرات.

قلت: آسيا, آآآ...تعلمين بشأن ما حصل البارحة...

نظرت إلي وقالت: هلا تنسى ما حدث يا منير, لا مشكلة فكل هذا في الأساس حلم, وسأستيقظ في نهاية المطاف.

كلماتها أطبقت فمي بالرغم من أنها لم تهاجمني بالكلام لكن أشعر أن تلك الفتاة وراءها لغز غامض, أعني حلم؟

هل تقصد أنها مقتنعة أنها في حلم أم أنها ترى الحياة حلماً وتنتظر الموت؟

الاحتمال الثاني هو الأكثر تصديقاً , أعني يمكن صياغة قصتها كالآتي :

أولا: التقت شابا ووقعا في الحب

ثانيا: بعدها مات ذلك الشاب, وأفترض أنه كان في الجيش, لذلك سيكون قد مات على يد أحد الوحوش.

ثالثا: عرفت المحبة أن حبيبها قد مات فأصبحت مكتئبة.

رابعا: لم تتقبل موته لذلك قررت بعد أن تذكرت أن حبيبها قد علمها الكثير من فنون القتال أن تنتقم له من الوحش.

لهذا أنا أكره الحب, الحب سيجعلك مرتبطا بشخص آخر أكثر من اللازم لدجة أنك قد تموت إذا حصل شيء لمن تحب.

أنا أكره الحب, وأكره أكثر منه الناس الذين يريدون تحقيق كل شيء بالعمل الجماعي أنا لست من الناس الذي يكرهون العمل الجماعي لكني أفضل العمل الفردي.

فالعمل الجماعي وإن كان يساعدك في سرعة الإنتاج, فإنه يقلل الجودة, والعكس مع العمل الفردي .

ومع استغراقي بالتفكير الكوني نسيت أنني حي في الأساس, وظللت هكذا إلى أن قامت آسيا بمناداتي بصوت خفيض: منير لقد وصل.

أومأت برأسي ومن ثم وجدت شخصا غير أوكان وافقا عند مكان مرتف في تلك الساحة , كان شكل وجهه يوحي بأنه قد عاش في البراري لفترة , لكنه كان يرتدي ملابس جيش -نظيفة نوعا ما- .

حسنا من يكون هذا؟, لا أظن أن أحدا يدري

ماذا حصل للأشخاص في المجموعات الأخرى لا أحد يدري

لماذا؟

لأن الأحداث متسارعة جدا

كيف

ستعرف بعد لحظات

جاء الرجل وكانت أول جملة يقولها: ستكون مهمتكم لتصبحوا أعضاء رسميين من قادة القوات هي قتل مالا يقل عن خمسة وحوش في يومين.

لم يقل غيرها, وحتى لو قال فلا أحد كان سيستمع, في الواقع حتى أنا لربما كان أكثر من تمالك أعصابه هي آسيا.

ألم أقل أنها تريد الانتقام لحبيبها الميت.

هذه ليست أعصاب فتاة عاديه كانت تنظر فقط بلا ملامح إلى ذلك المتحدث.

بالنظر إلى هذا ألم تكن حال الروايات(المترجمة) معظمها تقريبا هكذا؟

لا, هذا واقعي لهذا......

أعصاب رأسي على وشك الانفجار من التوتر والحماس والتفكير الغير مهم.

شعور مثل أن يقولك والدك أنه سيحضر لك أجمل لعبة في الكون.

تريد أن تعرفها, لكنن تخشى ألا تحبها لكنك تجهد عقلك بالتفكير.

بعدها قد تم اقتيادنا في صفين كل يمشي بجوار شريكه, ومن ثم دخلنا إلى نفق مظلم , وكانت نهاية ذلك النفق بمسيرة ساعة على الأقدام , وعندما خرجنا كان المكان مألوفا لي.

كان هذا المكان حيث قتلت الوحوش بطريقة ما, وددت التفكير لكن لا وقت.

قال أحد الذين اقتادونا : قواعد هذا الاختبار سهلة.

أولا :ممنوع قتل أحد البشر المتواجدين معك في الاختبار

ثانيا: ممنوع سرقة الوحوش من أحد

ثالثا: ممنوع ترك المختبرين للوحوش, اقتل الوحش إن لم يستطع المختبر قتله

رابعا: سيتم نقلكم إلى أماكن عشوائية .

خامسا: مطلوب منكم رأس خمسة وحوش, وإن قتلتم أكثر فلكم.

سادسا: حظا موفقا لكم سيتم نقلكم الآن

وبالفعل تم نقلنا.

كنت وآسيا في.....

هل سمعتم عن النحس المطلق من قبل هذا هو اسمي الثاني.

هل تعلمون لماذا؟

لأننا كنا في كهف يحوي على عدد كبير من تلك الوحوش, وهناك أنواع منها عيونها تشع باللون الأحمر.

كان سيفي معي وآسيا كان معها تلك العصا السحرية, قالت وقبل أن أفهم الوضع: الدعم الجسدي مهارة الغضب .

كانت تلك التعويذة أطول قليلا مما كانت تقول عادة لكنها كانت فعالة علي فقد شعرت بقوة كبيرة تجري في عروقي لدرجة أن يدي بدأت بالارتعاش

ومن ثم قالت: الرؤية الليلية

حسنا لم أعد أتفاجأ مما رأيت

كان هنا أكبر تجمع للوحوش الأسطوري قد رأيته منذ أيام كنت أراهم على الإنترنت ,مثلا كان هناك المينوتور, واللاميا(هي وحوش بنصف جسد إنسان ونصف ثعبان) ووحوش الغرفين وهي وحوش بجسد أسد وجناحي عقاب.

وبالطبع الوحش العادية التي قتلت منها أربعة.

شعرت بالخوف, الخوف الشديد والقوي, لدرجة أنني شعرت أنني فقدت الوعي

المشهد من وجهة نظر آسيا:

كان هذا الفتي منير تعلو وجهه ملامح الخوف والرعب الشديدين, تبا هل هذا الفتى الضعيف هو حقا من المصنفين على أنهم الأقوى.

بعدها تراجع إلى الخلف ووقع, الآن علي أن أقول كلمات وداعي للدنيا.

لكن.... أفاق منير مع ابتسامة كبيرة تتسم بالشر على وجهه.

ماذ...... قام وأخذ يلوح بسيفه مقتطفا رؤوس الوحوش المعروفة الصغيرة أولا, يقطع الرأس ومن ثم يقطع الجسد من المنتصف , وهكذا واحدا تلو الآخر كان يقطعهم بوجه باسم.

لم أستطع فعل شيء سوى أنني وضعت عليه تعويذة الدعم التي وضعت مثلها عليه قبل قليل.

ومن ثم بعد أن قتل كل الوحوش الصغيرة توقف للحظة مما سمح لمجموعة من المينوتور أن يلتفوا حوله ويحاولوا ضربه بالمطارق العملاقة التي يحملونها .

كان واقفا , يضرب واحد منهم المطرقة فيبتعد عنها بفرق خطوة وبعدها الثاني, كان سريعا جدا.

ومن ثم قال بضجر: لقد مللت.

في تلك اللحظة نجح أحدهم في إصابة زراعه, أصدرت صوتا أصبت بالقشعريرة على إثره.

لم يهتم بالألم بل اختفى.

لأكون أكثر دقة كان يتحرك بسرعة حتى أنا لم أراه , وفي لحظة قطعت رؤوسهم كلهم.

برؤية ذلك الوحوش الأخرى هربت .

وقف منير مكانه ومن ثم أطلق صرخة ألم كبيرة ارتعدت منها ومن ثم وقع على الأرض.

........................................................................................

نهاية الفصل, إن لديكم أي انتقادات أو اقتاحا فأخبروني بها



شايفك وأنت خارج من الفصل من غير ماتكتب حاجة

2018/09/21 · 538 مشاهدة · 1033 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024