بقدر ما كان الأمس غريبا, فأنا لم يمكنني التصديق بوجود حاكم كهذا, كان الحاكم تمثيلا للضعف, لم أرى أبدا حاكما تتم معاملته هكذا من قبل مجرد جنود ربما يكون عادلا , وربما يكون غير كفوء, أعني من قد يعين حاكما يافعا هكذا, لا بأس ربما لديه أسبابه.

أكثر ما أنا خائف منه هو مواجهة الغد, لم أسمع أحدا يقول لي عن ذلك القائد سوى أنه قوي جدا, لدرجة انه يذهب أحيانا في مهمات فردية لقتل الوحوش بغرض التسلية فقط!

لهذا أنا خائف قليلا.

كنت قد سألت آسيا بعد كل تلك الجلبة عما فعلته وعن مدى غبائه, لكنها قالت لي شيئا واحدا: من استطاع هزيمتي يمكنه هزيمة أيا كان.

صمت تماما ربما لأنني لم أتوقع هذا المديح, أو ربما لأنها كانت تبتسم لي, أو ربما لأنها قالت لي: أنت تشبه منير في كل شيء, حتى أنك تستعمل فن الظلام مثله, الذي هو التطور الاخير لفن الغضب أنت مثله قلبا وقالبا, إذا استثنينا أن شعره أبيض وشعرك أسود, وأيضا هو حي

بانتهائي من التفكير كنت قد نمت قبل أن أدرك.

استيقظت صباحا في وقت باكر-على غير عادتي- ومن ثم حاولت أن أتذكر التعويذات التي قيلت في تلك القتالات التي لحد اللحظة, لم أفلح في تذكر شيء سوى تعويذات الدعم تلك.

فن الظلام ها؟

أنا أعرف بل متأكد من أن الظلام ليس للدعم فقط هناك أشياء أخرى يمكنني عملها به, تبسمت ابتسامة مرعبة وقلت: الآن لقد استيقظ الوحش, ستنم على مواجهته.

اكتشفت حينها أنه يمكنك تأليف مهارة, أيضا اكتشفت أن لدي فن النور أيضا, فلسوف يلقى خسارة مهينة.

مضى الوقت وحان موعد القتال , كانت الساحة صحراء شاسعة, وعلى بعد مالا يقل عن مئة متر كان الجنود يشاهدون, كنت واقفا أنتظر عدوي وأنا أتذكر لكلمات التي قالها لي الحاكم قبل البدء: اقتل الخائن ولك جائزة عظيمة.

أنا وللأسف لم أر وجه منافسي إلى هذه اللحظة, لكن لا بأس.

انتظرت خمس دقائق أخرى إلى أن وصل.

كان رجلا بوجه في عدد من الندوب, وقامة فارهة وشعر أصفر ذهبي وبشرة فيها اسمرار.

كان يمشي بكل فخر إلى أن وصل إلى النقطة الموعودة.

وقف أمامي وعلى وجهه ابتسامة تهكمية قال لي باستعجال وهو يخرج سيفه من غمده المعلق على خصره: لنبدأ هذا القتال الآن

قلت له: لنبدأ

الآن سيستريح منير من شرح الوضع ليكمل الكاتب عنه:

بعد انتهاء منير من قول تلك الكلمات أشهر الاثنان سيوفهما وانطلقا بقوة تجاه بعضهما وكما هو متوقع طار منير إلى الخلف عدة أمتار, فقد كان جسده غير معتاد على هذا النوع من الالتحامات ولم يكن قد ألقى تعويذة الدعم على نفسه, توجه القائد نحوه قاصدا طعنه لكن منير قام بسرعة وتوجه بسرعة إليه , التحم سيفاهما ببعضٍ وبقوة الالتحام ولدت شرارة وعل إثر القوة تراجع الاثنان للخلف قليلا, قال القائد لمنير: أثني عليك حقا, أنت أول بشري يصمد أمامي كل تلك المدة.

قال منير مستنكرا: كل تلك المدة؟؟؟, لم يبدأ القتال أساسا

قال القائد ساخرا: ومتى سيبدأ

-الآن

قالها ببسمة شريرة على وجهه ومن ثم قال: المضاعفة الكبرى مهارة الظلام.

ضحك القائد.

كان يقف ساكنا ومنير كان يقترب منه, في الواقع حتى لو تحرك فلم يكن منير سيلاحظ لأن الحركة كانت بطيئة جدا في نظره, رفع القائد إصبعه إلى أعلا عندما لاحظ منير توقف وقد كان أمامه مباشر ونظر إلى الأعلى حيث كان يشير خصمه, في اللحظة ذاتها تلقى لكمة سريعة بشكل لا يوصف على وجهه جعلته يسقط ماسحا الأرض بجسده لعدة أمتار إلى الخلف.

قام بعد تلك اللكمة بصعوبة قليلا.

كان هناك صوت يردد أشياء غير مفهومة من أول المواجهة.

توجه القائد ناحيته وضربه بالسيف في قلبة, لم تسقط قطرة دم من منير لأنه كان قد اختفى, ظهر من وراء القائد وقال له: أنت لم تتعلم السحر أليس كذلك.

قال القائد وهو يبتعد عنه: أجل فليست لي به حاجة.

قال منير بصوت مخيف: إذن, ولسوء حظك ستتذوق الألم واليأس.

التفت القائد إليه وقال بصوت شخص لم يفهم ما شرح له: ما الذي تقول أيها الأحمق.

توجه إلى منير وطعنه مجددا لكنه كان قد اختفي وظهر خلفه, قال منير بصوت مهيب: يبدو أنك لم تفهم أن هذا المكان هو لعبتي.

وأصابه بالسيف في ظهره بندبة على شكل خط مائل.

كان الحشد بالرغم من انه يشاهد من بعيد إلا أن الرؤية كانت واضحة, كانوا كلهم يرون أن القائد يضرب الهواء, ويضحك بلا سبب ومنير جالس يتحدث بشيء ما.

كان القائد سيجن, كيف ذلك الشخص يتخطى الضربة التي قد جاءت لقلبه ليس مرة أو اثنان بل خمس مرات.

قال منير له حين وجد أنه ميؤوس من أمره: يبدو أنك لم تفهم أنك قد وقعت في الوهم.

-الوهم؟

-أجل بالظلام, أجعل رؤيتك تنعدم لأي شيء أريد, وبالنور يمكنني جعلك ترى كل ما أريدك أن تراه, وبما أن المباراة قد أصبحت مملة, سأقتلك الآن

أصاب منير القائد في قلبة من الخلف.

التفت القائد وقال لمنير: كـ... كيف....هـ...ذا...مـ

-أنت تحديت الأقوى لذلك.... كما تعرف كان مصيرك هكذا.

أخرج السيف من صدره وتركه يقع, بعدها رحل منير ليعود ليأخذ اللقب الخاص به تاركا جثة الرجل على الأرض.

إلى أي مدى فقدت إنسانيتي, كان هذا ما يفكر به منير.

2018/09/30 · 452 مشاهدة · 792 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024