استيقظ من نومي, حسنا فقد كنت قد فقد الوعي بعد كم الإصابات التي أصبت بها, أو على الأقل هذا ما أتذكره, كانت غرفة قذرة.... لا لم تكن غرفة بل كانت خيمة صغيرة تتسع لشخصين على الأرجح, كان القماش الذي صنعت منه الخيمة أبيضا به اتساخ وكانت الرائحة مثل الحمامات العامة, لا الحمامات أفضل منها من حيث الرائحة, إذا كانت هذه المعاملة التي يعاملونها لقائدهم الجديد فلا أريد أن أعرف كيف يعاملون الجنود العاديين المصابين, كنت متمددا على ملاءة سيئة من حيث كل شيء, وكان جسدي مغطى بضمادات على الأقل كانت نظيفة, السؤال الذي يحير لماذا لم يستعملوا نفس السحر الذي عالج ذراعي على تلك الجروح؟

لا يهم, سأخرج لأرى إن كانوا على الأقل متواجدين حولي, أو حتى نقلوني إلى إحدى الثكنات.

خرجت فوجدت..................في الحقيقة لم أجد شيئا كنت في المكان حيث وقعت لكنه كانوا قد نصبوا لي خيمة, جيد أنا مكروه بين أتباعي, وأقصد بأتباعي هنا كامل الجيش, سأجعلهم يتذوقون الألم , الآن أنا لا أدري ما أفعل, ناديت على دليلي السياحي أكثر شخص أكرهه وأكثر من يفيدني.

أيها الظل

أجاب علي بصوت متثائب: ماذا تريد الآن

-أرجوك ساعدني أنا تائه

-الظاهر أنك مكروه من أتباعك

-أعرف, رجاء أخبرني ماذا أفعل

-سأنقلك إلى حيث يتواجدون, لكن دعني أنام

-ظننت أنك لا تنام

-أنا بشر وأحتاج إلى النوم كما تحتاج

قالها بلا مبالاة على الأرجح لم يدرك أنه قال معلومة مهمة من دون أن يعرف.

الظل بشر ها؟

قلت له بنبرة رجاء: انقلني إلى هناك

-حسنا

قالها وهو يتثاءب

و.......... وجدت نفسي أمام مبنى ضخم , له ارتفاع شاهق وعلامات القدم منحوتة على الصخر الذي بني منه, كان لون المبنى غير واضح فلا شيء ينير هنا سوى القمر.

كان هناك العديد من النوافذ.

لم أفهم لما نقلت إلى هنا, لكن بما أنني نقلت إلى هنا فهذا يعني أنهم بالداخل.

دخلت .................................................

ما؟

كان المكان في حالة هرج ومرج, العازفين يعزفون ألحانهم والناس يرقصون, وما إلى ذلك من الأمور.

دخلت وفي رأسي مئة علامة استفهام, لقد كان الجنود هم هؤلاء الحمقى.

تبا لماذا يحتفلون؟

كان هناك عدة طاولات كان البعض جالسا يشاهد فقط ومنهم من يصفق, كان حازم جالسا على أحد تلك الطاولات وحيدا, فتقدمت إليه عندما رآني قام ليحييني كأنه صديقي منذ زمن وكأنما نسي أنه تركني مع هؤلاء الحثالة في وسط الصحراء التي كانت خارج حدود الدولة, قلت له وكأنني لا أكاد أخرج حمما بركانية بدل العرق من الغضب: لما هذه الحفلة؟

-للاحتفال بالجنرال الجديد

-وهل تعلم من هو ذلك الجنرال اللعين

-نعم... أنت

-كيف تقيمون حفلا بدون الذي أقيمت له الحفلة

قلتها تمهيدا للسؤال التالي.

قام بهز كتفيه علامة الجهل , قلت له: لماذا تركتموني في الصحراء؟

-اسأل آسيا إنها من طلب ذلك.

أكاد أجن من تلك الفتاة ليتني كنت تركتها تموت.

تابع: بالمناسبة الملك يريد أن يتحدث معك

-و... أين ذلك الملك؟

-ستجده بين الحضور, قال أنه سينتظرك

يا إلاهي الرحمة, لقد رزقت بعقل وسط مجانين.

ذهبت باحثا عن ذلك المعتوه الآخر إلى أن وجدته, كان جالسا على إحدى الطاولات وحوله العديد من الجنود.

ذهبت وكنت أدفع الجنود بقوة ليبتعدوا, عندما رآني تغيرت بسمته الغبية إلى ملامح جادة, قام وسحبني من يدي إلى طابق أعلى في ذلك المبنى, فكما قلت له ارتفاع شاهق, إذن له عدة طوابق.

قال لي الحاكم, المعتوه الملك أو أيا كان اسمه: أشكرك على قتل القائد نبيل.

ها

-ذلك الرجل كان يحاول عمل انقلاب

-ماذا؟

-أجل كان يطمع في السلطة لكن لم يكن مؤهلا للحكم

-وكان يملك السيطرة على الجنود, أليس كذلك؟

-أجل, في الواقع أنا مندهش لتخيلك سيناريو كهذا بالرغم من أن هذه كانت ستكون المحاولة الأولى منذ تأسيس الدولة.

-لكن هل من الجيد حقا أن تخبرني

-أجل فأنت مجرد شخص مجهول النسب ولا أحد يعرف عنك شيئا , من سيقبل بك من الأساس؟

-أتباعي

-أتباعك, الجيش مكون من مئة ألف جندي حتى لو قلنا أن أتباعك ألف منهم.......لذلك حتى لو أردت فعل أي شيء فلن تستطيع.

تبا هل كان لهذا الملك عقل من قبل؟, لا بأس سأغير الموضوع

-حسنا لا بأس, المهم لماذا تركتموني في الصحراء, على حد علمي أنك كنت تشاهد

-شريكتك هي من أخبرتنا

برجه لا يخلو من علامات التقزز قلت له: وعلى حد علمي أيضا أن الملك هو أعلى آمر في الدولة, لماذا لم تشفق على ذلك المسكين

-لا أعلم....

ومن ثم رحل.

أنا لا أفهم

حقا لا أفهم.

عدت إلى الطابق السفلي, كانت الحفلة ماتزال مستمر وحازم كان على نفس الطاولة لكن كانت آسيا تقف بجانبه وتحادثه عن شيء, ذهبت إليها وقلت لها بغضب لم أكتمه: ماذا يعني هذا يا آسيا؟

نظرت إلي وقالت: ماذا تقصد

-الذي تفعلينه

أمالت رأسها متسائلة وفجأة شعرت أنها فهمت أخيرا ما أود قوله لها , وبعدها قالت: أتغار لأنني أكلم حازم وأنت غير موجود؟, لا تقلق فلا احبك لا أنت ولا هو, قلب محجوز لشخص آخر.

واضعا يده على قلبه, قال حازم: يبدو أنك حطمتي شيئا ما

لما دائما حظي يكون مع المغفلين؟

قلت لها: لا ليس هذا, بل لماذا قلتي لهم أن يتركوني في هذه الصحراء؟

-همممممممم...... لأن هذا طلب مني

-من طلبه

-لا أحد

أأفجر هذا المكان؟

لا بأس

-آسيا هل تعرفين مكان ثكنات الجنود, أريد أن أنام من فرط الغباء

-لم أتوقع أن غباء الشخص يجعله يريد أن ينام.

تبا, لا احترام نهائيا, أشعر أنني طفل.

-المهم أخبريني أين هو مكانها

-لا بأس سأرشدك.

وبعدها أشارت إلي أن أتبعها, فتبعتها.

كانت تسير متخطية الشوارع وخلف المباني الكثيرة, كانت المنطقة على الأرجح مدينة صغيرة.

كانت المباني تتسم بالقصر, وعرضها.

بينما أنا أسير قالت لي: لقد اقتربنا

حسنا هذا فأل خير

وصلنا ومن ثم............. أسحب كلامي, هذا ليس فأل خير.

كانت منطقة بلا مباني والجنود نائمون متغطين بلحاف رقيق على الارض وكانوا قد توسد كل منهم صخرة ومنهم من تخلى عن التغطية ليكوم اللحاف وينام عليه.

عرفت الآن لما لم يناموا حتى الآن.

قالت لي آسيا: أريد محادثتك.

هم؟... محادثتي, إن رفضت فقد يكون هناك معلومات مهمة ستخبرني به , وإن وافقت فلربما تتحفني بسخافة أخرى.

برؤيتها صمتي قالت: لا بأس إن لم ترد

-لا مشكلة معي

جلست مستندا على حائط قائم في أحد اتجاهات المكان الفارغ وقد جلست بجانبي آسيا, لكن كان هناك مسافة بيننا.

قالت لي كجملة افتتاحية للمحادثة: أنت لا تنتمي لهذا العالم أليس كذلك؟

2018/10/04 · 509 مشاهدة · 977 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024