مع أول لقاء بالأشخاص تظن أنهم طبيعيون, تظن أنهم مثلك-في أغلب الأحيان- لكن عندما تتعمق معهم ترا أنهم مختلفون جدا, أو متشابهون جدا إذا قارنت نفسك بهم.

كان الوحيد الذي لاحظ تغير الزمني هو آسيا, والوحيد الذي لاحظ أن منير ظهر فجأة هو آسيا أيضا.

لذلك قالت حينها: أنت لا تنتمي لهذا العالم أليس كذلك؟

تجمد وجه منير فقد كان هذا السؤال هو أكثير سؤال لم يتوقعه, ولن يستطيع الإجابة عنه بلا ارتباك.

لكنه رغم ذلك حاول اخفاء ارتباكه بضحكة تبعها قوله: هل تمزحين؟, عالم آخر؟, هل هذا نوع من قصص الأطفال؟

-لا تجب على السؤال بسؤال آخر

-لا لست من عالم آخر

-إذن هل يمكنك أن تخبرني منذ متى تولى الحاكم الحالي حكمه.

-................

-هل يمكنك أن تخبرني اسمه؟

-.................

-هل يمكنك أن تخبرني اسم أحد أفراد عائلتك؟, أو حتى أين كنت تعيش؟

-...........

-لن تستطيع الإجابة, لأنك لا تعرف الإجابة

-..........

-رأيتك وأنت تعود بالزمن عند مواجهتك لهذا القائد, أليس هذا ما حصل؟

-نـ....نعم

-والآن هل تعلم, كيف تنهي هذه المحنة؟

-ماذا تقصدين؟

-الوحوش, يجب أن تموت لكي أستطيع العودة إليه

-.....

-أعرف مكانه لكن لا يمكنني الوصول, لذا هلا ساعدتني في الوصول إليه

توقفت عن الكلام للحظات قليلة وبعيون دامعة قالت: رجاء, لقد اشتقت إليه.

في العادة كان سيرفض هذا الطلب اللامعقول لكن برؤيته لعيونها الحزينة وبالطريقة التي طلبت منه هذا الطلب بها فلا يمكنه سوى الموافقة, لم يملك الخيار, فقبل أن يكون ذلك الذي يعتبر المشاعر ضعفاً فهو إنسان ويعرف شعور أن تكون بعيدا عمن تحب, عائلته الآن تجلس مع نسخته غير داريه عما يفعل هنا ليعود ويراهم ولو مرة واحدة.

وضع يده على رأسها وراح يمسح عليه بخفة ويقول: لا تقلقي, أنا أعدك أن تريه مجددا قبل أن تموتي, لذا رجاء بعض الاحترام

أمالت رأسها في عدم فهم فقال لها بغضب: أن تتركيني في الصحراء هكذا بلا شيء أهذا سلوك يتم التعامل به مع جنرال الجيش وأقوى من فيه؟

-أوه, هذا.....حسنا ...آه.

أخفضت رأسها لما لم تلقى ولو عذرا واحدا وقالت: أنا آسفة لكنك كنت أحمقا في الواقع

-ماذا؟؟

-أعني أن تدعه يطعنك بعد أن طعنته أي نوع هذا من الغباء؟

بابتسامة شريرة وصوت مرعب قال: من الغد ستبدأ التمرينات, حينها سيتعلم الجميع معنى احترام القائد.

ضحك الاثنان, وقالت آسيا بعد ضحكة دامت دقيقة أو أكثر: لكن أشكرك حقا على هذا الوعد, أشكرك.

وابتسمت .

لكنها لم تسحر منير الذي يحمل في قلبه آلة لتدمير المشاعر, أيضا هي بالفعل تحب شخصا آخر بجنون.

وهكذا انتهت حوارات تلك الليلة, أخذ منير جانبا فارغا لينام, بينما ظلت آسيا مستيقظة تنظر إلى السماء.

قالت قبل أنت تصمت تماما: هل سأعود يوما ؟


مضت تلك الليلة بسلام...............

ربما سلام تلك الليلة كان ما يسمى الهدوء ما قبل العاصفة.

2018/10/07 · 452 مشاهدة · 429 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024