كانت تقسيمة الجنود بسيطة جدا حيث كان هناك مجملا ثلاثين ألفا من السيافة ومثلهم من رماة الأسهم والباقي سحرة, من جيش جنوده ثمانين ألفاً.

كانت التقسيمة عبارة عن عشر كتائب للذهاب في مهمات إلى الولايات الحدودية العشر, بسيطة جداً أليس كذلك؟

كل كتيبة كانت مكونة من ألفي ساحر وثلاثة آلاف سياف(مقاتل) ومثلهم من رماة الأسهم.

أشعر أنه لو رآني أحد قادات الحروب بهذه الخطة سيقضي علي من تفاهتها.

أو ربما لا , فهذه الخطة تضمن أن تحصل الولايات الحدودية على نسب أمان متساوية تقريباً, وهذا جيد قليلا, فنحن لا نحارب بشرا بل وحوش غبية.

كنت أنا ثالث ثلاثة مع حازم وآسيا, وضعت لنفسي مهمة بسيطة, وهي كالآتي:

أذهب مع الفرقة التي ستقوم بالعملية أو المذبحة بمعنى أدق لتلك الوحوش.

لعدة أسباب منها, معرفة الأنواع المختلفة المتواجدة في هذا العالم, ومن ثم لأن الجنود سيحتاجون من يرفع روحهم المعنوية, ومن أفضل من القائد, الشخص الأقوى في الدولة.

وأخيرا إظهار قوتي للجنود, بحيث يعلون أنهم لا يتبعون مجرد متحدث فقط.

كنت ذاهبا مع الفرقة السابعة, حسنا بدأت به لأن هذا الرقم من أحب الأرقام إلي.

كانت الفرق جميعها تعسكر عند تلك الأسوار ووظيفتها فقط تقتصر على حمايتها بلا بحث عن أماكن تجمع الوحوش بالطبع هذا لا ينطبق على الفرق التي معي .

ذهبت معهم الفرقة السابعة إلى الولاية الخامسة عشر الحدودية-على حد قولهم- كانت لا تشتهر بأي شيء.

كانت رحلة استغرقت يومان, مدهش أليس كذلك؟

عندما وصلنا, كانت المدينة -الولاية- بلا ملامح الكل يسير كما لو أنهم موظفين, لا ترى الأطفال يلعبون كما قد ترى في أي مكان, البيوت كانت على طراز قديم, أقدم حتى من بيوت القرن العاشر.

كان معظمها من الطين وقد تجد خياما من صوف .

تلك المدينة كانت قبلا مكان طبيعيا-على الأقل بمقياس الذي قال لي هذا- لكن مضت فترة لم يسمع منها أي شيء فقط يعيشون ليموتوا.

قيل لي أن السبب في هذا أنه كان هناك رجل وكلت إليه مهمة تحقيق في أمر هو ومجموعة من أصدقائه وبعدها بدأ أصدقاؤه يموتون واحدا تلو الآخر ظن الجميع أنه هو من قتلهم لذلك لاحقوه هو وزوجته وابنه خبأ ابنه في مكان ما وبعدها رمى أحدهم شعلة كان يمسكها على ملابس زوجته مما أدى إلى احتراقها حية لم يستطع الرجل سوى الهرب بنفسه إلى خارج الأسوار.

وقف على تلة سميت في بعد بتلة التطور لسبب مجهول, لم يجرؤ أحد على الخروج بسبب أنهم كانوا في الصباح والوحوش تنشط في ذلك الوقت.

وقف وظل يحاور نفسه لثواني وبعدها حرك يده كأنما يمسك شيئا وفجأة ظهر شيء يشه البشر بحد كبير لونه أبيض جدا كانت رأسه مقطوعة مما أدى إلى تلوث بياض لونه بحمرة.

وظهر بيده-الرجل- منجل أسود كان عليه دم يقطر, ظل يضحك بعدها بهستيرية ووقع على الأرض وهو يكح دما.

تلك كانت قصة تلك المدينة المنسية.

على الأقل كان الناس لا يقولون أكثر من هذا في قصتهم, لكن لا بأس فأنا لا أريد أن أعرف أكثر من هذا, فلدي لغز يسمى آسيا لأحله .

عسكرنا خارج الأسوار , وكان لكل مئة فرد دور في الحراسة.

لكن كان من المقلق حقا أن أنام مع وجود أناس لم يواجهوا تلك الوحوش ليحرسوني.

فكما قال أوكان (هذه الوحوش ليست قوية بل الخوف يجعلك ضعيفا أمامها) حسنا لم يقلها حرفيا لكن أظن أن هذه صياغة أفضل لجملته.

لذلك قررت الجلوس معهم وبالصدفة كان حازم جالسا , جلسنا في دائرة كبيرة حول نار مشتعلة كانت الدائرة كبيرة بعض الشيء فقد كان مئة شخص جالساً بها

قررت أن أبدأ الحديث: حسنا بما أن الجلسة مملة فما رأيكم أن يحكي لنا كل واحد منكم اسطورة سمعها من قبل؟

كان معظمهم قد أومأ بالإيجاب حينما قال حازم: أنا سأبدأ.

-جيد وما هي الأسطورة التي ستحكي لنا عنها؟

-سر تسمية تل التطور بهذا الاسم

-ابدأ إذن

-بما أنكم سمعتم الحكاية إلى وقوع الرجل وضحكه بهستيرية, سأبدأ من بعدها, ظل يسعل دما وبعدها مات, خرج أحد الناس الذين داخل السور وذهب إلى جثة الرجل وسط أصوات تطالبه بالرجوع.

لمس دم الشيء الأبيض اللون فإذا به يتحول لإحدى الوحوش.

مرت فترة ورحل الناس بلا تصديق لما رأوه, بعدها جاءت بعض الوحوش وشربت من تلك الدماء, تطورت إلى أشكال مختلفة بعدها.

لم يشهد على تلك الحادثة سوى طفل واحد وهو الذي أطلق عليه هذا الاسم, بطريقة ما أثبت الطفل للناس ما حدث فأطلقوا عليه الاسم الذي سماه الطفل لذلك التلة.

لم يعرف أحد أن ذلك الطفل هو ابن ذلك الرجل الذي مات وهو يضحك, ولم علم أحد أنه لم يعد يستطيع البكاء منذ أن كان في الرابعة من عمره, ولم يعلم أحد أن الرجل الذي تحول إلى وحش قد أصبح القائد على تلك الوحوش, لم يعلم أحد شكله في تطوره الأخير لكن كل ما عرفه ذلك الطفل هو أن ذلك الرجل الذي تحول هو أخطر شيء على البشرية.

كان الكل يشعر بالحزن على موت هؤلاء الرجال فقد كانوا من أكثر الأشخاص المحبوبين الذين يساعدون غيرهم بقدر عشرة أضعاف استطاعتهم, مع مرور الوقت, ومع تفشي الحزن نسي جميع من في الولاية كيفية الابتسام, لكن من حسن حظ الطفل أنه كان قد ذهب إلى ولاية حدودية أخرى.

-رائع يا حازم , قدرتك في حياكة تلك القصة كانت رائعة

قلتها معجبا بقدرته على عمل حبكة كهذه, لكنه رد بنفس التعبير على وجهه: لم أكن أكذب, هذا كله حصل فعلا

-ماذا؟.... أتعني

-أجل أنا ذلك الطفل.

لم أتوقع أقل من ذلك, لكن هل هذا جيد أن يتحدث بطلاقة هكذا أمام الجنود.

تحدث أحدهم متأثرا: كم كنت مسكينا يا فتى

وقال آخر: لا تقلق , سنكون نحن عائلتك

تبسم حازم ابتسامة أعرفها جيدا.

كانت بسمة كتلك التي تبتسمها لصديقك عند لقائكما لأول مرة منذ زمن, ابتسامة فيها سعادة .

سمعت صوتا

ما كان هذا, كان صوت فرقعات خفيفة, كالتي تصدر عن شيء يشتعل.

فجأة وجدت المكان حولي يشتعل نارا, في مكان بعيد لمحت شيئا ذا عدد رؤوس كبير كان ينظر باتجاهنا.

وفجأة...... هجمت الوحوش علينا.

2018/10/23 · 439 مشاهدة · 918 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024