وها قد عدت.

كنت قد عدت أنا ورامي تاركين ما تبقى من الفرقة هناك, أعني هم بحاجة إلى وجود من كسر حاجز الخوف من تلك الوحوش, بالرغم من أن الشاعة تظهر في أوقات كالتي عاشوها.

لكن زيادة الاحتياط جيدة, بالرغم من أن ثلاثة أعشار القوات ماتت, والمثير للسخرية أنني ظننت أنها كانت فكرة جيدة, بل لم أقبل فيه نقاشا –بالرغم من أنه لا أحد قد بدأ معي نقاشا-, لكن أنا حقا لا أدري ما أفعل, أريد أن أفوز على هذا العالم.

أن تنتهي تلك الوحوش من الوجود بسرعة, لا أريد أن أتربع على عرش القوى أو أي من تلك الأهداف السخيفة.

أعني, كيف يمكن أن يكون عالم حيث للقوي المعزة وللضعيف المذلة العالم لا يعمل بهذه الطريقة فقط, بل هناك نظام أكثر تعقيد من ذلك يحكمه, ولولا ذلك لما كان أبطال تلك الروايا الذين يبدؤون كحثالة في البداية سيصبحون أقوياء جداً ويحكموا هذا العالم صاحب القوانين الغبية.

"ما بك تقف كالعاشق"

قالها رامي, فقلت له "ما بك تقف كالمعشوق"

لم يفهمها, حسنا لربما ظنني شاذاً, أدعو أنه لم يظنني هكذا.

"ماذا تريد إذن يا رامي؟"

"ماذا ستفعل, دمر تقريبا نصف دافاعنا"

"سؤالك جيد, في الواقع جوابة من عند الفلسفة الأيديولوجية العكسية المترابطة الروحية التفاعلية الكوكبية من ناحية المجرات, وبالقرب من الفلسفة العدمية الكمية التناقضية, في الواقع أنا لا أعرف"

تغيرت ملامحه "لا وقت للمزاح يا أنت نحن في خطر, وليس نحن فقط بل الناس كلهم, هل تفهم"

"أنا لا أدري, لا أفكار لدي هلا ساعدتني؟"

"حسنا, حسنا... الآن استسلم دماغك ها, لا بأس"

"لماذا لم تحاول اقتراح أي أفكار علي إذا كنت تعرف أن شخص واحد لا يمكنه تحمل مسؤولية كهذه"

"حسنا, هذا قد يعتبر سري لكن, لنقل أنني أردتك أن تقول هذا كي لا تحملني مسؤولية أي اقتراح فشل"

"أنت غريب يا رامي"

"ليس أغرب منك يا من ظهرت من العدم"

"دعنا نبتعد عن هذا, ألديك أفكار؟"

"في الواقع ليست لدي, لكن ما رأيك أن نسأل من وراء الصخرة؟"

من وراء الصخرة؟

حسنا عدت لعادتي السيئة في عد وصف الأماكن بشكل جيد, لكن لنصف المكان الآن قبل أن يحدث شيء مفاجئ.

كنت واقفا ورامي على تلة التطور, لم تكن تلة عشبية, بل كانت تلة كلها صخور مرتفعة ومنخفضة.

كان رامي قد أشار إلى الصخرة التي كانت على يميني, والتي كانت أطول مني بقليل وعرضها كعرض شاحنة نقل.

خرج من وراء تلك الصخرة حازم وآسيا.

"كيف عرفت أننا هنا, لقد كنت أخفي وجودي بالكامل أنا وحازم"

قالتها آسيا فرد رامي قائلا "حسنا لم أكن لأعرف لولم أشاهدكما تتسللان من وراء منير أعني القائد"

أشعر أنني الأغبى هنا بعدم قدرتي على معرفة معنى إخفاء الوجود و عدم قدرتي على الدخول في هذا الحديث.

"أنت منير هل الذي سمعناه كان صحيحا؟ هل مات الكثير من الجنود؟"

لم أقدر على الإجابة لشعوري بالذنب بسبب ما حصل لكن لحسن الحظ أجاب رامي "ألم تسمع ما قلناه قبل قليل أجل"

"هل تريد منا أيها الضيف أن نساعدك في التفكير"

قالتها آسيا, ولم يتم التعقيب على ما قالته, لحظة

"آسيا هل قلت لهم عن الـ..."

"لا لم أقل, أعني كيف أقول هذا الشيء المحرج أمام الناس علنا؟" قالتها باحمرار قليل على وجهها

تبا لا تحمري بعد قولك لهذه الكلمات سيتم فهم بطريقة خاطئة

"لم أكن أعرف أنك هكذا يا منير" قالها حازم

تبا لقد تصور ما لم أرد أن يتصوره

"كفانا مزاحاً لنعد إلى الموضوع الأصلي"

لسبب ما شعرت أن رامي قد أصبح القائد وأنا التابع, لكن لا بأس للآن .

"سيعقد اجتماع بيننا نحن الأربعة الآن للحصول على خطة"

كان هذا أنا، وقد تابعت قائلا بعدها "هلا أسمعتموني مقترحاتكم؟"

"قبل أن أقول اقتراحي يجب أن نجيب على سؤال مهم "

"ما هو يا رامي؟"

أجبت رامي بسؤال على أمل أن يسأل بسرعة

"هل تلك الكتائب مدربة جيداً على القتال؟"

أنا أفهم سبب سؤاله جيداً, فقد يعني أنهم لا يمكنهم التصرف الأوقات الحرجة إن لم يكونوا مدربين جيداً, لكن وللأسف الإجابة هي لا

"ما رأيكم أن نتفرق نحن الأربعة وكل منا يقود كتيبة؟"

"اقتراحك جيد يا حازم لكن نحن أربعة وهناك حوالي عشر ولايات علينا حمايتها, وكذلك أيضا الجنود في ثلاثة ولايات تمت إبادتهم بشكل شبه كامل وفي الرابعة نصفهم قد مات"

قلتها ردا على اقتراح حازم.

"لم لا يتولى إذن كل واحد منا عدة ولايات ويضم قواتها معا"

اقتراح سخيف من آسيا التي وبشكل مفاجئ تبين أنها موافقة على اقتراح حازم.

"عليك أن تعرفي أننا بشر ولا يمكننا أن نتولى حماية أكثر من ولاية, لربما تستطيعين ولكن أنا لا"

رد رامي عليها ومن ثم أضاف مقترحاً "ما رأيكم أن نضيف قائدا قويا من كل كتيبة, ونأخذ بعض الجنود من كل كتيبة لكي نسد العجز في الجنود على الحدود"

"إن كان الأمر على العجز في العدد فيمكننا سده, لكننا في مشكلة أكبر وهو أن لدينا عجز في من يستطيعون قتالهم, هل فهمت أين المشـ..." تذكرت شيئاً "ما رأيكم أن نطلب الحرس الملكي من الملك"

أعلم أن تلك فكرة مجنونة لكنها معقوله, أعني أنهم كانوا يوماً تحت قيادة قائد قوي وكان منهم من يذهب معه أحيانا في مهمات لهذا السبب سيكون من الجيد لو حصل الجنود على شخص ذو خبرة ليساعدهم, لكن هل سيقبل الملك بهذا؟

"حسنا, إذ افترضنا أن الملك وافق فماذا ستكون الخطة؟, أعني أنه من غير الممكن أن نعمل بنفس الخطة مرة أخرى"

قالها رامي, جيد هناك شخص يفكر معي

"حسنا نحن في الأساس عسكرنا خارج الأسوار لأننا كنا نود أن نجد أماكن لتجمع الوحوش, صح؟"

أجابني "أجل هذا صحيح ولكنـ"

قاطعته "ولكن بدلا من البحث ماذا فعلنا"

"ظللنا جالسين"

"ما رأيكم أن نبدأ بعملية إبادة لتلك الوحوش بشكل شامل"

"فكرتك غبية جداً, ماذا لو خسرنا؟"

لا زال رامي يجادلني والاثنان الباقيان يقفان كالمزهرية

"وماذا لو فزنا, حسنا في الأساس نحن لا نعلم كيف ظهرت تلك الوحوش ولا كيف وصلت لهذه الأعداد"

"لا بأس حتى لو خسرنا فمنير يمكنه العودة بالزمن وتصحيح أخطائه, أليس كذلك"

قالتها آسيا تاركتاً علامات استفهام تتجه نحوي من رامي وحازم

"ماذا تقصدين يا أسيا؟"

قلتها متظاهراً بالغباء

"أعني أنك يمكنك تصحيح الأخطاء الممكنة حدوثها بدقة كما لو أنك تعود بالزمن"

قالتها بابتسامة خبيثة

"الآن من معي في تنفيذ خطتي؟"

رفعت آسيا يدها بكل أريحية بينما رفعها حازم ورامي بشكل متوتر, في الواقع لا ألومهما فنحن على وشك القيام بحركة خطرة قد تدمر البشرية في هذا العالم أو أسوء, أن لا أستطيع العودة إلى منزلي.

لازال هناك شعور ببرودة غريبة منذ أن قتلت ذلك الشاب على الشاطئ, في العادة كنت سأرتعش أو أتردد, لكني الآن في مهمة لقتل الآلاف من الوحوش وشعور الخوف لدي خفيف جداً, أريد أن أعرف.... ما الذي حصل لي؟

2018/11/14 · 389 مشاهدة · 1033 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024