كان الأمر وكأنما أنا في أحد الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال.

لم أتوقع أن يتم الموافقة على طلبي بمجرد أنني قلت له بأني أحتاج من جنودك وجدير بالذكر أن عددهم كان فوق العشرة آلاف, لذلك لا خوف الآن على أصعب شيء في المهم-أو هذا ما أعتقده- الآن يبقى فقط العودة إلى موقعنا الأصلي ثم لنبدأ بالتقسيم.

في الواقع كان الأمر حقا يشبه الرسوم المتحركة فلقد عدنا بعدها بشكل طبيعي وبدأنا نقسم

"كم عددكم بالضبط؟"

سألت الشخص الذي كان في مقدمتهم, وقد كان يرتدي درعا يغطي كامل جسده, لكن على الأقل يمكنني القول أنه قوي البنية وكان ذا قامة طويلة.

"حوالي ثلاثة عشر ألفا وسبعمئة وعشرون"

جيد, إذن هذا يعني أن عدد من كانوا يحرسون الملك أكبر من عدد الذين كانوا يحرسون ولاية كاملة وجدير بالذكر أن الولاية مساحتها أكبر من دول كثيرة .

"ما اقتراحاتك أيها الفارس"

قلتها كنوع من المدح لكن على ما يبدوا أنه لم يفهم, وقال بصوت هادئ" أعتذر لكنني لست خبيرا في وضع الخطط والاستراتيجيات"

هل تظن أنني حتى أحب أن أكون عسكريا؟, أنا حتى تهربت من التجنيد الإجباري بواسطة, فأبي غني كما تعلمون.

"أي اقتراح قد يفيد أيها الفارس"

"ما رأيك إذن بدل أن ننتشر في كل ولاية ونبحث, أن نجتمع كلنا أعني كل الجنود ونبدأ عملياتنا من أي نقطة تريد"

اقتراح رائع, لو كنت سأعيش هنا بعد أن أنتصر لكنت عينتك كمستشاري, لكن لا بأس فأنا أود العودة.

حسناً حصل كل هذا في مدة زمنية وجيزة, أرسلت بعدها الرسل برسائل طلبت فيها أن يأتوا ويتجمعوا عند موقعي.

"حسناً, حسناً أيها القائد المخضرم من عالم آخر, أصبحت تفكر بهذا العالم أيضاً"

"المكان هنا جيد إلى حد ما لذلك أود حمايته"

في الواقع أريد أن يذهب هذا العالم إلى الجحيم لكني بالطبع لن أقول لها هذا.

"آسيا هلا قلت لي أين منير بالضبط"

"يقف أمامي هل أنت أحمق"

كان الذي يقف أمامها هو أنا

"لا أنا أعني منير الآخر الذي أشعر أنك إذا ظللت ثانية أخرى بعيدة عنه سوف تصابين بالجنون"

"في الواقع قيل لي أنه سيتم تحريره إذا قمت بإبادة نوع معين من الوحوش"

"وما هو؟"

"في الواقع قيل لي أنني سأعرفه إذا رأيته"

تبا إذن هي حمقاء بشكل تام.

"حسنا هلا أخبرتني عن قوة منير"

"ببساطة يملك قوة تفوقك خمسة آلاف ضعف على الأقل"

واو هذا مفاجئ إلى حد كبير, ما أود أن أعرفه الآن هل هو مسجون, أم ماذا أنا لا أفهم, لكنني لن أسأل, ببساطة لأنني الآن أكسل من أسأل هذا.

إذن هل هذه كل الأسئلة التي أود أن أسألها لها؟

الإجابة هي لا.

رأيت مرة على الإنترنت لوحة غير مفهومة من شكلها وبيعت بالملايين –كعادة محبي الفن الذي لا يمكن لشخص قليل البصيرة مثلي أن يفهمه- كانت تسمى بالصرخة.

كنت في العاشرة من عمري حينها, لم أستطع النوم في الليلة التي رأيتها فيها.

لسبب ما تذكرت تلك اللوحة الآن, لربما معنى ذلك هو أنني خائف أو متوتر, حسنا لا يمكنني الجزم فأنا الآن لا أتذكر لماذا كان يقف هذا الشخص المرسوم هكذا, ولا أتذكر الشرح الذي كان تحت الصورة في ذلك الموقع, لكن لا بأس لم يتبقى لي سوى شهر على الأكثر لأعود, أتساءل هل الوقت هنا كالوقت في عالمي الأصلي, لا مشكلة حتى ولو مرت ألف سنه.

الآن سأنتظر وصول تلك الكتائب وأنا أتناقش مع هؤلاء الجنود عن خطة الهجوم التي سنتبعها.

أو حتى كيف سنستطيع أن نبيدهم ونحن حتى لا نعرف كيف وجدوا, أعني أنه بالنظر إلى جثث الوحوش فلا يبدوا أنهم يملكون أعضاء تناسلية, ولا أظن أنهم يتكاثرون بالتبرعم أ, الانقسام.

كيف وجدت من الأساس سؤال مهم أيضاً.

ذهبت إلى حازم أسأله شيئا

"حازم هل تعرف كيف وجدت تلك الوحوش في العالم؟"

"حسنا, ظننت أنك قد سمعت قبلا قصة الأطفال تلك"

"حسنا كنت يتيما منذ صغري لهذا لم أسمعها قط"

"لا بأس, قيل أنها بدأت منذ ألف سنة, كان العالم طبيعياً, إلى أن حصل ومن دون سابق إنذار, وجدت الوحوش بشكلها البدائي والذي يمكنك تسميته بالشكل الأضعف, وبعدها ظلت تنتشر في العالم وظلت تقتل الناس وهي تبحث عن شيء, أو هذا ما لاحظه الذين نجو من قبضتهم, ولكن ظهر بطل كان اسمه فلوراين الأول, كان ذلك البطل كيميائي عظيم, صنع تلك الأسوار من مادة مجهولة تجعل أجساد تلك الوحوش تتحلل بمجرد لمسها"

"إذن لماذا كنا في خطر إذن طالما تلك الأسوار تحللهم"

"المشكلة ليست في الشكل الأضعف, المشكلة في التطورات الأخرى, فهي لا تتأثر بهذه المادة"

"جيد جداً, هلا أكملت القصة "

"بعد أن قام ببناء تلك الأسوار, تم تعيينه ملكاً على دولة فلورينيا ومن هنا أساسا تم اشتقاق اسم الدولة, بعدها قام بعمل القانون الذي لم يتغير حتى الآن"

"وما هو؟"

"من يرتكب جريمة يتم معاقبته برميه خارج الأسوار"

إذن فقد كان الملك الأول عديم الرحمة, حسنا أنا لم أصدق كلامه بالكامل لأنه قد كذب علي من قبل

"يا حازم, من أنت حقا؟"

قلتها له, كانت في عينه نظر استسخاف لي.

لكن ما سمعته يؤكد أنه لم يكن في تلك الولاية التي عند تلة التطور.

عندئذٍ لم يتبقى أي لي أي نوع من التصديق له ومع ذلك مازلت أثق به كحليف.

"ماذا تقصد يا منير"

"عندما كنت عند الولاية التي ادعيت أنك كنت فيها وسألتهم عنك قالو لي أن ذلك الرجل كانت زوجته حاملا ولكنه لم يكن لديه أي أولاد قبل الذي في بطن زوجته, وهنا لا يتبقى سوى شيئين فقط, إما أنهم كاذبين وإما أنك كاذب, لكن بسبب أنهم كلهم قالو نفس الشيء فهذا يعني أنك كاذب على الأرجح, في الواقع أنا فقدت قدرتي على تصديقك"

"أ...دعنيــ"

"في الواقع حتى لو فقدت قدرتي على تصديقك لكنني لم أفقد ثقتي بك, وأنا متأكد أنك فعلت هذا لسبب وجيه حتى لولم أعرفه"

"حـ.. حسنا أشكرك على ثقتك"

قالها بنوع من الارتباك الذي ناسب وجه الأطفال الذي لديه.

بعدها لم أتكلم مع أحد وبقيت صامتاً إلى أن وصلت جميع الكتائب

2018/11/14 · 430 مشاهدة · 910 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024