28 - المرة الأولى

لم أشعر بنفسي إلا بعد أن استيقظت من النوم, حسناً فالأحداث التي حصلت قبلها كانت مرهقة جداً.

كان هناك العديد من الجنود المستيقظين, حسناً... فليبدأ العمل.

ذهبت وقلت لهم أن يوقظوا ما تبقى من الجيش , بعد أن استيقظوا قالت آسيا التي لم تكن تريد الاستيقاظ نهائياً" ماذا هناك دعوني أكمل نومي"

اقتربت منها وهمست لها من بعيد بصوت قد سمعته "لم يتبقى الكثير حتى تجتمعي بحبيبك"

احمر وجهها و ابتسمت, في الواقع كانت جميلة, لكم هو محظوظ ذلك الشخص.

لا يهم, سنبدأ عملية الإبادة.

كنا نسير إلى الداخل بشكل مقوس, لا أدي ما السبب لكن جاءتني تلك الفكرة فجأة, لهذا لم لا نتبعها؟

(من منظور الكاتب)

كانوا يسيرون بشكل قوس, في تشكيلة لم يرى التاريخ مثلها في الغباء.

ومع تقدمهم إلى الأجزاء الأعمق بدأت الأشجار تختفي تدريجياً, إلى أن وصلوا إلى أرض عشبية مستوية تماماً, كانت مضيئة كأنما كانت الشمس داخل تلك المنطقة, كان عند الطرف الآخر يوجد عرش من الذهب عليه بعض النقوش البيضاء اللون.

كان هناك من يجلس على ذلك العرش.

شبيهة بالبشر ذات شعر من الأفاعي, لم تكن غير الميدوسا.

إذن اعتقاد منير أن الهايدرا هو الحاكم كان خاطئاً.

قالت ميدوسا عندما رأت منير ومن معه "إذن فقد حضرتم"

قال منير "من أنت, لا إن صح التعبير ماذا تكونين بالنسبة لتلك الوحوش؟"

"أنا ملكتهم العزيزة"

"الآن سوف أقضي عليك أيتها الوضعة"

"لماذا الإهانات, أنا لم أفعل بحقك شيئاً خاطئاً"

"لقد قتلتي العديد من الناس, لقد فقدت الكثير بسببك"

قالها فقط ليبدو رائعاً بالرغم من أنه قد بدأ يعتاد على هذا العالم, وهو الآن يتحرك وفي نيته إنقاذه من الكارثة.

"أنا لم أفعل لكم شيئاً حقاً, لربما أعزاءي الصغار هم من فعلوا هذا, حسنا فقد كانوا يبحثون عنـ"

في اللحظة التي ظهر فيها الظل في مجال عقل منير توقفت الميدوسا عن الكلام وظهرت علامات الصدمة على وجهها, ومن ثم ابتسمت بشدة وقالت "يا أعزاءي الصغار لقد وجدت ضالتكم, هجوم! "

في تلك اللحظة ظهرت العديد من الوحوش الكبيرة ذات العين الواحدة, أعتقد أن اسم هذه الأشياء هو السايكلوبس.

كان هناك العديد منها هي والأنواع الأخرى.

بدأ القتال!

أشهر منير سيفه الأبيض اللامع الذي لم يغيره منذ أن أخذه, وأخذ يقتل فيهم.

كانت آسيا تقاتل كالمجانين, لم تكن تترك أحداً حولها كانت تقتل وتقتل و تقتل.

عندما رأت الميدوسا جنودها يقتلون قررت النزول , وبدأت بتحويل كل من يحاول الاقتراب منها إلى حجارة.

عندما لاحظها منير صاح في الجنود ألا ينظروا لعينها لألا يتحولوا تماثيلا صماء من الحجارة.

وبعدها حاول قطع حاجز الوحوش الذي تكون أمامه ليسعف جنوده الواقعين في مأزق, لم يكن يفكر في شيء كهذا من قبل, لكنه علم الآن دوناً عن كل الأوقات أن الأمر لا يتعلق بإنقاذه هو فقط, فكل هؤلاء الجنود مثله, يودون العودة إلى منازلهم والعيش مع عائلاتهم بأمان, لهذا هم الآن يخاطرون بحياتهم تحت قيادة شخص لا يعرفوه.

كانت آسيا من النوع اللطيف قبل أن تأتي إلى هنا, بالرغم من أنها تظهر هذا الجانب منها من فترة لأخرى, لكنها ببساطة كانت تريد أن تكون بجانب ذلك الشخص, لكن لأي سبب؟

لا أحد يدري, ولو كنت أدري لأخبرتكم, لكن على ما يبدو أنها قد عانت من مأساتها الخاصة طوال تلك الفترة, لكنها كانت -مثل منير- تخفي ذلك تحت قناع من أي شيء.

لم تكن الميدوسا بشكلها هذا طوال الوقت منذ ولادتها, فقد كانت رجلاً بشرياً, كانت هي ذلك الرجل الذي تحول إلى وحش عند تلة التطور.

بعدها ذلك بالوحش ظل يتطور طول مدة قدرت بعشرة أعوام إلى أن وصل إلى هذا الشكل, وبشريته السابقة مكنته من التحادث مع البشر, بالرغم من أنني لا أعلم إذا أصبحت لتلك الميدوسا قصة رومانسية هل ستحب فتى بالحكم على أنها أنثى, أم أنها ستحب فتاة بما أنها كانت رجلا من قبل؟

لا يهم كل هذا الآن

اخترق منير حاجز الوحوش ذاك, وبدأ بالتقدم نحو الميدوسا بلا خوف, كيف يخاف وهو يعلم أنه إذا أصيب بلعنتها سوف يلغيها الظل على الفور.

كانت الميدوسا تقترب من آسيا المنشغلة بالقتال, وعندما لاحظ ذلك منير ركض إليها ودفعها بعيداً قبل أن تلتفت, يجب أن تبقى لتنقذ العالم برفقة حبيبها ذاك, قالت أنه أقوى من منير, إذن هذا يعني أنه الأقوى على الإطلاق.

كان منير يتذكر حوارهما الأخير قبل أن تهجم الوحوش عليهم وقبل أن يخونه حازم.

"آسيا بما أننا اقتربنا من النهاية فأريد إخبارك شيئاً"

"ماذا هناك يا منير؟"

"أعرف أن هذا غريب وقد يبدو مجنونا, لكن علي قول هذا لكي أرتاح, آسيا أنا أحبك"

"ماذا؟" قالها متعجبة

"حسنا بالرغم من أنني أعرف الإجابة مسبقاً لكن هلا أخبرتني بها كي أريح نفسي"

"كما تريد, أنا أرفض اعترافك, فببساطة حبك من طرف واحد, وأنا أحب شخصاً آخر لهذا أنا آسفة حقاً"

"لا بأس, أنا الآن قد ارتحت نفسياً لتلك المواجهة الأخيرة, فلتحاربي جيداً يا آسيا"

"أجل"

كان منير يبتسم بالرغم من أنه رفض للتو.

إذا سألتموني لما قد يتذكر أحد هذه الذكرى فسأقول لكم

لقد أصيب منير باللعنة وهو الآن تمثال حجري, كانت تخميناته خاطئة!

سمع صوتاً في رأسه يقول له بأسف "لقد خسرت"

وهكذا خسر منير للمرة الأولى

___________________________________________________________

وهكذا كانت نهاية الآرك الأول من الرواية.

أعطوني آراءكم بالآرك الأول , واقتراحاتكم للآرك القادم بعنوان (الجحيم)

وإلى اللقاء :)

2018/11/16 · 477 مشاهدة · 809 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024